كرم المجلس الأعلى للغة العربية هذا
الثلاثاء بالجزائر العاصمة وزير الاتصال الأسبق الأمين بشيشي في حفل أجمع
فيه أصدقاؤه و رفقاؤه على كونه شخصية وطنية جمعت بين السياسة و الفن و
التربية و أعطت الكثير للوطن.
واعتبر رئيس المجلس محمد العربي ولد خليفة في حفل تكريم الأمين بشيشي ضمن
منبر دوري بعنوان “شخصية و مسار” دأب المجلس على تنظيمه أن هذه المناسبة
“لا تقتصر فقط على تكريم شخصية متميزة لها بصمات في كل القطاعات التي ساهم
فيها أو أشرف عليها بل يتجاوز ذلك الى التواصل بين الاجيال و تعريف شبابنا
بتجربة رجال مهدوا الطريق بالموهبة و الجد و الكد و أنتجوا قيمة مضافة
ينبغي تقييمها و تثمينها و إثراؤها”.
وبعد أن أعطى لمحة عن مسيرة الأستاذ بشيشي الحافلة بالانجازات من عهد
طفولته الى غاية اعتلائه مناصب مرموقة في الدولة الجزائرية و ذكر بالمرض
الذي شفي منه مؤخرا أكد ولد خليفة أنه “ريشة تعزف على عوده أعذب الألحان و
قلم يكتب بسلاسة و إتقان”.
وأضاف أن الوزير الأسبق المحتفى به قدم
“للمكتبة الجزائرية و العربية مؤلفات مرجعية و غير مسبوقة من بينها أناشيد
للوطن و أنشودات تربوية كما أبدع في موسيقى الأوبرا و موسيقى عدة أفلام”
أهمها الموسيقى التصويرية لفيلم الحريق للمخرج مصطفى بديع و لحن للبرنامج
الموجه للاطفال “الحديقة الساحرة”.
و من ناحيته تحدث المجاهد عبد الحميد مهري
و رفيق الأمين بشيشي في صفوف الدراسة في جامع الزيتونة (تونس) عن شخصيته
الملتزمة و الثورية قائلا “تبنى الإلتزام بالكفاح من أجل استقلال البلاد من
خلال فن المسرح الذي مارسه رفقة الطلبة” و تابع “شخصيته البارزة الملتزمة
كانت من أهم السمات التي ساعدته على خوض مسرحية الحياة”.
أما صديق الأستاذ بشيشي نائب رئيس جمعية
العلماء المسلمين الأستاذ عمار طالبي فأكد أنه “يستحق التكريم لانه خدم
اللغة العربية بفصاحته و أناشيده التي تزرع حب الوطن في نفوس الناشئة”.
و سلط عدد آخر من رفقاء درب الأستاذ
الأمين بشيشي الضوء على عدة جوانب من حياته أهمها محطة الكفاح السياسي في
صفوف الحركة الوطنية قبل و بعد ثورة التحرير الوطني.
و بعد تسلمه لشهادة تقدير من المجلس الأعلى للغة العربية عاد الأستاذ
بشيشي بذاكرته الى ايام طفولته و مراحل حياته الاولى بحيث تحدث بحنين عن
علاقته مع والدته و والده الذي كان إماما متعلما وجهه الى طلب العلم و غرس
فيه حب اللغة العربية و الوطن.
و يعتبر السيد بشيشي من مواليد 1927 ببلدة
سدراتة (سوق اهراس) وتابع الدراسة الابتدائية في المدرسة الكولونيالية و
سافر مع مجموعة من زملائه عام 1941 الى تبسة ليتتلمذ على يد العربي التبسي و
السعيد الزموشي و رحل الى تونس في 1942 لمواصلة الدراسة بالزيتونة.
اعتلى بعد الاستقلال عدة مناصب أهمها
مستشار لقضايا النشاط الثقافي المدرسي بوزارة التربية الوطنية و عين امينا
عاما لوزارة الثقافة في 1982 و تراس المديرية العامة للاذاعة الوطنية ما
بين 1991 و 1995 ثم عين وزيرا للاتصال كما عمل في السلك الدبلوماسي.
