يعد مسجد أول نوفمبر بباتنة 1954 صرح ديني
شامخ وتحفة معمارية ذات طابع هندسي مغاربي إسلامي تفخر بها عاصمة الأوراس،
باتنة، التي يشهد لها تاريخ 3 / 07 / 1980 م الموافق لـ 20 شعبان 1400 هـ،
يوم سار جماعة من المواطنين مكونة من مجاهدين ومحامين ومهندسين وتجار
ومقاولين وأساتذة في التعليم، موظفين وأئمة وأطباء إلى السلطات المعنية
بالولاية وتقدمت بطلب لإنشاء جمعية دينية تشرف على بناء هذا المسجد، يكون
صرحا معماريا شماخا يستمد شموخه من الأوراس الأشم، ويضاهيه شساعة وكبرياء،
فكانت الموافقة عليه بقرار ولائي صدر بعد ذلك التاريخ ثلاثة أسابيع ليعلن
عن بداية تجسيد الفكرة التي كنت عبارة عن حبر على ورق إلى واقع ميداني تجسد
في عدد قليل من السنين إلى حقيقة تحفها أعين الناظرين بشيء من الافتخار
والاعتزاز بهذه العلامة في المكانية، التي تتربع على مساحته الإجمالية
27.580م² .
وكان من بين الذين بادروا إلى العمل
في نشاط كبير العقيد عبيدي محمد الطاهر رحمه الله، المدعو الحاج لخضر، أحد
مفجري ثورة نوفمبر الخالدة، وغيره من أصحاب الفكرة التي عرفت التجسيد في
أكتوبر 1980م التاريخ الذي وقع فيه تخصيص المكان الذي سيبني فيه المسجد،
وقد وقع الاختيار عليه بوسط المدينة القديمة يطل على شارع الجمهورية ومقابل
لمبنى المسرح البلدي، غير أنه بعد شهر من ذلك التاريخ تقرر توسيع المشروع
من مسجد إلى مجمع إسلامي لا يقتصر على أداء الصلوات المفروضة فحسب، بل وأن
يشمل نشاطات تربوية تتمثل في الاعتناء بتحفيظ القران الكريم، وتدريس علومه
بالوسائل العصرية – السمعية البصرية – ولهذه النظرة أصبح المكان الأول لا
يتسع للمجمع، وتم البحث عن مكان ملائم، فوقع الاختيار على المكان الحالي،
الذي يمتاز بوجوده بمكان مرتفع بحي النصر وعلى شارع التحرير، وبجوار الحي
الجامعي ومن على منارات هذا المسجد التي تكاد أن تعانق قمة الشلعلع
بارتفاعها الشاهق يتمكن الناظر من رؤية جميع أحياء المدينة وضواحيها، ومن
شرفاتها ترتفع كلمة الله أكبر تدوي في أرجاء المدينة فتهتز لها مشاعر
المؤمنين، وتردد صداها الجبال التي احتضنت مجاهدي ثورة نوفمبر الذين جاهدوا
واستشهدوا في سبيل العقيدة الإسلامية والوطن.
يتكون المجمع الذي سيقام على هذه
المساحة من قاعتي الصلاة للرجال والنساء، وصحن المسجد، ومعهد يضم 16 قسما
للذكور والإناث لتحفيظ القرآن وعلومه بالوسائل السمعية البصرية، وقاعة
للمحاضرات بـ 683 مقعد، ومكتبة، وقاعة للمطالعة، ودورة المياه وقسم
للطباعة، والمائضة، و3 سكنات، ومكاتب لإدارة المجمع، وقاعة للعرض، وتبلغ
تكاليف المجمع خمسة ملايير تقريبا.
وتعلو المسجد الذي زينت جدرانه بزخارف
إسلامية أنيقة ولوحات كتبت عليها آيات قرآنية كريمة بأجمل أنواع الخطوط
العربية قبتان ذهبيتان اللون وأربع مآذن يقدر طول كل واحدة منها 56 مترا في
تناسق عام للمبنى أضفى مسحة جمالية على هذا الجزء من المدينة. ويضم هذا
المسجد أيضا دارا للإفتاء وإصلاح ذات البين تفتح على مدار الأسبوع للسائلين
على أمور دينهم ودنياهم تحت إشراف مجموعة من الأئمة الأكفاء والضالعين في
العلوم الشرعية والفقهية. ويسعى حاليا القائمون على قطاع الشؤون الدينية
والأوقاف وكذا السلطات المحلية بالولاية إلى تفعيل دور هذا المسجد وإعطائه
مكانة علمية ودينية مميزة محليا ووطنيا.
وتخليدا لثورة نوفمبر التي استمدت
روحها وقوتها من روح ثورة الإسلام العظيمة التي جاءت لتحرير الإنسانية من
الاضطهاد والظلم، والطغيان هذه الثورة التي حمل مشعلها الأول محمد بن عبد
الله عليه الصلاة والسلام، ومن بعده أتباعه الذين سلكوا نهجه على مر العصور
والقرون ومن الذين رفعوا لواء الجهاد في هذا المضمار أحفاد أولئك الأبطال،
ثوار أول نوفمبر 1954م فاستردوا كرامة هذا الشعب المسلم، الروحية
والوطنية، استمد المسجد اسمه هذا مسجد أول نوفمبر لما للعقيدة الإسلامية من
تأثير على ثورة نوفمبر.
المكتبة فكرة خطوة لطبيبة أتبعت بخطوات الكثير من المحسنين
ولقد مكن النشاط المتواصل والإرادة الفذة
للشباب الباتني من وضع أساس المكتبة، الذي انطلق – حسب زينب شريفي، المشرفة
بالمدرسة القرآنية، في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم – من مبادرة أولى
قامت بها طبيبة، حيث نقلت عددا من الكتب والأشرطة من مكتبتها الخاصة
ووضعتها كبداية لإنشاء مكتبة للمسجد، ليلتف المتبرعون والمحسنون بعد ذلك
ويولون لها اهتماما بالغا إلى أن صارت على قدر عال من الأهمية:
وفي تصريح له لذات الإذاعة أشار إمام
المسجد محمد مقاتلي إلى أن أهم والمصنفات التي تكون مكتبة المسجد، مصادر في
الفقه المالكي، وهي موضوعة تحت تصرف المشايخ الناشطين بدار الفتوى،
بالإضافة إلى الطلبة والأساتذة والباحثين:
ائتلاف الجامعة بالمسجد وجه للعطاء التربوي والمعرفي والديني
من النشاطات مسجد أول نوفمبر 1954 الدروس
اليوم التي يتناوب على تقديمها أساتذة الجامعة يوميا من بعد وقت صلاة
المغرب إلى وقت صلاة العشاء، حول عدد من المحاور، منها شرح موطئ الإمام
مالك يلقيه عددا من الدكاترة الأخصائيين في الفقه، ومنها أيضا محور تفسير
القرآن الذي دأب الناس على الاستماع إليه كل جمعة ما بين المغرب والعشاء،
ومن المحاور أيضا محور في السيرة والأعلام ومحور شرح رياض الصالحين، ومحور
الأخلاق الإسلامية، هذا فظلا عن المناسبات الدينية كيوم عاشوراء والسابع
والعشرين من رمضان والإسراء والمعراج والمولد النبوي وإلى آخر ذلك من
المناسبات بقول إمام المسجد:
وعلى مستوى النشاط التعليمي يحتوي المسجد
على أربعة أقسام هي في خالة نشاط، ينشط القسم الأول في تحفيظ القرآن
للطالبات، حيث يبلغ عدد المسجلات والمواظبات على الحضور باستمرار 103
طالبة، ويخص هذا القسم اللواتي حصلن على مستوى دراسي لم تجاوز الطورين
التعليميين الأول والثاني، كما كان معمول به في التعليم الأساسي سابقا.
ويخضعن هؤلاء الطالبات لبرنامج خاص، بقوم على تدعيمهن بدروس إضافية لتحسين
مستواهن، إضافة إلى متابعتهن حفظ القرآن إلى غاية الانتهاء منه، تضيف
شريفي:
كما يوجد قسم آخر نظامي يستقبل الطالبات
المتحصلات على مستوى التاسعة أساسي، ويتضمن برنامجا خاصا ينتهي في أربع
سنوات منها تحفيظ القرآن، بالإضافة إلى دروس متنوعة في مختلف المقاييس
المتعلقة بالفقه والسيرة والتشريع والتاريخ الوطني ويوجد بهذا القسم عدد من
الموظفين، والمتعاقدين المختصين في الموضوع من الجامعة، تقول أحدى
الطالبات في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم:
يوجد بمسجد أول نوفمبر 1954 قسم خاص بمحو
الأمية ويتضمن حوالي 290 مسجلة، أبدين مثلا بالغا على التعلق والإصرار على
محو ماضي الأمية محوا لا رجعة إليه، كما تم مشاهدته غب هذا المثال لعجوز في
السن السادسة والثمانين (86)، أبت إلا أن تمضي قدما بمضي العمر الذي لم
تثنيها مساحات الشيب التي تجتاحها على مواصلة التعلم:
عشرات الآلاف في ضيافة الرحمن بأول نوفمبر كل رمضان
يتحول
مسجد أول نوفمبر1954 مع بداية كل شهر رمضان إلى قبلة للمصلين من المدينة
وضواحيها لأداء صلاة التراويح بهذا الصرح الديني الذي يعد حاليا من أكبر
المساجد على المستويين المحلي والوطني، حيث يتوافد عليه منذ بداية الشهر
الكريم كل ليلة مئات النساء والرجال الذين عادة ما يلتحقون بقاعة الصلاة
بعد آذان المغرب مباشرة خشية أن لا يظفروا بمكان في المصلى إن كانوا من
المتأخرين على الرغم من اتساعه لحوالي 30 ألف مصلي.
بطاقة لمن لم يشاهد مسجد أول نوفمبر
البطاقة الفنية | |
المساحة الكلية | 27580م² |
المساحة المبنية | 13872م² |
المساحة المستعملة | 16203م² |
تفصيل مساحة المرافق الملحقة للمسجد | |
المائضة | 1 بمساحة: 822م² |
قاعة المحاضرات | 1 بمساحة: 1050م² |
أقسام الدراسة | 1 بمساحة: 994م² |
القسم التربوي الثقافي | 1 بمساحة: 744م² |
تفصيل مساحة أهم أقسام الجامع | |
قاعة صلاة للرجال | 1 بمساحة: 6020م² |
صحن يتوسط الجامع | |
مائضة للرجال | 1 بمساحة: 448م² |
مائضة للنساء | 1 بمساحة: 51م² |
قاعة محاضرات | 1 بسعة: 433 م² |
قاعة مطالعة للرجال | 1 بمساحة: 433 م² |
قاعة مطالعة للنساء | 1 بمساحة 433م² |
قاعة صلاة للنساء | 1 بمساحة 1700م² |
المكتبة | 1 بمساحة: 109م² |
قسم الطباعة | 1 بمساحة 100 م² |
قاعة للعرض | 1 بمساحة: 576م² |
قاعات الندوات | 4 بمساحة: 576م² |
المكاتب | 11 مكتبا للإدارة، بمساحة 385م² |
أقسام التدريس | 16 قسما، بمساحة 960م² |
المآذن | 4 بعلو 50م، منها 2 منها بمصعد |
القبب | 2: بعلو 6م، القطر: 6024م |
3 بعلو 4م، القطر: 1220م | |
الأبواب | 14 باب، منها 8 لقاعة الصلاة |
النوافذ | 357 نافذة، منها 110 لقاعة الصلاة |