الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى محمد وآله وصحبه ومن اقتفى
للأهمية التي جاءت في هذا الموضوع نقلته للجميع للإستفادة من التذكرة وأخذ العبر ورسم الطريق السليم عند دخولك عالم النات وإبحارك فيه لتحديد النيات من قبل


الحلقة الأولى




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

إن الشبكة العنكبوتية صارت في عصرنا شغل كثير من شبابنا، فمنها صار يستقي
معلوماته، وفيها يقضي أغلب أوقاته بين لهو وجد، ولا يشك عاقل بأنها نافذة
فتحها علينا الغرب، وفيها الخير والشر وما أكثر الشر فيها وأقل الخير، فكان الواجب على مريد خيرها أن يطلب فيها شيئين مهمين
قبل أن يشرع في العمل فيها، أولهما نية طيبة
وصدق في طلب الخير، والثاني عدم التدرج من باب
إلى باب، بل عليه أن يكون في كل باب على وجل من السقوط وعليه درأ كل
المفاسد، ولو ترتب على ذلك حصر المصالح التي سيستفيد منها


انتبه قبل أن تشارك

إن تسجيل مشاركة أمر في أعين الكثيرين عادي بسيط، ولكن الواقع على عكس ذلك،
فكم من مشاركة كان فيه ما يسخط الرحمن، أو ابْتُغِيَ بها غير رضاه، فكانت
سببا في شقاء صاحبها بأن قلده الكثيرون، واغتر به الأكثرون، فحمل أوزارهم
وساء له حملا


إن تقييد المشاركات يقاس حكمه على حكم تقييد الكلام واللسان، و "وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم


"وَقَالُوا يَوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا"



إن استخفاف الأعضاء بمشاركاتهم في
المنتديات، وعدم مراقبتها والوقوف عند كل حرف فيه لهي ورب الكعبة علامة
الغفلة، إن لم تتدارك رحمة العزيز الوهاب


يقول ابن الجوزي بتصرف عنه رحمه الله، ينصب لكل عمل
عملته في الدنيا -وقس على ذلك كل مشاركة- ديوانان، لِمَ؟ وكيفَ؟


لم فعلت ذلك ما هي النية؟ أكانت من أجل فلان
وعلان، أم ابتغاء وجه الرحمن؟


ثم كيف أكانت سخرية بشخص أو بدين الله، أو
استهزاء بأولياء الله، أو كلام في فسق ومجون، ككلام الرومنسيات وانتهاك
للعفة التي فطرنا الله عليها ثم هل هي على منهج رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونصرة لدين الله؟


انتبه قبل أن تشارك


وفيما يلي إن شاء الله، تفصيل في هذا الأمر ونبدأ
بعلاجه، ويلي ذلك الوقوف عند بعض المشاكل التي قد تعود على شبابنا بالآثام
بل بالضياع والانهيار، فتكون هذه الشبكة شؤم عليه وعلى مصالحه



أولا، وجب علينا أن نعلم أن الأصل في الشبكة المنع وعدم ولوج أي بحر إلا
إذا ضمن السلامة منه


فكثير من شبابنا ممن امتازوا بالطيبة وحسن المعدن، وقع في متاهته وعانوا
منه أشد المعاناة، النفسية بل قد تتعدى إلى الاجتماعية والصحية،

ولا يقول شخص أني سأسلم من هذه المعاناة


فليست
المشكلة تقتصر مثلا على الذئاب البشرية، بل أحيانا قد يصاب الواحد بداء
التعلق، فلا يطيق فراق النت، يصبح عليه ويمسي عليه، فما قوله لرب العالمين
إذا ما قال له فيم أضعت وقتك، ويحاسب على الصغير والكبير والنقير
والقطمير، فما له من رجعة بعد الإياب، ولا مفر من اللوم والعتاب، وبعد
الموت يغلق كل باب


أو ربما كلمة أو توقيع..قد يودي به إلى التهلكة
فكم من معصية جرت أختها وأختها حتى كانت نهاية صاحبها أن سلب
إيمانه
وحتى لو كان الجلوس بحكم الإباحة، فكم ضاعت من
مصالح، وقلت درجات الطلبة، وفسدت بيوت، ولو لم يحصل كل هذا عانى صاحبه من
أوهام نفسية، فتراه يفكر في النت في كل مكان، لا يطمئن له بال، ولا يستقر
له قرار


فاللبيب
العاقل هو من يحترس قبل دخول هذه المتاهات، فلا يقرب شيئا إلا إذا ضمن منه
الفائدة، ولا يلبث فيه إلا قدر حاجته



ثانيا تحديد الهدف من الجلوس


إذا دخل الشخص هذا العالم، فصعب جدا أن يتحكم في الوقت، فترى الساعات تمضي مضي
الثوان، ويا له من غبن فادح فعلى العاقل أن يحسن استغلال هذه النقطة بأن يوظف أقصى إمكانيته
في عدم إسرافه في استخدامه للنت، فدخول المنتديات يجب أن يكون بهدف، ودخول
المواقع يجب أن يكون بهدف
عليه أن يحدد هدفا مهما كانت أهميته، فلا يدخلن النت بصدره،
وبدون حاجة ملحة، يرتب أولوياته، ثم يدخل، لا يثق في قوته وصبره وتنظيمه، فسيسقط، ويندم بعد ذلك، بعد ضياع وقته، وربما فوات
مصالحه، ولا يتصدى للفتنة بصدره إلا الأحمق فتحديد الهدف له الكثير من الميزات، والإيجابيات، وكلما كان
الهدف محددا أكثر، كانت حياة المرء ناجحة أكثر ومردوده عال أكثر


ومن بين الميزات:
- تنشيط المرء وتحفيزه للقيام بالعمل الأجَلّ في الوقت الأقل، فمن كان له هدف
مثل وضع موضوع والخروج، فتراه يضع الموضوع ويجتهد في إخراجه في ابهى
صورة، ولا يلتفت لا إلى فلان ولا إلى علان

- ربح الوقت الكبير واستغلاله في المشاريع التنموية التي تعود على حياة المرء
بالنفع وقد تكون سببا لارتقائه سلم النجاح، ويمكن استغلالها مثلا في
مشروع كحفظ القرآن مثلا إذ يمكن حفظ صفحة في نصف ساعة، وهكذا لو يحفظ كل
يوم بهذا الكم فبإمكانه أن يحفظ القرآن في سنتين تقريبا

-المردود على حياة المرء الشخصية، فتراه يأخذ من الشبكة ما يحتاجه وما يصادفه أيضا ولكن بطريقة
منظمة، مما يصنع لديه خلفية رائعة وثقافة عامة كبيرة ويكون قد قضى الحاجة
المرجوة من النت، وتفادى بقدر الإمكان سلبياتها

-تفويت الفرصة على أعداء الإسلام من أن يأتوا من بابه، فأعداء الإسلام عليهم من
الله ما يستحقون أهدافهم خبيثة جدا، ويتصيدون كل فرصة لفتنة الشباب


النجاة من مخاطر النت،
والمعروفة طبعا، كالمواقع الإباحية والإدمان على الشات والإدمان على
النظر، وغير ذلك عافانا الله وإياكم


وطبعالا يزال المرء يتحرى إرضاء الله عز وجل، حتى يرضيه رب العزة ويقر عينه
ويوفقه في حياته


جعل الهدف مقربة إلى الله



كان السلف رضوان الله عليهم تجار نوايا، لا يضيعون عملا صغيرا أو كبيرا مباحا
أو سنة، إلا واستغلوه في التقرب من رب العزة

فنومهم للتقوي لعبادة الله، وكذا أكلهم وشربهم،
وعملهم لله لا يريدون به سواه، فتراهم يسعون لإتقانه وتحسينه

وكذا فإن هذا النت باب واسع لكسب الحسنات، فالأحرى
بذي اللب، أن يجعل وقته في النت وقت يرتفع فيه رصيده من الحسنات


سوف
نواصل بإذن الله معكم في ذكر وصفة العلاج، والحل الأمثل لكسب أكبر قدر من
الفوائد وتفادي أقصى حد من المعايب مع نية صادقة وبدء في التطبيق، قد ذكرنا
ثلاثة، فالسعيد من وفقه الله لتطبيقها والعمل بها

سنواصل بإذن الله في الحلقة الثانية بذكر مزيد من ثم نعرج في الحلقات التالية على بعض الآفات التي يتعرض لها زوار الشبكة، مما هو مقصود علينا من طرف أعداء الإسلام،


هذا
وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطإ أو نسيان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء
وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله

لاتنسونا من صالح الدعاء
منقوووووووووول للفائدة