منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionمدن   اسلامية  عبر   التاريخ    دليل    حضارات    عريقة Emptyمدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة

more_horiz
الجزء الأول



لقد انبعث في صدر الإسلام رجال يفخربهم الزمان ؛ وكما أسسوا النفوس الكبار والعباقرة

العظام استطاعوا ايضاً أن يأسِّسوا البلاد والمدن والحصون والقلاع التي يفخر بها المسلمون

حتى اليوم ؛ نخاطب ذلك القطاع العريض من المجتمعات على اختلافها والذين لا يعرفون إلا

لندن و باريس و نيو يورك نحاول أن نذكرهم بالمدن التي أسسها المسلمون الأوائل بقدر ما

اتيح لهم آنذاك من قدرة وقوة ومنعة ونظاماً وعمارة لا تزال أصابعها تؤثر لليوم في دنيا الناس

؛ نريد أن يعرف الناس القيروان وسمرقند وحلب وبغداد وقرطبة وغيرها ؛ إن مؤسس القيروان

بعد أن فرغ من تأسيسها جمع الصالحين وظل يدعو { .....اللهم املأها علماً وصلاحاً وثقاً

وصالحين عاملين ؛ والناس يرددون أمـين } بمثل هذه النية الصالحة أسس سلفنا الصالح رضى

الله عنهم وارضاهم اجمعين بلادهم ؛ في حين تجد تلك البلاد التي تنمو نمواً حثيثاً بمر الدهور ؛

إنما هو أمر طبيعى لتطور الزمن ؛ فما أفخر بلاد الغرب اليوم إلا تراكم لجهود غير مرتبة ؛ لم

تُبنى على نيات صالحة كما هو الحال في بلادنا ؛ ومدننا الإسلامية في الأندلس خير شاهد على

ما أقول والتي لا تزال شاخصة في سماء ( أسبانيا ) بعض معالمها حتى اليوم رغم مااصابها

من تشويه وطمس مُتعمد وغير مُعمد من عوادي الزمان .



مـكة المكرمة


تقع مكة المكرمة في إقليم الحجاز على بعد 70 كيلومتر شرق مدينة جدة بالمملكة العربية

السعودية على خط 27 & 21 شمالاً وخط طول 49 & 39 شرقاً ؛ وقيل سُميت بمكة لأنها تمك

الذنوب ؛ وقيل لأن الماء بها قليل ؛ وقد ذكرها القرآن الكريم بعدة اسماء : مكة ؛ بكة ؛ القرية

؛ أم القرى ؛ البلد الأمين ؛ وترتبط نشأة مكة بقصة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما

السلام عندما أمر الله تعالى إبراهيم أن يذهب بابنه إسماعيل إلى الوادي الذي أقيمت فيه مكة

بعد ذلك { ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } ( إبراهيم : 37 ) ؛

وجاءت قبيلة جرهم وسكنت هذا الوادي بعد أن فجر الله ماء زمزم لإسماعيل وأمه ومن هنا

كانت نشأة مكة ؛ ثم تزوج إسماعيل عليه السلام من قبيلة جرهم وزحف العمران إلى مكة

واتسعت وذاعت شهرتها بين المدن ؛ أمر الله إبراهيم الخليل أن يقيم قواعد المسجد الحرام بها

؛ وبذلك أصبحت مكة مكاناً مقدساً زادها الله تقديساً وتشريفاً ؛ ثم أمر الله إبراهيم الخليل أن

يؤذن في الناس بالحج فأتى الناس من كل فج يطوفون بها ؛ استمرت قبيلة جرهم في خدمة

الكعبة المشرفة ورعاية زوارها ؛ ثم حلت قبيلة خزاعة مكانها ثم انتقلت الخدمة والرعاية إلى

قريش حتى وصلت إلى قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ أسس قُصى دار

الندوة بالقرب من الكعبة للتشاور في الأمور المهمة ؛ ثم حدث في عام 571 م أن أراد أبرهة

ملك الحبشة هدم الكعبة فساق إلى مكة جيشاً عظيماً يتقدمه فيل ضخم فهزمه الله وأرسل عليه

جيشاً من الطيور ترمى الجيش بحصى صغير فأبيد الجيش عن أخره ؛ وفى هذا العام ولد

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ كانت بمكة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبها بعث

واستمر 13 عاماً بها يدعو قريش ومن جاورهم من القبائل إلى الإسلام ؛ هاجر منها رسول

الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم عاد بعد 8 أعوام ففتحها وأصبحت بذلك لمكة مكانة

عظيمة في قلوب المسلمين جميعاً إلى يومنا هذا ؛ وكانت لمكة قبل الإسلام شهرة ثقافية

وعلمية وتجارية عظيمة ؛ واختصت سوق عكاظ بمكة بنظام جعلها أحسن أسواق العرب إذا

اتسع لجميع قبائل العرب ؛ ولم تكن عكاظ سوقاً للتجارة فحسب بل كانت سوقاً للخطابة والشعر

أيضاً ؛ ولمكة في الإسلام مكانة لا تدانيها مكانة؛ فبها الكعبة وحولها بيت الله ؛ وبها معالم

الحج ومناسكه كلها ففي مكة جبل عرفات الذي يشهد أهم أركان الحج ؛ ومنى التي يمكث

الحجاج بها أياماً في فريضة الحج ؛ وفى مكة رابطة العالم الإسلامي ؛ ولقد شهدت مكة في

العهد الحديث اتساعاً وتنظيماً وعدة طرق حديثه وأنفاقاً تيسر السير بها ؛ وقد شهد ايضاً

المسجد الحرام أقصى اتساع له وبنى بأحدث وسائل العمارة الإسلامية فصار يتسع في المواسم

لمليوني مصلٍ به .



المــدينــة المنــورة


ثاني الحرمين الشريفين وأول عاصمة للدولة الإسلامية وبها مسجد الرسول صلى الله عليه

وسلم وفى ثراها قبره صلى الله عليه وسلم ؛ وتقع في إقليم الحجاز على خط طول 36 & 39

شرقاً ؛ وكانت قبل الإسلام تسمى يثرب نسبة إلى يثرب بن قائد بن عبيل من عرب العمالقة

للذين ملكوا البحرين والحجاز ومصر ؛ وللمدينة أسماء كثيرة منها : طيبة ؛ طابة ؛ العذراء ؛

القاصمة ؛ دار الهجرة ؛ وكان للمدينة موقع فريد فقد كانت القوافل التجارية بين اليمن والشام

تمر بها محملة بالخيرات ؛ وكان اليهود قد هاجروا إليها فارين من الاضطهاد البابلي

والروماني وكانت قبائل بنى قريظة وبنى النصير وبنى قينقاع أول القبائل التي هاجرت إلى

المدينة من اليهود ؛ ثم نزل الأوس والخزرج وهما قبيلتان قحطانيتان جاءتا من سبأ في اليمن

قبل حادثة سيل العرم وخراب سد مأرب وسكنتا المدينة المنورة ؛ ولما هاجر الرسول صلى الله

عليه وسلم انتهت الحرب التي كانت دائماً تقوم بين الأوس والخزرج بسبب إيقاع اليهود بينهم

وآخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج { والذين عرفوا بالأنصار }

والمهاجرين وأبرم معاهدة مع اليهود ؛ وكان أول عمل عمله رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو بناء المسجد وأصبحت المدينة ذات دور بارز في تاريخ المسلمين حيث أصبحت المدينة

بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ذات كيان سياسي وعسكري وكانت هي عاصمة الدولة

الإسلامية الأولى ؛ وظلت كذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم مقراً للخلافة الإسلامية في

عهد الخلفاء الثلاثة الأُول وذلك حتى منتصف رجب عام 36 هـ ثم انتقلت عاصمة الخلافة إلى

الكوفة في عهد على بن أبى طالب ثم تحولت العاصمة في عهد معاوية إلى دمشق مع احتفاظ

المدينة بمكانتها الدينية ؛ واشتهرت المدينة بمجموعة من العلماء ومن أشهرهم الإمام مالك

إمام دار الهجرة وفقهاء المدينة السبعة وهم : سعيد بن المسيب ؛ وعروة بن الزبير ؛ والقاسم

بن محمد ؛ وأبو بكر بن عبد الرحمن ؛ وخارجة بن زيد بن ثابت ؛ وعُبيد الله بن عبدا لله بن

عتبة بن مسعود ؛ وسليمان بن يسار ؛ وكما اشتهر فيها من القراء الإمام نافع ؛ ويوجد

بالمدينة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء وجبل أُحد ومقابر شهداء أُحد والبقيع

ومسجد الميقات بذي الحليفة ؛ ومر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة تطورات

وتجديدات عبر التاريخ حيث أصبح في زماننا هذا يتسع إلى أكثر من مليوني مُصل في المواسم .



القـــــدس


يقول الله تعالى عن المسجد الأقصى { الذي باركنا حوله } (الإسراء :1) وماحوله هي مدينة

القدس ؛ وتقع مدينة القدس على خط طول 35 درجة ودائرة عرض 31 درجة ؛ وتعد مدينة

القدس من أقدم مدن الأرض وترجع نشأتها إلى سنة 3000 ق.م ؛ وبها المسجد الأ قصي الذي

يعد من أقدم المساجد بعد المسجد الحرام ؛ فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سٌئل أي

مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ فقال{ المسجد الحرام ؛ فقيل : ثم ماذا ؟ قال : المسجد الأقصى ؛

قيل : كم بينهما ؟ قال : أربعون عاماً } (رواه البخارى )؛ ودخل الفتح الإسلامي القدس بعد

هزيمة الروم في معركة اليرموك فأصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس ؛ فطلب أبو عبيدة بن

الجراح رضي الله عنه من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يأتي إلى المدينة ؛ لان

سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر خليفة المسلمين شخصياً لتسليم المدينة ؛ فذهب عمر رضي

الله عنه إلى بيت المقدس سنة ( 15 هـ / 636 م ) وأعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تُصان

أرواحهم وأموالهم وكنائسهم ؛ وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم ومنح عمر رضي الله عنه

سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ورفض أن يصلى في كنيسة القيامة حتى لا يقلده

الناس في هذا ؛ ثم ذهب رضي الله عنه إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ماكان على

الصخرة من أقدار وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية ؛ وللمسجد الأقصى في الإسلام مكانة

عظيمة فقد كان أولى القبلتين ؛ وصلى إليه صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهراً ثم اتجه

جهة المسجد الحرام ؛ ومن المسجد الأقصى عُرج برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء

بعد أن أُسرى به ليلاً من المسجد الحرام إليه وصل بالأنبياء جميعاً فيه قبل رحلة العروج ؛

وعلى مر العصور الإسلامية أظهر الأمراء والخلفاء المسلمون اهتماماً عظيماً بهذه المدينة

المباركة ؛ ففي عهد بنى أمية بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة عام ( 72هـ /

691 م ) ؛ وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد بعد ذلك بسنوات قلائل ؛ وواصل الخلفاء

العباسيون الاهتمام بالقدس حتى ضعفت الدولة الإسلامية واحتل الصليبيون المسجد الأقصى

قرابة 100 عام حتى طهره صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ؛ ثم نالت القدس عناية عظيمة في

ظل الدولة العثمانية وظلت القدس آمنة حتى ضعفت الدولة العثمانية وسقطت الخلافة الإسلامية

ودخل اليهود القدس ؛ ولا تزال القدس تحت الاحتلال الصهيوني حتى اليوم ؛ نسأل الله جل وعلا

أن يخلصها من أيديهم ويطهرها من رجسهم .


القاهرة


تقع مدينة القاهرة على ضفتي النيل ويعود تاريخ مدينة القاهرة إلى الفتح الإسلامي لمصر على

يد الصحابي الجليل عمر وبن العاص رضي الله عنه عام 21 هـ ؛ ولقد كان من هدى المسلمين

في فتوحاتهم أن تأسسوا في الأقطار التي يفتحونها عواصم جديدة يختارون موقعها بما يتفق

ومصلحة الإسلام ؛ فقد أسس عمرو بن العاص مدينة الفسطاط شمال حصن بابليون حيث

عسكرت قوات المسلمين للمرة الأولى ؛ ولما انتقلت الخلافة إلى بنى العباس أسسوا حاضرة

أخرى جديدة لدولتهم الناشئة إلى الشمال الشرقي من الفسطاط عرفت بأسم الحمراء القصوى ؛

ثم شيد الفضل بن صالح مدينة العسكر ؛ وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط ؛ ثم أسس

أحمد بن طولون مدينة القطائع عام 256 هـ متأثراً في تخطيطها بمدينة سامراء ؛ ثم استولى

الفاطميون على مصر فأسس جوهر الصقلي مدينة القاهرة عام 359 هـ ؛ وبنى حولها سوراً

من اللبن على شكل مربع وطول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة على مساحة تبلغ 340

فداناً ؛ تميزت القاهرة منذ إنشائها بجمال مبانيها فقد تناوب حكام الفاطميين والأيوبيين

والمماليك تعميرها فكانت على أحسن ما يكون ؛ وظلت القاهرة على مر العصور في التوسع

والبناء لا سيما في عصر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ؛ ومن معالم القاهرة جامع

عمر وبن العاص والمسجد الأزهر ؛ ولقد اشتهرت القاهرة على مر العصور بالعديد من

المساجد فهي أول مدينة يدخلها الإسلام في أفريقيا ؛ وكان الاهتمام بإنشاء المساجد بها متزايداً

لدرجة أنه أُطلق عليها مدينة الألف مئذنة ؛ كما أُنشأ بها العديد من الأسواق والمستشفيات

والحدائق والمكتبات والمدارس القديمة لا سيما في عصر صلاح الدين الأيوبي ؛ وكما برز

بالقاهرة العديد من الشخصيات العلمية في مختلف المجالات ففي العلوم الشرعية اشتهر الإمام

الشافعي والليث بن سعد وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله ؛ ومن علماء اللغة جلال الدين

السيوطى والذي برز كذلك في علم الحديث والفقه والتفسير وعلوم القرآن وابن منظور صاحب

معجم لسان العرب والزبيدى صاحب معجم تاج العروس والمقريزى وابن هشام وابن حجر

وغيرهم ؛ ومن الأطباء داود الأنطاكى وموفق الدين أبو نصر المشهور بابن العين الزربى ؛

وظهر بها كذلك من الرياضيين وفى الهندسة ابن الهيثم عالم الفيزياء والبصريات وابن يونس

من الفلكيين .


الإسكندرية


تقع مدينة الإسكندرية على خط عرض 31 شمالاً وخط طول 31 شرقاً وهى ميناء مصر الأول

وثاني أكبر مدنها وأهم مرافىء البحر المتوسط تقصده السفن من جميع أنحاء العالم ؛ وقد بنى

الاسكندر المقدوني الإسكندرية عام 332 ق.م وكانت عاصمة مصر قبل الفتح الاسلامى ؛

دخلها الإسلام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقيادة عمرو بن العاص رضي

الله عنه عام 20 هـ ؛ وظلت الإسكندرية بعد الفتح الإسلامي محتفظة بتخطيطها القديم من

شوارع مستقيمة تتقاطع فيما بينها عمودياُ على شكل رقعة الشطرنج ؛ ثم شهدت الإسكندرية

عهداُ جديداً من الرخاء والازدهار في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري – التاسع

الميلادي ؛ وفى عهد الفاطميين أصبحت الإسكندرية قاعدة لأسطولهم في البحر الأبيض

المتوسط ؛ وفى العصر الأيوبي اهتم صلاح الدين بالإسكندرية إهتماماً عظيماً فزودها بالمدارس

وأماكن الحراسة وعمل على تحصينها وترميم أسوارها ؛ ثم جاءت دولة المماليك والذي يعتبر

عصرهم العصر الذهبي للإسكندرية فقد بلغت فيه ذروة تقدمها العمراني لاهتمام الملوك

والسلاطين بها ؛ وفى عصر دولة المماليك الشراكسة نالت الإسكندرية نصيباً وافراً من عناية

السلاطين الشراكسة وأولهم السلطان برقوق والأشرف برسباى ؛ ثم إنكمشت الأهمية

الاقتصادية لميناء الإسكندرية باكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجاء الصالح عام 892 هـ ؛

واشتهر في الإسكندرية العديد من العلماء في شتى فروع العلم المختلفة قديماً قبل الفتح

الأسلامى وبعده مثل يحيى النحوي المعروف بـ" غرما طيقوس " ؛ وأريبا سيوس ؛ وماغنس ؛

وفوليس المعروف بالقوابلى والكنانى وبليطان السكندرى ؛ ومريا نوس ؛ والعلامة ابن أبى

مطر وابن عباد الإسكندرانى وابن الفحام المقرى وابن الحمشى وابن عطاء الله السكندرى

وابن القاسم النويرى ؛ وابن المنير وتاج الدين الفاكهانى واللخمى وغيرهم .



دمشق


تقع دمشق على خط طول 37؛ 30 درجة شرقاً وخط عرض 33؛ 30 درجة شمالاً ؛ وهى

عاصمة الجمهورية السورية ؛ ولقد عرفت دمشق على مر العصور بكثرة الأنهار وجريان

الماء في قنواتها ؛ كانت دمشق في بادىء أمرها مدينة زراعية صغيرة في المنطقة التي يرويها

نهر بردى ونظراً لموقعها المتميز كمركز تجارى انتشرت الأسواق بها؛ وقد كانت دمشق

موجودة في الألف الثالثة قبل الميلاد كحاضرة مزدهرة وكمركز للمملكة الآرامية فهي من أقدم

مدن الأرض المسكونة ؛ وقد ساعد منذ القدم موقعها عند ملتقى الطرق المؤدية إلى العراق

وشبه الجزيرة العربية على أن تصبح مركزاً تجارياً مهماً ؛ ودخل الفتح الاسلامى دمشق على

يد خالد بن الولي وأبى عبيدة ابن الجراح رضي الله عنهم أجمعين ؛ ثم جعلها معاوية بن أبى

سفيان رضي الله عنه عاصمة للخلافة الأموية واستمرت هكذا إلى أن سقطت الدولة الأموية

فصارت في عهد الخلافة العباسية ولاية تابعة لها وسكنها الخليفة العباسي المتوكل فترة قصيرة

من الزمان ؛ ومرت دمشق في أوقات عصيبة من تاريخها حتى استرجعها البطل نور الدين

محمود عام ( 549 هـ / 1154م ) ففتح فيها عهداً جديداً من الرخاء والقوة ؛ وبلغت دمشق

أزهر أيامها في عهد صلاح الدين الأيوبي ؛ وانتقلت بعد ذلك إلى سابق عهدها فأصبحت ولاية

مملوكية ثم ولاية عثمانية واهتم بها العثمانيون لأهميتها الدينية والتجارية ؛ وعرفت دمشق

منذ العصور الإسلامية الأولى بأنها مدينة المدارس لكثرة المدارس بها حتى أنها وصلت في

عهد صلاح الدين الايوبى نحو عشرين مدرسة كالمدارس الكبرى كالمدرسة العادلية والمدرسة

الظاهرية والمدرسة الجمقمية والمدرسة الرواحية والمدرسة الصلاحية والمدرسة الاسدية

والمدرسة العصرونية والمدرسة العزيزية وغير ذلك ؛ كما اشتهر بدمشق مجموعة من

المكتبات ومن اشهرها مكتبة المدرسة العادلية ؛ كما تميزت قديماً بالمستشفيات التعليمية

والمدارس الطبية ؛ وخلال العصور الإسلامية اشتهر في دمشق العديد من العلماء مثل الحافظ

عبد العزيز بن احمد التميمى والحافظ أبو زٌرعة الذي كان من أعيان المحدثين وشيخ الإسلام

ابن تيمية وابن عساكر وأبى شامة وابن كثير وابن مالك وابن الشاطر والراصد وابن البيطار

وابن النفيس ؛ ومن اشهر مساجدها المسجد الاموى ومن اشهر معالمها وآثارها قلعة دمشق .


حـــلب


تقع حلب في سوريا بين خطى طول 36 ؛ 39 شرقاً وخطى عرض 35 ؛ 37 شمالاً وحلب مدينة

قيمة جداً وقيل في سبب تسميتها { حلب الشهباء } أن نبي الله إبراهيم عليه السلام عند مروره

من بلاد مابين النهرين " العراق " إلى كنعان حلب بقرة شهباء على التل الذي أٌقيمت عليه

قلعة حلب ؛ فكان أهل القرية يقولون: إن إبراهيم حلب الشهباء ..والله اعلم ؛ وكانت حلب في

القديم برية قفراء خالية من الأشجار ثم راجت فيها التجارة رغم ذلك حتى صار أهلها على

جانب كبير من الغنى والثروة ؛ وفى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم

دخول حلب في الدولة الإسلامية الكبرى حيث أمر عمر رضي الله عنه أن يخرج أبو عبيدة بن

الجراح رضي الله عنه إلى بلاد الشام فسار أبو عبيدة حتى أتى حلب وكانت ذات قلعة وأسوار

وحصون منيعة فحاصرها أبو عبيدة حتى أتى حلب وكانت ذات قلعة وأسوار وحصون منيعة

فحاصرها أبو عبيدة خمسة أشهر ثم كتب إلى عمر رضي الله عنه يستأذن في الانسحاب عن

الحصار فأجابه أن يقيم عليها ولا يبرحها حتى يفتحها ؛ لئلا يستخف به العدو وبعث مدداً من

الفرسان فتمكنوا بعدة فترة بحيلة من الوصول إلى القلعة وقتل بعض الحراس الذين كانوا

سكارى وفتح الأبواب فدخلها المسلمون عام ( 14 هـ / 636 م ) ؛ ولقد نالت حلب استقراراً

نسبياً خلال فترة خلافة الأمويين ولكن حلب في خلافة العباسيين وقعت في منطقة الصراع بين

العباسيين والطولونيين وظلت كذلك حتى حكم بنى حمدان للشام ؛ وأعلن سيف الدولة الحمداني

حلب عاصمة ملكية لدولة بنى حمدان الذين كانوا يوالون الدولة العباسية وبعد وفاته تولى حكم

حلب ابنه أبو المعالي شريف فأصلح أحوالها وزاد عمارتها إلى أن جاء غزو البيزنطيين لها

في القرن العاشر الميلادي فأعملوا فيها الخراب وكذلك في عهد الفاطميين ؛ ثم دخلت تحت

سيطرة السلاجقة ثم غزاها الصليبيون وجعلوا من المناطق المحيطة بحلب خراباً وسدوا منافذ

الطرق التجارية الموصلة إليها ؛ ثم استخلصها عماد الدين زنكي ورد الصليبين على أعقابهم ؛

ولقد شهدت حلب في عهده نمواً إقتصادياً وعمرانياً كبيراً ولم تهنأ حلب بهدنة بعد ذلك بفترة فقد

كانت عرضة لهجمات الصليبيين وحاصروها مرات ولكن لم ينالوا غرضهم حتى أتى فيضان

النهر بغتة فأضر بمعسكرهم فانسحبوا عنها إلى إنطاكية ؛ ثم وقعت بها زلازل عام ( 533هـ /

1139 م ) ؛ ( 565هـ / 1170م ) فهدمتها ثم أٌعيد ترميمها ؛ ثم دخلت حلب تحت سلطان

صلاح الدين الايوبى ثم انتقلت إلى دولة المماليك ثم دخلها التتار بقيادة تيمورلنك فهرب سكانها

وازدحموا على الأبواب ومات منهم خلقٌ كثير والعدو وراءهم يقتل ويأسر وخرب المدينة وحرق

جوامعهم ومدارسهم وبيوتهم ؛ ثم دخلت حلب تحت سلطان الدولة العثمانية فأٌعيد عمرانها

ورجع إليها استقرارها ؛ وأخذت المدينة في الازدهار والتقدم من جديد وأصبحت كما كانت

مركزاً مهماً للتجارة ومفتاحاً لدخول آسيا ؛ واستمرت سلطة الدولة العثمانية على حلب نحو

أربعة قرون تخللها احتلال إبراهيم باشا لحلب ( 1246هـ /1831 م ) – ( 1255 هـ / 1840

) ؛ ثم انتهى حكم العثمانيين مع نهاية الحرب العالمية الأولى وفرض الانتداب الفرنسي على

سورية ومنها حلب ؛ وظل أهل سوريا يقاومون هذا الانتداب حتى تم في عام ( 1365 هـ /

1946م ) جلاء القوات الفرنسية والإنجليزية وانتهى الانتداب بعد معارك طاحنة ؛ واشتهرت

حلب على مر العصور بمجموعة من المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترات قديمة

كالقلعة والمسجد الاموى كما برز بها جماعة من العلماء في شتى العلوم .


بــغداد

ترتبط نشأة بغداد بتاريخ الخلافة العباسية فقد أنشأها الخليفة أبو جعفر المنصورى في عام 145

هـ على الضفة اليمنى من نهر دجلة ؛ وكانت بغداد عند إنشائها مدورة ولها أربعة أبواب وعمل

لها سورين ثم بنى قصره والجامع في وسطها ؛ وتقع بغداد على خط طول 75 درجة غرباً وخط

عرض 34 درجة شمالاً ؛ وكانت بغداد أشهر المدن ثقافة واجتماعاً وسياسة في القرن الرابع

الهجري وبلغت في عهد الخليفة هارون الرشيد قمة مجدها واتسعت اتساعاً عظيماً حتى

صارت بغداد كأنها أربعون مدينة متلاصقة ؛ وعرفت بغداد على مدار التاريخ بمكانة علمية

متميزة فقد أنشأ الخليفة هارون الرشيد بيت الحكمة وأتمه ابنة المأمون في القرن الرابع

الهجري وهى عبارة عن دار علم ومكتبة كان يقام فيها مجالس العلم ؛ حيث يجتمع فيها عدد

كبير من العلماء والباحثين بغرض الترجمة والمناظرات العلمية ؛ وكان الخلفاء الرشيد

والمأمون يشاركان مشاركة فعلية في هذه المجالس ؛ ولقد ساهمت هذه المكتبة مساهمة فعالة

في تطوير علوم الطب والكيمياء والفلك ؛ حيث كانت التجارب العلمية والبحوث العملية تجرى

على قدم وساق ؛ وكان الخلفاء والأثرياء يبذلون جهوداً مشكورة في جمع الكتب النادرة

ويسهلون على أهل العلم الانتفاع بها كما أنشأ الرشيد في قصره مكاناً خاصاً جمع فيه الكثير

من الكتب النادرة العربية وغير العربية ؛ ثم جاء المأمون من بعده فزاد في ثروة هذه الخزانة

حتى حوت ألوفاً من المجلدات ؛ كما ظهرت في بغداد أيضاً خِزَانات أخرى للكتب ؛ إلا أن المغول

وطغيان دجلة والحريق الهائل الذي وقع في بغداد أتى على كثير من هذه الكتب وضاع الكثير

منها ؛ وتميزت بغداد بكثرة العلماء والفقهاء فيها مثل الإمام أحمد بن حنبل وأبى إسحاق

الشيرازي وأبى حامد الغزالي والشاشى وابن الجو زى والجاحظ والفراء والزجّاج والزجّاجى

وقطرب والسيرافى وابن السكيت وياقوت الحموى والبلازدى وابن خرداذبة والمسعودي

والكندي والصوفي والفزارى والصاغانى والخوارزمي والطوسي والكرجى والخيام النيسابورى

وابن رِبن الطبرى والرازي وابن ملكا والأهوازى وابن العين الزربى وابن اللباد وغيرهم ؛ إلا

أن بغداد مرّت بأهوال وفتن عظيمة استمرت فترة غير قصيرة وعم الاضطراب الشديد الذي

أضر بعمرانها وظلت فترة تموج بالفتن وضعف سلطان الخلافة العباسية وتدخل غير العباسيين

في قيادة دفة الحكم ؛ وفى عام 656هـ نزل هولاكو على بغداد وحاصرها واستمرت الحرب

وحدثت فتنة داخلية انتهت بإستِلاء التتار على بغداد وقتل الخليفة المعتصم وأولاده وحاشيته

واستبيحت حرمات بغداد مدة طويلة وأفلت شمس الخلافة في بغداد بعد أن استمرت خمسة

قرون ؛ فكانت كارثة على العالم الاسلامى كله ؛ ثم غزاها تيمورلنك أكثر من مرة كان آخرها

عام 803 هـ ففتحها عنوة وفتك بأهلها فتكاً شديداً واستحل جنده المدينة أسبوعاً اقترفوا فيه

من المنكرات ما تقشعر منه الجلود ؛ وفى عام 914هـ غزاها الشاه إسماعيل الصفوى فظلت

تحت يد الصفويين حتى انتزعها العثمانيون عام 941هـ ثم عاد إليها الصفويون عام 1033هـ

وبقيت بأيديهم حتى استردها السلطان مراد الرابع العثماني عام 1048هـ ؛ أدت تلك الأحداث

إلى انحطاط بغداد وضعفها وتأخرها في كل نواحي الثقافة التي عرفت بها بغداد حقبة طويلة من

الزمن ؛ وفى عام 1335هـ سقطت بغداد تحت يد الإنجليز وفى أواخر عام 1920 اندلعت

الثورة العراقية وانتزع الإنجليز من مجلس عصبة الأمم صك الانتداب الذي جاء فيه الاعتراف

بالعراق دولة مستقلة بشرط قبولها المشورة الإدارية من قبل دولة منتدبه إلى أن تصبح قادرة

على القيام بنفسها ؛ أصبحت بغداد عاصمة للعراق ولا تزال كذلك حتى الآن نسأل الله تعالى أن

يحميها ويقصم ظهر قاصديها بالسوء .


صنـــعاء


عاصـــمة جمهورية اليمن الحالية تقع على خط عرض 15 ؛ 23 شمالاً وخط طول 12 ؛ 44

شرقاً ؛ وأصل كلمة صنعاء من صنع التي تعنى القوة والمنعة والتحصن في اللغة اليمنية

القديمة ؛ ويعود تاريخ صنعاء إلى عهد { هلك آمر بن كرب } ملك سبأ وذي ريان الذي عاش

في القرن الأول الميلادي ؛ وفى حوالي سنة 530م ظهر أبرهة الحبشي صاحب الفيل والذي

أراد هدم الكعبة المشرفة في السنة التي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سقوط

الملك اليهودي ذي نواس الذي اضطهد النصارى في صنعاء وجعل أبرهة صنعاء مقراً للوالي

الحبشي بعد أن انتصر على منافسه أرياط ؛ وقد بنى أبرهة كاتدرائية مسيحية عرفت بالقليس ؛

وكان أهل اليمن من أوائل الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصروه كما كان لأهل

اليمن الأثر الكبير في نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية وذلك بعد الفتح الإسلامي

لليمن ولكن صنعاء وقعت بها فتنة لمحاولة فصلها عن الدولة الإسلامية وذلك بعد موت

الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم تمكنت دولة الخلافة من ردها إلى الدولة الإسلامية

فسادها السلام ؛ ولقد خرج بعض أهل صنعاء مشاركين جيش الفتح الإسلامي جيش عمرو بن

العاص واستقر عدد كبير من المجاهدين ومن القبائل اليمنية في بلاد الشام وفى مختلف أقطار

العالم الإسلامي ؛ وتعرضت صنعاء إلى هجمات أجنبية فيما بعد منها الهجمات الصليبية

والمغولية ؛ ثم الهجمات البرتغالية والهولندية والبريطانية ؛ ولكن قوات صلاح الدين في القرن

السادس الهجري ثم قوات المماليك فيما بعد استــطاعت التصدي للهجمات الصليبية والمغولية

والوصول إلى مدخل البحر الأحمر من أجل حمايتها ثم أعُلنت اليمن فيما بعد ولاية للدولة

العثمانية في عهد السلطان العثماني سليم الأول ؛ ثم خضعت اليمن للحكم المصري في عهد

والى مصر محمد على باشا ؛ ثم استمرت اليمن لسنوات طويلة في مرحلة صراعات دولية بين

الدول الأوروبية والدولة العثمانية إلى أن احتلت القوات البريطانية عدد في القرن التاسع عشر

واستمر الشعب اليمنى تحت وطأة هذا الاحتلال والصراعات الدولية والقيام بالثورات العديدة

وفى أول القرن العشرين انضمت اليمن والتي كانت تعرف باسم المملكة المتوكلية اليمنية إلى

هيئة الأمم المتحدة ثم انضمت إلى جامعة الدول العربية في منتصف القرن العشرين ثم ألغيت

الملكية وأُعلنت الجمهورية عام 1962م ؛ ولقد انتسب إلى صنعاء جماعة من العلماء

والفقهاء والأدباء والشعراء ولم يزل بصنعاء دوماً عالم مجتهد وفقيه أصولي وأديب شاعر

أصيل ؛ ففي صنعاء وضع عبيد بن شريه قصصه التاريخية التي بسببها استدعاه الخليفة معاوية

بن أبى سفيان رضي الله عنهما إلى بلاطه وكان وهب بن منبه المشهور والذي توفى بصنعاء

قد اعتبره أهلها حجة في القرآن الكريم ؛ ومنهم الإمام الحافظ عبد الرزاق الصنعانى صاحب

المصنف الشهير بمصنف عبد الرزاق؛ وولد بها العالم الموسوعي الحسن بن أحمد الهمدانى ؛

وعلقمة بن ذي جدن ؛ ووضاح اليمن وعبد الخالق بن أبى الطلح الشهابي من الشعراء

وغيرهم .


القـــــــيروان


تقع القيروان في تونس على بُعد 156كم من العاصمة تونس ؛ وكلمة القيروان كلمة فارسية

دخلت إلى العربية وتعنى مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع

الناس في الحرب ؛ وقام بإنشاء القيروان عقبة بن نافع رضي الله عنه عام 50هـ ؛ وكان هدفه

من بنائها أن يستقر بها المسلمون حيث كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل أفريقية أن

يعودوا إلى دينهم ؛ اختار عقبة بن نافع موقعها على أساس إستراتيجي واضح فقد قال لأصحابه

بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب { إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم ؛ إذا عضّهم السيف

أسلموا؛ وإذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عاداتهم ودينهم ؛ ولست أرى نزول المسلمين

بين أضهرهم رأياً وقد رأيت أن أبنى هاهنا مدينة يسكنها المسلمون } فاستصوب أصحابه رأيه

؛ كما يعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي

فلقد كانت القيروان تلعب دورين هامين في آن واحد هما الجهاد والدعوة ؛ فبينما كانت

الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها لينشروا بين البلاد يعلمون

العربية وينشرون الإسلام ؛ ومما يجدر ذكره أن البربر عندما رأوا عقبة بن نافع رضي الله عنه

وهو ينشئ القيروان بنفسه فتأثروا بشخصيته الدينية وبما كانوا يرون عليه من التفاني في

سبيل الإسلام فدخلت جماعات كبيرة المحاربة كما كان لهذه المدينة منزلة دينية عظيمة في

نفوس المسلمين وكانوا يعتبرونها مدينة مقدسة ولايدخلها غير المسلمين ؛ ويُعد مسجد

القيروان الذي بناه عقبة بن نافع عند إنشاء المدينة من أهم معالمها عبر التاريخ ويعتبر من

أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقُتبست منه العمارة المغربية والاندلسية

عناصرها الزخرفية والمعمارية ؛ كما كان هذا المسجد ميداناً للحلقات الدينية والعلمية

واللغوية التي ضمنت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر ؛ كما كانت القيروان أولى المراكز

العلمية في المغرب يليها قرطبة في الأندلس ثم فاس في المغرب الأقصى ؛ ولقد كان للقيروان

دور كبير في نشر وتعليم الدين وعلومه بحكم ماعُلق على هذه المدينة من آمال في هداية

الناس وجلبهم إلى أفريقية ؛ ومما يذكر من اهتمام عقبة بن نافع بالقيروان وحفاوته بها ؛ أنه

بعد أن انتهى من بنائها جمع وجوه أصحابه وأهل العسكر فدار بهم حول مدينة القيروان وأقبل

يدعو لها ويقول في دعائه :{ اللهم املأها علماً وفقهاً واعمرها بالمطيعين والعابدين ؛

واجعلها عِزاً لدينك وذلاً لمن كفر بك ؛ وأعز بها الإسلام }؛ وفى عهد الخليفة الأموي الصالح

عمر بن العزيز ( 99هـ - 151هـ ) أراد تثقيف أهل المغرب وتعليمهم أمر دينهم فجعل من

مدينة القيروان مركزاً للبعثة العلمية المكونة من عشرة علماء من التابعين فأرسلهم إلى

افريقية حيث انقطعوا إلى تعليم ساكنى القيروان أمور الدين ؛ ومن أعلام القيروان الإمام

سحنون بن سعيد تلميذ الإمام مالك ومؤلف كتاب المدونة الذي كان له دور كبير في تدوين

المذهب المالكي ؛ والإمام أبى زيد القيرواني ؛ ويحيى بن سلامة البصري ومن علماء الطب

اشتهرت أسرة ابن الجزار ؛ كما أنشئت بالقيروان المكتبات العامة بالجوامع والمدارس تم

اتسعت مدينة القيروان حتى صارت مع تقدم الزمن من أشهر بلاد المغرب العربي .

descriptionمدن   اسلامية  عبر   التاريخ    دليل    حضارات    عريقة Emptyرد: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

descriptionمدن   اسلامية  عبر   التاريخ    دليل    حضارات    عريقة Emptyرد: مدن اسلامية عبر التاريخ دليل حضارات عريقة

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد