وتحرك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة من مكة إلى المدينة المنورة، حتى وصلوا إلى منطقة الحَرَّة، وهناك عند منطقة الحرة أناخوا ركابهم، وبدءوا يستعدون للقدوم على الرسول r. يقول خالد: فلبستُ من صالح ثيابي، ثم عمدت إلى رسول الله r. وهو ذاهب للرسول r لقيه أخوه الوليد بن الوليد t، فقال: أسرع؛ فإن رسول الله r قد أُخبر بك، فسُرَّ بقدومك وهو ينتظركم.
يقول خالد: فأسرعت المشي، فطلعت عليه، فما زال يتبسَّم إليَّ حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة، فرد عليَّ السلام بوجه طلق، فقلت:
إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
فقال: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ، فَقَدْ كُنْتَ أَرَى لَكَ عَقْلاً رَجَوْتُ أَلاَّ يُسْلِمَكَ إِلاَّ لِلْخَيْرِ".
قلت: يا رسول الله، قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندًا للحق، فادعُ الله أن يغفرها لي.
فقال رسول الله r: "الإِسْلاَمُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ".
قلت: يا رسول الله، على ذلك.
فقال: "اللُّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدٍ كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكَ"[27].
ثم تقدم عمرو بن العاص t، فقال لرسول الله r: أبسط يمينك فأبايعك.
فبسط يمينه r، فقبض عمرو يده، فقال الرسول r: "مَا لَكَ يَا عَمْرُو، لِمَاذَا تَقْبِضُ يَدَكَ؟"
قال عمرو: أردتُ أن أشترط.
فقال الرسول: "تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟"
قلت: أن يُغفر لي.
فقال الرسول r: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟"[28].
وأسلم عمرو بن العاص t، ثم تقدم عثمان بن طلحة وأسلم هو الآخر، وكان إسلام عثمان بن طلحة إضافةً سياسية في منتهى القوة للدولة الإسلامية.
وهؤلاء عمالقة مكة: خالد بن الوليد بن المغيرة، وعمرو بن العاص بن وائل، وعثمان بن طلحة العبدري y، ثلاثة من أثقل الفرسان في تاريخ مكة جميعًا.
كان هذا هو الحادث الهائل الذي حدث في صفر سنة 8هـ، وهو من أعظم آثار الحديبية وعمرة القضاء مطلقًا، وآثار هذا الحدث ما زلنا نجنيها حتى وقتنا هذا، وسنظل نجني من هذه الآثار إلى يوم القيامة.
إنه حدث هائل، ولن ندرك عظمته إلا بدراسة الفتوحات الإسلامية، ورؤية الآثار التي تركها هؤلاء العمالقة y للإسلام والمسلمين.
يقول خالد: فأسرعت المشي، فطلعت عليه، فما زال يتبسَّم إليَّ حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة، فرد عليَّ السلام بوجه طلق، فقلت:
إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
فقال: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ، فَقَدْ كُنْتَ أَرَى لَكَ عَقْلاً رَجَوْتُ أَلاَّ يُسْلِمَكَ إِلاَّ لِلْخَيْرِ".
قلت: يا رسول الله، قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندًا للحق، فادعُ الله أن يغفرها لي.
فقال رسول الله r: "الإِسْلاَمُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ".
قلت: يا رسول الله، على ذلك.
فقال: "اللُّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدٍ كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكَ"[27].
ثم تقدم عمرو بن العاص t، فقال لرسول الله r: أبسط يمينك فأبايعك.
فبسط يمينه r، فقبض عمرو يده، فقال الرسول r: "مَا لَكَ يَا عَمْرُو، لِمَاذَا تَقْبِضُ يَدَكَ؟"
قال عمرو: أردتُ أن أشترط.
فقال الرسول: "تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟"
قلت: أن يُغفر لي.
فقال الرسول r: "أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟"[28].
وأسلم عمرو بن العاص t، ثم تقدم عثمان بن طلحة وأسلم هو الآخر، وكان إسلام عثمان بن طلحة إضافةً سياسية في منتهى القوة للدولة الإسلامية.
وهؤلاء عمالقة مكة: خالد بن الوليد بن المغيرة، وعمرو بن العاص بن وائل، وعثمان بن طلحة العبدري y، ثلاثة من أثقل الفرسان في تاريخ مكة جميعًا.
كان هذا هو الحادث الهائل الذي حدث في صفر سنة 8هـ، وهو من أعظم آثار الحديبية وعمرة القضاء مطلقًا، وآثار هذا الحدث ما زلنا نجنيها حتى وقتنا هذا، وسنظل نجني من هذه الآثار إلى يوم القيامة.
إنه حدث هائل، ولن ندرك عظمته إلا بدراسة الفتوحات الإسلامية، ورؤية الآثار التي تركها هؤلاء العمالقة y للإسلام والمسلمين.