أجواء بهيجة في ختان الأطفال بمستشفى الثنية Enfants-458x310
احتفل الجزائريون – كما الشعوب الإسلامية-
بليلة القدر المباركة في أجواء حميمية ميزتها، خصوصا، قيام الليل وختان
الأطفال الظاهرة التي تكاد تكون لصيقة بهذه الليلة المباركة.
الرغبة الملحة من الأولياء في ختان
أبنائهم خلال هذا الليلة يضاف إليها عدم الوعي بشروط هذه العملية في كثير
من الأحيان والأخطار التي قد تلحق بالابن في حال الاستهتار قد تعود على
الابن والعائلة ككل بعواقب وخيمة.
فيزيارةلموقع الإذاعة الجزائرية
لمستشفى الثنية بولاية بومرداس، تم رصد أجواء بهيجة وفرحة كبرى لعائلات
جمعها في المقام ختان أبنائها فتحول المكان إلى عرس يملأ المستشفى بهجة
تصنعها زغاريد الأمهات والجدات وهن يغادرن رفقة الأطفال التي تم إنهاء
عملية ختانهم، في حين كانت مواكب القادمين الداخلين إلى المستشفى لختان
آخرين تصنع طابورا موازيا أطفال يضعون على رؤوسهم طرابيش حمر، ويلبسون
قمصانا بيضاء مطرزة بأشكال جميلة.
المستشفى للجميع
اغتنمنا فرصة مغادرة عمي “علي” وابنيه
اللذين أتما عملية الختان لنسأله عن سبب اختياره مستشفى الثنية فأكد أن ذلك
يعود إلى الثقة التي يضعها في المستشفيات على العموم بالإضافة إلى
النظافة.
وأضاف:” كما أن هذه المستشفيات أكثر ضمانا
من وقوع أي حوادث باعتبار ان الجراحين متوفرون وهم أكثر خبرة” مستطردا:”
فضلا عن ذلك فالمستشفى يمكن للجميع أن يتوجهوا إليه سواء كانوا أغنياء أو
فقراء”.
المستشفى.. أمان وضمان
نزلنا إلى قاعة الجراحة المخصصة لعمليات
الختان فوجدنا جمعا من النساء والرجال في الخارج ينتظرون دور أبنائهم، وكان
كلما خرج طفل من القاعة حتى تنطلق الزغاريد فرحا بإتمام العملية.
اغتنمنا فرصة وجود هؤلاء الآباء والأمهات
لندردش معهم وقد أجمعوا على سير العملية بانتظام وفي جو مريح جدا، كما ان
اختيارهم للمستشفى لم يكن اعتباطيا وإنما كان محسوبا من قبل حيث انه
بالنسبة لهم أمان وضمان.

أبناؤنا في أياد أمينة ..
“لحسن” الذي كان ينتظر ابنه ليخرج من قاعة
العمليات يقول:” انه اختار المستشفى العمومي على القطاع الخاص بعد ان سمع
سابقا بوقوع حوادث في عمليات الختان لدى القطاع الخاص، وقد اختار المستشفى
تفاديا لوقوع أي حادث وليضمن سلامة ابنه في حال وقوع أي شيء، وما دام أن
ابنه في المستشفى فهو في أياد أمينة
ضمان المتابعة وتوفر الأطباء..
السيدة “وهيبة ” التي كانت تنتظر ابنها ذي
الثلاث سنوات ليجري عملية الختان، تقول هي الأخرى أنها فضلت المستشفى لأنه
الأحسن في كل الظروف خاصة مع توفر الأطباء وضمان المتابعة للطفل في حال
وقوع أي حادث.
الجراحون ولا أحد غيرهم ..
خلال حديثنا مع بعض الأولياء، تبين لنا
بأن الوعي بضرورة قيام الطبيب الجراح بعملية الختان كان كبيرا وأصبح راسخا
في ذهن الآباء والأولياء، خاصة بعد الحملة الأخيرة في وسائل الإعلام التي
قامت بها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات التي أكدت أن إسناد عمليات الختان
للجراحين.
ولضمان ذلك يقول بعض الأولياء مثل ما
يؤكده الأب “صالح” الذي كان رفقة ابنه المقبل على الختان بمستشفى الثنية،
أن إقباله على المستشفى إنما هو لضمانه من قيام الجراحين بعملية الختان.
أما الأب “عبد الباسط” الذي قدم من بلدية
زموري، يقول هو الآخر أن الدافع وراء اختياره المستشفى توفر الجراحين
والوسائل، وذلك بعد سماعه وقراءته في مختلف وسائل الإعلام المختلفة من
تلفزيون وإذاعة وجرائد بوجوب قيام الجراحين بعملية الختان.
اغتنمنا فرصة خروج البروفيسور أوكيل جراح،
رئيس مصلحة بمستشفى الثنية، والذي يجري عمليات الختان لنعرف منه كيفية سير
العملية، ليؤكد لنا أن هذه الأخيرة تتم بطريقة منظمة، موضحا أن الطفل قبل
أن يقوم بالعملية يكون قد أكمل جميع الفحوصات الطبية اللازمة لفائدة
الطبيب الجراح داخل قاعة العمليات والتي يتواجد بها فريق خاص من الطبيب
المخدر والطبيب الجراح ومساعديه والذين يكونون على أتم الاستعداد لتجنب أي
مشكل يهدد صحة الطفل، كالحساسية وضيق التنفس.
وينصح البروفيسور أوكيل الأولياء بتحضير
أبنائهم للعملية في البيت قبل إحضارهم إلى المستشفى بطريقة طريفة لتجنب
الخوف وتسير العملية فيما بعد بسلام أكثر، مطمئنا الأولياء بأن الطفل يشفى
حلال مدة لا تتجاوز الأسبوع.
من جانبه، أكد السيد زغدودي موسى، مدير
المؤسسة العمومية الإستشفائية للثنية، أن عملية الختان تجري بالمستشفى طيلة
السنة لكن خلال شهر رمضان بصفة أخص، حيث أجرى 420 عملية ختان خلال هذا
الشهر الفضيل بمعدل 10 عمليات يوميا من عمليات ختان جماعي وغيرها.
وأضاف زغدودي أنه خلال ليلية القدر
المباركة يرتفع العدد بحكم ان الأولياء يفضلون ختان أبنائهم خلال هذا
اليوم، وقد وصل عدد العمليات إلى غاية الساعة الواحدة زوالا من نهار أمس
إلى 20 عملية.
زغدودي، أوضح أن الكل يتجند من أجل إنجاح العملية من جراحين وصيدلي وأعوان التخدير وتحضير قاعات الجراحة والمعدات اللازمة.