تشكّل المواجهة الدولية الودية التي
سيخوضها المنتخب الجزائري لكرة القدم ضدّ الغابون، الأربعاء القادم بملعب 5
جويلية الأولمبي، فرصة لشحن بطاريات الخضر، وإهداء زملاء مطمور مقابلة في
المستوى تمنح جرعة من الآمال المتجددة إلى ملايين الأنصار بعد المغامرة
الأخيرة بجنوب إفريقيا.
الفرجة مضمونة
رغم أنّ مقابلة الغابون هي الخرجة الأولى
من نوعها لأشبال “رابح سعدان” غداة كأس العالم، وتطبعها معطيات ليست في
صالح الخضر بحكم الغموض الذي يلف مستقبل العديد من أعمدة المنتخب، إلاّ أنّ
الأكيد بأنّ زياني، بوقرة، لحسن وغيرهم لن يفوتوا المناسبة من أجل تقديم
الفرجة ولما لا الفوز في أول ظهور لهم بالجزائر منذ الثالث مارس الماضي،
تاريخ المواجهة الودية التي انهزم فيها محاربو الصحراء أمام صربيا (0 – 3).
وليس من نافلة القول، أنّ تباري الخضر مع
منافس سيحتضن البطولة الإفريقية بعد عامين من الآن، سيكتسي أهمية كبيرة،
خصوصا وأنّ موعد الأربعاء المقبل سيأتي قبل أقل من شهر عن أول مقابلة رسمية
للنخبة الوطنية ضدّ تانزانيا في لقاء سيُجرى بين الثالث والخامس سبتمبر
المقبل بالجزائر برسم المجموعة الرابعة لتصفيات كأس إفريقيا 2012 بالغابون
وغينيا الاستوائية، التي تضم أيضا المغرب وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وعليه ستكون مواجهة الغابون، اختبارا
حقيقيا سيمكّن الطاقم الفني الوطني من الوقوف على استعدادات الـ22 لاعبا
الذين جرى استدعاؤهم، علما أنّ غالبيتهم شاركوا في مونديال جنوب إفريقيا،
وتضمّ القائمة ثمانية عشر محترفا، إضافة إلى أربعة محليين.
حافز مضاعف للبروز
في مقام خاص، يبدو الحافز مضاعفا للبروز
أمام وجوه جديدة وأخرى عائدة، على غرار “محمد سيدريك” حارس نادي شبيبة
بجاية ومنتخب المحليين، الذي ستكون الفرصة مواتية أمامه لإثبات إمكاناته في
أول ظهور له مع المنتخب الأول، إذا ما أشركه سعدان، والملحوظة نفسها تنطبق
على الحارس محمد الأمين زماموش (مولودية الجزائر) والمهاجم “عبد المالك
زياية” (اتحاد جدة السعودي)، العائدان بعد غياب قصير، وقد يكون زياية إحدى
الوصفات المناسبة لفك عقدة الصيام المزمن للخضر عن التهديف، بعد الوجه
الجيد الذي ظهر به مع ناديه السعودي.
بالمقابل، تمثل مباراة الغابون مناسبة
أيضا للوقوف على إمكانات لاعبين ينتمون إلى المنتخب الوطني منذ فترة قصيرة،
ولم يتم إشراكهم إطلاقا مثل المدافع كارل مجاني (أجاكسيو الفرنسي)، أو
لعبوا لفترات محدودة على غرار المدافعين “حبيب بلعيد”، و”مصباح جمال الدين”
اللذين لم يلعبا كثيرا عدا اللقاء الودي ضدّ ايرلندا (0 – 3) وبضع دقائق
ضدّ إنجلترا بالنسبة لمصباح، تماما مثل فرديات مميزة كـ”جمال عبدون”، “رياض
بودبوز”، “عدلان قديورة”، “فؤاد قادير”، مع الإشارة إلى أنّ الثلاثي
الأخير سيستكشف نكهة اللعب بالميادين الجزائرية لأول مرة، وهو انطباع
سيستشعره حتما الحارس المغترب “رايس وهاب مبولحي”.
حتمية استخلاص الدروس
مهما كان مؤدى اللقاء الودي ضد الغابون، وما سيسفر عنه أداء ونتيجة، يبقى
من الضرورة بمكان، أن يستغل المدرب الوطني رابح سعدان المباراة القادمة
لاستخلاص الدروس اللازمة واستدراك النقائص التي ستسفر عنها المواجهة.
ويرى خبراء أنّه من الحاسم، أن تشهد مرحلة
ما بعد المونديال، تجديدا أكبر في دماء المنتخب من خلال إعطاء فرص أكبر
لعناصر شابة قادرة على رفع التحدي، على أهبة ما ينتظر الخضر من رهانات في
غضون الأربع سنوات المقبلة، وحتما ستؤشر مقابلة الغابون على شيئ من هذا
التجديد المأمول الذي سيعطي ثماره المرجوة في قادم الأشهر والأعوام، لا
سيما إذا ما جرى استيعاب أسماء واعدة بوزن: سفيان فيغولي (فالنسيا
الإسباني)، سفيان بن يمينة (شتوتغارت الألماني)، ياسين براهيمي (كليرمون
فوت الفرنسي)، إسحاق بلفوضيل (أولمبيك ليون الفرنسي)، كريم بن يمينة (اتحاد
برلين)، محمد شاقوري (شارل لوروا البلجيكي)، وليد شرفة (جيرونا الإسباني).
وهناك أسماء أخرى للاعبين ينتظرون فرصتهم
للعب مع الخضر، أمثال: محمد دحمان (أف سي بروج البلجيكي)، إبراهيم فراج
(برست الفرنسي)، حمزة ميهوبي (ليتشي الإيطالي)، يانيس طافر (أولمبيك ليون)،
وكريم سلطاني (أدو دين هاغ الهولندي).