قال الليل للنهار: هيا اذهب و اغرب عن وجهي و اجعل المجال لسوادي فانك تغيظني و تخنقني قهرا فانت تبدل ظلامي في كل فجر
و كانك تنسى ان هناك من شاطرك اليوم و قاسمك الساعات
اجاب النهار:لا تنسى مالي من فضل على جميع الكائنات و انه بسببي تدب الحياة من جديد و يذهب كل كائن الى ما هو سائر بضوئي
تفرح الارض و تعمر الخيرات في الكون كله فمن هو اولى انا ام انت ذات اللون الاسود
اجاب الليل:لا تنسى مالي من فضل و ان الاجسام ترتاح في ظلامي و الكل ينسى هم نهاره في سوادي و يسرح في احلامه اذ يعيش بعيدا عن قلق و متاعب الحياة
قال النهار:و لكن هل نسيت ان ظلمتك هذه التي تفتخر بها كانت سترا للجافي و سلاحا للسارق فانت تعينه على فعل جريمته
فاجاب الليل:لا تنسى ان معاصي العبد كله ليس في ظلامي بل هي تارة تكون ايضا في النهار...انسيت المجاهرون بالسيئات
فرد النهار:لقد اخطانا و نسينا ان لكل واحد منا شغل و امال و لكل منا ميزة و ان الله لا يخلق الخلق عبثا فكل سائر الى شغله
و ما اوجدنا الله الا لينتفع بنا العبد فهيا نمضي قدما في خدمة الاله حتى تفنى هذه الدنيا بسلام...هيا دعني اذهب و الم شتات
ضوئي لتسدل سوادك و يرتاح الناس من المشاق
فقال الليل:رفقا يا صاحبي لا تقلقهم فهم نيام...برفق كن هناك...و برفق خذ مكاني...ساعات و اليك ساعود