سجل اليوم الأول للعرض بعد الافتتاح الرسمي لمعرض الجزائر الدولي في طبعته الثالثة و الأربعين مطلع الشهر الجاري، إقبالا كبيرا من المواطنين و المحترفين في مختلف المجالات الاقتصادية، و قد برزت المشاركة العربية من خلال حضور تسع دول ممثلة في عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية التي عرضت منتجاتها و خدماتها سعيا لاستقطاب وكلاء و شركاء جزائريين يكونون نقطة انطلاق لشراكة دولية أوسع.
و يؤكد الدكتور هشم إرشيد مستشار الجودة و السياحة العلاجية بمستشفى الأردن، الذي تحل بلاده ضيفة شرف لهذه الطبعة، أن الهدف من المشاركة الأردنية في المعرض هو تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين و تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة، موضحا أن حضورها من خلال عديد الشركات و المؤسسات من مختلف المجالات الصناعية و التجارية تكتسي أهمية بالغة في التعريف بمستوى الاقتصاد الأردني ، لا سيما فيما يتعلق بمجال الخدمات الصحية التي يعمل الجانبين على ترقية الاستثمار و التعاون من خلاله بعد أن تأكد أن كلفة العلاج للمواطن الجزائري بالأردن تساوي ثلث كلفة علاجه في البلدان الأوربية، مع ضمان الرعاية الطبية الكاملة.
و شرح الدكتور هاشم إرشيد أن القطاع الدوائي يسيطر على صادرات الأردن نحو الجزائر بشكل كبير و أن اهتمام الجانبين بالاستثمار في هذا المجال يفسره إنشاء مصنع أردني للدواء بالجزائر يشتغل به أكثر من 500عامل جزائري، سيكون فرصة هامة للاستفادة من خبرة الأردن الرائدة في المجال الطبي، باعتبارها أول دولة تجري عملية زرع الكلى في المنطقة عام 1972، و أول عملية لزرع القلب في 1985قبل الإتحاد السوفياتي سابقا صنفت إثره خامس دولة على مستوى العالم.
و شدد الدكتور على ضرورة الوعي بمدى أهمية مثل هذه المعارض الدولية في بلاد كالجزائر باعتبارها فضاء مفتوحا على العالم لا ينبغي استغلاله للتعامل مع الجزائر على أنها سوق استهلاكية و إنما نقطة انطلاق للاستثمار في مختلف الدول الإفريقية.
و لدى حديثنا إلى أحد العرضين بالجناح الأردني و هو مدير عام الشركة الأردنية “ناتورال كير” لمواد التجميل، أوضح أن مشكلة المتعاملين الاقتصاديين الأردنيين تكمن في بعض البنود التي جاء بها قانون المالية التكميلي 2009، و التي تعتبر بنظره حاجزا قويا يعرقل الاستثمار الأجنبي في الجزائر لا سيما الإجراءات الجمركية ، و هو ما سيكون محور اجتماع الوفد الرسمي الأردني مع الجهات المعنية بالجزائر للنظر في طلب استثناء الأردن و معالجة الأمر خاصة و أن بلاده تصنف كرابع دولة عربية مستثمرة في الجزائر بعد السعودية و مصر و الإمارات العربية المتحدة.
و أكد أن شركته التي تسجل تواجدا كبيرا ضمن السوق الدولية تطمح إلى توسيع نشاطها في الجزائر بإنشاء مصنع تعبئة لمواد التجميل مما سيساهم في توفير مناصب عمل للشباب الجزائري و يوفر على الجانبين عراقيل الجمركة و النقل.
بالجناح السوري أين التقينا بالدكتور موسى المذيب مدير التسويق و العلاقات التجارية بوزارة الصناعة السورية، أكد أن الغاية من المشاركة في معرض الجزائر الدولي هو تحقيق خطوة إلى الأمام نحو التكامل الاقتصادي بين الشقيقتين التي تجمعهما مصالح مشتركة تنبع من تحديات واحدة و هو ما يستدعي تعاون كافة الأقطار العربية لتنمية الشعور القومي و توسيع العلاقات التبادلية بينها.
و شدد الدكتور على ضرورة التعاون بين سوريا و الجزائر في مجال النسيج حيث تحتل سوريا المرتبة الخامسة دوليا في إنتاج القطن فيما يمكنها الاستفادة من التجربة الجزائرية الرائدة في صناعة البيتروكيماويات و الصناعة النفطية.
فيما أوضح المسؤول عن الوفد السوري محي الدين قويدر مدير المعارض الداخلية بالمؤسسة العامة للمعارض و الأسواق الدولية أن مشاركة سوريا هي الثانية بعد غياب سبع سنوات كاملة عن المعرض و أن المشاركة في هذه الطبعة شملت ستة مؤسسات اقتصادية سورية في مجال النسيج و الكيماويات و المواد الغذائية و النسيج، و المياه.
و يرى محي الدين قويدر أن المناسبة هي فرصة لترويج المنتج السوري بالجزائر و خارجها.
دولة اليمن تعود هي الأخرى بعد غياب طويل للمشاركة بقوة في الطبعة الثالثة و الأربعين لمعرض الجزائر الدولي كما صرح به محسن علي سريع ممثل عن وزارة التجارة و الصناعة اليمنية، معتبرا أن مشاركة بلاده تهدف إلى التواصل مع المؤسسة الجزائرية للمعارض و التصدير من أجل فتح سوق جزائرية باليمن لدعم الشراكة بين رجال الأعمال اليمنيين و نظرائهم الجزائريين خاصة في ظل نقص مبادرات من الجانب الجزائري.