((( حوار بيني وبين قلبي)))
<table id="myexample" style="border:5px solid blue" border="0"><tr><td>[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. آحبابي ذات يوم.. وسط مشاغل الحياة.. ومن بين الزحام.. وفي لحظة من اللحظات.. سمعت صوتاً بعيداً يناديني.. وقفت.. حاولت التركيز لأعرف مصدر الصوت.. لكنه سكت.. ركزت أكثر علني أسمعه من جديد.. أو ربما يكون قد خيل لي!! نعم.. ها هو من جديد.. نفس الصوت العميق.. صوت ناعم رقيق.. من؟؟ من يناديني؟؟ فهذا الصوت أعرفه.. وهذا الأنين ليس بالغريب!!! أغلقت أذناي عن كل الأصوات سواه.. وأمعنت التركيز.. نعم عرفته.. عرفته.. إنه قلبي.. نعم قلبي أنا.. يناديني.. أجبته بلهفة: قلبي!! ما بك قلبي؟؟ لماذا تناديني؟؟!! أجاب وصوته يكاد يختفي من كثرة نبضاته.. أخيه.. ما لك لا تعيريني اهتماماً؟؟!! وكأني لست بقلبك أخيه!! أجبت : وكيف لا أعيرك اهتمام!! فأنت قلبي.. أتعرف ما معنى قلبي؟؟ أجاب : نعم.. قلت : وما معناه؟؟ أجاب : القلب مركز تجمع المشاعر والأحاسيس..القلب هو ملتقى من تحبين.. قلت : نعم صدقت..ولكن ما الذي يزعجك؟؟ أردف قائلاً :وأين هم أولئك الذين تحبين!! خفق قلبي حينها وقلت : من تقصد؟؟ أجاب وقد أرهقه الخفقان :أحبابك.. كم عددهم؟؟ قلت : كثر.. قال : لا.. لم تفهمي قصدي.. وبدت على وجهي ملامح استغراب.. قلت : أيا قلب!! ماذا تقصد؟؟ قال : أين حبيبك يا أخيه؟؟ نصفك الآخر!! أوليس لكل فتاة حبيب؟؟!! ولم يكد ينتهي من سؤاله حتى جعل يخفق بسرعة.. قلت : أيا قلب.... قاطعني وهو يلهث من كثرة الخفقان.. أنظري لمثيلاتك من البنات.. أنظري.. هذه تحب فلاناً.. وتلك تعشق فلان.. وأخرى تسعد بلقياه.. وأخرى .... قاطعته قائله :أيا قلب.. هل تود أن أجعلك تحب فلان؟؟ أو فلان؟؟ أو فلان؟؟ قال : ولمَ لا؟؟ أليسوا ممن يتمتعون بالمواصفات التي بها تحلمين؟؟ قلت : نعم.. ولكن هل أنت مستعد؟؟ أسرع يقول : أنا على أهبة الاستعداد!! قلت : عجباً لك قلبي!! عجباً لأمرك!! فأنا لم أنهي كلامي بعد!! تابعت : هل أنت مستعد للمعاناة؟؟ سأل : وأي معاناة؟؟!! وهل الحب معاناة؟؟!! قلت :رويدك قلبي.. فأنا إن أدخلت رجلاً إليك.. ستسعد يا قلب!! رأيت علامات الفرحة على وجهه.. وهدّأ من خفقانه.. تابعت : لكن أتضمن لي قلبه؟؟ أتضمن لي قلب من سأدخله إليك؟؟ لم يجب وبدا كأنه يفكر.. قلت : لم تجب!! أتضمن لي قلب من بداخلك سأسكنه؟؟ قال : وكيف لي أن أضمنه؟؟ قلت : لا تستطيع.. قال : أنت مكابرة.. قلت : ربما.. ولكنه خيراً لي.. سأل : كيف؟؟ أجبت : ألم أدخل إليك فلاناً.. أحبه كأخ في الله.. ألم تسعد به.. وكذلك فلان.. وفلان.. وفلان!! قال : نعم.. ولكن ما الحب في الله؟؟ قلت : أن تحب الشخص لا لمصلحة.. تحبه لا تنتظر منه شيء.. تتمنى سعادته وتدعو له بظهر الغيب.. تتألم لألمه.. وتفرح لفرحه.. دون أن يكون لذلك مصلحة.. قال : جميل!! قلت : وهل تعلم ما نتيجة ذلك؟؟ قال : وما هو؟؟ قلت : أن يظلني الله وإياه في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. أردف : يا لروعة ذلك .. أكملت : ألم أدخل إليك كذلك رجلاً من أروع الرجال يحتل الجزء الأكبر منك؟؟ صمت.. وكأنه فهم قصدي.. تابعت : ألا يتمتع ذلك الرجل بكل المواصفات التي بها أحلم.. ألم تنعم يا قلبي بحبه؟؟ أم عن حب آخر تبحث؟؟ عجباً لك قلبي!! أتبحث عن ساكن لك غيره؟؟ ما لك لا تجيب؟؟ قال وقد خجل من نفسه : أخير البشر تقصدين؟؟ قلت : ألم أملأك بحبه حتى ما عاد بك مكان لسواه؟؟ هتف : صلى الله عليك وسلم يا رسول الله.. رددت وراءه : صلى الله عليك وسلم يا حبيب الله.. رفع رأسه يريد الكلام.. فسبقته.. قائلة : يا قلب تمهل.. يا قلب رويدك.. ولا تستعجل.. حبيبك ستلقاه.. ستلقاه يوماً.. لكن تمهل.. إن لم يكن فوق الثرى.. فبجنة رب السما.. أما الآن فبحب رسول الله انعم.. وبذلك فافخر.. فأنت بذلك الأطهر.. أجاب وقد استكان وهدأ : آسف أخيه.. فهي لحظة ضعف ظننت بها أني الأفقر.. أما وأنا بحب رسول الله أنعم.. فسأكون دائماً الأغنى والأطهر.. حينها.. وضعت يدي على قلبي وحمدت الله أن وهبني ذلك القلب الرائع.. قلبي.. وصيتي دوماً لك.. بحب رسول الله إفخر وانعم.. وللقيا حبيبك لا تستعجل وهم ..</td></tr></table> |