بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
أما بعد:
فإن بعض الناس يسيئون الظن بالمرأة و يعتبرونها مصدر كل بلاء و فتنة و يقولون إذا حدثت حادثة أو نزلت كارثة فتّش عن المرأة ، بل يقولون إنها هي سبب كل ما عانته و تعانيه البشرية من عهد أبي البشر آدم إلى اليوم، لأنها التي حرّضته على الأكل من الشجرة حتى أخرج من الجنة و جرى عليه و علينا ما كان من معاناة و شقاء .
للأسف إنهم يستدلون على بعض ما يدعون ببعض النصوص الدينية التي ربما لم تكن صحيحة و ربما لو صحت فهموها على غير وجهها مثل ما ورد في بعض الأحاديث من التحذير من فتنة النساء و قوله صلى الله عليه و سلم (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجل من النساء )).
فما المراد بهذا الحديث و أمثاله مما يذكره البعض أحيانا فيستغله قوم في الإساءة إلى المرأة و يستغله آخرون في الإساءة إلى الإسلام الذي يتهمونه زورا بأنه قسا على المرأة و ربما جار عليها؟
و قالوا إن صوتها كوجهها عورة و صلاحها أن تظل حبيسة الدار إلى الموت!
مع أننا نعتقد أنه لا يوجد دين كالإسلام أنصف المرأة و رعاها و كرمها و أعطاها حقوقها.
فيجب علينا أن نبين هذا الشئ بمفهومه الصحيح الذي لا عوج فيه و لا التباس.
نقول مستعينين بالله أنه لا توجد قضية التبس فيها الحق بالباطل و اختلط فيه الصواب بالخطأ مثل قضية المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية.
فقد كرم الإسلام المرأة و حماها إنسانا، و أنثى، و بنتا، و زوجة، و أما.
كرم الإسلام المرأة إنسانا حيت اعتبرها مكلفة مسئولة كاملة المسؤولية و الأهلية كالرجل مجزية بالثواب و العقاب مثله حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل و المرة معا حيث قال الله لآدم و زوجته (( اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ))
و مما يجب أن ننبه عليه هنا أن الإسلام ليس في شئ من نصوصه الثابتة في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص يحمل المرأة تبعة إخراج آدم من الجنة و شقاء ذريته من بعده كما جاء في " أسفار العهد القديم "، بل القرآن يؤكد أن آدم هو المسئول الأول (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما)) ، (( و عصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ))
و لكن بعض المسلمين للأسف الشديد ظلموا المرأة ظلما كبيرا و جاروا على حقوقها و حرموها مما قرره الشرع لها.
و العجيب أن كثيرا مما وقع عليها من ظلم وقع باسم الدين وهو منه براء.
و لقد نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن النساء (( شاوروهن وخالفوهن )) وهو حديث ضعيف موضوع لا قيمة له و لا وزن من الناحية العلمية.
هذا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور زوجته أم سلمة في أمر من أهم أمور المسلمين و أشارت عليه فأخذ برأيها راضيا و كان فيه الخير و البركة.
و قالوا فيما قالوا: إن صوت المرأة عورة فلا يجوز لها أن تتكلم مع رجل غير زوجها أو محرمها لأن صوتها بطبيعته الناعم يغري بالفتنة و يوقظ في القلب الشهوة.
و سألناهم عن الدليل فلم نجد لهم دليلا يعول عليه و يستند إليه.
فهل جهل هؤلاء أن القرآن أجاز سؤال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب رغم التغليظ في أمرهن حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن؟؟ و مع هذا قال الله تعالى (( و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) و السؤال يقتضي جوابا وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين حيث كن يفتين من استفتاهن و يروين الأحاديث لمن يريد ذلك.
وقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم في حضرة الرجال و لم تجد في ذلك حرجا و لم يمنعها النبي صلى الله عليه وسلم.
و قد ردت المرأة على عمر رأيه وهو يخطب على المنبر فلم ينكر عليها بل اعترف بخطئه و قال (( كل الناس أفقه من عمر )).
كل ما يمنع هنا هو التكسر و التميع في الكلام الذي يراد به إثارة الرجل و إغراؤه.
و من الأحاديث التي أساءوا فهمها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))فقد توهموا و أوهموا أن الفتنة هنا تعني أنهن شر و نقمة أو مصيبة يبتلى بها الإنسان كما يبتلى بالفقر و المرض و الجوع و الخوف و غفلوا عن شئ مهم وهو أن الإنسان إنما يفتن بالنعم أكثر مما يفتن بالمصائب و قد قال تعالى (( و نبلوكم بالشر و الخير فتنة ))و قال في حق الأموال و الأولاد (( إنما أموالكم و أولادكم فتنة )) و فتنتها أنها تلهي الإنسان عن واجبه نحو ربه.
و كما يخاف على الناس أن يفتنوا بالأموال و الأولاد يخاف عليهم أن يفتنوا بالنساء يفتنوا بهن زوجات يثبطنهم عن البذل و الجهاد و يفتنوا بهن إذا أصبحن أدوات للإثارة و تحريك الشهوات و تأجيج نيران الغرائز في صدور الرجال وهذا هو الخطر الأكبر الذي يخشى من ورائه تدمير الأخلاق و تلويث الأعراض و تفكيك الأسر و الجماعات.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
أما بعد:
فإن بعض الناس يسيئون الظن بالمرأة و يعتبرونها مصدر كل بلاء و فتنة و يقولون إذا حدثت حادثة أو نزلت كارثة فتّش عن المرأة ، بل يقولون إنها هي سبب كل ما عانته و تعانيه البشرية من عهد أبي البشر آدم إلى اليوم، لأنها التي حرّضته على الأكل من الشجرة حتى أخرج من الجنة و جرى عليه و علينا ما كان من معاناة و شقاء .
للأسف إنهم يستدلون على بعض ما يدعون ببعض النصوص الدينية التي ربما لم تكن صحيحة و ربما لو صحت فهموها على غير وجهها مثل ما ورد في بعض الأحاديث من التحذير من فتنة النساء و قوله صلى الله عليه و سلم (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجل من النساء )).
فما المراد بهذا الحديث و أمثاله مما يذكره البعض أحيانا فيستغله قوم في الإساءة إلى المرأة و يستغله آخرون في الإساءة إلى الإسلام الذي يتهمونه زورا بأنه قسا على المرأة و ربما جار عليها؟
و قالوا إن صوتها كوجهها عورة و صلاحها أن تظل حبيسة الدار إلى الموت!
مع أننا نعتقد أنه لا يوجد دين كالإسلام أنصف المرأة و رعاها و كرمها و أعطاها حقوقها.
فيجب علينا أن نبين هذا الشئ بمفهومه الصحيح الذي لا عوج فيه و لا التباس.
نقول مستعينين بالله أنه لا توجد قضية التبس فيها الحق بالباطل و اختلط فيه الصواب بالخطأ مثل قضية المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية.
فقد كرم الإسلام المرأة و حماها إنسانا، و أنثى، و بنتا، و زوجة، و أما.
كرم الإسلام المرأة إنسانا حيت اعتبرها مكلفة مسئولة كاملة المسؤولية و الأهلية كالرجل مجزية بالثواب و العقاب مثله حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل و المرة معا حيث قال الله لآدم و زوجته (( اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ))
و مما يجب أن ننبه عليه هنا أن الإسلام ليس في شئ من نصوصه الثابتة في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص يحمل المرأة تبعة إخراج آدم من الجنة و شقاء ذريته من بعده كما جاء في " أسفار العهد القديم "، بل القرآن يؤكد أن آدم هو المسئول الأول (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما)) ، (( و عصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى ))
و لكن بعض المسلمين للأسف الشديد ظلموا المرأة ظلما كبيرا و جاروا على حقوقها و حرموها مما قرره الشرع لها.
و العجيب أن كثيرا مما وقع عليها من ظلم وقع باسم الدين وهو منه براء.
و لقد نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شأن النساء (( شاوروهن وخالفوهن )) وهو حديث ضعيف موضوع لا قيمة له و لا وزن من الناحية العلمية.
هذا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور زوجته أم سلمة في أمر من أهم أمور المسلمين و أشارت عليه فأخذ برأيها راضيا و كان فيه الخير و البركة.
و قالوا فيما قالوا: إن صوت المرأة عورة فلا يجوز لها أن تتكلم مع رجل غير زوجها أو محرمها لأن صوتها بطبيعته الناعم يغري بالفتنة و يوقظ في القلب الشهوة.
و سألناهم عن الدليل فلم نجد لهم دليلا يعول عليه و يستند إليه.
فهل جهل هؤلاء أن القرآن أجاز سؤال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب رغم التغليظ في أمرهن حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن؟؟ و مع هذا قال الله تعالى (( و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) و السؤال يقتضي جوابا وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين حيث كن يفتين من استفتاهن و يروين الأحاديث لمن يريد ذلك.
وقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم في حضرة الرجال و لم تجد في ذلك حرجا و لم يمنعها النبي صلى الله عليه وسلم.
و قد ردت المرأة على عمر رأيه وهو يخطب على المنبر فلم ينكر عليها بل اعترف بخطئه و قال (( كل الناس أفقه من عمر )).
كل ما يمنع هنا هو التكسر و التميع في الكلام الذي يراد به إثارة الرجل و إغراؤه.
و من الأحاديث التي أساءوا فهمها ما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ))فقد توهموا و أوهموا أن الفتنة هنا تعني أنهن شر و نقمة أو مصيبة يبتلى بها الإنسان كما يبتلى بالفقر و المرض و الجوع و الخوف و غفلوا عن شئ مهم وهو أن الإنسان إنما يفتن بالنعم أكثر مما يفتن بالمصائب و قد قال تعالى (( و نبلوكم بالشر و الخير فتنة ))و قال في حق الأموال و الأولاد (( إنما أموالكم و أولادكم فتنة )) و فتنتها أنها تلهي الإنسان عن واجبه نحو ربه.
و كما يخاف على الناس أن يفتنوا بالأموال و الأولاد يخاف عليهم أن يفتنوا بالنساء يفتنوا بهن زوجات يثبطنهم عن البذل و الجهاد و يفتنوا بهن إذا أصبحن أدوات للإثارة و تحريك الشهوات و تأجيج نيران الغرائز في صدور الرجال وهذا هو الخطر الأكبر الذي يخشى من ورائه تدمير الأخلاق و تلويث الأعراض و تفكيك الأسر و الجماعات.