تعد الزرافة من أقل المخلوقات تماسكا واتزانا لدرجة أنها تعجز عن الوقوف في حال سقوطها ، وتظل على هذه الحال حتى تموت من الجوع والعطش ! لكن الزرافة تملك أكثر مما يمكن ؛ فالزرافة مثلا تملك قلبا جبارا يساوي 2.3 بالمائة من حجمها الكلي وترتفع عن الأرض لأكثر من مترين ونصف ، وللمقارنة يبلغ حجم القلب البشري 0.5 بالمائة من كامل الجسم ولا يرتفع عن الأرض لأكثر من متر .
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو: كيف تتحمل الأوعية الدموية الدقيقة في الأرجل قوة الضغط الكبيرة التي يولدها قلب كهذا بدون أن تنفجر (خصوصا إذا أضفنا قوة الجاذبية في الأسفل)!؟.. وفي المقابل : كيف يصعد الدم إلى رأس الزرافة عبر رقبتها الطويلة وهو يرتفع فوق مستوى القلب بعشرة أقدام !؟ وإن كان ضخ الدم يبلغ من القوة درجة تمكنه من الوصول لمستوى الرأس ؛ فكيف لا يُفجر هذا الضغط العالي الأوعية الدموية الرقيقة في العينين والمخ عند إنزال الرأس للشرب !؟
بعد عقود من الدراسة والبحث اتضح أن الأوعية الدموية الدقيقة في أسفل الجسم - وفي الأرجل خصوصا - تسبح في سائل له ضغط مرتفع يعاكس الجاذبية ويعادل ضغط الدم . كما اتضح أن الزرافة عموما تتمتع بضغط دم مرتفع يصل إلى 160/620 يتيح للدم الصعود إلى مستوى الرأس حتى إذا ما وصل إليه يكون قد خف كثيرا ! أما لماذا لا يفجر هذا الضغط العالي أوعية الرأس والعينين حين تُنزل رأسها للأرض!؟ فلأنه يوجد في مؤخرة الدماغ عضو يدعى "رتمرابيل" مهمته تعديل مستوى الضغط تلقائيا بما يتناسب مع وضع الزرافة وحركة رقبتها . وحين تنزل الزرافة رأسها للشرب - كأدنى حركة تقوم بها - يوقف هذا العضو الدورة الدموية نهائيا لعشر ثوان - الأمر الذي يجعل الزرافة تصاب بالدوار بعدها فتسقط مغشيا عليها بحيث تعجز عن القيام مجددا !
أما بالنسبة للجهاز التنفسي فهو إعجاز طويل بحد ذاته كون طول قصبتها الهوائية تتجاوز الخمسة أقدام ويتطلب نزول الهواء - من المنخرين إلى الرئتين - وقتا أطول من الإنسان بكثير ، .. ولحل هذه المشكلة تأخذ الزرافة هواء - في حركة الشهيق - أكثر من الزفير بحيث يبقى دائما شيء منه في تجويف القصبة وهو ما يوفر عناء سحبه من فراغ . كما اتضح أنها تتنفس بسرعة كبيرة - 20مرة في الدقيقة - ولا تعيش مطلقا في المناطق المرتفعة حيث يقل الأوكسجين !
و قد أتاح فهم المعضلات الفسيولوجية في الزرافة فهم معضلات كثيرة في عالم الطب والحيوان ، فقد استفادت شركات الأدوية مثلا من دراسة الزرافة لعلاج اختلالات الضغط ومشاكل القلب والتنفس ، كما وضعت وكالة ناسا تمارين خاصة لرواد الفضاء تدعى تقنية الزرافة لتعديل الدورة الدموية وتخفيف الضغط في المناورات القاسية ، كما استنتج العلماء بالمقارنة أن قلوب الديناصورات تساوي 15% من حجمها وأنها تملك ضغط دم مرتفعاً لولاه لما استطاعت رفع رأسها أبدا - حيث يتجاوز طول عنق بعض الديناصورات 16 مترا ، ولولا وجود قلب بهذا الحجم لأصيبت بالإغماء كلما رفعت رقبتها !
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو: كيف تتحمل الأوعية الدموية الدقيقة في الأرجل قوة الضغط الكبيرة التي يولدها قلب كهذا بدون أن تنفجر (خصوصا إذا أضفنا قوة الجاذبية في الأسفل)!؟.. وفي المقابل : كيف يصعد الدم إلى رأس الزرافة عبر رقبتها الطويلة وهو يرتفع فوق مستوى القلب بعشرة أقدام !؟ وإن كان ضخ الدم يبلغ من القوة درجة تمكنه من الوصول لمستوى الرأس ؛ فكيف لا يُفجر هذا الضغط العالي الأوعية الدموية الرقيقة في العينين والمخ عند إنزال الرأس للشرب !؟
بعد عقود من الدراسة والبحث اتضح أن الأوعية الدموية الدقيقة في أسفل الجسم - وفي الأرجل خصوصا - تسبح في سائل له ضغط مرتفع يعاكس الجاذبية ويعادل ضغط الدم . كما اتضح أن الزرافة عموما تتمتع بضغط دم مرتفع يصل إلى 160/620 يتيح للدم الصعود إلى مستوى الرأس حتى إذا ما وصل إليه يكون قد خف كثيرا ! أما لماذا لا يفجر هذا الضغط العالي أوعية الرأس والعينين حين تُنزل رأسها للأرض!؟ فلأنه يوجد في مؤخرة الدماغ عضو يدعى "رتمرابيل" مهمته تعديل مستوى الضغط تلقائيا بما يتناسب مع وضع الزرافة وحركة رقبتها . وحين تنزل الزرافة رأسها للشرب - كأدنى حركة تقوم بها - يوقف هذا العضو الدورة الدموية نهائيا لعشر ثوان - الأمر الذي يجعل الزرافة تصاب بالدوار بعدها فتسقط مغشيا عليها بحيث تعجز عن القيام مجددا !
أما بالنسبة للجهاز التنفسي فهو إعجاز طويل بحد ذاته كون طول قصبتها الهوائية تتجاوز الخمسة أقدام ويتطلب نزول الهواء - من المنخرين إلى الرئتين - وقتا أطول من الإنسان بكثير ، .. ولحل هذه المشكلة تأخذ الزرافة هواء - في حركة الشهيق - أكثر من الزفير بحيث يبقى دائما شيء منه في تجويف القصبة وهو ما يوفر عناء سحبه من فراغ . كما اتضح أنها تتنفس بسرعة كبيرة - 20مرة في الدقيقة - ولا تعيش مطلقا في المناطق المرتفعة حيث يقل الأوكسجين !
و قد أتاح فهم المعضلات الفسيولوجية في الزرافة فهم معضلات كثيرة في عالم الطب والحيوان ، فقد استفادت شركات الأدوية مثلا من دراسة الزرافة لعلاج اختلالات الضغط ومشاكل القلب والتنفس ، كما وضعت وكالة ناسا تمارين خاصة لرواد الفضاء تدعى تقنية الزرافة لتعديل الدورة الدموية وتخفيف الضغط في المناورات القاسية ، كما استنتج العلماء بالمقارنة أن قلوب الديناصورات تساوي 15% من حجمها وأنها تملك ضغط دم مرتفعاً لولاه لما استطاعت رفع رأسها أبدا - حيث يتجاوز طول عنق بعض الديناصورات 16 مترا ، ولولا وجود قلب بهذا الحجم لأصيبت بالإغماء كلما رفعت رقبتها !
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول