كشف نور الدين بلمداح، رئيس الفدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين، أن 60 بالمائة من الجزائريين فقدوا مناصب عملهم في أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي ضربت العالم مؤخرا، ولا تزال تداعياتها سارية، موضحا أن هذه الحالات تسببت في عودة آلاف العائلات الجزائرية إلى أرض الوطن· وقال بلمداح في اتصال مع ''الجزائر نيوز''، أمس، أنه في الآونة الأخيرة كثر الحديث بين الجالية في أوروبا عن مواضيع الوظيفة والبطالة، وقال رئيس الفدرالية لجمعيات الجزائريين في أوروبا أن 60 بالمائة من دول بارزة اقتصاديا بالقارة العجوز فقدوا مناصب عملهم، موضحا أن معظمهم في القطاع الخاص·
وأوضح بلمداح قائلا: ''حسب المعطيات الأولية المتوفرة لدينا من خلال الأعمال الجوارية مع جاليتنا والتواصل المستمر معها، فإن اليونان التي تبدو أنها آخر الدول التي تستقبل الجزائريين إلا أن عددهم وعلى قلتهم هناك، هم أكثر المتضررين بنسبة قاربت الـ 65 بالمائة، تليها إسبانيا بنسبة 45 بالمائة ثم فرنسا بنسبة 30 بالمائة، فيما يترواح المعدل العام على مستوى القارة الأوروبية للجزائريين الفاقدين لوظائفهم 60 بالمائة''·وعلى صعيد النتائج الاجتماعية للبطالة التي تسببت فيها الأزمة المالية والاقتصادية، قال نور الدين بلمداح أن آلاف العائلات الجزائرية عادت إلى الوطن جراء البطالة التي تعرض لها معيلو العائلة سواء كان الأب أو الأم أو الاثنان معا، موضحا أنه في حالات عديدة رحل كل أفراد العائلة التي مستها البطالة وبقي رب الأسرة لوحده، كأسلوب لتخفيف الأعباء المعيشية والانطلاق في رحلة بحث جديدة عن العمل·كما أوضح بلمداح أن الدول الأوروبية التي عرفت عودة كبيرة للجزائريين، منها إسبانيا، إيطاليا واليونان، بينما حافظت الجالية على نسبة استقرار رغم البطالة في كل من هولندا وإنجلترا وبلجيكا وفرنسا، مرجعا السبب في ذلك إلى اعتماد تلك الدول نظام المساعدة الاجتماعية دون وجوده في الدول الأخرى·كما أكد رئيس فدرالية أوروبا لجمعيات الجزائريين أن كاتب الدولة المكلف بالجالية في الخارج، شدّد على ضرورة إحياء قناة اتصال تطلع الدولة من خلالها على كافة بيانات الجالية الجزائرية ''وهو ما نعمل على تجسيده نظرا للخطاب غير الديماغوجي الذي لمسناه لدى هذا الأخير''·هذا، ومن جهة أخرى، سيتم الجمعة القادم الإعلان الرسمي عن تأسيس الفدرالية الإفريقية الأوروبية التي بدأت تستقطب اهتمامات سياسية كبيرة ـ يقول بلمداح ـ في أوروبا وخاصة فرنسا، ''إذ تحاول أحزاب سياسية من اليمين إلى اليسار استمالتها لصفها بسبب الوعاء الانتخابي الهام الذي تحتويه''، موضحا أن حزب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقدمة هؤلاء··