توفي الكاتب الجزائري الطاهر وطار الخميس في العاصمة الجزائرية عن 74 عاما بعد صراع مع المرض.
وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان "الروائي الجزائري الطاهر وطار توفي مساء الخميس في الجزائر العاصمة اثر مرض عضال عن عمر يناهز 74 سنة حسبما علم لدى أقاربه". والطاهر وطار الف روايات ومسرحيات عدة ترجمت الى العديد من اللغات وخصوصا روايته الاولى "اللاز" التي صدرت في 1974 وحققت نجاحا كبيرا و"عرس بغل" (1981) و"الزلزال" (1974).
وفي القاهرة، نعى رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي الكاتب الجزائري، وقال لوكالة فرانس برس ان "الطاهر وطار كان كاتبا عربيا من طراز خاص عبر عن تجربته الجزائرية بطريقة خاصة، كونه الكاتب الجزائري الاول الذي استخدم اللغة العربية في كتابة الرواية والمقالة والمسرحية الى جانب قيامه بالترجمة". واضاف ان "اتحاد الكتاب العرب ينعي الى العالم العربي وفاة رجل لم يتخل عن مبادئه طوال 74 عاما عاشها بيننا حتى وفاته مساء امس الخميس، ورفد الرواية العربية بالكثير من الابداعات التي اسهم فيها بنقل الرواية العربية الى افاق جديدة".
وتابع سلماوي "بصفتي رئيسا لاتحاد الكتاب المصريين اعلن ان الطاهر وطار كان من اقوى المرشحين للفوز بجائزة نجيب محفوظ التي ابتدأ اتحاد الكتاب المصريين بمنحها للمبدعين العرب من غير المصريين منذ عام 2005 وفاز بها كل من الشاعر السوداني محمد الفيتوري والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والروائي السوري حنا مينا"، وهي لا تمنح الا للأحياء.
وبرز اسم الطاهر وطار على الصعيد العربي في السبعينات عندما اطلق روايته "اللاز" التي شكلت علامة في الرواية العربية الى جانب "موسم الهجرة الى الشمال" للراحل السوداني الطيب صالح، ورواية "سعيد ابو النحس المتشائل" للراحل الفلسطيني اميل حبيبي. وهي الروايات الثلاث التي تركت اهم العلامات على الرواية العربية في السبعينات وحملت رؤية وحراكا في الاجتماع والسياسة عبرت فيه عن حالة من الغليان في المجتمعات العربية في ظل العلاقة مع الاخر الاوروبي المستعمر والاسرائيلي المحتل. فرواية "اللاز" كانت الرواية الاولى التي قدمت تاريخا نقديا للثورة الجزائرية حيث انتقدت المد الديني الذي لم يقبل بوجود الاخر الماركسي.
وقدم من خلال حياته ونضاله في جبهة التحرير الجزائرية، منذ التحاقه بصفوفها عام 1954 وكان عمره لا يتجاوز 18 عاما، وصفا لكيفية قيام السياسيين اليمينيين بتصفية المثقفين الجزائريين داخل صفوفها، الى جانب انتقاداته لتصفيات غير مبررة لمواطنين عاديين.
وتوالت بعدها كتاباته التي استندت على التراث خصوصا في روايته "عرس بغل" لابراز العقم الذي آلت اليه امور الجزائر اثر الانقلاب على احمد بن بله وتولي محمد بومدين السلطة.
وكان وطار من ابرز المدافعين عن الثقافة العربية رافضا التيار الفرنكفوني الذي اعتبره مؤشرا على استمرار احتلال الجزائر ووقوعها تحت الاستعمار من جديد رغم رحيل قوات الاحتلال الفرنسي عن اراضيها، وقد كلفه موقفه هذا الكثير من الهجوم من قبل ممثلي تيار الفرنكفونية في الجزائر.
الا انه لم يتراجع عن موقفه بل عمل على تأسيس "الجمعية الثقافية الجاحظية" التي تحمل كل تعبيرات المعاصرة والحداثة وتؤكد في الوقت نفسه على المحافظة على الثقافة العربية ضمن الرؤية الجديدة العقلانية التي عبرت عنها تجربة الجاحظ التاريخية.
وقد كلفته اراؤه ومعارضته الدائمة الكثير من المعاناة في مرحلة الشباب، فقد تولت السلطات محاصرة اي نشاط يقوم به على صعيد الصحافة والفكر، واقفلت اسبوعية الاحرار اول صحيفة من نوعها في الجزائر المستقلة عام 1962 والحقتها بعد ذلك بعام باغلاق صحيفة اطلقها في العاصمة باسم "الجماهير". واستكملت الحصار بعد ذلك بعقد من الزمان بتوقيف اسبوعية "الشعب الثقافي" وهي تابعة لجريدة الشعب لانه جعل منها منبرا للمثقفين اليساريين.
الى جانب ذلك فان صاحب العبارة الشهيرة التي اصبحت مثلا "لا يبقى في الوادي الا الحجارة" بقي مخلصا لمقولته حتى نهاية حياته، فهو اجبر على التقاعد من عمله في جبهة التحرير كأحد مسؤولي الاعلام وعمره لم يتجاوز 47 عاما نتيجة مواقفه السياسية التي استكملها في ما بعد برفضه موقف السلطات الرافض لفوز جبهة الانقاذ الاسلامية في الانتخابات.
ورفض وطار ان يستخدم صفة ارهاب على ممارسات التيار الديني، بقدر ما استخدم مصطلح العنف والعنف المضاد بما يحمله هذا من ادانة حقيقية لطرفي المعادلة، الدولة اولا والتيارات الدينية ثانيا، رافضا ان يتحول الشعب الجزائري ضحية لصراع طرفي المعادلة.
ترك الراحل وراءه العديد من الكتب، ابرزها المجموعات القصصية "دخان من قلبي" و"الطعنات" و"الشهداء يعودون هذا الاسبوع"، وفي الرواية "اللاز" و"الزلزال" و"الحوات والقصر" و"عرس بغل" و"العشق والموت في الزمن الحراشي" و"تجربة في العشق" و"رمانة" و"الشمعة والدهاليز" و"الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي" و"الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء" وفي المسرح كتب "على الضفة الاخرى" والهارب".
والطاهر وطار مولود في 1936 في سوق اهراس . وقد منح في 2005 جائزة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية. كما حصل على جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للقصة والراوية في 2010
وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان "الروائي الجزائري الطاهر وطار توفي مساء الخميس في الجزائر العاصمة اثر مرض عضال عن عمر يناهز 74 سنة حسبما علم لدى أقاربه". والطاهر وطار الف روايات ومسرحيات عدة ترجمت الى العديد من اللغات وخصوصا روايته الاولى "اللاز" التي صدرت في 1974 وحققت نجاحا كبيرا و"عرس بغل" (1981) و"الزلزال" (1974).
وفي القاهرة، نعى رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي الكاتب الجزائري، وقال لوكالة فرانس برس ان "الطاهر وطار كان كاتبا عربيا من طراز خاص عبر عن تجربته الجزائرية بطريقة خاصة، كونه الكاتب الجزائري الاول الذي استخدم اللغة العربية في كتابة الرواية والمقالة والمسرحية الى جانب قيامه بالترجمة". واضاف ان "اتحاد الكتاب العرب ينعي الى العالم العربي وفاة رجل لم يتخل عن مبادئه طوال 74 عاما عاشها بيننا حتى وفاته مساء امس الخميس، ورفد الرواية العربية بالكثير من الابداعات التي اسهم فيها بنقل الرواية العربية الى افاق جديدة".
وتابع سلماوي "بصفتي رئيسا لاتحاد الكتاب المصريين اعلن ان الطاهر وطار كان من اقوى المرشحين للفوز بجائزة نجيب محفوظ التي ابتدأ اتحاد الكتاب المصريين بمنحها للمبدعين العرب من غير المصريين منذ عام 2005 وفاز بها كل من الشاعر السوداني محمد الفيتوري والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والروائي السوري حنا مينا"، وهي لا تمنح الا للأحياء.
وبرز اسم الطاهر وطار على الصعيد العربي في السبعينات عندما اطلق روايته "اللاز" التي شكلت علامة في الرواية العربية الى جانب "موسم الهجرة الى الشمال" للراحل السوداني الطيب صالح، ورواية "سعيد ابو النحس المتشائل" للراحل الفلسطيني اميل حبيبي. وهي الروايات الثلاث التي تركت اهم العلامات على الرواية العربية في السبعينات وحملت رؤية وحراكا في الاجتماع والسياسة عبرت فيه عن حالة من الغليان في المجتمعات العربية في ظل العلاقة مع الاخر الاوروبي المستعمر والاسرائيلي المحتل. فرواية "اللاز" كانت الرواية الاولى التي قدمت تاريخا نقديا للثورة الجزائرية حيث انتقدت المد الديني الذي لم يقبل بوجود الاخر الماركسي.
وقدم من خلال حياته ونضاله في جبهة التحرير الجزائرية، منذ التحاقه بصفوفها عام 1954 وكان عمره لا يتجاوز 18 عاما، وصفا لكيفية قيام السياسيين اليمينيين بتصفية المثقفين الجزائريين داخل صفوفها، الى جانب انتقاداته لتصفيات غير مبررة لمواطنين عاديين.
وتوالت بعدها كتاباته التي استندت على التراث خصوصا في روايته "عرس بغل" لابراز العقم الذي آلت اليه امور الجزائر اثر الانقلاب على احمد بن بله وتولي محمد بومدين السلطة.
وكان وطار من ابرز المدافعين عن الثقافة العربية رافضا التيار الفرنكفوني الذي اعتبره مؤشرا على استمرار احتلال الجزائر ووقوعها تحت الاستعمار من جديد رغم رحيل قوات الاحتلال الفرنسي عن اراضيها، وقد كلفه موقفه هذا الكثير من الهجوم من قبل ممثلي تيار الفرنكفونية في الجزائر.
الا انه لم يتراجع عن موقفه بل عمل على تأسيس "الجمعية الثقافية الجاحظية" التي تحمل كل تعبيرات المعاصرة والحداثة وتؤكد في الوقت نفسه على المحافظة على الثقافة العربية ضمن الرؤية الجديدة العقلانية التي عبرت عنها تجربة الجاحظ التاريخية.
وقد كلفته اراؤه ومعارضته الدائمة الكثير من المعاناة في مرحلة الشباب، فقد تولت السلطات محاصرة اي نشاط يقوم به على صعيد الصحافة والفكر، واقفلت اسبوعية الاحرار اول صحيفة من نوعها في الجزائر المستقلة عام 1962 والحقتها بعد ذلك بعام باغلاق صحيفة اطلقها في العاصمة باسم "الجماهير". واستكملت الحصار بعد ذلك بعقد من الزمان بتوقيف اسبوعية "الشعب الثقافي" وهي تابعة لجريدة الشعب لانه جعل منها منبرا للمثقفين اليساريين.
الى جانب ذلك فان صاحب العبارة الشهيرة التي اصبحت مثلا "لا يبقى في الوادي الا الحجارة" بقي مخلصا لمقولته حتى نهاية حياته، فهو اجبر على التقاعد من عمله في جبهة التحرير كأحد مسؤولي الاعلام وعمره لم يتجاوز 47 عاما نتيجة مواقفه السياسية التي استكملها في ما بعد برفضه موقف السلطات الرافض لفوز جبهة الانقاذ الاسلامية في الانتخابات.
ورفض وطار ان يستخدم صفة ارهاب على ممارسات التيار الديني، بقدر ما استخدم مصطلح العنف والعنف المضاد بما يحمله هذا من ادانة حقيقية لطرفي المعادلة، الدولة اولا والتيارات الدينية ثانيا، رافضا ان يتحول الشعب الجزائري ضحية لصراع طرفي المعادلة.
ترك الراحل وراءه العديد من الكتب، ابرزها المجموعات القصصية "دخان من قلبي" و"الطعنات" و"الشهداء يعودون هذا الاسبوع"، وفي الرواية "اللاز" و"الزلزال" و"الحوات والقصر" و"عرس بغل" و"العشق والموت في الزمن الحراشي" و"تجربة في العشق" و"رمانة" و"الشمعة والدهاليز" و"الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي" و"الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء" وفي المسرح كتب "على الضفة الاخرى" والهارب".
والطاهر وطار مولود في 1936 في سوق اهراس . وقد منح في 2005 جائزة منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية. كما حصل على جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للقصة والراوية في 2010