[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحافظ العائلات البليدية بباقة عريقة من
التقاليد الاجتماعية المرافقة للمناسبات الدينية لعل أبرزها تلك الممارسات
العتيقة التي تسبق وترافق شهر رمضان الكريم إلى غاية الأيام الأولى للإفطار
من شهر شوال.
وبالرغم من إدخال العديد من التقنيات الحديثة في طرق التحضير لاستقبال شهر
رمضان إلا أن البلديين يحافظون كل بطريقته على تراث أجدادهم في استقبال شهر
الرحمة والغفران للظفر بفرصة للعتق من النار و أخرى لإعادة العلاقات
الاجتماعية إلى سائر عهدها.
ويدخل سكان البليدة، المعروفة بمدينة الورود، كل محيطهم في برنامج التحضير
لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تحضر المنازل والشوارع بالطلاء، وقد اتسع في
السنوات الأخيرة هذا التقليد إلى الهيئات العمومية التي أصبحت تقوم بتنظيف
الأماكن العمومية من حدائق وأسواق وغيرها من المرافق التي تعرف إقبال
المواطنين.
ويتم تجهيز المنازل بتنظيفها أو طلاءها، وكذا شراء أفرشة وأواني جديدة
تتوافق والمناسبة التي غالبا ما تكون فرصة لتجديد العلاقات العائلية
وتوطيدها من خلال العزائم، ويشمل التحضير لرمضان أيضا تموين المطبخ بعدد
كبير من مخللات الخضر التي لا يتوافق جنيها مع الشهر الكريم، بالإضافة إلى
تحضير اللحم المجفف المعروف ب”القديد” ومجموعة من التوابل التي تحضر بطريقة
طبيعية في المنزل، كما لا ينسى البليديون تحميمة رمضان، والتي تقضي بذهاب
أفراد العائلة إلى الحمامات من اجل الاستحمام أسبوعا قبل دخول الشهر الكريم
تنافس لإبراز مواهب الطبخ
ومع حلول أول أيام رمضان، يتفنن الرجال- على غرار النساء- في الطبخ في هذا
الشهر، حيث تنمو روح غريبة للتنافس بين الجميع لإبراز مواهب الطبخ وأسرار
إتقان الأكلات القديمة المعروفة في المنطقة أبرزها “صبيعات العروسة” والذي
يعتبر طبق “شباح الصفرة”.
ولا تغيب “شربة المقطفة” المصنوعة يدويا في رمضان في البليدة حيث تعتبر
الطبق الرئيس للموائد مرفوقة بالبوراك وطبق “اللحم الحلو” الذي تشترك فيه
العديد من مناطق الوطن.
وتحتفي العائلة البليدية بأول يوم يصوم فيه أبناءها بتقليد مميز يرسخ فريضة
الصيام في روح وفكر الأطفال بطريقة سلسة ومقدسة لهذه الشعيرة، وتشجيعا
للصائم الصغير تقام وجبة خاصة واحتفالية عائلية تقدم فيها الهدايا .
الشاربات.. رحيق مائدة الفطور
عند الحديث عن رمضان في البليدة لا يمكن إغفال اشهر مشروب وأقدمه فيها ألا
وهو “الشاربات” التي تقدم مع كل الوجبات وحتى مع الحلويات بالنظر إلى
الراحة والانتعاش الذي تعطيه هذه المشروبات لا سيما للمصابين بالتخمة أو
القلق.
وتصنع “الشاربات” بمزيج طبيعي لمكونات فاتحة للشهية وأخرى ملطفة كالليمون
وأزهار الياسمين أو الفل مع المياه الباردة وتحلى بالسكر، إلا أنه وفي
الوقت الراهن خرج المشروب من التقليد المنزلي للبليدين ليصنع في معامل
غذائية ويوزع على مناطق كثيرة من الوطن.
إقبال على المساجد وتهافت للصلاة وراء الإمام البليدي
وتتميز مدينة البليدة بإقبال كبير على صلاة التراويح في مسجدها الكبير مسجد
“الكوثر” ليس فقط لموقعه الجيد أو لطابعه المعماري الذي يجمع بين العراقة
والفخامة بل للجو الروحاني الذي يسوده حين يؤم الشيخ محمد بن عبد القادر
البليدي فيه بالمصلين .
وعرف الشيخ محمد بن عبد القادر البليدي بصوته الرخيم حين كان مؤذنا في
مساجد المدينة، وبالرغم من بلوغه 83 سنة إلا انه لا يزال يستقطب المصلين من
عديد المدن المجاورة من البليدة بالنظر إلى الوضوح الذي تتسم به تلاوته
ونبرة الخشوع التي تبكي المصلين وراءه.
ويعتبر رمضان فرصة للم شمل أفراد العائلة بالجيران والأصدقاء في سهرات
ترفيهية تقام بعد صلاة التراويح، و التي تختلف بحسب نوعية الضيوف والأماكن
المقامة فيها، فمنهم من يفضل الاستماع إلى أغاني الشعبي العاصمي أو قصائد
العناء الأندلسي أو الحوزي ، كما أن هناك من يفضل الاستمتاع بالجو العائلي
الذي يملأ بلقاءات تجمع بين أفراد العائلة على موائد مشكلة من الحلويات
والنكت والأحاجي و البوقالات التي لاتغيب عن أي بيت بليدي.
في البليدة …لا سهر دون بوقالات
وتبرز “البوقالة” كإحدى مكونات التراث الشفهي الجزائري، وقد تناقلها
العائلات جيلا عن جيل وتستعمل في أوقات التسلية والترفيه والمناسبات
السعيدة للترويح عن النفس واستشراف أيام الفرح والفرج لأنفسنا ولكل من
نعرفهم، فهو التراث الذي يجمع بين التسلية والبلاغة اللغوية والحكمة
والتفاؤل في نفس الوقت.
ويزيد نشاط العائلات البليدية أياما قبيل انقضاء الشهر الفضيل استغلالا
لفرصة فضل الأيام العشر الأواخر واستعدادا لعيد الفطر المبارك الذي يستقبل
في البليدة بحلويات المقروط والتشاراك وكذا الحنيونات التي تهدى للأطفال.
رمضان في البليدة وان اختلف مع مدن أخرى جزائرية في طرق التحضير له أو في
إحياء سهراته ولياليه واكلاته، إلا انه يبقى جامعا في صميمه لكل ما يبتغيه
المسلم من قربان لله بالصوم والصلاة وصلة الرحم ، وهي الميزة التي لا تغيب
في كل شبر من الجزائر .
تحافظ العائلات البليدية بباقة عريقة من
التقاليد الاجتماعية المرافقة للمناسبات الدينية لعل أبرزها تلك الممارسات
العتيقة التي تسبق وترافق شهر رمضان الكريم إلى غاية الأيام الأولى للإفطار
من شهر شوال.
وبالرغم من إدخال العديد من التقنيات الحديثة في طرق التحضير لاستقبال شهر
رمضان إلا أن البلديين يحافظون كل بطريقته على تراث أجدادهم في استقبال شهر
الرحمة والغفران للظفر بفرصة للعتق من النار و أخرى لإعادة العلاقات
الاجتماعية إلى سائر عهدها.
ويدخل سكان البليدة، المعروفة بمدينة الورود، كل محيطهم في برنامج التحضير
لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تحضر المنازل والشوارع بالطلاء، وقد اتسع في
السنوات الأخيرة هذا التقليد إلى الهيئات العمومية التي أصبحت تقوم بتنظيف
الأماكن العمومية من حدائق وأسواق وغيرها من المرافق التي تعرف إقبال
المواطنين.
ويتم تجهيز المنازل بتنظيفها أو طلاءها، وكذا شراء أفرشة وأواني جديدة
تتوافق والمناسبة التي غالبا ما تكون فرصة لتجديد العلاقات العائلية
وتوطيدها من خلال العزائم، ويشمل التحضير لرمضان أيضا تموين المطبخ بعدد
كبير من مخللات الخضر التي لا يتوافق جنيها مع الشهر الكريم، بالإضافة إلى
تحضير اللحم المجفف المعروف ب”القديد” ومجموعة من التوابل التي تحضر بطريقة
طبيعية في المنزل، كما لا ينسى البليديون تحميمة رمضان، والتي تقضي بذهاب
أفراد العائلة إلى الحمامات من اجل الاستحمام أسبوعا قبل دخول الشهر الكريم
تنافس لإبراز مواهب الطبخ
ومع حلول أول أيام رمضان، يتفنن الرجال- على غرار النساء- في الطبخ في هذا
الشهر، حيث تنمو روح غريبة للتنافس بين الجميع لإبراز مواهب الطبخ وأسرار
إتقان الأكلات القديمة المعروفة في المنطقة أبرزها “صبيعات العروسة” والذي
يعتبر طبق “شباح الصفرة”.
ولا تغيب “شربة المقطفة” المصنوعة يدويا في رمضان في البليدة حيث تعتبر
الطبق الرئيس للموائد مرفوقة بالبوراك وطبق “اللحم الحلو” الذي تشترك فيه
العديد من مناطق الوطن.
وتحتفي العائلة البليدية بأول يوم يصوم فيه أبناءها بتقليد مميز يرسخ فريضة
الصيام في روح وفكر الأطفال بطريقة سلسة ومقدسة لهذه الشعيرة، وتشجيعا
للصائم الصغير تقام وجبة خاصة واحتفالية عائلية تقدم فيها الهدايا .
الشاربات.. رحيق مائدة الفطور
عند الحديث عن رمضان في البليدة لا يمكن إغفال اشهر مشروب وأقدمه فيها ألا
وهو “الشاربات” التي تقدم مع كل الوجبات وحتى مع الحلويات بالنظر إلى
الراحة والانتعاش الذي تعطيه هذه المشروبات لا سيما للمصابين بالتخمة أو
القلق.
وتصنع “الشاربات” بمزيج طبيعي لمكونات فاتحة للشهية وأخرى ملطفة كالليمون
وأزهار الياسمين أو الفل مع المياه الباردة وتحلى بالسكر، إلا أنه وفي
الوقت الراهن خرج المشروب من التقليد المنزلي للبليدين ليصنع في معامل
غذائية ويوزع على مناطق كثيرة من الوطن.
إقبال على المساجد وتهافت للصلاة وراء الإمام البليدي
وتتميز مدينة البليدة بإقبال كبير على صلاة التراويح في مسجدها الكبير مسجد
“الكوثر” ليس فقط لموقعه الجيد أو لطابعه المعماري الذي يجمع بين العراقة
والفخامة بل للجو الروحاني الذي يسوده حين يؤم الشيخ محمد بن عبد القادر
البليدي فيه بالمصلين .
وعرف الشيخ محمد بن عبد القادر البليدي بصوته الرخيم حين كان مؤذنا في
مساجد المدينة، وبالرغم من بلوغه 83 سنة إلا انه لا يزال يستقطب المصلين من
عديد المدن المجاورة من البليدة بالنظر إلى الوضوح الذي تتسم به تلاوته
ونبرة الخشوع التي تبكي المصلين وراءه.
ويعتبر رمضان فرصة للم شمل أفراد العائلة بالجيران والأصدقاء في سهرات
ترفيهية تقام بعد صلاة التراويح، و التي تختلف بحسب نوعية الضيوف والأماكن
المقامة فيها، فمنهم من يفضل الاستماع إلى أغاني الشعبي العاصمي أو قصائد
العناء الأندلسي أو الحوزي ، كما أن هناك من يفضل الاستمتاع بالجو العائلي
الذي يملأ بلقاءات تجمع بين أفراد العائلة على موائد مشكلة من الحلويات
والنكت والأحاجي و البوقالات التي لاتغيب عن أي بيت بليدي.
في البليدة …لا سهر دون بوقالات
وتبرز “البوقالة” كإحدى مكونات التراث الشفهي الجزائري، وقد تناقلها
العائلات جيلا عن جيل وتستعمل في أوقات التسلية والترفيه والمناسبات
السعيدة للترويح عن النفس واستشراف أيام الفرح والفرج لأنفسنا ولكل من
نعرفهم، فهو التراث الذي يجمع بين التسلية والبلاغة اللغوية والحكمة
والتفاؤل في نفس الوقت.
ويزيد نشاط العائلات البليدية أياما قبيل انقضاء الشهر الفضيل استغلالا
لفرصة فضل الأيام العشر الأواخر واستعدادا لعيد الفطر المبارك الذي يستقبل
في البليدة بحلويات المقروط والتشاراك وكذا الحنيونات التي تهدى للأطفال.
رمضان في البليدة وان اختلف مع مدن أخرى جزائرية في طرق التحضير له أو في
إحياء سهراته ولياليه واكلاته، إلا انه يبقى جامعا في صميمه لكل ما يبتغيه
المسلم من قربان لله بالصوم والصلاة وصلة الرحم ، وهي الميزة التي لا تغيب
في كل شبر من الجزائر .