تتجه
عدة بلدان في العالم نحو منع بلاك بيري من خلال الحظر التام لخدماته أو
تقليصها لحين التوصل إلى اتفاق مع الشركة المصنعة, وتحتج بأن هذه الخدمات
قد تمس الأمن القومي.
ففي دول الخليج، دخل قرار السلطات السعودية تعليق خدمات الرسائل لهاتف بلاك بيري المتعدد الوسائط حيز التنفيذ هذا الجمعة، كما أعلن العديد من مستخدمي هذا الهاتف في المملكة.
وقال المستخدمون انه اعتبارا من بعد الظهر لم يعد بمقدورهم استخدام خدمة
الرسائل على هواتفهم المشفرة تشفيرا عاليا، في حين أن هذه الخدمة كانت
متوفرة صباحا.
وقالت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيان نشرته وكالة الأنباء
السعودية إنها “طلبت من مقدمي خدمة الاتصالات المتنقلة في المملكة شركات
الاتصالات السعودية وموبايلي وزين اعتماد الإيقاف الفوري لخدمة بلاك بيري
لقطاع الأعمال والأفراد في المملكة ابتداء من 6 أوت”.
وتعللت بأنها اتخذت هذا الإجراء “نظرا لتعذر استيفاء الشركة المصنعة لأجهزة بلاك بيري للمتطلبات التنظيمية للهيئة”.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة
قد أعلنت عزمها هذا الشهر تعليق خدمات الرسائل الهاتفية والتصفح
الإلكتروني الخاصة بالهاتف المحمول بلاك بيري اعتبارا من 11 أكتوبر المقبل.
وبررت السلطات قرارها بوجود “عواقب خطيرة
على الأمن الاجتماعي والقضائي والأمن الوطني”، وأعلنت أنها ستعلق خدمات
بلاك بيري إلى أن يتم التوصل إلى “حل يتوافق مع الإطار التشريعي لقطاع
الاتصالات في الدولة”.
وتعترض الإمارات على قيام “مؤسسة تجارية
أجنبية” بتصدير بيانات مستخدمي بلاك بيري إلى خارج البلاد وإدارتها. وقالت
الهيئة إن خدمات بيانات بلاك بيري هي الوحيدة التي تعمل بتلك الطريقة ولن
يؤثر القرار على مستخدمي هواتف ذكية منافسة من إنتاج نوكيا أو هاتف آي فون
من إنتاج أبل.
وذكرت صحيفة “الجريدة” الكويتية نقلا
عن مصدر لم تحدد هويته أن آر آي إم أبدت “موافقتها المبدئية” على حجب 3000
موقع إباحي بطلب من الكويت، مشيرة بدورها إلى مخاوف أمنية من استعمال
الجهاز.
مملكة البحرين لا تعتزم قطع الخدمة
أكد الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة وزير
شؤون مجلس الوزراء والوزير المعني في قطاع الاتصالات في البحرين استمرار
خدمة “البلاك بيري” في مملكة البحرين، مشددا على أنه “لا يوجد أي نية أو
توجه حكومي لقطع الخدمة حاليا أو خلال الفترة المقبلة”.
وأضاف أن عدد مشتركي الخدمة في مملكة البحرين وصل إلى 78000 مشترك ، بحسب أحدث الأرقام المسجلة لدى هيئة تنظيم الاتصالات.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الوزير قوله إن مملكة البحرين ملتزمة بتحرير
قطاع الاتصالات حسب القوانين المحلية ، وأن تقدم الشركات المزودة أفضل
الخدمات للجمهور وفق المعايير المعمول بها عالميا لضمان جودة الخدمات في
هذا القطاع الحيوي ، داعيا شركات الاتصالات إلى عدم إرسال رسائل إلكترونية
أو الإدلاء بتصريحات غير دقيقة من شأنها إثارة البلبلة بين مستخدمي الخدمة.
وأشار إلى أن البحرين حريصة على استمرار مكانتها المميزة على صعيد قطاع
الاتصالات على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو المستوى الدولي ، لافتا إلى
المستوى المتقدم الذي وصلت إليه خدمات الاتصالات مقارنة بالعديد من
البلدان.
وقال إن مستخدمي خدمة “البلاك بيري” في البحرين يمثلون شرائح رجال الأعمال
والموظفين وعامة الناس الذين أصبحت هذه الخدمة بالنسبة لهم ضرورة تقنية
عصرية في إنجاز أعمالهم اليومية من جهة ، وتواصلهم الاجتماعي من جهة أخرى.
وكانت مملكة البحرين حذرت في أبريل من استخدام برامج التراسل الفوري الخاصة
ببلاك بيري لنشر أنباء محلية. لكن السلطات البحرينية أكدت اليوم أنها لم
تتخذ أي إجراء لتعليق تلك الخدمات.
الجزائر ولبنان يدرسان حظر خدمات بلاك بيري
بعد الإمارات والسعودية قررت لبنان والجزائر إجراء تقييم لاستخدام أجهزة بلاكبيري وحظرها إذا ما شكلت تهديدا على أمنهما.
ففي الجزائر، أشار
وزير البريد وتكنولوجيا الاتصال موسى حمادي إن الحكومة تجري مراجعة
لاستخدام هواتف بلاكبيري وستحظرها إذا توصلت إلى أنها تهدد الأمن الوطني،
وفق صحيفة “الخبر” الجزائرية.
ونقلت الصحيفة الخميس (5 أوت) عن الوزير قوله: “إذا وجدنا أنها (هواتف بلاكبيري) خطر على اقتصادنا وأمننا فإننا سنوقفها.”
وأضاف أن عدد المشتركين في خدمة “بلاك بيري” في الجزائر يبلغ نحو 500 ألف
مشترك مضيفا أنهم يمثلون كوادر جزائرية في مؤسسات اقتصادية هامة ورعايا
أجانب في هيئات كبرى.
أما في لبنان، فقد صرح عماد حب الله نائب رئيس “الهيئة
المنظمة للاتصالات” الخميس أن السلطات اللبنانية تجري حاليا تقييما ل”مسائل
أمنية” متعلقة بهاتف بلاكبيري المتعدد الوسائط. وأوضح أن “هذا الأمر مرده
ازدياد المخاوف الأمنية داخل شبكة الاتصالات”، في إشارة إلى التوقيفات التي
نفذتها الأجهزة الأمنية أخيرا وطالت ثلاثة موظفين في قطاع الهاتف الجوال
يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل.
ولفت المسؤول اللبناني إلى أن الهيئة المنظمة للاتصالات ستبدأ الأسبوع
المقبل مباحثات مع شركة “ريسيرتش إن موشن” (أر.إي.أم) الكندية المصنعة
لهاتف بلاكبيري. وقال: “المسألة تتعلق بقدرة السلطات اللبنانية في الوصول
إلى بيانات (الاتصالات التي تتم عبر بلاكبيري) بما يتلاءم مع تطبيق
القانون”. وأضاف “نحن بحاجة لإبرام اتفاق مع بلاكبيري أو على الأقل التفاهم
مع الشركة للتمكن من الوصول إلى البيانات أو الخدمات ومعالجة المخاوف
الأمنية”.
الهند تخشى من استغلال متشددون خدمات بلاك بيري
كانت الهند السباقة في الإعلان عما اعتبرته
أخطار “بلاكبيري” الأمنية، وذلك عبر كشفها عن أن الإرهابيين الذين قاموا
بهجمات بومباي نوفمبر 2008 قد استخدموا هاتف “بلاكبيري” في تبادل
المعلومات.
وأعلن وزير الاتصالات الهندي أنديموثو راجا أن بلاده لم تتوصل بعد إلى
اتفاق مع الشركة المصنعة لهواتف بلاك بيري بعد أن ثارت مخاوف أمنية بشأن
خدمات الجهاز الواسعة والمشفرة التي تلقى رواجا بين مستخدميه.
وتخشى الهند من أن يسيء متشددون استغلال
خدمات بلاك بيري، إذ لا تستطيع الوكالات الأمنية الوصول إلى الرسائل
المتبادلة عبر تلك الخدمات، وطلبت من الشركة عرض حل يعالج المتطلبات
الأمنية للبلاد.
اندونيسيا ترى بان بلاك بيري ينفع أكثر مما يضر
نفت الحكومة الإندونيسية الخميس أنها تسعى
لحجب خدمات الرسائل النصية عن مستخدمي هواتف بلاك بيري المحمولة. واعتبرت
أن هواتف بلاك بيري “جلبت الكثير من المنافع للمستخدمين”.
وقالت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
في بيان إن الحكومة الإندونيسية طلبت أن تبني الشركة المصنعة لهذه الهواتف
مركز بيانات في إندونيسيا، لكنها (الحكومة) لم تبد “أي رغبة في فرض قيود
على خدمات بلاك بيري”.
الشركة المصنعة لـ بلاك بيري تسعى للطمأنة بضمان اتصالات آمنة
تعهدت الشركة المصنعة لبلاك بيري الكندية
“ار اي ام” بضمان اتصالات آمنة بعد اعلان السعودية والإمارات تعليق بعض
خدمات هذا الهاتف المتعدد الوسائط. فبعد اعلان الإمارات العربية المتحدة
والسعودية عزمهما تعليق بعض خدمات بلاك بيري، قالت الشركة الكندية “إنها
تلتزم ضمان اتصالات آمنة”.
وتسعى الشركة الكندية للوصول إلى اتفاق مع كل من الهند والسعودية والإمارات
بما يتيح لها البقاء في هذه الأسواق، لكن دون التأثير على المزية الأساسية
التي يتمتع بها جهازها وهي مستوى الأمان العالي.
كما أعلنت الحكومة الكندية عن مساعدتها لآر
آي إم، إذ أعلن وزير التجارة الكندي بيتر فان لون في بيان أن كندا قلقة
بشأن الأنباء عن الحظر الوشيك و”تداعياتها الأوسع نطاقا”.
وأضاف فان لون مشيرا إلى السعودية والإمارات
“نحن على اتصال مع مسؤولين في ريسيرش إن موشن بخصوص هذه المسألة ونعمل مع
مسؤولين حكوميين في هذين البلدين لمساعدة آر أي إم في الوقوف على مخاوفهم
وإيجاد الحلول.
كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري
كلينتون الخميس إن الولايات المتحدة ستجري محادثات فنية مع دولة الإمارات
العربية المتحدة ودول أخرى بشأن الحظر الوشيك لخدمة التراسل عبر هاتف بلاك
بيري.
وقالت للصحفيين في واشنطن نأخذ وقتا للتشاور
وتحليل المجموعة الكاملة من المصالح والقضايا المطروحة، لأننا نعرف أنه
يوجد مبعث مشروع للقلق الأمني لكن يوجد أيضا حق مشروع لحرية الاستخدام
والوصول “للخدمة”.