استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز
بوتفليقة، هذا الاثنين، رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري قبل
مغادرته الجزائر في أعقاب اختتام أشغال الدورة الثانية للجنة المختلطة
الكبرى للتعاون الجزائري-السوري، التي توّجت بالتوقيع على 25 اتفاقا كاملا.
وعقب استقباله من طرف الرئيس بوتفليقة، صرح عطري أنّ توجيهات الرئيس السوري
بشار الأسد ونظيره الجزائري تم “ترجمتها بالكامل” من خلال الاتفاقيات التي
أبرمت اليوم.
وقال رئيس مجلس الوزراء السوري:”استمعت لتوجيهات الرئيس بوتفليقة فيما
يتعلق بدفع مسيرة العلاقات بين البلدين من خلال المتابعة الميدانية لتنفيذ
هذه الاتفاقيات وإيجاد خريطة طريق وبرامج زمنية ليشعر الشعبين السوري
والجزائري بأنه تم تحقيق نقلة نوعية”، وفي هذا السياق أكّد عطري على أنّ
تنفيذ هذه الاتفاقيات سيفعّل الشراكة الإستراتيجية بين سوريا والجزائر.
ولدى تنشيطه لندوة صحفية مع الوزير الأول أحمد أويحيى، أبرز رئيس مجلس
الوزراء السوري أهمية تبادل التجارب والخبرات لتعزيز التنمية الشاملة التي
يعرفها البلدان قبل أن ينوه بمخطط التنمية الخماسي في الجزائر ونظيره في
سوريا.
غير أنّ عطري اعتبر أنّ حجم التبادل التجاري” لا يمثل طموحات البلدين”،
مسجلا أن الجزائر وسوريا اتفقا على “إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض
احتياجات سوقي البلدين”.
وغادر رئيس مجلس الوزراء السوري الجزائر ظهر الاثنين بعد ترأسه أشغال
الدورة الثانية للجنة المختلطة الكبرى للتعاون الجزائري-السوري مناصفة مع
الوزير الأول أحمد أويحيى.
الجزائر
وسوريا تبرمان 25 اتفاقا في ختام أشغال اللجنة العليا المشتركة
أبرمت الجزائر وسوريا 25 وثيقة هذا
الاثنين، وتخص هذه الوثائق قطاعات التجارة والمالية والصناعة والمؤسسات
والنقل والموارد المائية والتربية والثقافة والأرشيف والعدالة والعمل
والسياحة والشؤون الاجتماعية والاتصال، والتكوين المهني والصيد البحري
والرياضة والأشغال العمومية والاتصال والأرشيف والجمارك.
ففي قطاع المالية وقع الجانبان على تعديل اتفاقية حول التشجيع والحماية
المتبادلة للاستثمارات إلى جانب بروتوكول تعاون لتطبيق اتفاقية تجنب
الازدواج الضريبي، ولمنع التهرب الضريبي متعلقة بالضرائب على الدخل.
أما في قطاع التجارة، فتم التوقيع على اتفاق تعاون في مجال المنافسة واتفاق
حول حماية المستهلكين ومذكرة تفاهم في مجال تسيير وتنظيم النقل داخل المدن
تخص قطاع النقل.
وفي قطاع الصناعة وترقية الاستثمار، تم التوقيع على وثيقتين تتعلق الأولى
ببرنامج تنفيذي للتعاون في مجال المواصفات و ضبط الجودة و الثانية تخص
مذكرة تفاهم في مجال الصناعة.
بدوره حظي قطاع العمل بالتوقيع على بروتوكولي اتفاق يخص الأول اتفاق تعاون
في مجال التشغيل واستحداث المشروعات وتنميتها فيما يتعلق الثاني بمجال
العمل والعلاقات المهنية.
أما في قطاع المؤسسات المتوسطة و الصغيرة فقد وقع الطرفان على مذكرة تفاهم
حول التعاون في مجال تطوير المؤسسات الصغيرة، كما وقعا في قطاع السكن على
مذكرة تفاهم أخرى تخص التعاون في هذا المجال.
وبغية إعطاء دفع قوي للتعاون الثقافي وقعت الجزائر وسوريا بمناسبة هذه
الدورة على اتفاق تعاون في مجال الإنتاج السينمائي.
كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم في ميدان الري و الموارد المائية وبرنامج
تنفيذي للتعاون في قطاع التربية، وآخر يخص التعاون في مجال السياحة
(2010-2012)، إلى جانب برنامج تنفيذي آخر للتعاون العلمي والتقني يخص قطاع
الصيد البحري.
ووقعت الجزائر وسوريا أيضا على اتفاق تعاون في مجال التكوين المهني وبرنامج
تنفيذي في قطاع الرياضة إلى جانب مذكرتي تفاهم تتعلق الأولى بالتعاون
المؤسساتي (التعاون القضائي والقانوني) والثانية بالتعاون في قطاع الأشغال
العمومية.
وبهدف ترقية التعاون الثنائي في قطاع الاتصال وقع البلدان على مذكرتي تفاهم
للتعاون الإذاعي والتلفزي إلى جانب برنامج تنفيذي يخص مجال الإعلام.
هذا وجرى التوقيع كذلك على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأرشيف وبروتوكول
اتفاق للتعاون في مجال الجمارك.
وخلال الجلسة الختامية استعرض الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية
والإفريقية عبد القادر مساهل محتوى البرنامج الزمني المحضر للدورة المقبلة
للجنة المتابعة خلال شهر أكتوبر المقبل، ويضم 18 زيارة، 9 منها للجزائر
و9 مماثلة لسوريا، بينها الاجتماع الأول للجنة الاستشراف وآفاق العلاقات
المقرر بدمشق في جوان المقبل، واجتماع بين شركة سوناطراك و مكتب تسويق
النفط السوري خلال شهر ماي 2010 بدمشق أيضا.
كما اتفق الطرفان على عقد اجتماع لخبراء مجال التشغيل والضمان الاجتماعي
بالجزائر العاصمة، إلى جانب اجتماعات مشتركة في البلدين تخص مجموعة من
اللجان بينها الصحة والطيران المدني والشؤون القنصلية والنقل البحري
والاستثمار وغيرها.
وقال أويحيى في كلمة بالمناسبة أنّ التعاون الجزائري السوري سجل تقدما
ملحوظا بعد 15 شهرا من انعقاد الدورة الأولى بدمشق سنة 2008، مشيرا إلى
برنامج جد ثري للتعاون ينتظر الطرفين خلال المرحلة المقبلة.
من جهته، أشاد عطري بالنتائج التي تمخضت عنها هذه الدورة، حيث شهدت الأخيرة
اعتماد برنامج واسع للتعاون الاستراتيجي في عديد المجالات الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية، بما سيفعّل التعاون الثنائي، ويفتح آفاق عمل واسعة
وواعدة أمام البلدين.