يمكن للمتجول في أروقة معرض الجزائر الدولي أن يلاحظ عددا هاما من المنتجات العربية المبتكرة التي يمكن أن تسوق في الجزائر أو تأخذ كمثال يحتذي به وهو يظهر بجلاء في الجناحين التونسي والمغربي اللذين لاقا إقبالا معتبرا من طرف الزوار والمحترفين بتميزهما بحضور عدد من المؤسسات بيئية من تونس وعراقة حرفية من المغرب .
وتمثلت المشاركة التونسية في المعرض في حضور نحو 20 مؤسسة نسقت مع مركز ترقية الصادرات التونسي لتمثل باقة من الشركات الصناعية المختصة في الصناعات الميكانيكية والالكترونية والغذائية بالإضافة إلى مؤسسات أخرى مختصة في والخدماتية و الحرفية لا سيما في مجال السياحة والتعليم العالي.
ومن بين المؤسسات العارضة التي برزت بقوة في هذه الطبعة مؤسسة” ايكو بنو ” والتي تعمل في مجال رسكلة العجلات المطاطية للسيارات التي تعتبر مشكلا حقيقيا للبيئة بعد استعمالها ورميا في الطبيعة.
وقد جاءت فكرة تجميع العجلات المطاطية وتحويلها إلى مواد أولية لصناعة منتوجات مبتكرة من خلال شركة تونسية تكللت بفتح مناصب شغل وتقليص للمخاطر التي تواجه البيئة يقول ممثل الشركة السيد عماد خليل:
استرجاع العجلات المطاطية المستعملة وإعادة تثمينها إلى حبيبات مطاطية تستعمل كمبطئات للحركة داخل العشب الاصطناعي من الجيل الثالث والرابع والتي تستخدم في الملاعب.
كما يمكن تحويلها إلى أرضيات لحماية إمكان اللعب في الروضات والأماكن العمومية المفتوحة للأطفال بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في الإسطبلات الخاصة بالأحصنة لما توفره من راحة.
كما أثارت مؤسسة ” تونور” المختلطة بين تونس والمجر اهتمام العديد من الحرفيين الجزائريين بالنظر إلى ما توفره المؤسسة من خيارات للصناعيين الذين يتطلب نشاطهم عتادا لتخزين السوائل.
فالشركة توفر خزانات لكل أنواع السوائل من مادة الزجاج المضغوط بكثافة كبيرة ما يوفر خصائص هامة لهذه الخزانات لا سيما فيما يتعلق بتقليص كلفة الصيانة ومدة الاستعمال التي قد تفوق الأربعين سنة، يقول رضا الناجي المدير العام للمؤسسة.
المشاركة المغربية طبعت هذه السنة كذلك بحضور مميز يرسم بدقة إمكانيات المملكة الإنتاجية والإبداعية من خلال مستثمرين مغاربة في مجالات صناعة المواد الغذائية والملابس وعتاد وأجهزة منزلية .
و ما زاد من تألق الجناح المغربي الجانب الحرفي من المعروضات لاسيما الأثاث والنحاس المنقوش بكل إتقان في كل جوانبه. فقد عرف الحرفيون المغاربة كيف يحافظون على التراث الأصيل من خلال استعمال التصاميم والألوان والنقوش المتناسقة في كل قطعة حرفية .
ويأمل الحرفيون المشاركون في المعرض الدولي للجزائر في توسيع نشاطاتهم في الجزائر من خلال توزيع هذه المنتجات الحرفية التي تشتهر بالجودة والإتقان لا سيما وان الأبعاد الثقافية بين البلدين تكاد تكون متشابهة، يقول بعض الحرفيين من المملكة المغربية.
وتشارك المغرب في هذه الطبعة ب27 مؤسسة، وقد وصلت قيمة التبادلات التجارية بين الجزائر والمغرب في 2009 الى6.7 مليار دررهم مغربي ما يشكل انخفاضا بنسبة 20 بالمائة من حجم التبادلات المسجلة في 2008 .