أكد الدكتور عثمان سعدي رئيس الجمعية
الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية أنه طرح موضوع الترجمة في القمة العربية
الأخيرة المنعقدة بسرت الليبية ، وقال إنه لا يوجد من يدرس التكنولوجيا
بالعربية ما عدا سوريا والسودان اللتان تدرسان التكنولوجيا يالغة العريبة .
و أشار المتحدث في تصريح له للقناة الأولى
إلى أنه من بين المؤلفات والمنشورات التي تصدر في العالم من علوم
وتكنولوجيا يوجد 80 بالمائة تستورد بلغتها ولا تترجم، وأعطى مثال على
ألبانيا ذات 4 ملايين نسمة تدرس الهندسة والطب باللغة الألبانية، حيث تترجم
كل ما يصدر في مجال العلوم .
كما تطرق الدكتور إلى أن من أهم القرارات
التي تم اتخاذها في تاريخ الجزائر المستقلة، قانون تعريب التعليم والتكوين،
والذي يعد مكسبا رئيسا حققته اللغة العربية في الجزائر منذ الاستقلال.
وأضاف ضيف الأولى أن ثلث الأقسام في
المدرسة كان معربا، بينما الثلثين كان مفرنسا، ومنذ التاريخ المذكور طبقت
أمرية المدرسة الأساسية التي وقعها الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1976،
ففي الجامعة تم تعميم تعريب العلوم الإنسانية، كما وجد قرار تعليم
المصطلحات العلمية باللغة العربية، في كلية الطب لكنه لم يتم.
وفي هذا الصدد ذكر أن جمعية العلماء
المسلمين خلفت 40 ألف متعلم باللغة العربية، فبعد الاستقلال هم الذين
ساهموا أساسا في بناء المدرسة الجزائرية .
كما تطرق إلى مشكلة تعريب الإدارة، خصوصا
بالنسبة إلى أولئك الذين يدرسون بالعربية ، إذ يجدوا صعوبة بالغة في التحول
إلى العمل بالفرنسية، وهو ما تعمل عليه جمعيته.
كما تطرق الدكتور سعدي إلى تهميش النخبة المعربة في العمل، وبالتالي المعرب
لا يستطيع الظهور ، والدور المنوط بهم، فيكفي حسبه أنهم 400 ألف يعلّمون 8
ملايين تلميذ حتى البكالوريا، وهو دور عظيم.
و في موضوع متصل تطرق المتحدث إلى الجوانب
التاريخية المتعلقة باللغة العربية وتواجدها في المغرب العربي، والذي يمتد
إلى إلى 31 قرنا، إذ لم تأت مع الإسلام، بل كانت قبله من خلال اللغة
الفصحى الكنعانية الفينيقية، فتواجدها 17 قرنا قبل الإسلام ، إذ كانت لغة
العبادات والدواوين .
وأشار إلى أن اللغة الكنعانية الفينيقية
كانت محاطة بلهجات شفوية قحطانية، ولما جاء الإسلام باللغة العدنانية حدث
الربط بين لغة القرآن العدنانية واللغة الكنعانية وهذا ما يفسر إنتشار
اللغة العربية بسهولة في المغرب العربي .
وفي ذات السياق أشار إلى اللهجة الجزائرية
قبل الاستقلال وبعده إذ شوهت وأصبحت مرقعة وقال الدكتور سعدي بأن الطالب
الجزائري كان يدرس بالفرنسية لكنه لا يستعملها في المخاطبة لأنها كانت لغة
مستعمر وحتى في الميدان الفني فالأغاني كانت بالعربية ولم تكن بها كلمات
فرنسية دخيلة مثل ما هو الحال الآن.
وفي الأخير يأمل الدكتور عثمان سعدي رئيس
الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية في دور الشباب والعمل على تعريب
التكنولوجيا والاقتصاد والمال، حتى يساعد على تعريب الإدارة .