ميشيل نوسترادام الشهير باسم
"نوستراداموس" أشهر من عرف الطالع في
كل
العصور، وهو طبيب فرنسي عاش بين فترتي (1503 - 1569) و كان يواجه
الوباء والأمراض ويشفي الناس وكانت له وصفات لا يقرها الأطباء
واشتهر بين الناس بأنه يعالج الناس روحياً، وأنه ليس صحيحاً أنه
كان يشخص الأمراض وإنما كان يلمس المرضى ويعطيهم بعض الماء الدافئ
والكثير من الأعشاب. وضاق به الأطباء، وأقبل عليه الناس، وعندما
اجتاحت الأوبئة فرنسا جنوباً وشمالاً، كان هو الرجل الذي يخوض
الموت ويعطي الأمل ويخفف الأوجاع.
وكانت لديه توجهات أخرى فقد كان يقرأ في الكتب التي تسمى الكتب
السوداء أو كتب السحر الأسود أو مخطوطات التنجيم، وكان هذا
الاهتمام في سن مبكرة.
ولاحظ الذين حوله أنه يتوقع أشياء عجيبة، ثم تقع!!! وقبل أن يصارح
الناس بهذه النبوءات كان يسجلها سراً، ثم ينتظر أن تتحقق؛ وكان
الكثير جداً يتحقق بصورة أذهلته هو نفسه!
وفكر في أن يعتزل الطب وأن يتجه نهائياً إلى التنجيم.
ومن الغريب أن هذا الرجل الذي توقع أحداثاً رهيبة وقعت في
القرن العشرين، لم يتوقع أن تموت زوجته وابنه وابنته معاً!!!! ورغم
أن هذا الحادث الرهيب قد هز صورته ووزنه ونبوءاته عند الناس، لكنه
استطاع أن يسترد قدرته الخارقة عندما استدعاه الملوك والأمراء
ورجال الدين.
و قد كون مجموعة ضخمة من التنبؤات التي تغطي مدة حوالي 450 سنة من
توقعات و رؤى نوستردامس لمستقبل العالم ، الا انه يوجد خط عريض
واحد تنتظم أغلب نبوئاته على ذلك ، وذلك أن نوستردامس كان فرنسيا
من ناحية ، وكان مسيحيا كاثوليكيا من ناحية ثانية ، ولهذا فقد انصب
معظم اهتمامه في نبوءاته على فرنسا وعلى الكنيسة الكاثوليكية ومقام
البابوية ، وكتعبير عن ذلك فقد اعتبر سنة 1792 بداية لعهد جديد
وذلك في رسالته الى الملك الفرنسي هنري الثاني مشيرا بذلك الى
أهمية تلك السنة وخطورتها ، وهي سنة اعلان الجمهورية الفرنسية وهي
التي تعتبر بداية النهاية لعصر السلطة الكنسية الكاثوليكية
والمسيحية بشكل عام في العالم الغربي ، وهي واحدة من نبواءاته التي
تحققت وواحدة من النبوءات النادرة جدا التي يذكر فيها تاريخا محددا
لحادثة ما ..
الحادثة الثانية
التي يذكر لها تاريخا محددا والتي هي امتداد أو تعبير آخر عن نفس
الخط المذكور هي ما ذكره في رسالته لولده قيصر مشيرا بها الى
الكاتب االفرنسي (جان جاك روسو) حيث يقول له : ( حيث انه بحسب
العلامات السماوية فان العصر الذهبي سوف يعود بعد فترة اضطرابات
ستقلب كل شئ والتي ستأتي من لحظة كتابتي لهذا بعد 177 سنة وثلاثة
أشهر وأحد عشر يوما والتي ستجلب معها فساد الأفكار و الأخلاق
والحروب والمجاعات الطويلة ..) . وقد كتب رسالته هذه في مارس 1555
حسب التاريخ المذكور في ذيلها ، فاذا أضفنا اليها السنوات المذكورة
فان التيجة ستكون سنة 1732 وهي السنة التي وصل فيها جان جاك روسو
الى باريس ، وروسو هو صاحب نظرية العقد الاجتماعي المعروفة والتي
تشكل الى قدر كبير أساس وفلسفة الدولة الأوروبية الحديثة ، كما انه
يعتبر ملهم الثورة الفرنسية ، وكتبه هي التي وضعت المنهج التربوي
القائم في مدارس الدول الأوروبية الى يومنا هذا ..
آخر التواريخ التي ذكرها نوستردامس للأسف لم تفلح الا في الانقاص
من شهرته ، بل ودثرها تقريبا ..
فقد جائت في رباعيته المشهورة ...
في السنة 1999 وسبعة أشهر
من السماء سوف يأتي ملك الرعب العظيم
انع سيعيد الى الحياة ملك ( أونكوموا) العظيم
قبل ذلك وبعده ستسود الحرب كما يشاء لها الحظ ...
وها قد مر شهر يوليو 1999 وخلافا لما توقع الناس جميعهم
بعض التنبؤات الذي صرح بها العراف
نوستراداموس :
يقال أنه حدث في إحدى المرات وهو ما
يزال شاباً صغيراً أن رأى أحد الرهبان في الطريق، فركع له قائلاً:
- أهلاً يا صاحب القداسة!
واندهش الناس ولكن هذا الراهب هو الذي أصبح بعد عشرات السنين
البابا سكتوس الخامس..
وحدث مرة أخرى أن دُعي نوستراداموس للغذاء فقال لصاحب الدعوة:
"لديك اثنان من
الخنازير، أحدهما أبيض والآخر أسود.. وسوف تذبح لنا الخنزير
الأبيض، أما الخنزير الأسود فسوف يأكله الذئب!"
وانتهز صاحب البيت هذه المناسبة، وقال للطاهي:
اذبح لنا الخنزير الأسود بسرعة.
وجاء الطعام، وقال نوستراداموس:
بالضبط، إنه الخنزير الأبيض.
ولكن صاحب الدعوة أكد له أن هذا هو الخنزير الأسود؛ لكن
نوستراداموس أصر على أنه الأبيض، وجاء الطاهي ليعترف بأن الخنزير
الأسود الذي ذبحه تسلل إليه الذئب وخطفه وهرب!
وهذه نبؤة أخرى تخص عالمنا العربي و
الإسلامي لنطرحها لكم ...
قال نوستراداموس ..
(( من الأرض العربية العظيمة سوف يلد
سيد عظيم من شريعة محمد هذا الملك سوف يدخل أوروبا لابساً عمامة
زرقاء ، أنه الذي سوف يبعث الأمة العظيمة من الموت لتعيش مرة آخرى
، سوف يكون هو الرعب لكل الناس ، لم يكن أحد أكثر منه رعبا ))
و بالإضافة إلى العشرات من الأحداث التي تنبأ بها في عصره. ولكن
الغريب العجيب في أمر هذا الرجل أنه أثار فزع إيطاليا وفرنسا وربما
أوروبا كلها في ذلك الوقت، فلم يوجد بيت لم يترك فيه ورقة، وعلى
الورقة كل ما سوف يحدث للأسرة من أولها إلى آخرها من أحداث سيئة.
وهذا لا يكلفه أكثر من أن يذهب إلى غرفته ويحملق في كوب من
الماء، ويقول أن سطح الماء يتحول بسرعة إلى صفحة متحركة يرى من
خلالها ما سيحدث للشخص ..
وعليها تجري الأحداث في كل اتجاه .. وعلى فترات متباعدة .. عشرات
السنين أو مئات السنين.
يقول نوستراداموس وهو يصف الذي يراه:
** إن عندي موهبة، هذه الموهبة هي عبارة عن
قوة، والقوة تملأ جسمي كله، تهزني بعنف، وأسمع صوتاً، وأرى نوراً
.. ولا أعرف إن كنت أنا الذي يرى أو أن أحداً يرى لي ويرى بي .. أو
كنت أنا الذي أسمع الأصوات .. أو أن قوة أخرى تسمع لي أو تسمعني ..
كل هذا يجري أمام عيني على سطح الماء.
ويقول : في
بعض الأحيان، أرى الصورة الواحدة تتابع متكررة مئات المرات!!
وعندما استدعته ملكة فرنسا
كاترين دي مديتشي،
وضعت له ثمانية خيول على طول الطريق؛ فوصل إليها من جنوب فرنسا بعد
شهر، ولم يكد يصل إلى باريس حتى استدعته. وجاءها الرجل وطلبت إليه
أن يرسم طالع أبنائها السبعة فوراً. ومكثت معه أربع ساعات .. وكل
ما قاله لها هو أن أولادها سيكونون جميعاً ملوكاً، لكنه لم يشأ أن
يصارحها بالكوارث التي سوف تصيبهم جميعاً!!
وقد كان خائفاً أن يتهمه أحد بالكفر أو يتهمه أحد بالاشتغال
بالسحر الأسود ، و قد أصدر تقويماً
سنوياً غامض العبارة .. وعلى شكل رباعيات تجيء فيها كلمات لاتينية
ويونانيةو فرنسية وعبرية .. وكان من عادته أن يجعل التقويم الواحد
عبارة عن مائة رباعية .. وقد أعلن أنه يتنبأ بما سوف يحدث حتى
نهاية سنة 2000
ترى كيف حصل
نوستراداموس على هذه الموهبة الغريبة؟
لقد اعترف بنفسه أنه لم يرفع عينيه عن كتاب قديم اسمه
"أسرار مصر" وهذا الكتاب من تأليف
يامبليخوس اليوناني، وقد ذكر أنه وجد في هذا الكتاب علماً لم يعرفه
أحد، وأن كتاب "أسرار مصر" ليس إلا أسرار الكرة الأرضية وأنه
يستطيع عن طريق هذا الكتاب أن يعرف ما الذي سوف يجري على الجبال
وفي
الأنهار وفي المدن وفي المعابد
كلها!
لنرى الآن بعضاً من أعظم النبؤات
التي تنبأ بها هذا الرجل:
في سنة 1649 كان الكاردينال مازاران
متسلطاً على القصر الملكي، ولم يستطع خصومه أن ينالوا منه شيئاً،
لكنهم اهتدوا إلى كتاب نوستراداموس "النبؤات" وراحوا ينشرون ما
توقعه نوستراداموس للكاردينال!!!
وتحطمت أعصاب الكاردينال وراح يجمع الكتاب من كل مكان، ولكن خصومه
بدأوا في إرساله إليه على شكل خطابات .. وكانوا أحياناً يضعونه في
سلال الفاكهة ويعلقونه على الأشجار، ويضعونه على المقاعد في
الكنيسة، وتحققت كل نبوءات الرجل ضد الكاردينال!!! (
أعتقد العامل النفسي كان وراء هذا الشيء
))
ولابد أن الامبراطورة جوزفين هي التي أعطت نسخة من هذه "النبوءات"
لزوجها نابوليون، وهي التي أشارت إلى مواقعه العسكرية! وإلى زحفه
على روسيا وانسحابه الرهيب منها!! وعندما أشارت إلى موقعة واترلو
وانهزامه المؤكد، أمسك الكتاب وأحرقه فوراً!!!
وربما كان هذا الكتاب هو الوحيد الذي أفزع نابليون وأمر بإحراقه
فوراً!!!
وعرف نابليون فيما بعد أن هذا الرجل قد تنبأ بقيام الثورة الفرنسية
.. وبإعدام زعمائها .. وهو أيضاً الذي تنبأ بنفي نابليون إلى جزيرة
سانت هيلانة.
وبعد هزيمة نابليون عاد الناس إلى الكتاب يقلبون فيه، وضاقت
العائلات المالكة بهذا الكتاب وأخفوه.
بل إن أحد الأمراء أصدر كتاباً مزوراً، وجعل هذا الكتاب بشكل
رباعيات، لكن الناس لم تنخدع بهذه الطبعة الزائفة، وعادوا يقتنون
الكتاب العجيب للنبؤات الغامضة.
وفي خريف 1939 بعد أن أعلنت ألمانيا
الحرب على أوروبا واشتعلت نار الحرب
العالمية الثانية .. حدثت هذه الواقعة المؤكدة:
كانت زوجة وزير
الدعاية جوبلز تتمدد في فراشها، وسحبت
من تحت المخدة كتاباً صغيراً، وهزته عله يصحو من النوم، ولكنه كان
مرهقاً، فهزته بعنف وفتحت عينيه بالقوة، وأدنت المصباح منه وقالت
له: "اقرأ". وأشارت إلى بعض الفقرات في كتاب "النبوءات"
لنوستراداموس، وكانت الفقرات التي تتحدث عن هجوم هتلر، وزحف هتلر
على روسيا، وعودته مهزوماً!!!!!
وكان هتلر يعتمد على أحد العرافين .. وكانت وزارة الدعاية تستخدم
الذين يقرأون الطالع ويكتبونه وينشرونه في الصحف وفي النشرات
الدعائية، وبدأت الطائرات الألمانية تلقي بنبوءات
نوستراداموس في كل الأراضي التي
هاجمتها ألمانيا .. وخصوصاً في فرنسا، ولكن الكميات الأكبر والأضخم
هي التي ألقت بها على الشعب الإنجليزي.
وفي وثائق حرب بريطانيا مع ألمانيا،
تكلفت الحكومة البريطانية ربع مليون جنيه لتقاوم نبوءات
نوستراداموس، وذلك بأن تنشر نبوءات مضادة لنفس الرجل، ولآخرين من
علماء التنجيم وقراء الكف وضاربي الودع وفاتحي المنادل، وكل ذلك
ثابت في سجلات الحرب البريطانية!!
بل إن واحداً من كتب المخابرات البريطانية
قد روى قصة حرب الأعصاب التي سلطوها على هتلر نفسه عندما حاولوا
استخدام ذلك "العراف الخاص" لهتلر! ونجحت المخابرات البريطانية في
أن تجعل هذا العراف يتنبأ لهتلر بالفشل في وقت مبكر، وقد غضب
عليه هتلر، ثم عاد فاسترضاه!!
وكان من بين الحيل التي لجأت لها المخابرات البريطانية: نبوءات هذا
الطبيب الفرنسي!!
ومن أعجب نبوءات هذا الرجل:
مصرع موسوليني وانتحار هتلر ومقتل الأخوين
كينيدي .. وسقوط بيرل هاربور أمام القوات اليابانية .. ومصرع عشرات
الملوك
والرؤساء.
فمثلاً عندما تنبأ بمقتل كينيدي كانت عبارته هكذا: "الرجل
العظيم في أعظم دولة تصرعه صاعقة في عز الظهر .. وأخوه بعد ذلك".
وتنبأ أيضاً باحتراق الأسطول الفرنسي في الإسكندرية، فقال: "يغرق
الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكي، ومصر تهتز كلها، والدخان
يتصاعد ويحتشد المسلمون".
فقد حدث ذلك عام 1799 عندما وصل
نابليون إلى مصر وأرسى سفنه في مياه أبو قير عندما جاء نلسون
بأسطوله وأغرق المراكب الفرنسية.
وتوقع حرب 1948 واستيلاء اليهود على
أرض فلسطين
فقال "فالدولة الجديدة تحتل أرضاً حول سوريا ويهوديا وفلسطين ..
وتنهار القوات البربرية".
القوات البربرية هي
القوات غير المسيحية، فقد كان من المألوف في أوروبا أن يوصف كل من
ليس أوروبياً بأنه بربري، وبعد ذلك أصبح البربري هو كل من ليس
مسيحياً. فالقوات البربرية التي يتحدث عنها هي القوات العربية
الإسلامية.
وربما هو الذي تنبأ بما يحدث على صحراء المغرب، فقد جاء على لسان
نوستراداموس: "إن القوات البربرية سوف تأخذ أرضاً من اسبانيا، وسوف
تسيل الدماء.." أي أن القوات العربية سوف تسترد أرضاً كانت تحتلها
اسبانيا!!
فمثلاً قبل حرب 1948
انتشر هذا الكتاب في العالم العربي، وظهرت فقرات منه مترجمة في
الصحف البريطانية والفرنسية.. وقبل
النكسة نشرت الصحف الإسرائيلية -مع الحفاوة الشديدة
... فقرات تؤكد انتصار اليهود وهزيمة العرب!