د. ناهض حمادية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعاني بعض السيدات من مشاكل تؤدي إلى عدم الانجاب، أو صعوبته، أو إلى الاسقاط المتكرر. حول أبرز الأسباب التي تؤخر الحمل والانجاب، أو تمنعه، ووسائل العلاج المتاحة لكل حالة، التقينا الدكتور ناهض حمادية، استشاري أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب. في بعض الحالات التي تعاني فيها المرأة من تأخر الحمل يجري علاجها بالعقاقير المنشطة للمبيض، التي يعد عقار الكلوميد أكثرها شيوعا. ونبه د. حمادية على أهمية عدم تناولها من دون استشارة الطبيب، لكونها غير مناسبة، بل مضرة لبعض الحالات، خاصة لمن تعاني من تكيس المبايض أو فرط نشاطها، فقد يسبب ذلك حملا متعددا مضرا للحامل أو مضاعفات أخرى. ومن جانب آخر، تحتاج بعض الحالات للعلاج من خلال العقاقير المثبطة للتقليل من حجم البويضة وسماكتها المسببان لمنع حدوث الإخصاب. وتابع موضحا:
- من المهم التركيز على أهمية متابعة السيدة بعد تنشيط مبيضها من خلال فحص السونار، فتخضع له بعد 5 أيام من الاباضة وثم كل يومين، لمراقبة عدد البويضات ونموها وحجمها وشكل الرحم. كما يتم تقييم اليوم المناسب للإخصاب أو سحب البويضة في الوقت المناسب لإجراء الإخصاب الخارجي كجزء من طفل الأنابيب.
سوائل قناة فالوب تمنع الحمل
وأشار د. حمادية إلى ضرورة فحص الرحم بالسونار أو المنظار للكشف عن وجود حالة تسمى hydrosalpinx وهي ببساطة عبارة عن تجمع سوائل في قناة فالوب. واستغرب من تشخيص البعض لهذه الحالة من دون علاجها، وقال:
- من الخطأ ان يقال لمن لديها تجمع سوائل في أنبوب فالوب، بانه لن يسبب لها مشكلة، وان العلاج غير ضروري. فهذا التجمع يعمل على تضييق قطر الأنبوب الناقل للبويضة من المبيض إلى الرحم، ويقلل من فرصة الحمل، وعليه لابد من إزالة أو شفط تجمع أي سوائل في القناة.
الإسقاط المتكرر
وحول تكرر إسقاط الحمل قال د. حمادية:
- اذا تكرر اسقاط الحمل لا بد من اجراء تحاليل معينة لمعرفة السبب، ومن أهمها:
1 - تحليل الكروموسوم: يعتمد فحص كروموسومات الام والأب على اكتشاف وجود أي عيوب أو طفرات فيها أو اختلالات وراثية قد تسبب إسقاط الحمل أو تشوه الأجنة. فبما ان الجنين يحتوي على 24 كروموسوما تتكون من اتحاد 12 من الام و12 من الأب، لذا فإن وجود أي مرض أو تغير غير طبيعي في أي منها قد يسبب المشاكل.
2 - تحليل الأجسام المضادة.
3 -تحليل الخلايا الطبيعية القاتلة.
ومن الضروري الخضوع لتحاليل الأجسام المناعية والخلايا الطبيعية القاتلة، لأنه على الرغم من تعقيد شرح آلية هذه الأجسام في منع الحمل، إلا ان تأثيرها السلبي قد يكون السبب للإجهاض أو منع الحمل. وبالنسبة لنظرية الأجسام القاتلة التي اتفق على وجودها 27 من علماء الحمل والعقم اخيرا في احدث مؤتمر، فتعتبر عاملا مهما في محاربة تكون الجنين أو نموه.
أجسام مضادة للزوج في جسم المرأة
قد تحارب الخلايا الطبيعية القاتلة في جسم الزوجة خلايا الرجل بما يمنع الحمل. ولتفادي مشاكل تضارب ردة فعل نسيج الزوجة ومناعتها من خلايا الرجل، يستعان بوسيلة علاجية بسيطة تجري من خلال حقن جلد المرأة بعينة من خلايا الزوج البيضاء. ويترتب عن ذلك تطور تأقلم وتكافؤ لجسمها مع جسم زوجها وبالتالي زيادة في فرصة الحمل بشكل كبير جدا. وبحسب دراسات د. حمادية، فقد تبين أنه من بين 27 حالة خضعت لهذا العلاج، نجح ذلك في تثبيت حمل 16 حالة. وبالرغم من فائدة هذه الطريقة، إلا إنها تترافق مع خطر انتقال أمراض دم الرجل مثل الفيروسات الكبدية وفيروسات كثيرة إلى الزوجة، لذا فلا بد من فحص الزوج قبل نقل عينة من خلاياه للزوجة، لتفادي انتقال الأمراض.
التحليل الوراثي
من المدهش ان التطور الطبي، واكتشاف خريطة الجينات الوراثية أوصلنا للمقدرة على فحص الصفات الوراثية للجنين. وهو ما يعتبر بصيص أمل للأزواج الذين لديهم تاريخ بأمراض وراثية، فمن خلال تحليل الأجنة المخصبة خارجيا يمكن التعرف على خريطتهم الجينية وتقييم صحتهم واختيار السليم منها، وبالتالي تفادي حالات الطفل المنغولي أو الطفل المصاب بالأمراض الوراثية.
مضاعفات الحمل بعد الخامسة والثلاثين
يرتبط عمر المرأة بعد الخامسة والثلاثين بزيادة نسبة المضاعفات على الجنين ومن أهمها العيوب الخلقية وشذوذ الكروموسوم مثل متلازمة داون، لذا يفيدها عمل بعض الفحوص الإضافية، مثل اختبار السائل المشيمي CVS، عن طريق سحب عينة من السائل الأمنيوني، ودراسة خلاياه مما يسمح بكشف العاهات والتشوهات قبل ولادته. وتشمل المضاعفات المحتملة:
داء البول السكري
نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، يحدث ارتفاع في مقاومة الخلايا للأنسولين، خاصة خلال الأشهر الأخيرة للحمل، لتظهر حالة مؤقتة تسمى سكر الحمل. ويرتفع معدل الإصابة بسكر الحمل في سن 40 كثيرا مقارنة بمن هن في العشرينات. كما أنها تسبب تفاقم حالة المصابة بداء السكر قبل الحمل. وطبعا، يرافق داء السكر الكثير من المضاعفات على الأم والجنين، خاصة الإجهاض والتشوهات الجنينية وزيادة حجم الطفل وخطر هبوط سكر الدم المهدد للحياة. ولتجنب مضاعفات عدم اتزان نسبة سكر الدم، يجب الحرص على اتباع إرشادات المعالج.
ارتفاع ضغط الدم
نظرا لأن القلب يضخ مزيدا من الدم أثناء الحمل، فقد تصاب المتقدمة بالسن بارتفاع ضغط الدم للمرة الأولى. فيما تتفاقم شدة حالتها كثيرا لو كانت مصابة به من قبل، فتحتاج إلى زيادة جرعتها الدوائية والكثير من الراحة حتى تتجنب المضاعفات الخطيرة التي تسبب الإصابة بتسمم الحمل واضطرابات تدفق الدم للجنين.
كما ترتفع أيضا نسبة الاصابة بتضخم القلب أيضا نتيجة حدوث ضعف في عضلة القلب.
أطفال غير مكتملي النمو
يرجع سبب ارتفاع نسبة الولادة المبكرة (قبل اكتمال شهور الحمل التسعة) عند الحامل المتقدمة في العمر، لإصابتها بأمراض مزمنة أو لضعف حالتها الصحية. كما تسهم عوامل أخرى بذلك بشكل غير مباشر، مثل نمط حياتها الخامل وارتفاع نسبة السمنة. فيما يترتب عن زيادة لزوجة الدماء المرافقة لتقدمنا في العمر، ارتفاع خطر إنجاب أطفال غير مكتملي النمو أو ناقصي الوزن عند الولادة.
الإجهاض المتكرر
عادة ما يكون فقدان الجنين طريقة جسدية للتخلص من جنين لديه العديد من العيوب الخلقية. وعادة ما ينسب سبب الإجهاض خلال شهر الحمل الأول لوجود عيوب أو تشوهات في تكوين الجنين. وكلما كبرت السيدة في العمر، تكون أكثر عرضة لحدوث الإجهاض وتكرره، مما يدل على ظهور العديد من العيوب الجينية في الحمل. كما يمكن أن يكون علامة لخلل في الهرمونات أو اضطرابات في الجهاز المناعي.
الولادة المبكرة
إن فشلت كافة المحاولات وولد الطفل قبل أوانه، فقد يعاني من مشاكل في التنفّس والأكل والمحافظة على درجة حرارة جسمه طبيعيّة. لذا يتم الاهتمام به في وحدة خاصة للعناية الفائقة (NICU) حيث تتوافر مساندة خاصة تساعده في النمو إلى أن تنضج أجهزة جسمه وتستقر حالته.
عمر الأب قد يسبب الإجهاض
من المعروف أن عمر المرأة يلعب دورا أساسيا في تقييم نسبة الحمل، بيد أن النتائج التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية للإنجاب البشري وعلم الأجنة أكدت على أن عمر الأب له دور مهم ايضا.
فقد بينت أبحاث عدة انخفاضا عاما في خصوبة الرجال حول العالم، وأعزته لعدة أسباب، أهمها انتشار السمنة والتدخين وتناول الأغذية غير الصحية، فتقل خصوبتهم مع تقدمهم في العمر. وأشارت دراسة أجراها باحثون فرنسيون من مركز ايلو للمساعدة في الإنجاب إلى انخفاض قدرة الرجال بعد الأربعين على الإخصاب وارتفاع نسبة الإجهاض لدى النساء أيضا. حيث حللت الدراسة عينات لحيوانات منوية أخذت من أكثر من 21 ألف عملية تلقيح صناعي للرحم، جرت معالجتها ثم حقنها مباشرة في الرحم.
وعند فحص الفريق كفاءة الحيوانات المنوية ثم تتبع معدلات الحمل والإجهاض، وجد أن اثر الرجل على الإجهاض يرتفع ويقوى بعد تجاوزه الأربعين من العمر. فمن المتوقع أن تقل احتمالات حمل النساء الأكبر عمرا كما ترتفع معدلات إجهاضهن، بيد أن خطر الإجهاض ارتفع بنحو 35% عند تجاوز عمر الأزواج 40 عاما. وأعزي ذلك إلى حدوث تراجع عام في عدد الحيوانات المنوية وكفاءتها مع تقدم سن الرجل.
ومن احد التفسيرات الأخرى المحتملة وجود صلة بين عمر الرجل واضمحلال الحامض النووي «دي أن ايه» بالحيوانات المنوية. واشار الباحثون أن كثيرا من عينات الحيوانات المنوية التي أخذت من رجال تزيد أعمارهم عن 40 عاما اتسمت بعيوب قد تسبب الإجهاض.
وعلقت الدكتورة ستيفاني بيلوك وفريقها: «تدل نتائج دراساتنا على تأثير عمر الأب القوي ليس فقط في نتيجة التلقيح داخل الرحم ومعدل الحمل، بل أيضًا على معدلات الإجهاض».
وفي النهاية قال الباحثون: «يركز أطباء النساء على أهمية حمل الأم قبل عمر 35 أو 38 سنة، لكن يتعين عليهم أن يركزوا أيضًا على عمر الأب وإعطاء هذه المعلومة إلى الزوجين».
الأسبرين مفيد للحامل
الأسبرين من العقاقير المسيلة للدم والمخفضة لفرصة تجلط صفائحه الدموية، لذلك يعتبر من العقاقير المفيدة التي ترفع من تغذية الجنين وتقلل فرصة تكون التجلطات التي قد تسبب إسقاطه. ودلت دراسات على فائدة تناوله لمن تعاني من صغر حجم الجنين، كما وجد ان زيادة سيولة الدم يترتب عليها منع الأجسام المضادة من عملها وتقليل كفاءتها، مما يقلل من احتمال إسقاط الجنين. ولهذه الحالات، عادة ما تنصح المريضة بالاستمرار في تناول الأسبرين إلى نهاية الحمل.
لكن على الرغم من إثبات فوائد تناول الأسبرين خلال الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فإن هنالك دراسات تشير إلى ضرر الاستمرار بتناوله بعد ذلك، لكونه يرفع من فرصة إصابة الجنين بمرض الشيزوفرانيا وأمراض عصبية أخرى. ويجب التنبيه على ان البعض لا يحتاج لتناوله بتاتا، بل قد يكون مضرا لهم، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
.. والكورتيزون أيضا
الكورتيزون (العقاقير الستيرويدية) مفيد جدا لدعم الصحة والقضاء على أي التهاب يؤثر في الحمل، خصوصا لمن تعاني من تكرر الإسقاط. وأوضح الاستشاري ناهض حمادية قائلا: من المهم التوضيح أن هنالك عدة أنواع من العقاقير الكورتيزونية، منها عقار الهيدروكورتيزن الخفيف الذي نستعمله بجرعة خفيفة تساوي 5 مج ولفترة علاج قصيرة، ويفضل التدرج في التوقف عنها. وأتفهم أن يخشى البعض من مضاعفات الكورتيزون مثل الإصابة بالسكر أو هشاشة العظام، لكن هذه الجرعة لا تسبب مضاعفات جانبية أو مشاكل صحية. وللعلم، فالكورتيزون مادة طبيعية يفرزها الجسم للدفاع عن صحته، وجرعة 5 مج المستخدمة اقل مما يفرزه الجسم أثناء نوبات الغضب. حيث أظهرت الأبحاث ان نوبات الغضب تسبب إفراز 10 مج من الكورتيزون.
احتياطات لتجنب المخاض المبكر
لتجنب خطر المخاض المبكر قد يفيدك أخذ هذه الاحتياطات:
تجنبي الجفاف الذي يجعل الرحم أكثر حساسية، وذلك بشرب السوائل، ولو كان القليل من العصير أو الماء كل ساعتين.
تناولي طعاماً صحياً وازدادي 12 إلى 16 كيلوغراماً فقط خلال حملك.
تزيد الإصابة بالتهابات المسالك البولية من خطر حصول المخاض قبل الأوان، لذا أبقي المثانة فارغة لتخففي من احتمال التقاط الالتهاب.
امسحي دائماً من الأمام إلى الوراء بعد دخول المرحاض، لتجنب نقل التهاب من فتحة الشرج إلى المسالك البولية.
ارتدي ملابس داخليه قطنية، فالقطن «يتنفس»، وكلما تسرّب الهواء انخفض خطر نمو البكتيريا.
امتنعي عن التدخين والأدوية.
عند إحساسك بانقباضات لا تتوقف، ارتاحي فورا في السرير.
حاولي أن تخففي الإرهاق العصبي والنفسي.
أفضل ما يمكنك فعله عند حدوثه الانتباه إلى نشاطك البولي، والاهتمام جيداً بصحتك، واستشارة الطبيب إذا طرأ تطوّر غير طبيعي.
أضرار زواج الأقارب
منذ القدم، تم التعرف على أن زواج امرأة ورجل من فئة دماء معينة يسبب قتلا أو محاربة لنمو الأجنة، وغالبا ما يحدث هذا في حالات زواج الأقارب. وفسر د. حمادية هذا الامر قائلا: - لا تعتمد ردة الفعل هنا على نوعية الدم فقط كما هو مبسط شرحه للعامة، بل يعتمد في الحقيقة على نوعية النسيج الدموي أو ما يسمى «الزمرة النسيجية» التي ينتمي لها كل من الزوج والزوجة. وللتوضيح، فإن الاختلاف بين نسيج الأم والجنين هو ما يضمن نموه وعدم محاربة أجسامها المناعية له. لكن فإن كانت زمرته النسيجية متشابهة مع الأم فذلك يسبب قضاء دفاعات الام عليه. وبما أن زواج الأقارب يرفع فرصة انتمائهم لذات الزمرة النسيجية، وبالتالي تكون جنين لهما له ذات الزمرة، يرفع من فرصة إسقاطه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وزن الطفل يؤثر في ذكائه
بينت دراسات حديثة أن نقص وزن الطفل عند الولادة يؤثر سلبا في نموه العقلي اللاحق، فيما أفادت دراسة من المركز المدني لدراسات الأوبئة في نيويورك بأن الأطفال الذين يولدون بوزن أكبر يتمتعون بقدر أكبر من الذكاء في مراحل لاحقة من طفولتهم مقارنة بمن ولدوا بوزن أقل. وتضمنت هذه الدراسة حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة طفل ولدوا بين عام تسعة وخمسين إلى ستة وستين، وتراوحت أوزانهم بين كيلوغرام ونصف إلى أربعة كيلوغرامات تقريبا. وتم اختبار نسبة ذكائهم بعد بلوغهم سبع سنوات، ومقارنة ذلك بأوزانهم عند الولادة.
وبشكل عام، وجد أنه كلما ارتفع وزن الطفل عند الولادة ازدادت نسبة ذكائه قليلا، ليصل الفرق في ذكاء من يزن 2.5 كيلوغرام مقارنة بأربعة كيلوغرامات بعشر نقاط. وعلل ذلك بحصول الأطفال الأثقل وزنا على غذاء أفضل في رحم الأم أثناء مراحل نمو الدماغ.
كما كشفت دراسة دنماركية عن نتائج مماثلة، حيث برهنت على أن زيادة وزن الطفل تنعكس إيجابيا على ذكائه. ويعتقد أن السبب في هذا التناسب الطردي بين وزن الطفل ونسبة الذكاء يرجع لتوافر الغذاء للجنين أثناء فترة الحمل المهمة جدا لتطور العقل. والكشف عن هذا التأثير يسلط الضوء على العلاقة بين نمو الجنين ونمو الدماغ.
أطفال العباقرة ليسوا دائما نابغين
من جانب آخر أشارت دراسة لفريق من جامعة بيتسبرغ الأميركية إلى أهمية تغذية الرحم في تحديد معدل ذكاء الطفل، وأظهرت أن بيئة الرحم مسؤولة عن %20 من معدل ذكاء الطفل مقابل نسبة %34 فقط تتحملها الجينات الوراثية. فيما يعود أكثر من %40 من ذكاء الطفل لتأثير العوامل البيئية التي نشأ بها.
وبذلك يتضح ان أطفال العباقرة ليسوا دائما من فئة النابغين، فمن الممكن ان يسبب شح تغذية رحم الحامل (سوء تغذيتها) او تربية الأطفال في بيئة خاملة او مثبطة وغير محفزة لصقل القدرات الذهنية، الى إنقاص قدرتهم الذهنية ومعدل ذكائهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقص تغذية الحامل يصيب طفلها بأمراض متعددة بعد البلوغ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ركزت جداتنا وأمهاتنا منذ القدم على أهمية تغذية الحامل، بيد ان العديد من الحوامل يهملن هذا الجانب، بل يعتقدن بأنها معتقدات قديمة، وبأن الطفل سيتغذى ويكبر في الرحم من دون حاجة لتغذية معينة من قبل الحامل.
ومن جانب آخر، أشار العديد من أطباء الحمل والولادة إلى ازدياد ظاهرة عدم رغبة بعض أمهات الجيل الحالي في زيادة أوزانهن أثناء الحمل، فيقللن من تناول الأطعمة خوفا من فقدان الرشاقة. بيد أن الأمر الذي لا بد ان يدركنه هو ان الأدلة العلمية والطبية تشير إلى الضرر الذي يلحقه سوء تغذية الحامل بصحة الجنين وقابلية الطفل للإصابة بأمراض مستقبلية، وهو جانب مهم لا بد من تنبيه الحامل له.
وعلى الرغم من أن بعض الأمهات يعتقدن ان ولادة طفل صغير الحجم والوزن ليست خطرة، بيد ان العلماء يشيرون إلى امكانية اصابة المولود بخطر يمتد على المدى الطويل، حيث جرى الربط بين سوء التغذية ونحافة المواليد وزيادة قابلية اصابتهم بعدة أمراض غير معدية في مرحلة متأخرة من العمر.
عوامل تؤثر في تكون الجنين
وبين كل من سيمون لانجلي ايفانز وسارة مكميلان من كلية العلوم البيولوجية في جامعة نوتينغهام البريطانية في دراسة تحليلية، ان تطور الجنين ونموه يكون حساسا جدا لأي تغيير في بيئة الرحم. فمن الممكن ان تسبب التغيرات البيئية اضطرابا في انقسام الخلايا أو حياتها، مما يؤدي إلى تغيير في نظام التطور الطبيعي لنضوج أعضاء وأنسجة الأجنة. وهناك عدة عوامل ومؤثرات تسبب اضطرابا وتغييرا في التطور الخلوي لأعضاء وأنسجة الجنين، من أهمها:
- عوامل غذائية.
-التوتر النفسي أو البيولوجي.
- عدم اتزان الإشارات الطبيعية الهرمونية ما بين الأم والجنين.
ومن الممكن ان ينسب لتأثير هذه العوامل أيضا حدوث الإسقاط ووفاة الأجنة. وعليه فمن المنطق ان نجادل ان حدوث احد هذه العوامل المسببة لاضطراب البيئة المحيطة بالجنين، يترتب عليه تطور ردة فعل تكيفية في آلية التطوير الخلقي لخلايا الجنين حتى تضمن استمرار وظائف أعضائه وأنسجته المهمة، وبالتالي البقاء على حياة الجنين.
كيف تحدث البرمجة؟
استنادا إلى ما ذكر، فبما ان التطور والنضوج يشمل تكوين الأعضاء الأساسية في صورة منظمة، فإن ردة الفعل التكيفية، في الغالب، ستسبب تغييرات طفيفة، لكنها دائمة في مسار تكوين الأنسجة ووظائفها (مثل تغير في عدد الخلايا أو نوعها أو الوحدة الوظيفية). وبالرغم من عدم ملاحظة اثر هذا التغيير منذ ولادة الطفل، لكن أثرها يكون واضحا في وقت متأخر من العمر، حيث يرفع من قابلية الإصابة بأمراض عدة. ويمكن ان يطلق على هذه الأثر مسمى «البرمجة» Programming لكون ردة فعل الأنسجة تسبب حدوث برمجة للوظائف الفسيولوجية والقابلية للمرض. واستنادا إلى دراسات معملية قامت بتقييم أثر النقص في تغذية الحيوانات أثناء الحمل على تطور الجنين، أن لها تأثير على تركيب الأعضاء المهمة مثل الكلية والبنكرياس.
كما تعتمد خصائص البرمجة على طبيعة الاضطراب وتوقيت التعرض له. فعلى سبيل المثال، وجد أن انخفاض البروتين في تغذية أناث فئران المختبر الحوامل يرتبط مع زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم لدى أبنائهن مع تقدمهن في العمر. لكن دور التوقيت في قوة التأثير على «آلية البرمجة» ظهر جليا أيضا، حيث وجد ان حجم وقوة ردة الفعل البرمجية لزيادة قابلية الأطفال للإصابة بالمرض تكون اكبر إذا حدث النقص الغذائي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، فيما أن الأثر كان محدودا إن حدث نقص البروتين خلال الأشهر الأولى من الحمل. بينما تظهر أهمية الطبيعة الخاصة للعامل المؤثر من خلال الأدلة المشيرة إلى ان البرمجة للإصابة بضغط الدم مع تقدم العمر ترتفع كثيرا إن كانت تغذية الأم المنخفضة بالبروتين تتضمن كربوهيدرات على هيئة نشويات معقدة، فيما ينخفض الأثر كثيرا لو تضمن كربوهيدرات على هيئة غلوكوز (سكريات).
عامل خطر جديد
اشارت العديد من الدراسات إلى التأثير الدائم والقوي لكمية ونوعية التغذية المتناولة خلال فترة الحمل على آلية تطوير الأجنة لتسبب حدوث برمجة داخلية في أنسجتها تزيد من قابلية حدوث الاعتلالات المستقبلية.
فقد نبهت عدة أبحاث إلى بروز عامل خطر جديد يحدث أثناء تطور الجنين ويسبب الإصابة بالأمراض، خاصة أمراض شرايين القلب والسمنة والاضطراب الايضي (السكر وارتفاع الدهون الضارة وضغط الدم). ومن أشهر الدراسات تلك التي بينت وجود ارتباط ما بين نقص أو سوء التغذية أثناء الحمل مع ارتفاع خطر الإصابة بداء السكر وشرايين القلب والموت منها.
وأشار الباحث غودفري، إلى ارتباط معدل ضغط الدم في الأولاد الصغار بعلاقة مباشرة مع درجة سمنة الأم ونسبة الهيموغلوبين في دمها أثناء الحمل. وبالمنوال نفسه وجد ان ضغط دم الشباب (الرجال) ارتبط بعلاقة مباشرة مع مقدار تناول الحامل للبروتين الحيواني وارتبط عكسيا مع مقدار الكربوهيدرات التي تتناولها.
الخطر من انخفاض وزن الأجنة
من جانبها بينت عدة أبحاث قديمة، حللت بيانات النساء والرجال في الدول المتطورة، وجود ارتباط بين عوامل معينة في بداية التكوين والحياة مع قابلية الإصابة بداء السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين بعد البلوغ، بحيث وجد ان العلاقة بين وزن الطفل وخطر الإصابة بالأمراض كان طرديا، فكلما قل الوزن ازداد الخطر.
وبينت دراسة سويدية تضمنت 15 ألف رجل وامرأة ولدوا ما بين 1915-1929، وجود ارتفاع ملحوظ بين الموت من جراء الإصابة القلبية (بخاصة السكتة) مع الولادة بوزن منخفض. ومقارنة بين من يعتبرون في المعدل المنخفض من وزن الولادة (معدل 2.95 كيلوغرام)، فإن المواليد ممن يعتبرون في المعدل المرتفع في الوزن (4.11 كيلوغرامات) كانوا %33 اقل عرضة للموت من أمراض القلب.
كما قيمت الدراسة العلاقة بين وزن المواليد مع قابلية إصابتهم بالنوع الثاني من السكر لتظهر نتائجها أن الزيادة في وزن المولود يرافقها انخفاض في الخطر، بحيث ان كل كيلوغرام زيادة في الوزن يرافقه انخفاض في الإصابة بالنوع الثاني من السكر بنسبة %25.
وللتنبيه فبعض الدراسات دلت على وجود ارتباط شرطي بين ارتفاع حدوث هذه الأمراض عند البالغين مع وجود عوامل جينية في المواليد ذوي الأوزان المنخفضة، وعليه فإن الجمع ما بين العامل الوراثي وانخفاض وزن المولود يسبب ارتفاع خطر الإصابة بها.
بنية المولود قد تدل على توقيت نقص التغذية
سوء التغذية، أو نقصها، خلال فترات معينة من الحمل من الممكن ان يشير أو يتنبأ لخصائص معينة في محدودية نمو الطفل. حيث بينت نتائج عدد من الدراسات ان الجنين الذي تعرض لنقص التغذية خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل يتميز بشكل صغير بشكل عام، فيما ان نقص التغذية خلال الثلاثة أشهر الوسطى للحمل تتسم بجنين أصغر وأنحف. أما سوء التغذية في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل فتسهم في تكوين جنين أقصر (طول اصغر لجزء الجسم العلوي) مقارنة بحجم الرأس الطبيعي، مما يدل على إن نمو الدماغ والرأس يعد أولية للنمو مقارنة بنمو البدن.
ولكن هذه المقترحات تم استسقائها جميعا من دراسات حيوانية، وعليه فلا يمكن إثباتها للبشر. بيد ان آلية سوء التغذية أثناء الحمل تم ربطها بشكل مثبت مع ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض.
بنية المولود لها تأثير أيضا
بالإضافة لكون الانخفاض في وزن المولود يعد عاملا مهما للتنبؤ بقابلية اصابته بأمراض مع تقدمه في العمر، من الممكن ان تشير طبيعة تطور نمو الطفل في بداية حياته إلى ارتفاع قابليته للإصابة بمرض معين. فيمكن ان يستخدم مقياس النمو (الوزن/ الطول3) مؤشرا على مدى قابلية السمنة للطفل.
وبحسب ما بينته عدة دراسات، وجد أن الأطفال الذين اعتبروا عند الولادة من الفئة النحيفة، يعانون اضطرابا أو خللا في هضم الغلوكوز أثناء الطفولة مما يفسر ارتفاع احتمال إصابتهم بالسكر من النوع الثاني على المدى البعيد. كما ظهرت العديد من الدراسات التي اعتمدت على مقياس السمنة في الطفولة وربطته بخطر الإصابة بعدة أمراض. وبالإضافة للأمراض الايضية، جرى الربط بين كل من الإصابة بهشاشة العظام وبعض الأمراض النفسية، ببنية الطفل في بداية حياته.
لكن لا بد من الاشارة، بان انخفاض وزن المواليد لا يدل على انخفاض تغذية الأم فقط، بل قد يكون نتاج تأثير عدة عوامل. فمن المعروف ان تدخين الحامل والتوتر النفسي يسبب انخفاض وزن الجنين والمولود. بيد أن جميع الدراسات التي قامت على تقييم اثر وزن المواليد قامت بالربط ما بين نقص تغذية الحامل المسبب لانخفاض وزن المولود مع خطر ذلك على صحتهم مع تقدمهم في العمر.
الغذاء وجنس الجنين
تتداول النساء فيما بينهن نصائح حول نظام غذائي يسهم في تخصيب بويضة ذات جنس معين. ويشير بعض الأطباء إلى أن اتباع المرأة نظام حمية يركز على تناول نوع معين من الأطعمة قبل فترة الحمل بشهرين، يرفع من إمكانية تحديد جنس الجنين. ووفق الدراسات ثبت نجاح هذه الطريقة في كثير من الحالات. وينتج ذلك لكون بعض الأطعمة تستقطب الحيوانات المنوية الذكرية وأخرى الأنثوية، مما يرفع من فرصة تحديد إخصاب ينتج عنه جنس الجنين المفضل. وقد أيدت دراسة من واشنطن دور نوعية الغذاء الذي تتناوله المرأة في عملية اختيار جنس الطفل، وذلك من خلال تأثيرها في مستقبلات الحيوانات المنوية الموجودة على جدار البويضة، فعن طريقها تتمكن الفئة المفضلة من اختراق جدار البويضة وبالتالي يحدث التلقيح، حيث وجد ان زيادة نسبة عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم يسببان تغيرات في جدار البويضة بما يجذب الحيوان المنوي الذكري ويستبعد الأنثوي، وهذا يرفع فرصة الحمل بالجنين الذكر. بينما يحدث العكس (الحمل بالجنين الانثى) عند ارتفاع نسبة الكالسيوم والماغنسيوم في الغذاء.
الرضاعة الطبيعية تحمي من الأمراض
تعتبر المرحلة الأولى من عمر الرضيع فترة حرجة وحساسة من الممكن ان تحدث خلالها برمجة خلوية ترفع قابلية الإصابة بالأمراض. وبات معروفا، تأثير تناول الحليب الصناعي (الرضاعة الصناعية) على زيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة وأمراض عدة مقارنة بمن يرضع من حليب الأم. ومن هنا بدأت العديد من المنظمات والجمعيات الصحية بالتركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية خلال الاشهرالستة الأولى من عمر الطفل، أو لأطول مدة على الأقل خلال الأشهر الأولى.
لا بد من نشر الوعي
على الرغم من زخم الدراسات، فإن الآلية الكاملة التي يتم من خلالها تأثير تغذية الحامل على فسيولوجية وصحة الجنين والإنسان على المدى الطويل لا تزال غير مفهومة إلا جزئيا. ويعتقد البعض ان تأثير تغذية الحامل يتم من خلال برمجة الطفل على آلية معينة، بحيث تجري إعادة برمجة خلاياه. لكن الأمر الأهم، هو ضرورة ان يركز الأطباء، خصوصا أطباء الحمل والولادة، على نشر الوعي بين الحوامل بأن سوء التغذية يسبب برمجة جسد الطفل ليكون أكثر قابلية للإصابة بأمراض عدة مع تقدمه في العمر. كما يجب التركيز على ضرورة عدم إهمال الحامل للتغذية الصحية وتناول المكملات الغذائية (الفولات والجلايسين والكالسيوم)، بالإضافة إلى تكثيف التشجيع على الرضاعة الطبيعية.
تخصيب البويضة من دون حيوانات منوية
يقف طب العقم عاجزا عن إيجاد حل لبعض مشاكل الرجل، خصوصا عندما لا تتوافر لديه حيوانات منوية سليمة للإخصاب. بيد ان العديد من الأبحاث تجري حاليا في بريطانيا لوضع علاج لذلك من خلال استخدام خلايا أخرى في جسم الرجل ليتم أخذ موروثاتها الجينية أو استنساخها ومن ثم تلقيح البويضة بها. لكن هذه النظرية لا تزال قيد البحث والتجربة، واذا نجحت يمكن ان تصل للتطبيق الإكلينيكي خلال خمس سنوات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعاني بعض السيدات من مشاكل تؤدي إلى عدم الانجاب، أو صعوبته، أو إلى الاسقاط المتكرر. حول أبرز الأسباب التي تؤخر الحمل والانجاب، أو تمنعه، ووسائل العلاج المتاحة لكل حالة، التقينا الدكتور ناهض حمادية، استشاري أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب. في بعض الحالات التي تعاني فيها المرأة من تأخر الحمل يجري علاجها بالعقاقير المنشطة للمبيض، التي يعد عقار الكلوميد أكثرها شيوعا. ونبه د. حمادية على أهمية عدم تناولها من دون استشارة الطبيب، لكونها غير مناسبة، بل مضرة لبعض الحالات، خاصة لمن تعاني من تكيس المبايض أو فرط نشاطها، فقد يسبب ذلك حملا متعددا مضرا للحامل أو مضاعفات أخرى. ومن جانب آخر، تحتاج بعض الحالات للعلاج من خلال العقاقير المثبطة للتقليل من حجم البويضة وسماكتها المسببان لمنع حدوث الإخصاب. وتابع موضحا:
- من المهم التركيز على أهمية متابعة السيدة بعد تنشيط مبيضها من خلال فحص السونار، فتخضع له بعد 5 أيام من الاباضة وثم كل يومين، لمراقبة عدد البويضات ونموها وحجمها وشكل الرحم. كما يتم تقييم اليوم المناسب للإخصاب أو سحب البويضة في الوقت المناسب لإجراء الإخصاب الخارجي كجزء من طفل الأنابيب.
سوائل قناة فالوب تمنع الحمل
وأشار د. حمادية إلى ضرورة فحص الرحم بالسونار أو المنظار للكشف عن وجود حالة تسمى hydrosalpinx وهي ببساطة عبارة عن تجمع سوائل في قناة فالوب. واستغرب من تشخيص البعض لهذه الحالة من دون علاجها، وقال:
- من الخطأ ان يقال لمن لديها تجمع سوائل في أنبوب فالوب، بانه لن يسبب لها مشكلة، وان العلاج غير ضروري. فهذا التجمع يعمل على تضييق قطر الأنبوب الناقل للبويضة من المبيض إلى الرحم، ويقلل من فرصة الحمل، وعليه لابد من إزالة أو شفط تجمع أي سوائل في القناة.
الإسقاط المتكرر
وحول تكرر إسقاط الحمل قال د. حمادية:
- اذا تكرر اسقاط الحمل لا بد من اجراء تحاليل معينة لمعرفة السبب، ومن أهمها:
1 - تحليل الكروموسوم: يعتمد فحص كروموسومات الام والأب على اكتشاف وجود أي عيوب أو طفرات فيها أو اختلالات وراثية قد تسبب إسقاط الحمل أو تشوه الأجنة. فبما ان الجنين يحتوي على 24 كروموسوما تتكون من اتحاد 12 من الام و12 من الأب، لذا فإن وجود أي مرض أو تغير غير طبيعي في أي منها قد يسبب المشاكل.
2 - تحليل الأجسام المضادة.
3 -تحليل الخلايا الطبيعية القاتلة.
ومن الضروري الخضوع لتحاليل الأجسام المناعية والخلايا الطبيعية القاتلة، لأنه على الرغم من تعقيد شرح آلية هذه الأجسام في منع الحمل، إلا ان تأثيرها السلبي قد يكون السبب للإجهاض أو منع الحمل. وبالنسبة لنظرية الأجسام القاتلة التي اتفق على وجودها 27 من علماء الحمل والعقم اخيرا في احدث مؤتمر، فتعتبر عاملا مهما في محاربة تكون الجنين أو نموه.
أجسام مضادة للزوج في جسم المرأة
قد تحارب الخلايا الطبيعية القاتلة في جسم الزوجة خلايا الرجل بما يمنع الحمل. ولتفادي مشاكل تضارب ردة فعل نسيج الزوجة ومناعتها من خلايا الرجل، يستعان بوسيلة علاجية بسيطة تجري من خلال حقن جلد المرأة بعينة من خلايا الزوج البيضاء. ويترتب عن ذلك تطور تأقلم وتكافؤ لجسمها مع جسم زوجها وبالتالي زيادة في فرصة الحمل بشكل كبير جدا. وبحسب دراسات د. حمادية، فقد تبين أنه من بين 27 حالة خضعت لهذا العلاج، نجح ذلك في تثبيت حمل 16 حالة. وبالرغم من فائدة هذه الطريقة، إلا إنها تترافق مع خطر انتقال أمراض دم الرجل مثل الفيروسات الكبدية وفيروسات كثيرة إلى الزوجة، لذا فلا بد من فحص الزوج قبل نقل عينة من خلاياه للزوجة، لتفادي انتقال الأمراض.
التحليل الوراثي
من المدهش ان التطور الطبي، واكتشاف خريطة الجينات الوراثية أوصلنا للمقدرة على فحص الصفات الوراثية للجنين. وهو ما يعتبر بصيص أمل للأزواج الذين لديهم تاريخ بأمراض وراثية، فمن خلال تحليل الأجنة المخصبة خارجيا يمكن التعرف على خريطتهم الجينية وتقييم صحتهم واختيار السليم منها، وبالتالي تفادي حالات الطفل المنغولي أو الطفل المصاب بالأمراض الوراثية.
مضاعفات الحمل بعد الخامسة والثلاثين
يرتبط عمر المرأة بعد الخامسة والثلاثين بزيادة نسبة المضاعفات على الجنين ومن أهمها العيوب الخلقية وشذوذ الكروموسوم مثل متلازمة داون، لذا يفيدها عمل بعض الفحوص الإضافية، مثل اختبار السائل المشيمي CVS، عن طريق سحب عينة من السائل الأمنيوني، ودراسة خلاياه مما يسمح بكشف العاهات والتشوهات قبل ولادته. وتشمل المضاعفات المحتملة:
داء البول السكري
نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، يحدث ارتفاع في مقاومة الخلايا للأنسولين، خاصة خلال الأشهر الأخيرة للحمل، لتظهر حالة مؤقتة تسمى سكر الحمل. ويرتفع معدل الإصابة بسكر الحمل في سن 40 كثيرا مقارنة بمن هن في العشرينات. كما أنها تسبب تفاقم حالة المصابة بداء السكر قبل الحمل. وطبعا، يرافق داء السكر الكثير من المضاعفات على الأم والجنين، خاصة الإجهاض والتشوهات الجنينية وزيادة حجم الطفل وخطر هبوط سكر الدم المهدد للحياة. ولتجنب مضاعفات عدم اتزان نسبة سكر الدم، يجب الحرص على اتباع إرشادات المعالج.
ارتفاع ضغط الدم
نظرا لأن القلب يضخ مزيدا من الدم أثناء الحمل، فقد تصاب المتقدمة بالسن بارتفاع ضغط الدم للمرة الأولى. فيما تتفاقم شدة حالتها كثيرا لو كانت مصابة به من قبل، فتحتاج إلى زيادة جرعتها الدوائية والكثير من الراحة حتى تتجنب المضاعفات الخطيرة التي تسبب الإصابة بتسمم الحمل واضطرابات تدفق الدم للجنين.
كما ترتفع أيضا نسبة الاصابة بتضخم القلب أيضا نتيجة حدوث ضعف في عضلة القلب.
أطفال غير مكتملي النمو
يرجع سبب ارتفاع نسبة الولادة المبكرة (قبل اكتمال شهور الحمل التسعة) عند الحامل المتقدمة في العمر، لإصابتها بأمراض مزمنة أو لضعف حالتها الصحية. كما تسهم عوامل أخرى بذلك بشكل غير مباشر، مثل نمط حياتها الخامل وارتفاع نسبة السمنة. فيما يترتب عن زيادة لزوجة الدماء المرافقة لتقدمنا في العمر، ارتفاع خطر إنجاب أطفال غير مكتملي النمو أو ناقصي الوزن عند الولادة.
الإجهاض المتكرر
عادة ما يكون فقدان الجنين طريقة جسدية للتخلص من جنين لديه العديد من العيوب الخلقية. وعادة ما ينسب سبب الإجهاض خلال شهر الحمل الأول لوجود عيوب أو تشوهات في تكوين الجنين. وكلما كبرت السيدة في العمر، تكون أكثر عرضة لحدوث الإجهاض وتكرره، مما يدل على ظهور العديد من العيوب الجينية في الحمل. كما يمكن أن يكون علامة لخلل في الهرمونات أو اضطرابات في الجهاز المناعي.
الولادة المبكرة
إن فشلت كافة المحاولات وولد الطفل قبل أوانه، فقد يعاني من مشاكل في التنفّس والأكل والمحافظة على درجة حرارة جسمه طبيعيّة. لذا يتم الاهتمام به في وحدة خاصة للعناية الفائقة (NICU) حيث تتوافر مساندة خاصة تساعده في النمو إلى أن تنضج أجهزة جسمه وتستقر حالته.
عمر الأب قد يسبب الإجهاض
من المعروف أن عمر المرأة يلعب دورا أساسيا في تقييم نسبة الحمل، بيد أن النتائج التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية للإنجاب البشري وعلم الأجنة أكدت على أن عمر الأب له دور مهم ايضا.
فقد بينت أبحاث عدة انخفاضا عاما في خصوبة الرجال حول العالم، وأعزته لعدة أسباب، أهمها انتشار السمنة والتدخين وتناول الأغذية غير الصحية، فتقل خصوبتهم مع تقدمهم في العمر. وأشارت دراسة أجراها باحثون فرنسيون من مركز ايلو للمساعدة في الإنجاب إلى انخفاض قدرة الرجال بعد الأربعين على الإخصاب وارتفاع نسبة الإجهاض لدى النساء أيضا. حيث حللت الدراسة عينات لحيوانات منوية أخذت من أكثر من 21 ألف عملية تلقيح صناعي للرحم، جرت معالجتها ثم حقنها مباشرة في الرحم.
وعند فحص الفريق كفاءة الحيوانات المنوية ثم تتبع معدلات الحمل والإجهاض، وجد أن اثر الرجل على الإجهاض يرتفع ويقوى بعد تجاوزه الأربعين من العمر. فمن المتوقع أن تقل احتمالات حمل النساء الأكبر عمرا كما ترتفع معدلات إجهاضهن، بيد أن خطر الإجهاض ارتفع بنحو 35% عند تجاوز عمر الأزواج 40 عاما. وأعزي ذلك إلى حدوث تراجع عام في عدد الحيوانات المنوية وكفاءتها مع تقدم سن الرجل.
ومن احد التفسيرات الأخرى المحتملة وجود صلة بين عمر الرجل واضمحلال الحامض النووي «دي أن ايه» بالحيوانات المنوية. واشار الباحثون أن كثيرا من عينات الحيوانات المنوية التي أخذت من رجال تزيد أعمارهم عن 40 عاما اتسمت بعيوب قد تسبب الإجهاض.
وعلقت الدكتورة ستيفاني بيلوك وفريقها: «تدل نتائج دراساتنا على تأثير عمر الأب القوي ليس فقط في نتيجة التلقيح داخل الرحم ومعدل الحمل، بل أيضًا على معدلات الإجهاض».
وفي النهاية قال الباحثون: «يركز أطباء النساء على أهمية حمل الأم قبل عمر 35 أو 38 سنة، لكن يتعين عليهم أن يركزوا أيضًا على عمر الأب وإعطاء هذه المعلومة إلى الزوجين».
الأسبرين مفيد للحامل
الأسبرين من العقاقير المسيلة للدم والمخفضة لفرصة تجلط صفائحه الدموية، لذلك يعتبر من العقاقير المفيدة التي ترفع من تغذية الجنين وتقلل فرصة تكون التجلطات التي قد تسبب إسقاطه. ودلت دراسات على فائدة تناوله لمن تعاني من صغر حجم الجنين، كما وجد ان زيادة سيولة الدم يترتب عليها منع الأجسام المضادة من عملها وتقليل كفاءتها، مما يقلل من احتمال إسقاط الجنين. ولهذه الحالات، عادة ما تنصح المريضة بالاستمرار في تناول الأسبرين إلى نهاية الحمل.
لكن على الرغم من إثبات فوائد تناول الأسبرين خلال الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فإن هنالك دراسات تشير إلى ضرر الاستمرار بتناوله بعد ذلك، لكونه يرفع من فرصة إصابة الجنين بمرض الشيزوفرانيا وأمراض عصبية أخرى. ويجب التنبيه على ان البعض لا يحتاج لتناوله بتاتا، بل قد يكون مضرا لهم، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
.. والكورتيزون أيضا
الكورتيزون (العقاقير الستيرويدية) مفيد جدا لدعم الصحة والقضاء على أي التهاب يؤثر في الحمل، خصوصا لمن تعاني من تكرر الإسقاط. وأوضح الاستشاري ناهض حمادية قائلا: من المهم التوضيح أن هنالك عدة أنواع من العقاقير الكورتيزونية، منها عقار الهيدروكورتيزن الخفيف الذي نستعمله بجرعة خفيفة تساوي 5 مج ولفترة علاج قصيرة، ويفضل التدرج في التوقف عنها. وأتفهم أن يخشى البعض من مضاعفات الكورتيزون مثل الإصابة بالسكر أو هشاشة العظام، لكن هذه الجرعة لا تسبب مضاعفات جانبية أو مشاكل صحية. وللعلم، فالكورتيزون مادة طبيعية يفرزها الجسم للدفاع عن صحته، وجرعة 5 مج المستخدمة اقل مما يفرزه الجسم أثناء نوبات الغضب. حيث أظهرت الأبحاث ان نوبات الغضب تسبب إفراز 10 مج من الكورتيزون.
احتياطات لتجنب المخاض المبكر
لتجنب خطر المخاض المبكر قد يفيدك أخذ هذه الاحتياطات:
تجنبي الجفاف الذي يجعل الرحم أكثر حساسية، وذلك بشرب السوائل، ولو كان القليل من العصير أو الماء كل ساعتين.
تناولي طعاماً صحياً وازدادي 12 إلى 16 كيلوغراماً فقط خلال حملك.
تزيد الإصابة بالتهابات المسالك البولية من خطر حصول المخاض قبل الأوان، لذا أبقي المثانة فارغة لتخففي من احتمال التقاط الالتهاب.
امسحي دائماً من الأمام إلى الوراء بعد دخول المرحاض، لتجنب نقل التهاب من فتحة الشرج إلى المسالك البولية.
ارتدي ملابس داخليه قطنية، فالقطن «يتنفس»، وكلما تسرّب الهواء انخفض خطر نمو البكتيريا.
امتنعي عن التدخين والأدوية.
عند إحساسك بانقباضات لا تتوقف، ارتاحي فورا في السرير.
حاولي أن تخففي الإرهاق العصبي والنفسي.
أفضل ما يمكنك فعله عند حدوثه الانتباه إلى نشاطك البولي، والاهتمام جيداً بصحتك، واستشارة الطبيب إذا طرأ تطوّر غير طبيعي.
أضرار زواج الأقارب
منذ القدم، تم التعرف على أن زواج امرأة ورجل من فئة دماء معينة يسبب قتلا أو محاربة لنمو الأجنة، وغالبا ما يحدث هذا في حالات زواج الأقارب. وفسر د. حمادية هذا الامر قائلا: - لا تعتمد ردة الفعل هنا على نوعية الدم فقط كما هو مبسط شرحه للعامة، بل يعتمد في الحقيقة على نوعية النسيج الدموي أو ما يسمى «الزمرة النسيجية» التي ينتمي لها كل من الزوج والزوجة. وللتوضيح، فإن الاختلاف بين نسيج الأم والجنين هو ما يضمن نموه وعدم محاربة أجسامها المناعية له. لكن فإن كانت زمرته النسيجية متشابهة مع الأم فذلك يسبب قضاء دفاعات الام عليه. وبما أن زواج الأقارب يرفع فرصة انتمائهم لذات الزمرة النسيجية، وبالتالي تكون جنين لهما له ذات الزمرة، يرفع من فرصة إسقاطه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وزن الطفل يؤثر في ذكائه
بينت دراسات حديثة أن نقص وزن الطفل عند الولادة يؤثر سلبا في نموه العقلي اللاحق، فيما أفادت دراسة من المركز المدني لدراسات الأوبئة في نيويورك بأن الأطفال الذين يولدون بوزن أكبر يتمتعون بقدر أكبر من الذكاء في مراحل لاحقة من طفولتهم مقارنة بمن ولدوا بوزن أقل. وتضمنت هذه الدراسة حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة طفل ولدوا بين عام تسعة وخمسين إلى ستة وستين، وتراوحت أوزانهم بين كيلوغرام ونصف إلى أربعة كيلوغرامات تقريبا. وتم اختبار نسبة ذكائهم بعد بلوغهم سبع سنوات، ومقارنة ذلك بأوزانهم عند الولادة.
وبشكل عام، وجد أنه كلما ارتفع وزن الطفل عند الولادة ازدادت نسبة ذكائه قليلا، ليصل الفرق في ذكاء من يزن 2.5 كيلوغرام مقارنة بأربعة كيلوغرامات بعشر نقاط. وعلل ذلك بحصول الأطفال الأثقل وزنا على غذاء أفضل في رحم الأم أثناء مراحل نمو الدماغ.
كما كشفت دراسة دنماركية عن نتائج مماثلة، حيث برهنت على أن زيادة وزن الطفل تنعكس إيجابيا على ذكائه. ويعتقد أن السبب في هذا التناسب الطردي بين وزن الطفل ونسبة الذكاء يرجع لتوافر الغذاء للجنين أثناء فترة الحمل المهمة جدا لتطور العقل. والكشف عن هذا التأثير يسلط الضوء على العلاقة بين نمو الجنين ونمو الدماغ.
أطفال العباقرة ليسوا دائما نابغين
من جانب آخر أشارت دراسة لفريق من جامعة بيتسبرغ الأميركية إلى أهمية تغذية الرحم في تحديد معدل ذكاء الطفل، وأظهرت أن بيئة الرحم مسؤولة عن %20 من معدل ذكاء الطفل مقابل نسبة %34 فقط تتحملها الجينات الوراثية. فيما يعود أكثر من %40 من ذكاء الطفل لتأثير العوامل البيئية التي نشأ بها.
وبذلك يتضح ان أطفال العباقرة ليسوا دائما من فئة النابغين، فمن الممكن ان يسبب شح تغذية رحم الحامل (سوء تغذيتها) او تربية الأطفال في بيئة خاملة او مثبطة وغير محفزة لصقل القدرات الذهنية، الى إنقاص قدرتهم الذهنية ومعدل ذكائهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقص تغذية الحامل يصيب طفلها بأمراض متعددة بعد البلوغ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ركزت جداتنا وأمهاتنا منذ القدم على أهمية تغذية الحامل، بيد ان العديد من الحوامل يهملن هذا الجانب، بل يعتقدن بأنها معتقدات قديمة، وبأن الطفل سيتغذى ويكبر في الرحم من دون حاجة لتغذية معينة من قبل الحامل.
ومن جانب آخر، أشار العديد من أطباء الحمل والولادة إلى ازدياد ظاهرة عدم رغبة بعض أمهات الجيل الحالي في زيادة أوزانهن أثناء الحمل، فيقللن من تناول الأطعمة خوفا من فقدان الرشاقة. بيد أن الأمر الذي لا بد ان يدركنه هو ان الأدلة العلمية والطبية تشير إلى الضرر الذي يلحقه سوء تغذية الحامل بصحة الجنين وقابلية الطفل للإصابة بأمراض مستقبلية، وهو جانب مهم لا بد من تنبيه الحامل له.
وعلى الرغم من أن بعض الأمهات يعتقدن ان ولادة طفل صغير الحجم والوزن ليست خطرة، بيد ان العلماء يشيرون إلى امكانية اصابة المولود بخطر يمتد على المدى الطويل، حيث جرى الربط بين سوء التغذية ونحافة المواليد وزيادة قابلية اصابتهم بعدة أمراض غير معدية في مرحلة متأخرة من العمر.
عوامل تؤثر في تكون الجنين
وبين كل من سيمون لانجلي ايفانز وسارة مكميلان من كلية العلوم البيولوجية في جامعة نوتينغهام البريطانية في دراسة تحليلية، ان تطور الجنين ونموه يكون حساسا جدا لأي تغيير في بيئة الرحم. فمن الممكن ان تسبب التغيرات البيئية اضطرابا في انقسام الخلايا أو حياتها، مما يؤدي إلى تغيير في نظام التطور الطبيعي لنضوج أعضاء وأنسجة الأجنة. وهناك عدة عوامل ومؤثرات تسبب اضطرابا وتغييرا في التطور الخلوي لأعضاء وأنسجة الجنين، من أهمها:
- عوامل غذائية.
-التوتر النفسي أو البيولوجي.
- عدم اتزان الإشارات الطبيعية الهرمونية ما بين الأم والجنين.
ومن الممكن ان ينسب لتأثير هذه العوامل أيضا حدوث الإسقاط ووفاة الأجنة. وعليه فمن المنطق ان نجادل ان حدوث احد هذه العوامل المسببة لاضطراب البيئة المحيطة بالجنين، يترتب عليه تطور ردة فعل تكيفية في آلية التطوير الخلقي لخلايا الجنين حتى تضمن استمرار وظائف أعضائه وأنسجته المهمة، وبالتالي البقاء على حياة الجنين.
كيف تحدث البرمجة؟
استنادا إلى ما ذكر، فبما ان التطور والنضوج يشمل تكوين الأعضاء الأساسية في صورة منظمة، فإن ردة الفعل التكيفية، في الغالب، ستسبب تغييرات طفيفة، لكنها دائمة في مسار تكوين الأنسجة ووظائفها (مثل تغير في عدد الخلايا أو نوعها أو الوحدة الوظيفية). وبالرغم من عدم ملاحظة اثر هذا التغيير منذ ولادة الطفل، لكن أثرها يكون واضحا في وقت متأخر من العمر، حيث يرفع من قابلية الإصابة بأمراض عدة. ويمكن ان يطلق على هذه الأثر مسمى «البرمجة» Programming لكون ردة فعل الأنسجة تسبب حدوث برمجة للوظائف الفسيولوجية والقابلية للمرض. واستنادا إلى دراسات معملية قامت بتقييم أثر النقص في تغذية الحيوانات أثناء الحمل على تطور الجنين، أن لها تأثير على تركيب الأعضاء المهمة مثل الكلية والبنكرياس.
كما تعتمد خصائص البرمجة على طبيعة الاضطراب وتوقيت التعرض له. فعلى سبيل المثال، وجد أن انخفاض البروتين في تغذية أناث فئران المختبر الحوامل يرتبط مع زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم لدى أبنائهن مع تقدمهن في العمر. لكن دور التوقيت في قوة التأثير على «آلية البرمجة» ظهر جليا أيضا، حيث وجد ان حجم وقوة ردة الفعل البرمجية لزيادة قابلية الأطفال للإصابة بالمرض تكون اكبر إذا حدث النقص الغذائي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، فيما أن الأثر كان محدودا إن حدث نقص البروتين خلال الأشهر الأولى من الحمل. بينما تظهر أهمية الطبيعة الخاصة للعامل المؤثر من خلال الأدلة المشيرة إلى ان البرمجة للإصابة بضغط الدم مع تقدم العمر ترتفع كثيرا إن كانت تغذية الأم المنخفضة بالبروتين تتضمن كربوهيدرات على هيئة نشويات معقدة، فيما ينخفض الأثر كثيرا لو تضمن كربوهيدرات على هيئة غلوكوز (سكريات).
عامل خطر جديد
اشارت العديد من الدراسات إلى التأثير الدائم والقوي لكمية ونوعية التغذية المتناولة خلال فترة الحمل على آلية تطوير الأجنة لتسبب حدوث برمجة داخلية في أنسجتها تزيد من قابلية حدوث الاعتلالات المستقبلية.
فقد نبهت عدة أبحاث إلى بروز عامل خطر جديد يحدث أثناء تطور الجنين ويسبب الإصابة بالأمراض، خاصة أمراض شرايين القلب والسمنة والاضطراب الايضي (السكر وارتفاع الدهون الضارة وضغط الدم). ومن أشهر الدراسات تلك التي بينت وجود ارتباط ما بين نقص أو سوء التغذية أثناء الحمل مع ارتفاع خطر الإصابة بداء السكر وشرايين القلب والموت منها.
وأشار الباحث غودفري، إلى ارتباط معدل ضغط الدم في الأولاد الصغار بعلاقة مباشرة مع درجة سمنة الأم ونسبة الهيموغلوبين في دمها أثناء الحمل. وبالمنوال نفسه وجد ان ضغط دم الشباب (الرجال) ارتبط بعلاقة مباشرة مع مقدار تناول الحامل للبروتين الحيواني وارتبط عكسيا مع مقدار الكربوهيدرات التي تتناولها.
الخطر من انخفاض وزن الأجنة
من جانبها بينت عدة أبحاث قديمة، حللت بيانات النساء والرجال في الدول المتطورة، وجود ارتباط بين عوامل معينة في بداية التكوين والحياة مع قابلية الإصابة بداء السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين بعد البلوغ، بحيث وجد ان العلاقة بين وزن الطفل وخطر الإصابة بالأمراض كان طرديا، فكلما قل الوزن ازداد الخطر.
وبينت دراسة سويدية تضمنت 15 ألف رجل وامرأة ولدوا ما بين 1915-1929، وجود ارتفاع ملحوظ بين الموت من جراء الإصابة القلبية (بخاصة السكتة) مع الولادة بوزن منخفض. ومقارنة بين من يعتبرون في المعدل المنخفض من وزن الولادة (معدل 2.95 كيلوغرام)، فإن المواليد ممن يعتبرون في المعدل المرتفع في الوزن (4.11 كيلوغرامات) كانوا %33 اقل عرضة للموت من أمراض القلب.
كما قيمت الدراسة العلاقة بين وزن المواليد مع قابلية إصابتهم بالنوع الثاني من السكر لتظهر نتائجها أن الزيادة في وزن المولود يرافقها انخفاض في الخطر، بحيث ان كل كيلوغرام زيادة في الوزن يرافقه انخفاض في الإصابة بالنوع الثاني من السكر بنسبة %25.
وللتنبيه فبعض الدراسات دلت على وجود ارتباط شرطي بين ارتفاع حدوث هذه الأمراض عند البالغين مع وجود عوامل جينية في المواليد ذوي الأوزان المنخفضة، وعليه فإن الجمع ما بين العامل الوراثي وانخفاض وزن المولود يسبب ارتفاع خطر الإصابة بها.
بنية المولود قد تدل على توقيت نقص التغذية
سوء التغذية، أو نقصها، خلال فترات معينة من الحمل من الممكن ان يشير أو يتنبأ لخصائص معينة في محدودية نمو الطفل. حيث بينت نتائج عدد من الدراسات ان الجنين الذي تعرض لنقص التغذية خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل يتميز بشكل صغير بشكل عام، فيما ان نقص التغذية خلال الثلاثة أشهر الوسطى للحمل تتسم بجنين أصغر وأنحف. أما سوء التغذية في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل فتسهم في تكوين جنين أقصر (طول اصغر لجزء الجسم العلوي) مقارنة بحجم الرأس الطبيعي، مما يدل على إن نمو الدماغ والرأس يعد أولية للنمو مقارنة بنمو البدن.
ولكن هذه المقترحات تم استسقائها جميعا من دراسات حيوانية، وعليه فلا يمكن إثباتها للبشر. بيد ان آلية سوء التغذية أثناء الحمل تم ربطها بشكل مثبت مع ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض.
بنية المولود لها تأثير أيضا
بالإضافة لكون الانخفاض في وزن المولود يعد عاملا مهما للتنبؤ بقابلية اصابته بأمراض مع تقدمه في العمر، من الممكن ان تشير طبيعة تطور نمو الطفل في بداية حياته إلى ارتفاع قابليته للإصابة بمرض معين. فيمكن ان يستخدم مقياس النمو (الوزن/ الطول3) مؤشرا على مدى قابلية السمنة للطفل.
وبحسب ما بينته عدة دراسات، وجد أن الأطفال الذين اعتبروا عند الولادة من الفئة النحيفة، يعانون اضطرابا أو خللا في هضم الغلوكوز أثناء الطفولة مما يفسر ارتفاع احتمال إصابتهم بالسكر من النوع الثاني على المدى البعيد. كما ظهرت العديد من الدراسات التي اعتمدت على مقياس السمنة في الطفولة وربطته بخطر الإصابة بعدة أمراض. وبالإضافة للأمراض الايضية، جرى الربط بين كل من الإصابة بهشاشة العظام وبعض الأمراض النفسية، ببنية الطفل في بداية حياته.
لكن لا بد من الاشارة، بان انخفاض وزن المواليد لا يدل على انخفاض تغذية الأم فقط، بل قد يكون نتاج تأثير عدة عوامل. فمن المعروف ان تدخين الحامل والتوتر النفسي يسبب انخفاض وزن الجنين والمولود. بيد أن جميع الدراسات التي قامت على تقييم اثر وزن المواليد قامت بالربط ما بين نقص تغذية الحامل المسبب لانخفاض وزن المولود مع خطر ذلك على صحتهم مع تقدمهم في العمر.
الغذاء وجنس الجنين
تتداول النساء فيما بينهن نصائح حول نظام غذائي يسهم في تخصيب بويضة ذات جنس معين. ويشير بعض الأطباء إلى أن اتباع المرأة نظام حمية يركز على تناول نوع معين من الأطعمة قبل فترة الحمل بشهرين، يرفع من إمكانية تحديد جنس الجنين. ووفق الدراسات ثبت نجاح هذه الطريقة في كثير من الحالات. وينتج ذلك لكون بعض الأطعمة تستقطب الحيوانات المنوية الذكرية وأخرى الأنثوية، مما يرفع من فرصة تحديد إخصاب ينتج عنه جنس الجنين المفضل. وقد أيدت دراسة من واشنطن دور نوعية الغذاء الذي تتناوله المرأة في عملية اختيار جنس الطفل، وذلك من خلال تأثيرها في مستقبلات الحيوانات المنوية الموجودة على جدار البويضة، فعن طريقها تتمكن الفئة المفضلة من اختراق جدار البويضة وبالتالي يحدث التلقيح، حيث وجد ان زيادة نسبة عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم يسببان تغيرات في جدار البويضة بما يجذب الحيوان المنوي الذكري ويستبعد الأنثوي، وهذا يرفع فرصة الحمل بالجنين الذكر. بينما يحدث العكس (الحمل بالجنين الانثى) عند ارتفاع نسبة الكالسيوم والماغنسيوم في الغذاء.
الرضاعة الطبيعية تحمي من الأمراض
تعتبر المرحلة الأولى من عمر الرضيع فترة حرجة وحساسة من الممكن ان تحدث خلالها برمجة خلوية ترفع قابلية الإصابة بالأمراض. وبات معروفا، تأثير تناول الحليب الصناعي (الرضاعة الصناعية) على زيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة وأمراض عدة مقارنة بمن يرضع من حليب الأم. ومن هنا بدأت العديد من المنظمات والجمعيات الصحية بالتركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية خلال الاشهرالستة الأولى من عمر الطفل، أو لأطول مدة على الأقل خلال الأشهر الأولى.
لا بد من نشر الوعي
على الرغم من زخم الدراسات، فإن الآلية الكاملة التي يتم من خلالها تأثير تغذية الحامل على فسيولوجية وصحة الجنين والإنسان على المدى الطويل لا تزال غير مفهومة إلا جزئيا. ويعتقد البعض ان تأثير تغذية الحامل يتم من خلال برمجة الطفل على آلية معينة، بحيث تجري إعادة برمجة خلاياه. لكن الأمر الأهم، هو ضرورة ان يركز الأطباء، خصوصا أطباء الحمل والولادة، على نشر الوعي بين الحوامل بأن سوء التغذية يسبب برمجة جسد الطفل ليكون أكثر قابلية للإصابة بأمراض عدة مع تقدمه في العمر. كما يجب التركيز على ضرورة عدم إهمال الحامل للتغذية الصحية وتناول المكملات الغذائية (الفولات والجلايسين والكالسيوم)، بالإضافة إلى تكثيف التشجيع على الرضاعة الطبيعية.
تخصيب البويضة من دون حيوانات منوية
يقف طب العقم عاجزا عن إيجاد حل لبعض مشاكل الرجل، خصوصا عندما لا تتوافر لديه حيوانات منوية سليمة للإخصاب. بيد ان العديد من الأبحاث تجري حاليا في بريطانيا لوضع علاج لذلك من خلال استخدام خلايا أخرى في جسم الرجل ليتم أخذ موروثاتها الجينية أو استنساخها ومن ثم تلقيح البويضة بها. لكن هذه النظرية لا تزال قيد البحث والتجربة، واذا نجحت يمكن ان تصل للتطبيق الإكلينيكي خلال خمس سنوات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]