السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي واخواتي احببت اليوم ان نتحدث عن شعبة من شعب الايمان الا وهي الحياء
إذ أن الحياء خصلة حميدة، اتفقت على استحسانه، والترغيب فيه سائر الشرائع،
كما دلت العقول والفطر على فضله، وحسن عاقبته، فعلى المسلم أن يتصف به،
ويلازمه في سائر أمره، فالحياء خير كله.
كيف يكون الحياء؟
الحياءُ وهو من الأخلاق الحسنة في الإنسان وقد يكون من ثلاثة أوجه:
- أحدهما حياؤه من الله,
- والثاني حياؤه من الناس,
- والثالث حياؤه من نفسه.
- فأما حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره حيث يعلم
الإنسان مهما صنع من خير أو شر في السر أو في العلانية أن الله يراه لقوله
تعالى:
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
- وأما حياؤه من الناس فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح.
وهو خلق الإسلام ؛ لقول سيِّد الأنام عليه افضل الصلاة والسلام لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء ( موطأ مالك ، وسنن ابن ماجه ))
إنَّ الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالح
المؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بذلك فقال ( إن ربكم
تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً
خائبتين )) ((سنن أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجه)
- وأما حياؤه من نفسه فيكون بالعفة وصيانة الخلوات.
قال بعض الحكماء:
ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك.
وقال بعض الأدباء:
من عمل في السر عملاً يستحي منه في علانيته ليس لنفسه عنده قدر.
وهذا النوع من الحياء قد يكون من فضيلة النفس وحُسن السريرة.
فمتى كمُلَ حياءُ الإنسان من وجوههِ الثلاثة فقد كمُلت فيه أسباب الخير وانتفت عنه أسباب الشر وصار بالفضل مشهوراً وبالجميل مذكوراً.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
الحياءُ نظامُ الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرّق.
وقال بعض الحكماء:
من كساهُ الحياءُ ثوبه لم ير الناسُ عيبه.
وقال بعض البلغاء:
حياة الوجهِ بحيائه كما أن حياة الفرس بمائه.
وقال صالح عبد القدوس:
إذا قلّ ماءُ الوجه قلّ حياؤه = ولا خير في وجهٍ إذا قلّ ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك إنما = يدلّ على فعل الكريم حياؤه
وفي مثل هذا الخبر قول الشاعر:
إذا لم تخش عاقبة الليالي = ولم تستحي فافعل ما تشاءُ
فلا واللهِ ما في العيش خيرٌ = ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيشُ المرءُ ما استحيا بخير = ويبقى العود ما بقي اللحاء (4).
اما الحياء عند المرأة
هو أجمل شيء في المرأة؟
- ما الذي يزينها ويحليها في أعين الناظرين؟
- ما الذي يهبها احترام الآخرين؟
* هل هو فستانها الذي ترتديه؟
* أم حليها الذي تتزين به؟
* أم تلك الأصباغ والألوان على وجهها؟
كلا.. ليس ذلك أبدا.
إن الشريعة الغراء الموافقة للعقول السليمة والفطر الصحيحة تقول لنا إن أجمل ما في المرأة "حياؤها".
نعم.. الحياء المنبعث من القلب المؤمن.
الحياء الذي يرفرف حوله الإيمان ويصقله ذكر الله والقرآن.
الحياء كما عرفه العلماء: ( خلق كريم من أخلاق الإسلام يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق) .
* قال صلى الله عليه وسلم : "إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء" .
* "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها... " .
إنه خلق يجمل كل فرد وكل إنسان، ولكنه في حق المرأة
آكد وأكثر التصاقا.
* والمرأة بدون حياء لا خير فيها.
* امتدح القرآن حياء المرأة في قصة موسى عليه السلام قال تعالى: (( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء.. ))
وهذا بيان من القرآن فيما ينبغي أن تتصف به المرأة المسلمة القانتة الصالحة ولابد أن يظهر هذا الحياء على كل تصرفات المرأة المسلمة:
- في لباسها وحجابها.
- في مشيتها.
- في كلامها وخطابها لمن تتكلم معه.
- في جميع ما يصدر منها.
فلا خضوع في القول، ولا تصنع وتميع في المشية، ولا إثارة في اللباس، ولا ثرثرة في الهاتف.
وعندما فسخت فتيات الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الحياء أصبحن في
حالة يرثى لها، وفي وضع يشكى منه، ودب الانحراف في صفوفهن.. والله
المستعان.
فعليك بالحياء- يا أمة الله- فهوكنز ثمين.
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل حياؤه
نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر
عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه.
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.