تطرق كل من أستاذ القانون صالح دجال والإعلامي محمد بوعزارة إلى النتائج الإيجابية التي تحققت بفعل سياسة المصالحة الوطنية التي انتهجها الرئيس بوتفليقة ، والتي تمكن بفضلها الشعب الجزائري من استرجاع الأمن والطمأنينة بعد سنوات من الدم
وأكد بوعزارة في هذا الصدد أنه على الشعب الجزائري أن يشارك في مسار المصالحة الوطنية كل من وجهته .
ومن جهته قال الدكتور صالح دجال إن الرئيس بوتفليقة وجد كل الجزائريين مستعدين للمصالحة ورأب الصدع الذي كان موجود ، وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان إلى انه لم يبق من قضايا ملف المصالحة الوطنية إلا خمسة في المائة
وتطرق الدكتور صالح دجال في الندوة التي نظمها منتدى الإبداع الأدبي اليوم بالمركز الثقافي الإسلامي حول رهانات واستراتيجيات السلم والأمن في العالم إلى الجانب القانوني في موضوع تحديات ورهانات السلم والأمن في العالم حيث تحدث عن أهم انشغالات المجتمع الدولي في تعريف ما يسمى العدوان الدولي وتناول مفهوم السلم والأمن الدوليين والعلاقة بينهما
وفي هذا الإطار أوضح دجال أنه إ”ذا كان تاريخ الإنسانية البدائية مفعم بالجرائم والحروب فإن تاريخ العالم الحديث هو سلسلة من القتل والجرائم ضد الجنس البشري وذلك أن المجتمعات الحديثة مارست عنفا مضاعفا ويشهد على ذلك ماجرى في القرن العشرين من الدمار والحروب”
وأضاف المتحدث أن القانون الدولي التقليدي اعتبر أنه من حق الدول اللجوء إلى الحرب وكان ينظر إلى هذا الحق على أنه عمل قانوني ومشروع تتمتع بممارسته كل دولة ذات سيادة وأن الجهود بذلت منذ زمن بعيد للحد من استخدام القوة وشن الحروب وقد وضعت القيود على ذلك بحيث لايمكن لدولة اللجوء إلى الحرب إلا إذا كانت حربا عادلة ومشروعة وكان هناك سبب عادل يبرر اللجوء إليها ويتمثل السبب العادل في الدفاع عن النفس واسترجاع حق ثابت قانونا .
وأوضح دجال أن القانون الدولي كثيرا ما اعتمد على العرف المتعامل به بين الدول :
” فبالنسبة للسلطة التقديرية فيما يخص حق دولة في شن حرب على دولة أخرى كانت بيد الحاكم حسب أهواءه ونزواته وهو القيد الذي كان كان له دور كبير في الحد من الحروب بين الدول في ظل القانون التقليدي”.
وأكد دجال أن القانون الدولي استمر حتى القرن العشرين في الاعتراف بحق الدول للجوء إلى الحرب حتى مطلع القرن العشرين أين أيقنت الدول أن الصالح الدولي يتطلب جهود جماعية من أجل العمل على تقييد حرية الدول في شن الحروب.
وأضاف المتحدث أن باكورة ظهرت هذه الجهود سنة1907 والتي تبلورت في إبرام اتفاقية لاهاي والتي تضمنت تعهد الدول الموقعة بالامتناع عن استخدام القوة المسلحة لتنفيذ الالتزامات الدولية إلا إذا رفضت الدولة التحكيم أو تنفيذ قرار التحكيم
وقال الكاتب والإعلامي محمد بوعزارة الذي تناول موضوع رهانات واستراتيجيات السلم والأمن في العالم من جانبه السياسي والإعلامي إن هناك أسباب عدة ومسميات مختلفة لحروب عديدة منها المباغتة والإستباقية وحروب الاستنزاف وأن الرهانات تختلف من حرب إلى أخرى .
وفي سياق حديثه عن الحرب الأخيرة على العراق قال بوعزارة إن شعار تلك الحرب كان قائما على الصدمة والترويع وهو شعار وليد فكرة أستاذ العلوم السياسية الأمريكية هارود أولمان أبرز مستشاري البيت الأبيض الأمريكي .
وأكد بوعزارة أن الأمريكيين تلقوا درسا من المقاومة العراقية تجري تطوراته على الميدان إلى اليوم الأمر الذي اضطر باراك أوباما إلى سحب جزء عام من قواته دون تحقيق الرهانات الأمريكية بعد مضي أويد من سبع سنوات على الاحتلال .