أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد خليفة
أن اللغة العربية غير مسئولة عن وضعية التخلف والفجوة الشاسعة التي تفصلنا
عن ركب المقدمة ، معتبرا أنه من أهم التحديات التي تواجه هذه اللغة تتمثل
في مدى حضورها في السيل المتدفق للمعرفة والتكنولوجيا ومدى مساهمتها في
البحث الأساسي والتطبيقي في كل العلوم .
وأشار ولد خليفة خلال استضافته اليوم بمنتدى يومية
المجاهد إلى إغفال العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية لتاريخية
الوضعية اللغوية في الجزائر خلال حقبة الاحتلال التي وحدت منذ نهاية الثلث
الأول من القرن التاسع عشر بين العقيدة واللسان وجعلت منهما معا آلية
دفاعية
وأضاف ولد خليفة في هذا الصدد "تبدو المسألة اللغوية في
الجزائر أكثر تعقيدا مما هي عليه في الجوار المغاربي والبلاد العربية
الأخرى بسبب محنة الاحتلال الاستيطاني الطويل وسياسات التخريب المعنوي
لثقافتنا وتراثنا بهدف الاستيلاء على أرض بلا شعب أو بشعب في حال الهنود
الحمر وأبو رجين استراليا الذين اعتذرت لهم حكومة سيدني وتنوي تعويضهم عن
معانات أجدادهم "
وأشار ولد خليفة إلى ضرورة حضور العربية في محركات البحث
في الانترنيت والجرائد الإلكترونية وفي تصميم البرمجيات والاستفادة من
خدماتها في الإدارة الإلكترونية.
واعتبر ولد خليفة أن فهم مسألة الثنائية اللغوية يستدعي
النظر إليها في سياق الوضعية الكولونيالية وإستراتيجيتها لتأبيد إلحاق
الأرض بالمتروبول ووأد هوية الشعب الجزائري والتلقين المحدود والإنتقائي
للفرنسية كأداة للهيمنة .
وأكد المتحدث أن أغلبية الجزائريين رفضت المدرسة
الفرنسية حتى نهاية القرن الـ19 وقد كانت أغلبية العائلات تحرص على ارتياد
أطفالها الكتاب أو المسيد أو الجامع لتعلم العربية وحفظ القرآن مشيرا إلى
أن البعض تكبد مشاق الهجرة إلى جامعات الزيتونة والقرويين والأزهر على
حسابهم وبتشجيع من المجتمع المحلي في المدن والقرى
وتحدث ولد خليفة خلال هذا اللقاء عن دور ونشاط المجلس
الأعلى للغة العربية الذي تأسس في بداية هذا العقد والمتمثل أساسا في
ترقية وتعميم استعمال اللغة العربية في مرافق الدولة في القطاعين العام
والخاص وإحياء تراثها وتوطين المعرفة الحديثة والمعاصرة، حيث ذكر ولد
خليفة ببعض نشاطات المجلس منها إصدار مجموعة من الأدلة بالاعتماد على معاجم
مركز التعريب في الرباط وإصدار المجلس لمجلة نصف سنوية بلغت 25 عددا
ومجلة فصلية متخصصة في ترجمة مستدات العلوم .