كانت الفحوصات المعمّقة التي أجراها كريم زياني أمس في برلين (مثلما كشفنا عنه في عدد أمس) منتظرة من طرف إدارة نادي وكذا اللاعب، الذي اضطر إلى انتظار مساء أمس
نتائج الفحوصات التي أجراها على مستوى الإصابة التي يعاني منها في العضلة المقربة، والتي سبّبت له آلاما شديدة في المدة الأخيرة، مما جعل مسؤولي ناديه يقرّرون أن يُفحص اللاعب من طرف أخصائي في برلين، لتسقط في الأخير النتائج الخاصة بهذا الفحص المعمّق التي بيّنت ضرورة إجراء كريم زياني عملية جراحية فورا على مستوى العضلة المقربة. لتتأكد مخاوف مسؤولي فولفسبورغ من هذه الإصابة، حيث سيغيب اللاعب عن الميادين لمدة تقارب الأربعة أشهر.
تحوّله إلى برلين للقيام بفحوصات معمّقة كان يوحي أن الإصابــة خطيــرة
وبعد أن تواصلت معاناة كريم زياني من الآلام واضطراره اللعب بالحقن في الكثير من المرّات، فكرت إدارة ناديه في عرضه على عيادة متخصصة في هذا النوع من الإصابات، ليتنقل صبيحة أمس إلى برلين، وهو ما جعل الجميع يتأكد بعد الفحص الأولي أن إصابة اللاعب الجزائري لم تكن خفيفة رغم تطمينات طبيب النادي في البداية، الذي كان يظن أن زياني بعد خضوعه للراحة بضعة أيام سيتمكن من العودة السريعة للميادين، لكن ذلك لم يكن صحيحا بعد أن أكدت النتائج مساء أمس أن اللاعب يجب أن يخضع للجراحة فورا، وأن غيابه سيطول عن الميادين.
العملية الجراحية أصبحت إجبارية وعودته ستكون في جانفي القادم
وكانت نتائج الفحوصات جد قاسية على كريم زياني ومسؤولي ناديه، خاصة أن اللاعب كان يريد تفادي العملية الجراحية، رغم أن الآلام التي يعاني منها أصبحت تجعله لا يلعب بكامل إمكاناته، لكن الطبيب الألماني الذي فحصه معمقا أمس أكد له أن العملية الجراحية أصبحت إجبارية ولا مفر منها في أسرع وقت، لأن اللاعب إذا واصل التدرب واللعب وهو يعاني من هذه الإصابة فإنه يخاطر بنفسه، كون ما يعاني منه على مستوى العضلة المقربة قد يتحوّل ليمسّ العظم وهو ما قد يعرّضه لإصابة أخطر. وعقب العملية الجراحية التي سيخضع لها اللاعب سيضطر للغياب عن الميادين حوالي 4 أشهر، مما يعني أنه لن يتمكن من اللعب قبل جانفي القادم، وهو ما لم يكن ينتظره زياني تماما.
زياني أصيب بإحبــاط خاصـة بعد انطلاقته أساسيا في “فولفسبورغ“
وفور علمه بالنتائج التي أكدت أن زياني سيخضع لعملية جراحية وسيبتعد لمدة طويلة عن الميادين، أصيب اللاعب بإحباط شديد وتأثر كثيرا من الذي أُبلغ به، خاصة أنه كان يعوّل على البروز هذا الموسم مع ناديه الذي وضع فيه الثقة من جديد بعد مجيء المدرب “ماكلارين“، لكن هذه الإصابة المشؤومة جعلت كلّ حساباته في تقديم أداء رائع مع بداية هذا الموسم تسقط، ليتحوّل اللاعب الآن إلى التفكير في أن يسترجع قواه ويعالج جيّدا.
قد يُعالج على حسابه الخاصّ لأجل العودة بعد شهرين ونصف
وأفاد مقرّبون من زياني أنه قد يلجأ للبحث عن عيادات مشهورة في أوروبا في مثل هذه الإصابات للعلاج فيها، خاصة أن بعض هذه العيادات المتخصّصة تمكنت من إعادة بعض اللاعبين إلى الميادين بعد مدّة قصيرة نسبيا، إذ وصلت معلومات لـ كريم زياني أنه خلال شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر يمكنه أن يعود إلى الميادين إذا ما عالج على حسابه الخاص في إحدى العيادات المتخصّصة في علاج إصابات العضلة المقربة، لكن اللاعب وإلى غاية مساء أمس كان لا يزال تحت الصدمة ولم يتخذ أيّ قرار.
ضربة موجعة لـ “الخضر” وبن شيخة مضطر إلى البحث عن بديل
من جهة أخرى وبعد الخرجة غير الموفقة لـ “الخضر“ أمام تانزانيا، كان كريم زياني يعوّل كثيرا على مباراة إفريقيا الوسطى لأجل تحقيق نتيجة إيجابية والفوز في هذا اللقاء للعودة في السباق للتأهل نحو نهائيات كأس إفريقيا للأمم، لكن القدر أراد غير ذلك، حيث سيغيب اللاعب عن لقاء “بانغي“ في 10 أكتوبر القادم، كما سوف لن يتمكن من المشاركة في اللقاء الودي أمام لوكسمبورغ في نوفمبر القادم. لتكون عودة زياني مع مواجهة المنتخب المغربي في الجزائر خلال شهر مارس من السنة المقبلة، وهو ما يجعل المدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة يبحث عن البديل لمحرّك “الخضر“ خاصة في المباراة القادمة أمام منتخب إفريقيا الوسطى.
هل سيعطي بن شيخة الفرصة إلى الموهوب جابــو!؟
ويبقى السؤال الكبير الذي يطرحه الكثير عن اللاعب عبد المؤمن جابو الذي خطف الأنظار مع بداية هذا الموسم في المنافسة الإفريقية مع ناديه وفاق سطيف، والذي يجمع المتتبعون أنه يستحقّ مكانة في المنتخب الأول، لتكون إصابة زياني ربما الفرصة لهذا اللاعب ليثبت قدراته، خاصة أن المدرب الوطني يعرف جيدا قدرات هذا اللاعب، وقد يمنح له فرصة العمر لـ “يسمّر بلاصتو” في صفوف المنتخب الوطني. لكن القرار الأخير يبقى بيد عبد الحق بن شيخة الذي قد يُفاجئ الجميع باستدعاء جابو، رغم أنه صرّح في الندوة الصحفية أنه لن يُحدث تغييرات كبيرة على التشكيلة في المواجهة القادمة. ليبقى الأكيد أن غياب زياني سيكون خسارة كبيرة للمنتخب خاصة في اللقاء الهامّ أمام إفريقيا الوسطى والمحكوم فيها على “الخضر“ العودة بالفوز من هناك بعد التعثر المسجّل في البليدة.
---------------------
زياني: “غيابي سيطول أكثر ممّا كان مُتوقعا وثقتي كبيرة في زملائي أمام إفريقياالوسطى“
رغم أنه لم يؤكد أنه سيغيب لمدة 4 أشهر عن الميادين ربما من شدة التأثر بنتيجة التحاليل والفحوصات المعمقة التي أجراها، إلا أن كريم زياني عبّر عن أسفه لكونه سيضطر لإجراء عملية جراحية، وأن غيابه عن الميادين سيكون طويلا هذه المرّة.
بداية، هل تؤكد أن إصابتك لم تكن بسيطة كما كان متوقعا وأنك ستغيب طويلا عن الميادين؟
للأسف، غيابي عن الميادين سيطول بعد الفحوصات التي أجريتها في برلين، وأظن أن الآلام التي كنت أعاني منها والتي لم نفهم مصدرها وبقائها في كل مرة تستوجب عليّ الآن القيام بعملية جراحية للعودة بعد ذلك. هذا الأمر مُؤسف كثيرا بالنسبة لي، لكن هذا هو قضاء الله ولا أملك شيئا آخر إلا العلاج والتحلي بالإرادة للعودة في أسرع وقت.
هل يمكن أن نعرف ما هي المدّة التي ستكون فيها غائبا عن الميادين؟
لا يمكنني الحديث عن المدّة بالضبط، لكن الأكيد أنها أطول مما كنا نعتقد وهذا يجعلني بطبيعة الحال مستاء جدا، لأنني انطلقت أساسيا هذا الموسم مع فريقي، وهذه الإصابة ستجعلني أعود إلى نقطة الصفر.
وحتى بالنسبة للمنتخب الوطني، لن تتمكّن من المشاركة في المباراة القادمة أمام إفريقيا الوسطى؟
نعم، سوف أغيب رسميا عن هذه المواجهة وهذا يؤسفني كثيرا، خاصة أننا لم نفز في اللقاء الأول وكنت أطمح لأكون مع زملائي في لقاء شهر أكتوبر، لكن المكتوب أراد غير ذلك، لكن ثقتي في زملائي كبيرة ليعودوا بنتيجة إيجابية من هناك.
تبدو جد متأثر لنتائج الفحوصات؟
بطبيعة الحال، فاللاعب عندما يتعرّض لإصابة يُصاب بإحباط خاصة أنني كنت ألعب وأنا أعاني من الآلام في كل مرة، والآن يجب أن أعالج هذه الإصابة نهائيا، وأتمنى أن أعود في بقوة ولا يطول غيابي عن الميادين.