راقبي جيّداً محتوى طعامك!
أوضح تقرير أميركي صادر عن «المعهد القومي للصحة» National Institutes of Health (NIH) مرتكز على نتائج دراسة حديثة أجريت من قبل 22 مركزاً متخصّصاً في علوم التغذية، إرتفاع معدّل الوفاة بين متتبّعي الحميات الغذائية ممّن يعانون زيادة كبيرة في الوزن، رغم تراوح الإختلافات العمرية بينهم من ست إلى سبع سنوات! ويعزى السبب إلى مساوئ وفشل هذه الحميات والتي قد تسبّب الشعور بالإجهاد المتواصل وفقد القدرة على التركيز وانخفاض معدّل الأيض.
"سيدتي" اطّلعت من مستشارة رئيسة قسم التغذية والحمية ومثقفة السكري في مستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش الدكتورة رقية العثماني، عن أسباب فشل الحميات الشائعة والمضار المتوقّعة منها على المدى القصير.
حمية السعرات الحرارية
تعتمد على حساب عدد السعرات المتناولة من الطعام يومياً، والتي تختلف من شخص إلى آخر بناءً على الوزن ومعدّل الأيض، علماً أنّ كل كيلوغرام من وزن الجسم يحتاج إلى 25 سعرة حرارية. ويؤكّد اختصاصيو التغذية أن أفضل حمية هي التي لا تتجاوز 800 سعرة حرارية يومياً، ممّا يؤدّي إلى خفض الوزن سريعاً بمعدّل كيلوغرامين أسبوعياً.
ويعود سبب فشل نظرية حساب السعرات الحرارية إلى عاملين أساسين، هما:
- إختلاف عملية الأيض: الأيض هي عمليّة تحويل الوقود المستمدّ من الطعام إلى طاقة يستطيع الجسم استخدامها في إحراق الدهون والقيام بأنشطته البدنية والذهنية، إذ تختلف هذه القدرة من شخص إلى آخر، علماً أنّه لدى الأشخاص الذين لا يقومون بإحراق الدهون جيداً معدّل أيض منخفض، ممّا يحوّل النسبة الأكبر من الطعام المتناول إلى دهون، لذا، يعاني أصحاب الوزن الزائد من معدّلات أيض أبطأ من معدّلات أيض النحفاء.
- إن الجسم يعتبر خفض عدد السعرات الحرارية بمثابة تهديد له بمجاعة تلزمه بإبطاء عملية إحراقه للطعام بنسبة قد تصل إلى %45 للحفاظ على توازن الطاقة. فنلاحظ، على المدى القصير، أنه يمكن للجسم أن يفقد حوالي 3 كيلوغرامات من السوائل وحوالي كيلوغرام من الدهون كحدّ أقصى في غضون أسبوعين. ولكن، بمجرّد العودة لتناول لائحة الطعام السابقة، تعود نسبة كل من السوائل والدهون إلى النسب التي كانت عليها من قبل ولكن بمعدّل أيض أبطأ، ممّا يعني أن الجسم يحتاج إلى طعام أقل حتى يستطيع الحفاظ على ثبات الوزن.
حمية البروتين
ينتج عن اتّباع نظام غذائي يرتكز على تناول البروتين بمعدّل أكثر من 80 غراماً في اليوم أي ما يعادل تناول المورتديلا والبيض في الفطور واللحم البقري في العشاء، تكوين مواد سامة تسمى «الكيتونات»، تزداد مخاطرها في حال عدم إمداد الجسم بالسعرات الكافية والمواد الغذائية اللازمة له، ممّا يؤدّي إلى قيام الجسم بإحراق البروتين للحصول على الطاقة الحرارية اللازمة للقيام بأنشطته المعتادة، التي تلزم للحصول عليها بذل مجهود زائد في تفكيك البروتين مقارنة بباقي العناصر الأساسية الأخرى كالكربوهيدرات أو النشويات أو الألياف، ممّا يحدث الإنقاص السريع في الوزن. ولكن، مع ازدياد فرصة تعرّض الجسم لمخاطر هشاشة العظام، الذي يعزي اختصاصيو التغذية سبب الإصابة فيه إلى أن البروتين يتكوّن من مجموعة من الأحماض الأمينية التي يجب أن يعادلها الجسم عن طريق تحرير الكالسيوم القلوي غير العضوي، من العظام.
حمية منخفضة الدهون
يروج اتباع هذه الحمية في الآونة الأخيرة، إلا أنه يشوبها التالي:
- إحتواؤها على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ممّا يعني أن السكر والأطعمة المصنّعة والمعالجة (الشوكولا والمخبوزات والحلويات) تحلّ محل الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ممّا يحفّز إفراز هرمون الأنسولين في الدم، والذي يعمل على رفع مخزون الدهون بالجسم. ومعلوم أن ارتفاع مستوى الأنسولين لا يشجّع فقط على تحويل الطعام إلى دهون، وإنما يمنع أيضاً قيام الجسم بإحراق المخزون السابق من الشحوم المتراكمة فيه. ويشير المتخصّصون إلى أن غالبية المصابين بالسمنة و%25 ممّن لم يصلوا إلى حدّ الإصابة بها، يعانون من إفراط في إفراز الأنسولين.
- إقصاء هذه الحمية للنسب الكافية من الأحماض الدهنية الأساسية! فقد ثبت أن الجسم يحتاج إلى نوعين من الدهون الأساسية وهما «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وبدونهما قد تتعرّض صحة الفرد لمخاطر عدّة أبرزها: قلّة الكفاءة، إنخفاض الطاقة، الإرهاق، الحساسية، التقلّبات المزاجية، جفاف البشرة والشعر والأظافر.
حمية الأطعمة البديلة
تعتبر من أكثر الحميات الغذائية نجاحاً، إذ توفّر 400 سعرة حرارية و40 غراماً من البروتين على الأقل في اليوم للنساء، و500 سعرة حرارية و50 غراماً في اليوم على الأقل للرجال. ويؤدّي تناول البروتين إلى ازدياد قدرة الجسم على تحرير الطاقة الناتجة من تفكيك الدهون، بالإضافة إلى استخدام كميات كبيرة من الألياف التي يمكن تناولها في صورة نخالة القمح أو الأطعمة الكاملة أو الفاكهة والخضر. وينتج عن تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفقيرة في محتواها الدهني ازدياد الشعور بالإمتلاء وتقليل الشعور بالجوع، إذ تعمل الألياف غير القابلة للذوبان والموجودة في معظم الحبوب والأرز والشعير والقشرة البيضاء لبعض الفاكهة (البرتقال واليوسفي والليمون الهندي) على التخفيف من الرغبة في تناول الطعام لفترة تسع ساعات أو أكثر، وذلك بسبب إبطاء إطلاق الكربوهيدرات إلى مجرى الدم. لذا، ينصح بتناول الأطعمة غير المعالجة (الفول والعدس والبذور والحبوب الكاملة) كوجبات بديلة عن الأطعمة الغنية بالدهون و«الكوليسترول الضار».
ولكن تكمن سلبية هذه الحمية في أنّها لا تشجّع على تغيير عادات الأكل، فبمجرد التوقّف عن اتّباعها يصبح من المحتمل العودة إلى اللائحة المعتادة للطعام، بالإضافة إلى أن الجسم يعتبر أسسها نوعاً من الحرمان، وبالتالي يقلّل من معدّل إحراق العناصر الغذائية، ومن ضمنها الدهون، التي يحتاج فقد كيلوغرام منها إلى إحراق 8800 سعرة حرارية.
نصائح
- قللي من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والخالية من الدهون الأساسية كاللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، وأكثري من استهلاك الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية كزيوت الأسماك والبذور، مع تجنب الطعام المقلي.
- توقفي عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية سريعة الهضم عالية الكربوهيدرات، والتي يمكن قياسها بمؤشر سكر الدم(Glycemic Index) ، الذي يقوم بقياس المستوى الذي يرتفع إليه جلوكوز الدم عند تناول الطعام.
- حسني من معدّل احراق الدهون عبر ممارسة التمرينات الرياضية التي تزيد من معدل الأيض عشرة أضعاف، والتي تحافظ عليه مرتفعاً حتى خمس عشر ساعة من بعد التمرين، كرياضة السباحة أو الجري أو نط الحبل، بينما قد تقوم الأطعمة السريعة بخفض معدل الأيض إلى نصف سرعته.
- تحلّي بالواقعية والعقلانية لدى إتباع أي نظام غذائي جديد، اذ يجب القيام بوضع خطة التغيير الدائم لعادات الأكل المعتادة بشكل مقبول وعلمي بدلا من إتباع نظام بالغ الصعوبة يصيب بالفشل والإحباط، وبالتالي زيادة جديدة في الوزن.
أوضح تقرير أميركي صادر عن «المعهد القومي للصحة» National Institutes of Health (NIH) مرتكز على نتائج دراسة حديثة أجريت من قبل 22 مركزاً متخصّصاً في علوم التغذية، إرتفاع معدّل الوفاة بين متتبّعي الحميات الغذائية ممّن يعانون زيادة كبيرة في الوزن، رغم تراوح الإختلافات العمرية بينهم من ست إلى سبع سنوات! ويعزى السبب إلى مساوئ وفشل هذه الحميات والتي قد تسبّب الشعور بالإجهاد المتواصل وفقد القدرة على التركيز وانخفاض معدّل الأيض.
"سيدتي" اطّلعت من مستشارة رئيسة قسم التغذية والحمية ومثقفة السكري في مستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش الدكتورة رقية العثماني، عن أسباب فشل الحميات الشائعة والمضار المتوقّعة منها على المدى القصير.
حمية السعرات الحرارية
تعتمد على حساب عدد السعرات المتناولة من الطعام يومياً، والتي تختلف من شخص إلى آخر بناءً على الوزن ومعدّل الأيض، علماً أنّ كل كيلوغرام من وزن الجسم يحتاج إلى 25 سعرة حرارية. ويؤكّد اختصاصيو التغذية أن أفضل حمية هي التي لا تتجاوز 800 سعرة حرارية يومياً، ممّا يؤدّي إلى خفض الوزن سريعاً بمعدّل كيلوغرامين أسبوعياً.
ويعود سبب فشل نظرية حساب السعرات الحرارية إلى عاملين أساسين، هما:
- إختلاف عملية الأيض: الأيض هي عمليّة تحويل الوقود المستمدّ من الطعام إلى طاقة يستطيع الجسم استخدامها في إحراق الدهون والقيام بأنشطته البدنية والذهنية، إذ تختلف هذه القدرة من شخص إلى آخر، علماً أنّه لدى الأشخاص الذين لا يقومون بإحراق الدهون جيداً معدّل أيض منخفض، ممّا يحوّل النسبة الأكبر من الطعام المتناول إلى دهون، لذا، يعاني أصحاب الوزن الزائد من معدّلات أيض أبطأ من معدّلات أيض النحفاء.
- إن الجسم يعتبر خفض عدد السعرات الحرارية بمثابة تهديد له بمجاعة تلزمه بإبطاء عملية إحراقه للطعام بنسبة قد تصل إلى %45 للحفاظ على توازن الطاقة. فنلاحظ، على المدى القصير، أنه يمكن للجسم أن يفقد حوالي 3 كيلوغرامات من السوائل وحوالي كيلوغرام من الدهون كحدّ أقصى في غضون أسبوعين. ولكن، بمجرّد العودة لتناول لائحة الطعام السابقة، تعود نسبة كل من السوائل والدهون إلى النسب التي كانت عليها من قبل ولكن بمعدّل أيض أبطأ، ممّا يعني أن الجسم يحتاج إلى طعام أقل حتى يستطيع الحفاظ على ثبات الوزن.
حمية البروتين
ينتج عن اتّباع نظام غذائي يرتكز على تناول البروتين بمعدّل أكثر من 80 غراماً في اليوم أي ما يعادل تناول المورتديلا والبيض في الفطور واللحم البقري في العشاء، تكوين مواد سامة تسمى «الكيتونات»، تزداد مخاطرها في حال عدم إمداد الجسم بالسعرات الكافية والمواد الغذائية اللازمة له، ممّا يؤدّي إلى قيام الجسم بإحراق البروتين للحصول على الطاقة الحرارية اللازمة للقيام بأنشطته المعتادة، التي تلزم للحصول عليها بذل مجهود زائد في تفكيك البروتين مقارنة بباقي العناصر الأساسية الأخرى كالكربوهيدرات أو النشويات أو الألياف، ممّا يحدث الإنقاص السريع في الوزن. ولكن، مع ازدياد فرصة تعرّض الجسم لمخاطر هشاشة العظام، الذي يعزي اختصاصيو التغذية سبب الإصابة فيه إلى أن البروتين يتكوّن من مجموعة من الأحماض الأمينية التي يجب أن يعادلها الجسم عن طريق تحرير الكالسيوم القلوي غير العضوي، من العظام.
حمية منخفضة الدهون
يروج اتباع هذه الحمية في الآونة الأخيرة، إلا أنه يشوبها التالي:
- إحتواؤها على نسبة عالية من الكربوهيدرات، ممّا يعني أن السكر والأطعمة المصنّعة والمعالجة (الشوكولا والمخبوزات والحلويات) تحلّ محل الأطعمة التي تحتوي على الدهون، ممّا يحفّز إفراز هرمون الأنسولين في الدم، والذي يعمل على رفع مخزون الدهون بالجسم. ومعلوم أن ارتفاع مستوى الأنسولين لا يشجّع فقط على تحويل الطعام إلى دهون، وإنما يمنع أيضاً قيام الجسم بإحراق المخزون السابق من الشحوم المتراكمة فيه. ويشير المتخصّصون إلى أن غالبية المصابين بالسمنة و%25 ممّن لم يصلوا إلى حدّ الإصابة بها، يعانون من إفراط في إفراز الأنسولين.
- إقصاء هذه الحمية للنسب الكافية من الأحماض الدهنية الأساسية! فقد ثبت أن الجسم يحتاج إلى نوعين من الدهون الأساسية وهما «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وبدونهما قد تتعرّض صحة الفرد لمخاطر عدّة أبرزها: قلّة الكفاءة، إنخفاض الطاقة، الإرهاق، الحساسية، التقلّبات المزاجية، جفاف البشرة والشعر والأظافر.
حمية الأطعمة البديلة
تعتبر من أكثر الحميات الغذائية نجاحاً، إذ توفّر 400 سعرة حرارية و40 غراماً من البروتين على الأقل في اليوم للنساء، و500 سعرة حرارية و50 غراماً في اليوم على الأقل للرجال. ويؤدّي تناول البروتين إلى ازدياد قدرة الجسم على تحرير الطاقة الناتجة من تفكيك الدهون، بالإضافة إلى استخدام كميات كبيرة من الألياف التي يمكن تناولها في صورة نخالة القمح أو الأطعمة الكاملة أو الفاكهة والخضر. وينتج عن تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفقيرة في محتواها الدهني ازدياد الشعور بالإمتلاء وتقليل الشعور بالجوع، إذ تعمل الألياف غير القابلة للذوبان والموجودة في معظم الحبوب والأرز والشعير والقشرة البيضاء لبعض الفاكهة (البرتقال واليوسفي والليمون الهندي) على التخفيف من الرغبة في تناول الطعام لفترة تسع ساعات أو أكثر، وذلك بسبب إبطاء إطلاق الكربوهيدرات إلى مجرى الدم. لذا، ينصح بتناول الأطعمة غير المعالجة (الفول والعدس والبذور والحبوب الكاملة) كوجبات بديلة عن الأطعمة الغنية بالدهون و«الكوليسترول الضار».
ولكن تكمن سلبية هذه الحمية في أنّها لا تشجّع على تغيير عادات الأكل، فبمجرد التوقّف عن اتّباعها يصبح من المحتمل العودة إلى اللائحة المعتادة للطعام، بالإضافة إلى أن الجسم يعتبر أسسها نوعاً من الحرمان، وبالتالي يقلّل من معدّل إحراق العناصر الغذائية، ومن ضمنها الدهون، التي يحتاج فقد كيلوغرام منها إلى إحراق 8800 سعرة حرارية.
نصائح
- قللي من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والخالية من الدهون الأساسية كاللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، وأكثري من استهلاك الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية كزيوت الأسماك والبذور، مع تجنب الطعام المقلي.
- توقفي عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد سكرية سريعة الهضم عالية الكربوهيدرات، والتي يمكن قياسها بمؤشر سكر الدم(Glycemic Index) ، الذي يقوم بقياس المستوى الذي يرتفع إليه جلوكوز الدم عند تناول الطعام.
- حسني من معدّل احراق الدهون عبر ممارسة التمرينات الرياضية التي تزيد من معدل الأيض عشرة أضعاف، والتي تحافظ عليه مرتفعاً حتى خمس عشر ساعة من بعد التمرين، كرياضة السباحة أو الجري أو نط الحبل، بينما قد تقوم الأطعمة السريعة بخفض معدل الأيض إلى نصف سرعته.
- تحلّي بالواقعية والعقلانية لدى إتباع أي نظام غذائي جديد، اذ يجب القيام بوضع خطة التغيير الدائم لعادات الأكل المعتادة بشكل مقبول وعلمي بدلا من إتباع نظام بالغ الصعوبة يصيب بالفشل والإحباط، وبالتالي زيادة جديدة في الوزن.