تغيير قوانين اللّعب
تحتفظ الذاكرة الكروية العالمية بعدة أمثلة حية عن دوافع لجوء الاتحادية الدولية لكرة القدم إلى تعديل أو تغيير بعض القوانين في لعبة كرة القدم، على ضوء حالات وقعت في بعض المباريات خاصة خلال الدورات النهائية. وحين أصبح المنتخب الجزائري أحد الأسباب التي جعلت ''الفيفا'' تغيّر قوانينها، بعد مونديال إسبانيا ,1982 ببرمجتها المباراة الثالثة من الدور الأول لكل منافسة في نفس اليوم والتوقيت، لتفادي ترتيب المباريات، بعد ''مباراة العار'' بين النمسا وألمانيا الغربية، التي أقصت الجزائر بفارق الأهداف بسبب تعمّد الألمان والنمساويين ترتيب نتيجة المباراة الأخيرة لفائدة ألمانيا الغربية بعد 24 ساعة عن المباراة الثالثة والأخيرة للمنتخب الجزائري الفائز على منتخب الشيلي بثلاثة أهداف لهدفين.. بقي منتخب مصر مثالا سيئا في تاريخ الكرة العالمية، ويعتبر منتخبا متحايلا، تمادى في عدم احترام أخلاقيات اللّعبة، بشكل دفع ''الفيفا'' إلى تعديل قوانين اللّعبة. وقامت الاتحادية الدولية لكرة القدم، مؤخرا، بتغيير القوانين بشأن تسديد ركلات الترجيح خلال المباريات، حين أقرّت بمنح إنذار لكل لاعب يتوقف أمام الكرة قصد التمويه ومعرفة مكان ارتماء الحارس ليسدد الكرة في الجهة المعاكسة، بسبب ''السلوك غير الرياضي'' للاّعب المصري حسني عبد ربه أمام الحارس الجزائري فوزي شاوشي في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، ما جعل الحكم البينيني كوفي كوجيا يتعرّض لعدة انتقادات. وتحتفظ الذاكرة الكروية في هذا الشأن، بالمباراة التي دفعت ''الفيفا'' إلى اتخاذ قرار إلغاء إعادة الكرة عمدا من أي لاعب إلى حارس مرماه بقدمه، وحدث ذلك في المباراة الثانية للمجموعة السادسة في مونديال إيطاليا ,1990 بين منتخبي مصر وإيرلندا الذي انتهى بالتعادل السلبي، حيث لاحظت ''الفيفا'' بأن لاعبي منتخب مصر، تمادوا في إعادة الكرة إلى حارسهم لربح الوقت، واعتبرت ذلك بمثابة رفض صريح من المصريين اللّعب بنزاهة. وهو تصرّف يعاقب عليه في رياضات أخرى مثل الجيدو والملاكمة وكرتي اليد والسلة بتوجيه إنذار أو انتزاع الكرة من الفريق الذي يعتمد اللّعب السلبي. وأقرت الاتحادية الدولية لكرة القدم، اعتبارا من 1 جويلية ,1992 منع أي لاعب من إعادة الكرة عمدا بالقدم إلى حارسه، وتم تطبيق ذلك في المونديال الموالي سنة 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية. بقي أن نشير إلى أن منتخب مصر سجّل هدفا غير شرعي على الجزائر في تصفيات كأس العالم ,1990 بعد الاعتداء الواضح على الحارس الهادي العربي، وسجّل هدفا وحيدا من ضربة جزاء أمام هولندا في المونديال الإيطالي، بعد خطأ كومان خارج منطقة الجزاء وليس داخلها. كما أن ''الفراعنة'' الذين فرحوا بالمشاركة في المونديال الإيطالي بالضرب تحت الحزام، قزّموا من قيمة نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنة ,1990 وأرسلوا المنتخب الأولمبي متأخرا إلى الجزائر لتفادي العقوبات فقط.
ما حدث للمغرب أمام مصر سيعيده الجزائريون
وفي سياق آخر، فإن المصريين لم يهضموا بلوغ الجزائر نهائيات كأس العالم على حسابهم، واعتبروا ترشح ''الخضر'' إلى نهائيات كأس العالم على حساب بطل إفريقيا مصر، رغم أن منتخب الجزائر غاب عن دورتي 2006 و2008 لنهائيات كأس العالم، غير عادل، إلى درجة توقعوا فيها فشل الجزائريين في المونديال.
ورغم ما يقوله المصريون تحت غطاء المنطق، يكشف عن الأثر الكبير الذي خلّفه هدف ''عنتر بن شدّاد'' في أم درمان، فإنه أيضا لا ينطبق مع المفارقات التي تعتبر منتخبات مصر والجزائر وليبيا أطرافا فيها. فقد سبق للمنتخب المغربي عدم المشاركة في دورتي 1982 و1986 لكأس أمم إفريقيا، ومع ذلك، تمكّن ''أسود الأطلس'' من ضمان مشاركة في الدورة القارية سنة 1986 وضمان مشاركة في المونديال أيضا على حساب منتخب مصر الذي توّج سنة 1986 بلقب كأس أمم إفريقيا حين استضاف الدورة، حيث أقصى المنتخب المغربي نظيره المصري في تصفيات المونديال في الدور ما قبل الأخير (0/0 في مصر و 2/0 في المغرب) قبل أن يتأهّل المغرب في الدور الأخير على حساب منتخب ليبيا. وكان المنتخب الجزائري قد غاب بدوره عن دورتي 2006 و2008 لكأس أمم إفريقيا، وتأهّل لطبعة 2010 بأنغولا وضمن في نفس الوقت التأهّل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا على حساب منتخب مصر أيضا، حين تقاسم معه كرسي ريادة المجموعة وفاز ''الخضر'' على ''الفراعنة'' في المباراة الفاصلة في السودان. ومن المفارقات أيضا، أن المنتخب المغربي بلغ الدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا لسنة 1986 وخسر فرصة الترشّح إلى النهائي أمام منتخب مصر، وهو نفس سيناريو ,2010 حيث أقصي المنتخب الجزائري في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا بأنغولا وأمام منتخب مصر. وبالعودة إلى مونديال 1986 بالمكسيك، فإن المنتخب المغربي لعب في مجموعة بولونيا وإنجلترا والبرتغال، وكانت مباراته مع الإنجليز في الجولة الثانية، وهو نفس حال المنتخب الجزائري الذي سيلعب أمام إنجلترا وفي المباراة الثانية في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا. وكان المنتخب المغربي قد انتزع التعادل السلبي من الإنجليز ومن بولونيا وفاز بنتيجة 3/1 على البرتغال وتأهّل إلى الدور الثاني.
