منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionمن أخلاقنا الجميلة الحياء Emptyمن أخلاقنا الجميلة الحياء

more_horiz
بقلم: د. جمال نصار
والحياء : أمارة صادقة على طبيعة الإنسان، فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه، وعندما ترى الرجل يتحرَّج من فعل ما لا ينبغي، أو ترى حمُرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق، فاعلم أنه حيُّ الضمير، نقي المعدن، زكي العنصر، وإذا رأيت الشخص ضعيفًا بليد الشعور، لا يبالي ما يأخذ أو يترك، فهو امرؤ لا خيرَ فيه، وليس له من الحياء وازع يعصمه من اقتراف الآثام وارتكاب الدنايا(2). . وذهب "الجُنيد" إلى أن الحياء حالة تتولد بين موقفين للإنسان المسلم التقي:
الأول : رؤية الآلاء ، أي نعم الله - عز وجل - التي أسبغها على الإنسان ظاهرًا وباطنًا.
والآخر: رؤية التقصير، أي شعور المرء بأنه لا يستطيع أن يوفي هذه النعم حقها من الشكر، كما ينبغي أن يكون(3).
وقد حث الإسلام على أدب وخلق الحياء في آياتٍ كثيرة منها:
1- قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا }الأحزاب 53 . وهذه الآية نزلت حينما تزوج النبي- صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين "زينب بنت جحش" وصنع وليمةً ، ودعا الناس إليها ، فلما أكلوا ظل بعضهم ماكثًا في بيت النبي ، وقد ثَقل ذلك على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لكنه استحيى من إظهار تألمه ، فنزلت الآية تنهاهم عن ذلك ، وتُبين لهم كيف يتأدبون في التعامل مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأهله.
2- قوله تعالى : {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}القصص 25 ، وهذه الآية تتحدث عن حياء ابنة شعيب- عليه السلام- حين جاءت إلى موسى- عليه السلام- تدعوه إلى أبيها ليجزيه على صنيعه فجاءت إليه تمشي على استحياء ، فمن شدة حيائها ، فاض حياؤها حتى ملأ الأرض حياءً.
وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على خلق الحياء وتمثله في نفسه ، فروى عن أبي سعيد- رضي الله عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئًا ، عرفناه في وجهه (4)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل دين خلقًا،وخلق الإسلام الحياء «(5)وعن عبد الله بن بسر قال : إن النبي- صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بابًا يريد أن يستأذن لم يستقبله ، جاء يمينًا أو شمالاً ، فإن أُذن له ، وإلا انصرف (6) .
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الإيمان بضع وسبعونشعبة والحياء شعبة من الإيمان » (7)، وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار » (8)، وعن عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الحياء لا يأتي إلا بخير » (9) .
من هذه الأحاديث السابقة وغيره نعلم أن الحياء مرتبط بالإيمان، ودائمًا يأتي بالخير على صاحبه، وكما يقول الشيخ الغزالي : فإذا فقد الشخص حياءه وفقد أمانته أصبح وحشًا كاسرًا ينطلق معربدًا وراء شهواته ويدوس في سبيلها أزكى العواطف، فهو يغتال أموال الفقراء غير شاعر نحوهم برقة، وينظر إلى آلام المنكوبين والمستضعفين فلا يهتز فؤاده شفقة ، إن أثرته الجامحة وضعت على عينيه غشاوة مظلمة ، فهو لا يعرف إلا ما يغويه ويغريه بالمزيد.. ويوم يبلغ امرؤ هذا الحضيض فقد أفلت من قيود الدين وانخلع من ربقة الإسلام (10).
للأمانة منقــــــــــــــــــــــــــــــــــول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الفلسفي، جميل صليبا، مادة "الحياء"
(2) خلق المسلم ، الشيخ محمد الغزالي ، ص 158.
(3)
رياض الصالحين، النووي، ص227
(4)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 10/513
(5)
رواه مالك في الموطأ.
(6)
سنن أبي داوود، 5/275.
(7)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، 1/63
(8)
سنن ابن ماجة، كتاب الزهد، حديث رقم: 4184
(9)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 10/521
(10)
خلق المسلم، ص160

descriptionمن أخلاقنا الجميلة الحياء Emptyرد: من أخلاقنا الجميلة الحياء

more_horiz
مشكوووره وماقصرتي يا اختي الغاليه ع الطرح الرائع

descriptionمن أخلاقنا الجميلة الحياء Emptyرد: من أخلاقنا الجميلة الحياء

more_horiz
بارك الله فيك ليلى على الموضوع القيم
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد