[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تمر اليوم 20 مارس 2010 الذكرى السابعة
لبداية حرب الخليج الثالثة، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بمساعدة عدد من الدول العربية، وذلك
في أكبر حملة عسكرية من العدة والعدد والهالة الإعلامية التي قامت على
تضخيم عدد من القضايا الكاذبة والمفبركة في دهاليز المراكز الاستخباراتية
المتعددة.
وبالعودة قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى الأيام التي سبقت الغزو أو رافقته،
يجد الناظر نفسه ميالا للركون قليلا إلى الذهول الصامت أمام هول حدث لا
تزال بقايا صوره شاخصة في الأعماق، متشحة بشيء من الحزن والأسى المتقطع على
شيء أوسع من أن تحتويه العبارة، أو تحتويه لغات العالم أجمع.
غير أن الوعي يرفض الانسياق وراء الصمت، ينتحي في وجهة الوعي بمساءلة
الحدث، وقراءته وتصنيفه على نحو من الإدراك بالحيثيات المحيطة، سواء كان
ذلك على المستوى التعبوي السياسي والقانوني، أو على المستوى العسكري
التكتيكي، أو على المستوى العراقي الداخلي/ الخارجي، أو على المستوى
الدولي، ذلك القاعدة العامة في قراءة الأحداث وتحليلها، أنما يجب أن تنطلق
من قراءة للسياق الدولي العام، الذي كان من بين تداعياته احتلال العراق،
ونقلها في وجهة مهولة، كن من نتائجها مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
أولا:
السياق الدولي العام لحرب الخليج الثالثة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من الأحداث الدولية الرئيسة التي هي على
صلة مباشرة بما آل إليه العراق بعدها، نكتة (مروحة) الحادي عشر من سبتمبر
2001 التي اتخذت منها حكومة جورج بوش الابن مطية الانطلاق نحو الاستثمار في
مأساة الملايين من الذين لا حول لهم ولا قوة، تحت شعارات خرافية من قبيل
(الاسلاموفوبيا) و(دول محور الشر) و(أمن الولايات المتحدة الأمريكية)
وخرافة (أسلحة الدمار الشامل) التي لم يعثر عليها حتى يومنا هذا، بالإضافة
إلى اتخاذ من مفهوم الأقليات المضطهدة، وحقوق الإنسان موضوعين أسالا الكثير
من اللغط الإعلامي الموجه والتي كانت من نتائجها أن تحولت الولايات
المتحدة العسكرية الحدود العراقية تمهيدا لبداية مشهد دموي أعلن عنه في 20
العشرين من شهر مارس من العام 2003، حيث بدأت عملية غزو العراق تحت تسمية
ائتلاف الراغبين، الذي ضم في طياته جبهات داخلية في العراق تم الاتصال بها
من خلال بعض دول الجوار، إلى جهات شيعية وسنية من العرب والأكراد، وقد شكلت
القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98 بالمائة من هذا الائتلاف.
ثانيا:
الإدارة الأمريكية وقضية الحرب
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من
نجاح النسبي في أفغانستان عملت أمريكا على تبريق مقولة أن الوقت مناسبا
لتبرير نشاط عسكري ذي إسناد عالمي وكافي لإزالة مصادر الخطر على أمن
واستقرار العالم في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ضرورة نشر الفكر
الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، وهو العمل الذي برز بموجبه التصميم على
الإطاحة بحكومة صدام حسين أكثر وضوحا منذ بداية العام 2002.
وخلال هذه الأثناء عملت الولايات المتحدة إقناع الرأي العام الوطني
والعالمي بشرعية الحرب، مستعملة في ذلك عدد من التبريرات، وفي مقدمتها
امتناع حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن تطبيق قرار الأمم المتحدة
رقم 19، والقاضي بإعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل،
عدم سماحها، أيضا، للجان تفتيش الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق،
بالإضافة إلى امتلاكها لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات “إرهابية” أخرى
تشكل خطرا على أمن واستقرار العالم.
1
. موضوع السلاح
شكل موضوع امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، من أهم التبريرات التي
حاولت الإدارة الأمريكية، وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في
دهاليز الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وخلال هذه الأثناء صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس إن فريقه
لم يعثر على أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، ولكنه عثر على صواريخ يفوق
مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام
1991.
وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد وافق صدام حسين
ومحاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس.
بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي
كتب تقريرا سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003، نص فيه: إنه لم
يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية، وأضاف ديفد كي في
استجواب له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي: إن بتصوري نحن جعلنا الوضع في
العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.
وفي جوان 2004، خرج بيل كلنتون في سابقة نادرة الحدوث بين رؤساء أمريكا
المتعاقبين، أنتقد في مقابلة له، نشرت في مجلة تايمز Time Magazine جورج
بوش بالقول: إنه كان من الأفضل التريث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال
فريق هانز بليكس لمهامه في العراق.
كلينتون لم يصبر طويلا أن آتاه رد خليفة بوش على رأس عرش الولايات المتحدة ،
فقد خرج هذا الأخير في 2 أوت 2004 بالتصريح الآتي:…حتى لو كنت أعرف قبل
الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق، فاني كنت سأقوم
بدخول العراق، وبعد خمسة أشهر من ذلك ، وبالضبط في
في 12 جانفي 2005 قرر يوش بذاته حل فرقة التفتيش بعد فشلها في العثور على
أسلحة محظورة.
2.العلاقة بالقاعدة
من القضايا التي وظفها الجمهوريون في تبرير الحرب، هو اتهامهم المباشر
لصدام بضلوعه في أحداث 11 سبتمبر، مستندين في ذلك على عدد من المزاعم
الواهية مفادها: إن 6 من منفذي أحداث 11 سبتمبر ومن ضمنهم محمد عطا قد
التقوا عدة مرات مع أفراد في المخابرات العراقية في أحد الدول الأوروبية،
وإن هناك معسكرا لتنظيم القاعدة في منطقة (سلمان باك) جنوب العاصمة بغداد.
والواضح حسب ما ذهبت روج في بعض الوسائط الإعلامية أن هذه المزاعم سوقتها
المخابرات الأمريكية اتكاء على أقوال معارضين عراقيين منتمين إلى حزب
المؤتمر الوطني العراقي المعارض بزعامة أحمد الجلبي، ذلك ما قال به تقرير
صدر 29 جويلية 2004 عن هيئة شكلها من قبل مجلس الشيوخ لتقصي حقيقة الأمر،
حيث نص أنه بعد جهود حثيثة من الهيئة لم يتم التوصل إلى دليل ملموس على
ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة، وهو ما أكده كولن باول في سبتمبر 2005 ،
حيث نفى وجود أي علاقة بين الطرفين.
وقد أورت المنابر الإعلامية المتابعة للشأن العراقي ، فيما بعد عددا من
الأسماء التي اتكأت عليها المخابرات الأمريكية في الربط بين علاقة صدام
بالقاعدة، منهم أحد مساعدي أحمد الجلبي، وابن الشيخ الليبي أحد قياديي
القاعدة الذي تم أسرة وقام بتقديم معلومات عن ارتباط حكومة العراق مع تنظيم
القاعدة، والذي تراجع عن أقواله فيما بعد، وصرح أن معلوماته الأولية كانت
خاطئة، محمد منصور شهاب، مهرب أسلحة، زعم عند إلقاء القبض عليه في أحد
صفقات بيعه أسلحة غير قانونية، إنه قام بتهريب السلاح من العراق إلى تنظيم
القاعدة، وعباس الجنابي، الذي كان معاونا شخصيا لعدي صدام حسين، قبيل أن
يحصل على حق اللجوء السياسي بالمملكة المتحدة، حيث – حسب التقارير
الإعلامية – زعم أن هناك معسكرا لتدريب أعضاء منظمة القاعدة في منطقة
(سلمان باك) قرب العاصمة بغداد، ولكن بعد سقوط بغداد تم اكتشاف أن المكان
المذكور كان مجمعا للفلسطينيين الساكنين في العراق.
ثالثا:
المعارضون للحرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم تكن تنزل الحجج الأمريكية بخصوص
المبررة لغزو العراق في زاوية إقناع الرأي العام الدولي الذي سارع بالتعبير
عن رفضه لها ، وإزاء ذلك برز في داخل أمريكا وفي خارجها تيار مناهض،ضم في
فصائله حتى أولئك المعارضين لحكم صدام حسين .
وخلال الحملة التي شنها الجمهور الرافض للحرب ، حاول الجميع في نفي الأسباب
الموضوعية التي أدعتها الإدارة الأمريكية، مستغربين شبهة علاقة صدام
بالقاعدة، ووجود أسلحة الدمار الشامل.
وحاول المناهضون كشف النوايا الخبيثة لدى الإدارة الأمريكية، التي لا هدف
تسعى إليه – حسبهم – الهيمنة على سوق النفط العالمية، ودعم الدولار
الأمريكي الذي كان صدام حسين قد أصدر قرارا في العام 2000، يقضي بإبداله
باليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي. كما كشفوا النوايا الأمريكية
الساعية إلى السيطرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، بالإضافة
المصالح الشخصية لبعض شركات الأعمال وشركات الدفاع الكبرى في أمريكا، التي
يشكل أصحابها الإطار المالي والسياسي للجمهوريين، والذين نالوا دعما قويا
في الشارع الأمريكي إبان أحداث سبتمبر 2001، كما ربط المناهضون موضوع الحرب
بالانتقام شخصي لجورج و بوش من صدام حسين، بالإضافة إلى طموحه إلى انجاز
المهمة التي لم يكملها والده.
رابعا:
الشرعية القانونية للحرب
قبيل بدأ الحملة العسكرية حاولت الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة الحصول على تشريع دولي للحملة العسكرية من خلال
الأمم المتحدة، ولكن هذه المحاولات فشلت، بعد تقديمها تقريرا لمجلس الأمن ،
استندت فيه على معلومات قالت أنها استخباراتية تزعم امتلاك العراق لأسلحة
دمار شاملة، وهو ما نفته الحكومة العراقية هذه المزاعم بصورة متكررة. ولأن
إعلان الحرب وفقا للدستور الأمريكي هو من صلاحيات الكونغرس لا صلاحيات
الرئيس، فإن جورج بوش استطاع في 3 أكتوبر 2003 الحصول على موافقة الكونغرس
بعد معارضة شديدة لأعضاء للديمقراطيين في الكونغرس.
موازاة مع ذلك أصدر مجلس الأمن، صدر قرارا بالإجماع يحمل الرقم 1441، يدعو
إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق، ويشير إنه في حالة رفض
العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل عواقب وخيمة، دون أن بشير إلى
كلمة استعمال القوة، ولم يكن في تصور الدول يومئذ أن العواقب الوخيمة كانت
محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية، وهو ما أصرت
على رفضه البلدان روسيا والصين وفرنسا ، بالإضافة إلى كوفي عنان .
وبرأي المحللين فإن الحملة العسكرية كانت مخالفة للبند الرابع من المادة
الثانية للقوانين الدولية والتي تنص على أنه “لا يحق لدولة عضو في الأمم
المتحدة من تهديد أو استعمال القوة ضد دولة ذات سيادة لأغراض غير أغراض
الدفاع عن النفس، وهو ما برز في 28 أفريل 2005، حيث اصدر وزير العدل
البريطاني مذكرة نصت على أن أي حملة عسكرية هدفها تغيير نظام سياسي هو عمل
غير مشروع.
خامسا:
الحرب
1.قبل
بدء الغزو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
استطاعت الولايات المتحدة الحصول على
التأييد لحملتها لغزو العراق من 49 دولة، وكان هذا الائتلاف يعرف “بائتلاف
الراغبين”، ولكن هذا الائتلاف لم يكن قويا كائتلاف حرب الخليج الثانية،
حيث كانت 98 بالمائة من القوات العسكرية هي قوات أمريكية وبريطانية، ووصل
العدد الإجمالي لجنود الائتلاف 300،884 وكانوا موزعين كالتالي:
*** الولايات المتحدة الأمريكية 250.000 (83 بالمائة )
*** المملكة المتحدة 45،000 (15 بالمائة )
*** كوريا الجنوبية 3،500 (1.1 بالمائة )
*** أستراليا 2،000 (0.6 بالمائة )
*** الدانمارك 200 (0.06 بالمائة )
*** بولندا 184 (0.06 بالمائة )
كما ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى “غير قتالية”، وكان هناك دعم
ضئيل من قبل الرأي العام في معظم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة،
فعلي سبيل المثال في اسبانيا أظهرت استطلاعات الرأي أن بالمائة 90 من
الأسبان لا يؤيدون الحرب.
بدأت تظاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول العربية إضافة إلى كندا
وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان والهند
وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك.
كما أعلن وزير الخارجية السعودية أن السعودية لن تسمح باستخدام قواعدها
للهجوم على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء وأعربت الجامعة العربية
ودول الاتحاد الأفريقي معارضتها لغزو العراق
2. الغزو
في 20 مارس 2003 وفي الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش، أي بعد انقضاء 90
دقيقة على المهلة التي أعطاها جورج و. بوش لصدام حسين ونجليه بمغادرة
العراق، سمعت دوي انفجارات في بغداد، وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكي
أنه اصدر أوامره لتوجيه “ضربة الفرصة” الذي علم فيما بعد أنه كانت ضربة
استهدفت منزلا كان يعتقد أن صدام حسين متواجد فيه.
واعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجأة، فكان التوقع السائد هو
أن تسبق الحملة البرية حملة جوية، كما حدث في حرب الخليج الثانية، فكان
عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في آن واحد، وبصورة سريعة جدا أطلقت
عليها تسمية “الصدمة والترويع” Shock and Awe، وكان الاعتقاد السائد لدى
الجيش الأمريكي أنه باستهداف القيادة العراقية والقضاء عليها فإن الشعب
العراقي سوف ينظم للحملة، وسوف يتم تحقيق الهدف بأقل الخسائر الممكنة.
وبعد ثلاثة أسابيع سقطت الحكومة العراقية، وخوفا من تكرار ما حدث في حرب
الخليج الثانية من إشعال للنيران في حقول النفط قامت القوات البريطانية
بإحكام سيطرتها على حقول نفط الرميلة، وأم والفاو بمساعدة القوات
الأسترالية.
وتوغلت الدبابات الأمريكية في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية في
طريقها تجنبا منها لحرب المدن.
في 27 مارس 2003 أبطات العواصف الرملية التقدم السريع للقوات الأمريكية،
وواجهت القوات الأمريكية مقاومة شرسة من الجيش العراقي بالقرب من منطقة
الكفل الواقعة بالقرب من النجف والكوفة، وأثناء هذه الأحداث في وسط العراق،
وبعد أن تصور جميع المراقبين إن الجنوب العراقي أصبحت تحت سيطرة القوات
البريطانية، نقلت شاشات التلفزيون مشاهدا لمقاومة شرسة في أقصى الجنوب
بالقرب من ميناء أم قصر، وتم أيضا اطلاق صاروخ من تلك المنطقة على الأراضي
الكويتية.
وحاصرت القوات البريطانية مدينة البصرة لأسبوعين قبل أن تستطيع اقتحامها،
حيث كان التعويل على أن الحصار كفيل بإضعاف معنويات الجيش وفدائيي صدام مما
سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث انتفاضة جماهيرية من قبل سكان المدينة،
لكن هذا التعويل لم يكن مثمرا واستطاعت القوات البريطانية اقتحام المدينة
بعد معركة عنيفة بالدبابات، اعتبرت اعنف معركة خاضتها القوات المدرعة
البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، وتم السيطرة على البصرة في 27 مارس
بعد تدمير 14 دبابة عراقية، وفي 9 أفريل انهارت القوات العراقية في مدينة
العمارة.
في هذه الأثناء وفي شمال العراق قامت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية
بإنزال بالمظلات في شمال العراق، لان البرلمان التركي لم يسمح باستعمال
الأراضي التركية لدخول العراق، وقامت هذه القوات الخاصة وإسناد من القوة
الجوية الأمريكية، وبدعم معلوماتي من الأحزاب الكردية بدك معاقل حزب أنصار
الإسلام.
3. سقوط بغداد
بعد ثلاثة أسابيع من بداية الحملة بدأت القوات الأمريكية تحركها نحو بغداد،
وكان التوقع الأولي أن تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم
بحرب شوارع في بغداد بإسناد من القوة الجوية الأمريكية.
في 5 أفريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية، وعددها 29 دبابة و 14
مدرعة نوع برادلي (Bradley Armored Fighting Vehicles) بشن هجوم على مطار
بغداد الدولي، وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي
التي كانت تدافع عن المطار، كما قوبلت بعدد من العمليات الانتحارية، ومنها
عمليتان قامتا بهما سيدتان عراقيتان كانتا قد أعلنتا عن عزمهما بالقيام
بأحد العمليات الاستشهادية من على شاشة التلفاز العراقي.
في 7 أفريل 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري،
واستطاعت من تثبيت موطأ قدم لها في القصر، وبعد ساعات من هذا حدث انهيار
كامل لمقاومة الجيش العراقي، ولا تزال تفاصيل معركة المطار وانهيار مقاومة
الجيش غير معروفة..
في 9 أفريل 2003 أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق،
ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون الإطاحة بتمثال للرئيس
العراقي صدام حسين في وسط ساحة أمام فندق الشيراتون، والتي قاموا بها
بمساعدة من ناقلة دبابات أمريكية، وقام المارينز بوضع العلم الأمريكي على
وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقي فيما بعد، بعد أن أدركوا أن للأمر رموزا
ومعاني قد تثير المشاكل.
بعد سقوط بغداد في 9 أبريل 2003، دخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك في 10
أفريل وتكريت في 15 أفريل 2003.
وتولى القائد العسكري الأمريكي تومي فرانكس قيادة العراق في تلك الفترة
باعتباره القائد العام للقوات الأمريكية قبل أن يستقيل في ماي 2003 ليصرح
في أحد المقابلات مع صحيفة الدفاع الأسبوعي Defense Week، إنه تم بالفعل
دفع مبالغ لقيادات الجيش العراقي أثناء الحملة الأمريكية وحصار بغداد
للتخلي عن مراكزهم القيادية في الجيش.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سادسا: الخسائر البشرية
حسب الأرقام التي قدمتا وكالات مختلفة بتواريخ مختلفة كما الأتي:
عدد القتلى من المدنيين غير العراقيين، الذين ثبت وفاتهم بوثائق شهادة
الوفاة: 90,149 حسب إحصائيات 2008
عدد القتلى من المدنيين العراقيين بدون وثائق شهادة الوفاة:52142.
عدد القتلى من القوات الأمريكية: 4000 حسب إحصائيات مارس 2008.
عدد الجرحى من القوات الأمريكية: 24314 فردا.
عدد القتلى من القوات الأخرى:
*** المملكة المتحدة: 140 قتيلا .
*** إيطاليا: 33 قتيلا .
*** اوكرانيا: 18 قتيلا.
*** بولندا: 17 قتيلا.
*** بلغاريا: 13 قتيلا.
*** اسبانيا: 11 قتيلا .
*** دانمارك: 6 قتيلا.
*** أستراليا: 2 قتيلا.
وقد أشارت دراسة مسحية أجرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية المرموقة إلى
أن 655000 عراقي قتلوا منذ بداية الغزو الأمريكي في 19 مارس 2003، وحتى 11
أكتوبر 2006، وقالت الأمم المتحدة أن نحو 34000 عراقي قتلوا خلال عام 2006
فقط .
تمر اليوم 20 مارس 2010 الذكرى السابعة
لبداية حرب الخليج الثالثة، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بمساعدة عدد من الدول العربية، وذلك
في أكبر حملة عسكرية من العدة والعدد والهالة الإعلامية التي قامت على
تضخيم عدد من القضايا الكاذبة والمفبركة في دهاليز المراكز الاستخباراتية
المتعددة.
وبالعودة قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى الأيام التي سبقت الغزو أو رافقته،
يجد الناظر نفسه ميالا للركون قليلا إلى الذهول الصامت أمام هول حدث لا
تزال بقايا صوره شاخصة في الأعماق، متشحة بشيء من الحزن والأسى المتقطع على
شيء أوسع من أن تحتويه العبارة، أو تحتويه لغات العالم أجمع.
غير أن الوعي يرفض الانسياق وراء الصمت، ينتحي في وجهة الوعي بمساءلة
الحدث، وقراءته وتصنيفه على نحو من الإدراك بالحيثيات المحيطة، سواء كان
ذلك على المستوى التعبوي السياسي والقانوني، أو على المستوى العسكري
التكتيكي، أو على المستوى العراقي الداخلي/ الخارجي، أو على المستوى
الدولي، ذلك القاعدة العامة في قراءة الأحداث وتحليلها، أنما يجب أن تنطلق
من قراءة للسياق الدولي العام، الذي كان من بين تداعياته احتلال العراق،
ونقلها في وجهة مهولة، كن من نتائجها مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
أولا:
السياق الدولي العام لحرب الخليج الثالثة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من الأحداث الدولية الرئيسة التي هي على
صلة مباشرة بما آل إليه العراق بعدها، نكتة (مروحة) الحادي عشر من سبتمبر
2001 التي اتخذت منها حكومة جورج بوش الابن مطية الانطلاق نحو الاستثمار في
مأساة الملايين من الذين لا حول لهم ولا قوة، تحت شعارات خرافية من قبيل
(الاسلاموفوبيا) و(دول محور الشر) و(أمن الولايات المتحدة الأمريكية)
وخرافة (أسلحة الدمار الشامل) التي لم يعثر عليها حتى يومنا هذا، بالإضافة
إلى اتخاذ من مفهوم الأقليات المضطهدة، وحقوق الإنسان موضوعين أسالا الكثير
من اللغط الإعلامي الموجه والتي كانت من نتائجها أن تحولت الولايات
المتحدة العسكرية الحدود العراقية تمهيدا لبداية مشهد دموي أعلن عنه في 20
العشرين من شهر مارس من العام 2003، حيث بدأت عملية غزو العراق تحت تسمية
ائتلاف الراغبين، الذي ضم في طياته جبهات داخلية في العراق تم الاتصال بها
من خلال بعض دول الجوار، إلى جهات شيعية وسنية من العرب والأكراد، وقد شكلت
القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98 بالمائة من هذا الائتلاف.
ثانيا:
الإدارة الأمريكية وقضية الحرب
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وما تلاها من
نجاح النسبي في أفغانستان عملت أمريكا على تبريق مقولة أن الوقت مناسبا
لتبرير نشاط عسكري ذي إسناد عالمي وكافي لإزالة مصادر الخطر على أمن
واستقرار العالم في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ضرورة نشر الفكر
الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، وهو العمل الذي برز بموجبه التصميم على
الإطاحة بحكومة صدام حسين أكثر وضوحا منذ بداية العام 2002.
وخلال هذه الأثناء عملت الولايات المتحدة إقناع الرأي العام الوطني
والعالمي بشرعية الحرب، مستعملة في ذلك عدد من التبريرات، وفي مقدمتها
امتناع حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن تطبيق قرار الأمم المتحدة
رقم 19، والقاضي بإعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل،
عدم سماحها، أيضا، للجان تفتيش الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق،
بالإضافة إلى امتلاكها لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات “إرهابية” أخرى
تشكل خطرا على أمن واستقرار العالم.
1
. موضوع السلاح
شكل موضوع امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، من أهم التبريرات التي
حاولت الإدارة الأمريكية، وعلى لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في
دهاليز الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وخلال هذه الأثناء صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس إن فريقه
لم يعثر على أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، ولكنه عثر على صواريخ يفوق
مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة (150 كم) المرقم 687 في عام
1991.
وكان العراق يطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود، وقد وافق صدام حسين
ومحاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق هانز بليكس.
بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بإرسال فريق تفتيش برئاسة ديفد كي الذي
كتب تقريرا سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003، نص فيه: إنه لم
يتم العثور لحد الآن على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية، وأضاف ديفد كي في
استجواب له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي: إن بتصوري نحن جعلنا الوضع في
العراق أخطر مما كان عليه قبل الحرب.
وفي جوان 2004، خرج بيل كلنتون في سابقة نادرة الحدوث بين رؤساء أمريكا
المتعاقبين، أنتقد في مقابلة له، نشرت في مجلة تايمز Time Magazine جورج
بوش بالقول: إنه كان من الأفضل التريث في بدء الحملة العسكرية لحين إكمال
فريق هانز بليكس لمهامه في العراق.
كلينتون لم يصبر طويلا أن آتاه رد خليفة بوش على رأس عرش الولايات المتحدة ،
فقد خرج هذا الأخير في 2 أوت 2004 بالتصريح الآتي:…حتى لو كنت أعرف قبل
الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق، فاني كنت سأقوم
بدخول العراق، وبعد خمسة أشهر من ذلك ، وبالضبط في
في 12 جانفي 2005 قرر يوش بذاته حل فرقة التفتيش بعد فشلها في العثور على
أسلحة محظورة.
2.العلاقة بالقاعدة
من القضايا التي وظفها الجمهوريون في تبرير الحرب، هو اتهامهم المباشر
لصدام بضلوعه في أحداث 11 سبتمبر، مستندين في ذلك على عدد من المزاعم
الواهية مفادها: إن 6 من منفذي أحداث 11 سبتمبر ومن ضمنهم محمد عطا قد
التقوا عدة مرات مع أفراد في المخابرات العراقية في أحد الدول الأوروبية،
وإن هناك معسكرا لتنظيم القاعدة في منطقة (سلمان باك) جنوب العاصمة بغداد.
والواضح حسب ما ذهبت روج في بعض الوسائط الإعلامية أن هذه المزاعم سوقتها
المخابرات الأمريكية اتكاء على أقوال معارضين عراقيين منتمين إلى حزب
المؤتمر الوطني العراقي المعارض بزعامة أحمد الجلبي، ذلك ما قال به تقرير
صدر 29 جويلية 2004 عن هيئة شكلها من قبل مجلس الشيوخ لتقصي حقيقة الأمر،
حيث نص أنه بعد جهود حثيثة من الهيئة لم يتم التوصل إلى دليل ملموس على
ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة، وهو ما أكده كولن باول في سبتمبر 2005 ،
حيث نفى وجود أي علاقة بين الطرفين.
وقد أورت المنابر الإعلامية المتابعة للشأن العراقي ، فيما بعد عددا من
الأسماء التي اتكأت عليها المخابرات الأمريكية في الربط بين علاقة صدام
بالقاعدة، منهم أحد مساعدي أحمد الجلبي، وابن الشيخ الليبي أحد قياديي
القاعدة الذي تم أسرة وقام بتقديم معلومات عن ارتباط حكومة العراق مع تنظيم
القاعدة، والذي تراجع عن أقواله فيما بعد، وصرح أن معلوماته الأولية كانت
خاطئة، محمد منصور شهاب، مهرب أسلحة، زعم عند إلقاء القبض عليه في أحد
صفقات بيعه أسلحة غير قانونية، إنه قام بتهريب السلاح من العراق إلى تنظيم
القاعدة، وعباس الجنابي، الذي كان معاونا شخصيا لعدي صدام حسين، قبيل أن
يحصل على حق اللجوء السياسي بالمملكة المتحدة، حيث – حسب التقارير
الإعلامية – زعم أن هناك معسكرا لتدريب أعضاء منظمة القاعدة في منطقة
(سلمان باك) قرب العاصمة بغداد، ولكن بعد سقوط بغداد تم اكتشاف أن المكان
المذكور كان مجمعا للفلسطينيين الساكنين في العراق.
ثالثا:
المعارضون للحرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم تكن تنزل الحجج الأمريكية بخصوص
المبررة لغزو العراق في زاوية إقناع الرأي العام الدولي الذي سارع بالتعبير
عن رفضه لها ، وإزاء ذلك برز في داخل أمريكا وفي خارجها تيار مناهض،ضم في
فصائله حتى أولئك المعارضين لحكم صدام حسين .
وخلال الحملة التي شنها الجمهور الرافض للحرب ، حاول الجميع في نفي الأسباب
الموضوعية التي أدعتها الإدارة الأمريكية، مستغربين شبهة علاقة صدام
بالقاعدة، ووجود أسلحة الدمار الشامل.
وحاول المناهضون كشف النوايا الخبيثة لدى الإدارة الأمريكية، التي لا هدف
تسعى إليه – حسبهم – الهيمنة على سوق النفط العالمية، ودعم الدولار
الأمريكي الذي كان صدام حسين قد أصدر قرارا في العام 2000، يقضي بإبداله
باليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي. كما كشفوا النوايا الأمريكية
الساعية إلى السيطرة على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، بالإضافة
المصالح الشخصية لبعض شركات الأعمال وشركات الدفاع الكبرى في أمريكا، التي
يشكل أصحابها الإطار المالي والسياسي للجمهوريين، والذين نالوا دعما قويا
في الشارع الأمريكي إبان أحداث سبتمبر 2001، كما ربط المناهضون موضوع الحرب
بالانتقام شخصي لجورج و بوش من صدام حسين، بالإضافة إلى طموحه إلى انجاز
المهمة التي لم يكملها والده.
رابعا:
الشرعية القانونية للحرب
قبيل بدأ الحملة العسكرية حاولت الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة الحصول على تشريع دولي للحملة العسكرية من خلال
الأمم المتحدة، ولكن هذه المحاولات فشلت، بعد تقديمها تقريرا لمجلس الأمن ،
استندت فيه على معلومات قالت أنها استخباراتية تزعم امتلاك العراق لأسلحة
دمار شاملة، وهو ما نفته الحكومة العراقية هذه المزاعم بصورة متكررة. ولأن
إعلان الحرب وفقا للدستور الأمريكي هو من صلاحيات الكونغرس لا صلاحيات
الرئيس، فإن جورج بوش استطاع في 3 أكتوبر 2003 الحصول على موافقة الكونغرس
بعد معارضة شديدة لأعضاء للديمقراطيين في الكونغرس.
موازاة مع ذلك أصدر مجلس الأمن، صدر قرارا بالإجماع يحمل الرقم 1441، يدعو
إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق، ويشير إنه في حالة رفض
العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل عواقب وخيمة، دون أن بشير إلى
كلمة استعمال القوة، ولم يكن في تصور الدول يومئذ أن العواقب الوخيمة كانت
محاولة دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية، وهو ما أصرت
على رفضه البلدان روسيا والصين وفرنسا ، بالإضافة إلى كوفي عنان .
وبرأي المحللين فإن الحملة العسكرية كانت مخالفة للبند الرابع من المادة
الثانية للقوانين الدولية والتي تنص على أنه “لا يحق لدولة عضو في الأمم
المتحدة من تهديد أو استعمال القوة ضد دولة ذات سيادة لأغراض غير أغراض
الدفاع عن النفس، وهو ما برز في 28 أفريل 2005، حيث اصدر وزير العدل
البريطاني مذكرة نصت على أن أي حملة عسكرية هدفها تغيير نظام سياسي هو عمل
غير مشروع.
خامسا:
الحرب
1.قبل
بدء الغزو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
استطاعت الولايات المتحدة الحصول على
التأييد لحملتها لغزو العراق من 49 دولة، وكان هذا الائتلاف يعرف “بائتلاف
الراغبين”، ولكن هذا الائتلاف لم يكن قويا كائتلاف حرب الخليج الثانية،
حيث كانت 98 بالمائة من القوات العسكرية هي قوات أمريكية وبريطانية، ووصل
العدد الإجمالي لجنود الائتلاف 300،884 وكانوا موزعين كالتالي:
*** الولايات المتحدة الأمريكية 250.000 (83 بالمائة )
*** المملكة المتحدة 45،000 (15 بالمائة )
*** كوريا الجنوبية 3،500 (1.1 بالمائة )
*** أستراليا 2،000 (0.6 بالمائة )
*** الدانمارك 200 (0.06 بالمائة )
*** بولندا 184 (0.06 بالمائة )
كما ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى “غير قتالية”، وكان هناك دعم
ضئيل من قبل الرأي العام في معظم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة،
فعلي سبيل المثال في اسبانيا أظهرت استطلاعات الرأي أن بالمائة 90 من
الأسبان لا يؤيدون الحرب.
بدأت تظاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول العربية إضافة إلى كندا
وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان والهند
وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك.
كما أعلن وزير الخارجية السعودية أن السعودية لن تسمح باستخدام قواعدها
للهجوم على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء وأعربت الجامعة العربية
ودول الاتحاد الأفريقي معارضتها لغزو العراق
2. الغزو
في 20 مارس 2003 وفي الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش، أي بعد انقضاء 90
دقيقة على المهلة التي أعطاها جورج و. بوش لصدام حسين ونجليه بمغادرة
العراق، سمعت دوي انفجارات في بغداد، وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكي
أنه اصدر أوامره لتوجيه “ضربة الفرصة” الذي علم فيما بعد أنه كانت ضربة
استهدفت منزلا كان يعتقد أن صدام حسين متواجد فيه.
واعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجأة، فكان التوقع السائد هو
أن تسبق الحملة البرية حملة جوية، كما حدث في حرب الخليج الثانية، فكان
عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في آن واحد، وبصورة سريعة جدا أطلقت
عليها تسمية “الصدمة والترويع” Shock and Awe، وكان الاعتقاد السائد لدى
الجيش الأمريكي أنه باستهداف القيادة العراقية والقضاء عليها فإن الشعب
العراقي سوف ينظم للحملة، وسوف يتم تحقيق الهدف بأقل الخسائر الممكنة.
وبعد ثلاثة أسابيع سقطت الحكومة العراقية، وخوفا من تكرار ما حدث في حرب
الخليج الثانية من إشعال للنيران في حقول النفط قامت القوات البريطانية
بإحكام سيطرتها على حقول نفط الرميلة، وأم والفاو بمساعدة القوات
الأسترالية.
وتوغلت الدبابات الأمريكية في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية في
طريقها تجنبا منها لحرب المدن.
في 27 مارس 2003 أبطات العواصف الرملية التقدم السريع للقوات الأمريكية،
وواجهت القوات الأمريكية مقاومة شرسة من الجيش العراقي بالقرب من منطقة
الكفل الواقعة بالقرب من النجف والكوفة، وأثناء هذه الأحداث في وسط العراق،
وبعد أن تصور جميع المراقبين إن الجنوب العراقي أصبحت تحت سيطرة القوات
البريطانية، نقلت شاشات التلفزيون مشاهدا لمقاومة شرسة في أقصى الجنوب
بالقرب من ميناء أم قصر، وتم أيضا اطلاق صاروخ من تلك المنطقة على الأراضي
الكويتية.
وحاصرت القوات البريطانية مدينة البصرة لأسبوعين قبل أن تستطيع اقتحامها،
حيث كان التعويل على أن الحصار كفيل بإضعاف معنويات الجيش وفدائيي صدام مما
سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث انتفاضة جماهيرية من قبل سكان المدينة،
لكن هذا التعويل لم يكن مثمرا واستطاعت القوات البريطانية اقتحام المدينة
بعد معركة عنيفة بالدبابات، اعتبرت اعنف معركة خاضتها القوات المدرعة
البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، وتم السيطرة على البصرة في 27 مارس
بعد تدمير 14 دبابة عراقية، وفي 9 أفريل انهارت القوات العراقية في مدينة
العمارة.
في هذه الأثناء وفي شمال العراق قامت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية
بإنزال بالمظلات في شمال العراق، لان البرلمان التركي لم يسمح باستعمال
الأراضي التركية لدخول العراق، وقامت هذه القوات الخاصة وإسناد من القوة
الجوية الأمريكية، وبدعم معلوماتي من الأحزاب الكردية بدك معاقل حزب أنصار
الإسلام.
3. سقوط بغداد
بعد ثلاثة أسابيع من بداية الحملة بدأت القوات الأمريكية تحركها نحو بغداد،
وكان التوقع الأولي أن تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم
بحرب شوارع في بغداد بإسناد من القوة الجوية الأمريكية.
في 5 أفريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية، وعددها 29 دبابة و 14
مدرعة نوع برادلي (Bradley Armored Fighting Vehicles) بشن هجوم على مطار
بغداد الدولي، وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي
التي كانت تدافع عن المطار، كما قوبلت بعدد من العمليات الانتحارية، ومنها
عمليتان قامتا بهما سيدتان عراقيتان كانتا قد أعلنتا عن عزمهما بالقيام
بأحد العمليات الاستشهادية من على شاشة التلفاز العراقي.
في 7 أفريل 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري،
واستطاعت من تثبيت موطأ قدم لها في القصر، وبعد ساعات من هذا حدث انهيار
كامل لمقاومة الجيش العراقي، ولا تزال تفاصيل معركة المطار وانهيار مقاومة
الجيش غير معروفة..
في 9 أفريل 2003 أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق،
ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون الإطاحة بتمثال للرئيس
العراقي صدام حسين في وسط ساحة أمام فندق الشيراتون، والتي قاموا بها
بمساعدة من ناقلة دبابات أمريكية، وقام المارينز بوضع العلم الأمريكي على
وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقي فيما بعد، بعد أن أدركوا أن للأمر رموزا
ومعاني قد تثير المشاكل.
بعد سقوط بغداد في 9 أبريل 2003، دخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك في 10
أفريل وتكريت في 15 أفريل 2003.
وتولى القائد العسكري الأمريكي تومي فرانكس قيادة العراق في تلك الفترة
باعتباره القائد العام للقوات الأمريكية قبل أن يستقيل في ماي 2003 ليصرح
في أحد المقابلات مع صحيفة الدفاع الأسبوعي Defense Week، إنه تم بالفعل
دفع مبالغ لقيادات الجيش العراقي أثناء الحملة الأمريكية وحصار بغداد
للتخلي عن مراكزهم القيادية في الجيش.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سادسا: الخسائر البشرية
حسب الأرقام التي قدمتا وكالات مختلفة بتواريخ مختلفة كما الأتي:
عدد القتلى من المدنيين غير العراقيين، الذين ثبت وفاتهم بوثائق شهادة
الوفاة: 90,149 حسب إحصائيات 2008
عدد القتلى من المدنيين العراقيين بدون وثائق شهادة الوفاة:52142.
عدد القتلى من القوات الأمريكية: 4000 حسب إحصائيات مارس 2008.
عدد الجرحى من القوات الأمريكية: 24314 فردا.
عدد القتلى من القوات الأخرى:
*** المملكة المتحدة: 140 قتيلا .
*** إيطاليا: 33 قتيلا .
*** اوكرانيا: 18 قتيلا.
*** بولندا: 17 قتيلا.
*** بلغاريا: 13 قتيلا.
*** اسبانيا: 11 قتيلا .
*** دانمارك: 6 قتيلا.
*** أستراليا: 2 قتيلا.
وقد أشارت دراسة مسحية أجرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية المرموقة إلى
أن 655000 عراقي قتلوا منذ بداية الغزو الأمريكي في 19 مارس 2003، وحتى 11
أكتوبر 2006، وقالت الأمم المتحدة أن نحو 34000 عراقي قتلوا خلال عام 2006
فقط .