[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ستكون
ولاية تلمسان خلال العام الداخل 2011 محجا ومزارا للدول العربية
والإسلامية في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي تعد حدثا
دوليا هاما للجزائر وسابقة في تاريخ تلمسان العريق والضارب بجذوره في
الزمن.
وقد ضبط سكان هذه الولاية عقارب الزمن على موعد التظاهرة التي
تحظى باحتضانها على مدار عام كامل، وليس غريبا أن يقع اختيار المنظمة
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" على ولاية تلمسان، فهي
المدينة التي تعرف بتراثها الزاخر حيث يتركز بها حسب باحثين من 70 إلى 75
بالمائة من التراث الإسلامي للجزائر.
وتفتح تلمسان خلال هذه السنة كنوزها التاريخية والتراثية أمام
أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، ستتنقل إلى مدينة سيدي بومدين حاملة معها
بعضا من تراثها المادي واللامادي.
والزائر لمدينة الزيانيين خلال هذه الأيام سيقف بالتأكيد على
الورشات المفتوحة في كل مكان لتهيئة وترميم المعالم الأثرية والتاريخية
وإنجاز عدد من المرافق والمنشآت الجديدة التي ستسخر خدمة للوفود المشاركة
على مدار سنة 2011.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويؤكد القائمون على هذه التحضيرات التي انطلقت منذ بداية
السنة الجارية، أن تلمسان ستكون مستعدة مع انطلاق التظاهرة،حيث تعرف
الأشغال تقدما كبيرا على كافة المستويات، فقد تجاوزت نسبة تقدم عمليات
الترميم والتهيئة حدود الـ80 بالمائة كما أن العديد من المعالم تشرف
الأشغال بها على الانتهاء.
هذا الكم الهائل من الأشغال تطلب خبرات كبيرة ومتابعة شبه يومية، توزعت أغلبها بين مديريتي الثقافة والشؤون الدينية والأوقاف.
"موقع الإذاعة الجزائرية"
زار ولاية تلمسان ووقف على المشاريع التي تجري بها تحضيرا لهذه التظاهرة
الهامة، ولاحظنا العمل المتواصل والدؤوب للعمال الذين يشتغلون بهمة كبيرة
يسعون من اجل استكمال تلك المشاريع، فتلمسان أصبحت ورشة كبيرة وكأنها تصارع
الزمن والطبيعة وكل شيء من اجل أن تكون في مستوى الحدث.
2011عام حافل ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وخلال
جولتنا بالولاية كانت لنا زيارة لمدير الثقافة لولاية تلمسان عبد الحكيم
ميلود بمكتبه،الذي حدثنا عن المشاريع التي يتم تحضيرها لهذه التظاهرة، فإلى
جانب ترميم وصيانة الهياكل الثقافية والتراثية التي تزخر بها المدينة،هناك
مشاريع جديدة يتم تحضيرها خصيصا للتظاهرة أهمها المركب الثقافي بمدينة
المنصورة الذي يتضمن قاعة للعروض تتسع لـ1200 مقعد وقاعة للمحاضرات وفضاءات
مختلفة لإقامة الورشات الفكرية والمعارض الثقافية والتاريخية فضلا عن عدة
قاعات للبحث والدراسات ومن المقرر أن يحتضن المركب مختلف الأنشطة الثقافية
والفكرية ذات المستوى العالمي وكذا مركز الدراسات الأندلسية الذي سيطلق
بمناسبة انطلاق تظاهرة" تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" ليكون مركز إشعاع
ثقافي وبحث في كل ما له علاقة بتراث الجزائر والتراث المغاربي إلى جانب
مسرح للهواء الطلق ومكتبة جهوية.
واوليت للمتاحف هي الأخرى بعناية خاصة، كيف لا وهي حافظة
الكنوز التراثية والتاريخية من التلف والإهمال، حيث سطر لها برامج خاصة
لترميم وتوسعة الموجود منها وبناء عدد آخر، وأوضح ميلود أن اغلب تلك
المشاريع تشرف الأشغال بها على الانتهاء، كما أن تحضيرات البرامج الثقافة
المخصصة لهذه التظاهرة من ملتقيات ومعارض وأفلام وثائقية حول الشخصيات
التاريخية والعلماء والتراث الإسلامي، قطعت أشواطا كبيرة إلا ما يتعلق ببعض
التفاصيل الصغيرة المرتبطة بتأكيد الدول المشاركة التي يتم عبرها تسطير
هذه البرامج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتحظى بالأولوية في الإنجاز تلك المشاريع التي ستحتضن نشاطات
التظاهرة وتكون حجر الأساس بها، وهي المركب الثقافي ومركز الدراسات
الأندلسية ومشاريع ترميم المعالم الأثرية والتاريخية خاصة المعالم الكبرى
منها والتي تشكل المسارات الثقافية الهامة بالمدينة مثل "القصر الملكي"
بالمشور ومدينة "المنصورة" و"الجامع الكبير" و"أغادير" وبعض المعالم في
"ندرومة" ومدينة "هنين".
معالم شاهدة على تاريخ عميق..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان
شغفنا كبيرا لمعرفة أدق التفاصيل حول سير أشغال الترميم للمعالم الأثرية
وكيف سيتم تحضيرها حتى تكون في أبهى حلة أمام ضيوف تلمسان، فكانت وجهتنا
إلى "المتحف" الذي يعرف هو الآخر عمليات ترميم وتوسعة، فالتقينا بمحافظ
الرئيسي للتراث الثقافي بولاية تلمسان شنوفي إبراهيم، الذي أشار لنا بأن
هناك ما يفوق 98 عملية تمس معالم ومواقع أثرية منتشرة عبر كامل تراب
الولاية عدد كبير منها في عاصمة الولاية، والبعض الآخر في مدينة "هنين"
و"ندرومة" و"بني سنوس" وغيرها من المدن الأثرية التي تتغنى بها تلمسان.
ويقول شنوفي أن العمل متواصل منذ بداية السنة الجارية، إلا إن
نسبة التقدم في الإنجاز تتفاوت من معلم لآخر وذلك بالنظر إلى حجم المعلم،
فهناك أضرحة صغرى تشرف الأشغال بها على الانتهاء مثل ضريح "سيدي داودي"
وجامع "سيدي إبراهيم لغريب" ومسجد "سيدي اليدون"، وهناك أشغال كبرى تتعلق
بمعالم كبيرة الحجم تتطلب تقنيات وتخصصات متعددة مثل "مسجد سيدي أبي الحسن"
وعدد من المساجد التي بها أضرار تتطلب ترميما خاصا على الجسم والزخرفة،
إلى جانب أسوار المنصورة والأسوار والتحصينات الدفاعية القديمة لمنطقة
أغادير التي تحوي أبراج وأسوار وأبواب ومواقع أثرية متعددة.
استطرد محدثنا يقول أن عمليات الترميم كانت مصحوبة في بعض
الأحيان بعمليات تنقيب عن الآثار التي تنام تحت تراب المدينة الجميلة، موقع
"أغادير"الأثري تمت به عملية التنقيب على الآثار، وقد
استخرجت بعض الهياكل الأثرية في منطقة حمام الغولة المحاذي للمسجد العتيق
التي بدأت به عمليات الحفر بداية السنة، وهو يعرف عملية إماطة اللثام عن
هياكل هذا الحمام الذي لم يستكمل من حيث إبرازه كمعلم مما تطلب التنقيب
عنه وهو يعرف في نفس الوقت عملية صيانة وتثمين، كما جرت بعض أعمال الحفر
والتنقيب المهمة على مستوى القصر الزياني بالمشور أين استخرجت بعض هياكل
البناء والتبليطات من الزليج والزخفة وقطع الجسية التي أفادت في عملية
إعادة بناء هذا الصرح العظيم، وقد أشرفت الأشغال الكبرى به والمتعلقة برفع
الجدران والتسقيف على الإنتهاء لتنتقل إلى التزيين والتنميق لتلك الجدران
والأرضيات.
كنوز أخرى..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحديث
عن هذه المعالم الأثرية لا ينسينا أن تلمسان مدينة المساجد التي هي احد
الأوجه البارزة للحضارة الإسلامية التي عرفتها المدينة عبر مسيرتها، وقد
مستها هي الأخرى عمليات ترميم وتثمين لتستعيد بريقها ورونقها، ولعل من بين
أهم هذه المساجد "المسجد الكبير" ومسجد "سيدي أبي الحسن التنسي"
ومسجد"أولاد الإمام" و"المسجد العتيق" الذي تمت به عملية الصيانة وينتظر
عملية التهيئة التي لا تتطلب الوقت الكثير، أما المسجد "الأعظم" بندرومة
أو المسجد "المرابطي" فيعرف تصليحات على مستوى السقف فقط وتشرف العملية به
على الانتهاء،وذلك إلى جانب مسجد "سيدي منديل" .
الحديث عن كنوز تلمسان التراثية قد لا تنتهي ففي كل حي معلم
يحكي جزءا من تاريخ المدينة، لكن لا بد من الإشارة إلى كمز آخر وهي الأنسجة
العمرانية التي تتنوع بين قروية ريفية أو حضرية مدنية، فالأنسجة القروية
الريفية الموجودة بمنطقة بني سنون وهي قرى قديمة جدا تعود إلى مختلف العصور
لم يعرف عمقها التاريخي بالتحديد،
ازدهرت في العصر الإسلامي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لكنها
أمازيغية محلية من بينها تافسرات، ثلاثة، زهرة، خميس، بني عشير، بني زيداز
لها طابع خاص واحتفظت بالكثير من التقاليد والصناعات المحلية إلى جانب
الأنسجة الحضرية الكبرى مثل المدينة العتيقة لتلمسان وندرومة، وخصص لهذين
النسيجين العمرانيين المهمين برنامج يتعلق بصيانتها وحمايتها بنسقهما
المعماري من خلال الحفاظ على طروزها الهندسية والحفاظ على النشاطات
الثقافية بداخلها والتجارية.
عطر تلمسان..
قبلتنا التالية كانت مديرية الشؤون الدنية والأوقاف ممثلة
لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي لها دور هام ومحوري في عملية التحضير
لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011"، فإلى جانب تهيئة المساجد
الأثرية، تعنى بالجوانب غير المادية من ملتقيات وندوات ومحاضرات تتمحور في
الغالب حول فقهاء وعلماء تلمسان ودورهم في الحواضر العلمية في العالم
الإسلامي، إلى جانب تحقيق وطباعة بعض المخطوطات لعلماء تلمسان خاصة، وبعض
الكتب الأكاديمية حول ماله علاقة بالمدينة.
استقبلنا احمد بن جامعي رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين
والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تلمسان، الذي
فتح لنا قلبه للحديث عن البرنامج الذي سطرته هيئته، وفضل تقسيمه إلى قسمين
الأول يتمثل في الجانب المادي وهو ترميم وإعادة تهيئة المساجد الأثرية
ويتراوح عددها 12 مسجدا أثريا ومن جملتها المسجد الكبير المتواجد بوسط
تلمسان وإعادة بعث هذه المراكز لتكون نقطة استقبال للوافدين على تلمسان،
فضلا عن تحضير مشاريع جديدة مثل مركز الدراسات والبحوث الإسلامية في منطقة
العباد، وبناء مركز ثقافي إسلامي كبير بدائرة "المنصورة" ليكون ملتقى
للطلبة، ويتضمن قاعة المحاضرات الكبرى التي تتسع إلى حوالي 900 مقعد ومكتبة
مقروءة وأخرى إلكترونية و4 قاعات للمطالعة إلى جانب الجناح الإداري،
إضافة إلى مدرسة قرآنية نموذجية بالمنصورة أيضا ستتسع إلى 120 طالبا.
علماء تلمسان حاضرون..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يسترسل
بن جامعي الحديث ويقول أن القسم الثاني من البرنامج يتمثل في الجانب غير
المادي والذي يمثل الشق الأكبر من التحضير، يظم مجموعة من الملتقيات
العلمية حول السياحة الدينية في الجزائر وفي تلمسان خاصة، وهي التعريف
بالمساجد الأثرية وأضرحة السلاطين كضريح أبو حمو موسى الثاني والأولياء
الصالحين مثل أبي مدين شعيب الغوث والشيخ السنوسي والشيخ أحمد بن زكري إلى
جانب الزوايا الدينية والمدارس التي عرفتها تلمسان عبر حقبها التاريخية مثل
المدرسة التاشفينية والمدرسة اليعقوبية التي بناها أبو حمو موسى الثاني
لتعليم القرآن الكريم وتفسيره وتجويده.
البرنامج يحمل فعاليات كثيرة من ملتقيات ومعارض وإحياء
للمخطوط، كما سيتم طباعة كتب علماء تلمسان وإعادة بعث عطائهم ومن بينهم
أبو جعفر محمد أحمد نصر الداودي الذي كان أول شارح لصحيح البخاري الذي
يتواجد قبره بالناحية الغربية لتلمسان، وأبو إسحاق التلمساني صاحب الأرجوزة
الشهيرة في الفرائض وإبن خميس التلمساني وابني الإمام وعبد الله الآبلي.
ستكون
ولاية تلمسان خلال العام الداخل 2011 محجا ومزارا للدول العربية
والإسلامية في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي تعد حدثا
دوليا هاما للجزائر وسابقة في تاريخ تلمسان العريق والضارب بجذوره في
الزمن.
وقد ضبط سكان هذه الولاية عقارب الزمن على موعد التظاهرة التي
تحظى باحتضانها على مدار عام كامل، وليس غريبا أن يقع اختيار المنظمة
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" على ولاية تلمسان، فهي
المدينة التي تعرف بتراثها الزاخر حيث يتركز بها حسب باحثين من 70 إلى 75
بالمائة من التراث الإسلامي للجزائر.
وتفتح تلمسان خلال هذه السنة كنوزها التاريخية والتراثية أمام
أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، ستتنقل إلى مدينة سيدي بومدين حاملة معها
بعضا من تراثها المادي واللامادي.
والزائر لمدينة الزيانيين خلال هذه الأيام سيقف بالتأكيد على
الورشات المفتوحة في كل مكان لتهيئة وترميم المعالم الأثرية والتاريخية
وإنجاز عدد من المرافق والمنشآت الجديدة التي ستسخر خدمة للوفود المشاركة
على مدار سنة 2011.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويؤكد القائمون على هذه التحضيرات التي انطلقت منذ بداية
السنة الجارية، أن تلمسان ستكون مستعدة مع انطلاق التظاهرة،حيث تعرف
الأشغال تقدما كبيرا على كافة المستويات، فقد تجاوزت نسبة تقدم عمليات
الترميم والتهيئة حدود الـ80 بالمائة كما أن العديد من المعالم تشرف
الأشغال بها على الانتهاء.
هذا الكم الهائل من الأشغال تطلب خبرات كبيرة ومتابعة شبه يومية، توزعت أغلبها بين مديريتي الثقافة والشؤون الدينية والأوقاف.
"موقع الإذاعة الجزائرية"
زار ولاية تلمسان ووقف على المشاريع التي تجري بها تحضيرا لهذه التظاهرة
الهامة، ولاحظنا العمل المتواصل والدؤوب للعمال الذين يشتغلون بهمة كبيرة
يسعون من اجل استكمال تلك المشاريع، فتلمسان أصبحت ورشة كبيرة وكأنها تصارع
الزمن والطبيعة وكل شيء من اجل أن تكون في مستوى الحدث.
2011عام حافل ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وخلال
جولتنا بالولاية كانت لنا زيارة لمدير الثقافة لولاية تلمسان عبد الحكيم
ميلود بمكتبه،الذي حدثنا عن المشاريع التي يتم تحضيرها لهذه التظاهرة، فإلى
جانب ترميم وصيانة الهياكل الثقافية والتراثية التي تزخر بها المدينة،هناك
مشاريع جديدة يتم تحضيرها خصيصا للتظاهرة أهمها المركب الثقافي بمدينة
المنصورة الذي يتضمن قاعة للعروض تتسع لـ1200 مقعد وقاعة للمحاضرات وفضاءات
مختلفة لإقامة الورشات الفكرية والمعارض الثقافية والتاريخية فضلا عن عدة
قاعات للبحث والدراسات ومن المقرر أن يحتضن المركب مختلف الأنشطة الثقافية
والفكرية ذات المستوى العالمي وكذا مركز الدراسات الأندلسية الذي سيطلق
بمناسبة انطلاق تظاهرة" تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" ليكون مركز إشعاع
ثقافي وبحث في كل ما له علاقة بتراث الجزائر والتراث المغاربي إلى جانب
مسرح للهواء الطلق ومكتبة جهوية.
واوليت للمتاحف هي الأخرى بعناية خاصة، كيف لا وهي حافظة
الكنوز التراثية والتاريخية من التلف والإهمال، حيث سطر لها برامج خاصة
لترميم وتوسعة الموجود منها وبناء عدد آخر، وأوضح ميلود أن اغلب تلك
المشاريع تشرف الأشغال بها على الانتهاء، كما أن تحضيرات البرامج الثقافة
المخصصة لهذه التظاهرة من ملتقيات ومعارض وأفلام وثائقية حول الشخصيات
التاريخية والعلماء والتراث الإسلامي، قطعت أشواطا كبيرة إلا ما يتعلق ببعض
التفاصيل الصغيرة المرتبطة بتأكيد الدول المشاركة التي يتم عبرها تسطير
هذه البرامج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتحظى بالأولوية في الإنجاز تلك المشاريع التي ستحتضن نشاطات
التظاهرة وتكون حجر الأساس بها، وهي المركب الثقافي ومركز الدراسات
الأندلسية ومشاريع ترميم المعالم الأثرية والتاريخية خاصة المعالم الكبرى
منها والتي تشكل المسارات الثقافية الهامة بالمدينة مثل "القصر الملكي"
بالمشور ومدينة "المنصورة" و"الجامع الكبير" و"أغادير" وبعض المعالم في
"ندرومة" ومدينة "هنين".
معالم شاهدة على تاريخ عميق..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان
شغفنا كبيرا لمعرفة أدق التفاصيل حول سير أشغال الترميم للمعالم الأثرية
وكيف سيتم تحضيرها حتى تكون في أبهى حلة أمام ضيوف تلمسان، فكانت وجهتنا
إلى "المتحف" الذي يعرف هو الآخر عمليات ترميم وتوسعة، فالتقينا بمحافظ
الرئيسي للتراث الثقافي بولاية تلمسان شنوفي إبراهيم، الذي أشار لنا بأن
هناك ما يفوق 98 عملية تمس معالم ومواقع أثرية منتشرة عبر كامل تراب
الولاية عدد كبير منها في عاصمة الولاية، والبعض الآخر في مدينة "هنين"
و"ندرومة" و"بني سنوس" وغيرها من المدن الأثرية التي تتغنى بها تلمسان.
ويقول شنوفي أن العمل متواصل منذ بداية السنة الجارية، إلا إن
نسبة التقدم في الإنجاز تتفاوت من معلم لآخر وذلك بالنظر إلى حجم المعلم،
فهناك أضرحة صغرى تشرف الأشغال بها على الانتهاء مثل ضريح "سيدي داودي"
وجامع "سيدي إبراهيم لغريب" ومسجد "سيدي اليدون"، وهناك أشغال كبرى تتعلق
بمعالم كبيرة الحجم تتطلب تقنيات وتخصصات متعددة مثل "مسجد سيدي أبي الحسن"
وعدد من المساجد التي بها أضرار تتطلب ترميما خاصا على الجسم والزخرفة،
إلى جانب أسوار المنصورة والأسوار والتحصينات الدفاعية القديمة لمنطقة
أغادير التي تحوي أبراج وأسوار وأبواب ومواقع أثرية متعددة.
استطرد محدثنا يقول أن عمليات الترميم كانت مصحوبة في بعض
الأحيان بعمليات تنقيب عن الآثار التي تنام تحت تراب المدينة الجميلة، موقع
"أغادير"الأثري تمت به عملية التنقيب على الآثار، وقد
استخرجت بعض الهياكل الأثرية في منطقة حمام الغولة المحاذي للمسجد العتيق
التي بدأت به عمليات الحفر بداية السنة، وهو يعرف عملية إماطة اللثام عن
هياكل هذا الحمام الذي لم يستكمل من حيث إبرازه كمعلم مما تطلب التنقيب
عنه وهو يعرف في نفس الوقت عملية صيانة وتثمين، كما جرت بعض أعمال الحفر
والتنقيب المهمة على مستوى القصر الزياني بالمشور أين استخرجت بعض هياكل
البناء والتبليطات من الزليج والزخفة وقطع الجسية التي أفادت في عملية
إعادة بناء هذا الصرح العظيم، وقد أشرفت الأشغال الكبرى به والمتعلقة برفع
الجدران والتسقيف على الإنتهاء لتنتقل إلى التزيين والتنميق لتلك الجدران
والأرضيات.
كنوز أخرى..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحديث
عن هذه المعالم الأثرية لا ينسينا أن تلمسان مدينة المساجد التي هي احد
الأوجه البارزة للحضارة الإسلامية التي عرفتها المدينة عبر مسيرتها، وقد
مستها هي الأخرى عمليات ترميم وتثمين لتستعيد بريقها ورونقها، ولعل من بين
أهم هذه المساجد "المسجد الكبير" ومسجد "سيدي أبي الحسن التنسي"
ومسجد"أولاد الإمام" و"المسجد العتيق" الذي تمت به عملية الصيانة وينتظر
عملية التهيئة التي لا تتطلب الوقت الكثير، أما المسجد "الأعظم" بندرومة
أو المسجد "المرابطي" فيعرف تصليحات على مستوى السقف فقط وتشرف العملية به
على الانتهاء،وذلك إلى جانب مسجد "سيدي منديل" .
الحديث عن كنوز تلمسان التراثية قد لا تنتهي ففي كل حي معلم
يحكي جزءا من تاريخ المدينة، لكن لا بد من الإشارة إلى كمز آخر وهي الأنسجة
العمرانية التي تتنوع بين قروية ريفية أو حضرية مدنية، فالأنسجة القروية
الريفية الموجودة بمنطقة بني سنون وهي قرى قديمة جدا تعود إلى مختلف العصور
لم يعرف عمقها التاريخي بالتحديد،
ازدهرت في العصر الإسلامي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لكنها
أمازيغية محلية من بينها تافسرات، ثلاثة، زهرة، خميس، بني عشير، بني زيداز
لها طابع خاص واحتفظت بالكثير من التقاليد والصناعات المحلية إلى جانب
الأنسجة الحضرية الكبرى مثل المدينة العتيقة لتلمسان وندرومة، وخصص لهذين
النسيجين العمرانيين المهمين برنامج يتعلق بصيانتها وحمايتها بنسقهما
المعماري من خلال الحفاظ على طروزها الهندسية والحفاظ على النشاطات
الثقافية بداخلها والتجارية.
عطر تلمسان..
قبلتنا التالية كانت مديرية الشؤون الدنية والأوقاف ممثلة
لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي لها دور هام ومحوري في عملية التحضير
لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011"، فإلى جانب تهيئة المساجد
الأثرية، تعنى بالجوانب غير المادية من ملتقيات وندوات ومحاضرات تتمحور في
الغالب حول فقهاء وعلماء تلمسان ودورهم في الحواضر العلمية في العالم
الإسلامي، إلى جانب تحقيق وطباعة بعض المخطوطات لعلماء تلمسان خاصة، وبعض
الكتب الأكاديمية حول ماله علاقة بالمدينة.
استقبلنا احمد بن جامعي رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين
والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تلمسان، الذي
فتح لنا قلبه للحديث عن البرنامج الذي سطرته هيئته، وفضل تقسيمه إلى قسمين
الأول يتمثل في الجانب المادي وهو ترميم وإعادة تهيئة المساجد الأثرية
ويتراوح عددها 12 مسجدا أثريا ومن جملتها المسجد الكبير المتواجد بوسط
تلمسان وإعادة بعث هذه المراكز لتكون نقطة استقبال للوافدين على تلمسان،
فضلا عن تحضير مشاريع جديدة مثل مركز الدراسات والبحوث الإسلامية في منطقة
العباد، وبناء مركز ثقافي إسلامي كبير بدائرة "المنصورة" ليكون ملتقى
للطلبة، ويتضمن قاعة المحاضرات الكبرى التي تتسع إلى حوالي 900 مقعد ومكتبة
مقروءة وأخرى إلكترونية و4 قاعات للمطالعة إلى جانب الجناح الإداري،
إضافة إلى مدرسة قرآنية نموذجية بالمنصورة أيضا ستتسع إلى 120 طالبا.
علماء تلمسان حاضرون..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يسترسل
بن جامعي الحديث ويقول أن القسم الثاني من البرنامج يتمثل في الجانب غير
المادي والذي يمثل الشق الأكبر من التحضير، يظم مجموعة من الملتقيات
العلمية حول السياحة الدينية في الجزائر وفي تلمسان خاصة، وهي التعريف
بالمساجد الأثرية وأضرحة السلاطين كضريح أبو حمو موسى الثاني والأولياء
الصالحين مثل أبي مدين شعيب الغوث والشيخ السنوسي والشيخ أحمد بن زكري إلى
جانب الزوايا الدينية والمدارس التي عرفتها تلمسان عبر حقبها التاريخية مثل
المدرسة التاشفينية والمدرسة اليعقوبية التي بناها أبو حمو موسى الثاني
لتعليم القرآن الكريم وتفسيره وتجويده.
البرنامج يحمل فعاليات كثيرة من ملتقيات ومعارض وإحياء
للمخطوط، كما سيتم طباعة كتب علماء تلمسان وإعادة بعث عطائهم ومن بينهم
أبو جعفر محمد أحمد نصر الداودي الذي كان أول شارح لصحيح البخاري الذي
يتواجد قبره بالناحية الغربية لتلمسان، وأبو إسحاق التلمساني صاحب الأرجوزة
الشهيرة في الفرائض وإبن خميس التلمساني وابني الإمام وعبد الله الآبلي.