أوصى ، المشاركون في الملتقى الدولي المنظم ، اليوم الثلاثاء ، بالجزائر بمناسبة في استرجاع ذكرى زلزال الأصنام (الشلف حاليا) بضرورة إعداد حصيلة عن الأعمال التي تمت مباشرتها في مجال الوقاية و التقليص من مخاطر الزلازل.
و في تدخل له خلال اللقاء دعا مدير مركز الأبحاث في علم الفلك و الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء ، عبد الكريم يلس ، شاوش إلى مناقشة آفاق البحث في مجال علم الزلازل بالجزائر.
بعد أن ذكر بزلزال الأصنام الذي خلف 2633 قتيلا و سبب خسائر قدرها حوالي ملياري دولار لاحظ السيد يلس أن الاهتمام البالغ الذي إعارته الأسرة العلمية الوطنية و الدولية لهذا الحادث الأليم أدى غلى إعداد دراسة سمحت نتائجها بتحقيق قفزة نوعية في فهم النشاط الزلزالي لشمال الجزائر و آليات تغير منطقة المتوسط.
و قال أن ذلك الزلزال ففرض حينها على بلدنا تزويد نفسه بشبكة مراقبة النشاط الزلزالي و إطلاق أبحاث في هذا المجال.
و اعتبر ، يلس ، أن زلزال 1980 شكل معلما حيث أنه سمح بوضع أسس علم الزلازل الحديث في الجزائر و كان سبب تأسيس المركز الذي يشرف عليه كهيأة بحث و كمؤسسة تعد كل سياسة وقائية تطبقها الجزائر منذئذ.
و قال أن تحسيس المواطنين بالخطر الزلزالي تحدد بشكل استراتيجي منذ سنة 1985 موضحا أن المعارف العلمية سمحت بتعيين منطقة الشمال كمنطقة نشاط زلزالي و أن ما حدث في الماضي سيتكرر بلا شك في المستقبل في هذه المناطق.
ومن جهته، لاحظ، رابح ولد عامر، الوالي المفوض لدى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية أن الوعي بعد زلزال الأصنام تجسد من خلال المصادقة سنة 1985 على خطة للوقاية من الكوارث و تنظيم الإسعاف.
و سجل المتدخل أنه إذا كان تخطيط الإسعافات موجودا منذ 1985 على المستوى المحلي (ولايات و بلديات) فإن المستجد مع هذه الإجراءات يتمثل في إقامة مخططات وطنية و جهوية لتنظيم الإسعاف و تحديد المواقع المعرضة للخطر الزلزالي و خطط للتدخل الخاص بالنسبة للمخاطر التكنولوجية.
و في إشارة منه لإستراتيجية الوقاية من الكوارث التي أطلقتها الأمم المتحدة سنة 2000 لاحظ ممثل وزارة الداخلية أنه تمت سنة 2010 المصادقة بالجزائر على قانون يقر المخطط المدير لتهيئة الإقليم في إطار التنمية المستديمة 2010-2030.
و أشار ، إلى أن تقليص مخاطر الكوارث مدرج ضمن المخططات و الاستراتيجيات التنموية و كذا مخططات التهيئة الجهوية و الحضرية.
يتطرق اللقاء الذي يدوم يومين بمشاركة خبراء جزائريين و أجانب للعبر المستخلصة و التجارب المكتسبة على مر ثلاثين عاما خلت منذ زلزال الأصنام.
و أوضح الخبير الفرنسي ، في المركز الوطني للبحث في الزلازل ، بيرنار ميرسيي دو ليبيناي ، “شرعنا في الحصول على جدول أكثر تفصيل حول التصدعات البحرية في الساحل الجزائر من وهران إلى غاية عنابة” ، مشيرا ، إلى أنه “بالرغم من جمع أكبر قدر من المعلومات تتواصل العملية من أجل الحصول على جدول أكثر وضوحا”.
و أفاد ذات المتحدث، أن الباحثين الجزائريين و الأجانب يحاولون تقييم و تحديد التصدعات النشيطة، مبرزا، أن الأبحاث البحرية أصعب من الأبحاث على اليابسة.
كما أشار ، الخبير الفرنسي ، إلى أنه يتم إنجاز دراسات جد دقيقة مرتبطة بالزلازل إضافة إلى أخذ عينات و دراسة الرسابات التي من شأنها تحديد التصدعات التي تحركت مؤخرا و التي من الممكن أن تتحرك في المستقبل.
كما كشف عن “جهود جد معتبرة” تم تسجيلها في الجزائر فيما يتعلق بالتصدعات الأرضية مشددا على أنه يتعين على الجزائر بذل جهود إضافية فيما يخص التصدعات البحرية حيث يبلغ طول الساحل الجزائري 1200 كلم.
و في هذا السياق أشار ، إلى أن أكبر عدد من التصدعات يوجد في البحر و المدن الكبرى و بالضبط في شمال البلاد.
و يرى ، ميرسيي دو ليبيناي ، أن كون شمال الجزائر متواجد في منطقة ساحلية تتعرض هذه المناطق إلى مشاكل من البحر تبقى منطقة “زلزالية جد مرتفعة لكن ليست بنفس القوة في الشيلى أو هايتي”.
و في سياق آخر، كشف فيليب باردي ، الخبير الفرنسي ، المختص في الميكانيك التطبيقية و علوم البيئة أن خطر التسونامي “أقل أهمية بالنسبة إلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط” مشددا على ضرورة إقامة شراكة بين البحث و الشبكات العملية بين البلدان المطلة على المتوسط.
و بعد أن شدد ، على أن الشراكة تنفذ بين البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، كشف ، أن العمليات التجريبية تقام في بعض المناطق لربط الأنظمة العالمية بالأنظمة المحلية.
و أوضح باردي، أن “الهدف من هذا التعاون يكمن في الوصول إلى المعلومات العالمية لتطبيقها على المستوى المحلي الأكثر تعرضا كالمناطق السياحية التي يكثر فيها السكان”.
و أفاد ذات الخبير ، أن عدد من البرامج الممولة على المستوى الأوروبي و برامج أخرى ثنائية تشجع على وضع شبكات للإنذار بالتسونامي في الوقت المناسب مما يسمح بالاستفادة و التبادل عن طريق أجهزة التقاط موضوعة في النقاط الإستراتيجية و برامج معالجة المعلومات إضافة إلى الحصول على شبكة إنذار عملية تحت تصرف السلطات.
و يذكر أن هذا الملتقى الدولي الذي يدوم يومين (12 و 13 أكتوبر) و الذي يشارك فيه خبراء جزائريون و أجانب يتناول الدراسات و التجارب المتحصل عليها منذ 30 سنة بعد زلزال الأصنام و نظام التعامل مع الأخطار في الجزائر.