دعا المدير العام للديوان الوطني لمكافحة
المخدرات و إدمانها عبد المالك سايح اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة خلال
أشغال الملتقى الوطني التحسيسي حول السلائف الكيميائية للمخدرات المجتمع
الدولي إلى فرض “قيود صارمة” لمراقبة تسريب السلائف الكيميائية للمخدرات.
ونبه المجتمع الدولي بأنه “لا يجوز أن يتقاعس عن التزامه بوضع حد للاتجار
غير المشروع بالسلائف الكيميائية وفرض قيود صارمة للرقابة” ضد تسريبها ،
وأضاف ، أن المخدرات “التخليقية والسلائف الكيمائية” للمخدرات اجتاحت
الكثير من الدول و أصبحت تشكل “خطرا محدقا و حقيقيا” على الشباب و
المجتمعات وهي “ليست متواجدة في الوقت الراهن بالجزائر لكن بالنظر لظروف
العولمة وسهولة تنقل الأشخاص والبضائع والانفجار الإعلامي لم تعد هناك
حواجز بين الدول ، وعليه فلن تلبث هذه المخدرات أن تطرق أبوابنا وبأسرع
مما يمكن أن نتصور”.
و أكد أن السلائف الكيميائية للمخدرات بالرغم من خضوعها لمراقبة دولية
صارمة إذ أن “كثيرا ما تقع محل تحويل و تهريب غير مشروعين بأشكال متعددة
بهدف استعمالها بصفة غير شرعية في صناعة المخدرات التخليقية”.
وأوضح سايح في السياق ذاته، أن هذه السلائف “تستعمل في كثير من المجالات
منها في صناعة الأدوية والصناعات الغذائية و النسيجية و البلاستيكية و
البترولية و البتر وكيماوية و مستحضرات التجميل”.
وبعد أن شخص واقع هذه الظاهرة أكد أن “الصورة القاتمة لهذا الواقع المر
تتجلى في تعداد مرافق ضخ المخدرات وحجم المضبوطات في عدة مناطق من العالم”.
وأضاف أن ذلك “يجعلنا نتخذ المناهج والسبل لوقف تدخل السلائف الكيميائية
لإنتاج الهيرويين وتطبيقها لمكافحة الاتجار بالكيمياويات المستخدمة لصنع
الكوكايين ومخدرات أخرى غير مشروعة”.
و من هذا المنظور ، أعرب سايح ، عن أمله في “تكثيف التعاون” لمعالجة
المسائل المستجدة بين مختلف الأجهزة الأمنية بمكافحة المخدرات على المستوى
الوطني من جهة و الاستفادة من آليات التعاون الدولي من جهة أخرى وذلك
بالعمل على استخدام الضوابط الدولية الرامية إلى منع تسريب السلائف
الكيميائية للمخدرات.
وبشان تنظيم الملتقى قال المتدخل أن تنظيم الجزائر لهذا اللقاء وفي هذا
التوقيت يعتبر استجابة لتوصيات الدورة الاستثنائية العشرين التي عقدتها
الجمعية العامة للأمم المتحدة بشان مشكلة المخدرات العالمية في جوان 1998
حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلانا سياسيا وخطط عمل لايلاء اهتمام خاص
لتدابير صنع المخدرات و المؤثرات العقلية واستيرادها وتصديرها وتوزيعها
بطريقة غير شرعية وتسريب اللائف المستخدمة في صنعها.
و يأتي الملتقى التحسيسي حول السلائف الكيميائية للمخدرات الذي تجري
فعالياته بالتعاون مع الشبكة الأورومتوسطية – يشير السيد سايح – لمناقشة
الإجراءات المتعلقة بتدعيم القدرات في مجال مكافحة تسريب هذه السلائف
الكيميائية وكذا تحسيس مستوردي و مستعملي هذه السلائف حول خطر التسريب أو
التهريب.
و ستدور الأشغال حول ثلاث محار رئيسية ستتناول نظرة شاملة حول السلائف
الكيميائية للمخدرات و استعمالاتها و كذا محور المراقبة الدولية الوطنية ضد
تسريب هذه السلائف علاوة على الإطار القانوني المتعلق بهذا المجال.