[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحل
الذكرى التاسعة والأربعين لعيد الاستقلال والشباب، ويحيي الجزائريون
المناسبة ولا يفوتون فرصة فتح صفحات الماضي بألامه الاستعمارية وبأمجاد
أبطاله الذين حرروا البلاد ودحروا أعتى قوة آنذاك تدعى فرنسا.
ولا أحد في الوجود ينكر أن المشروع الاستعماري
الفرنسي في الجزائر كان خبيثا وترك جروحًا عميقة في بناء المجتمع الجزائري،
حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين
وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية، وتصفية الأسس المادية
والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية
والدينية .
ثورة نوفمبر ..الإعلانُ عن انتهاء المستعمر
ولم تكن ثورة التحرير وليدة أول نوفمبر 1954 فقط بل كانت
تتويجاً للمقاومات الشعبية التي سبقتها ، لكن كانت هذه الثورة أقواها
وأشملها ، إذ تمخض عنها إعلان استقلال الجزائر بعد سبع سنوات من القتال
المستميت، وعرفت الثورة الجزائرية العديد من المراحل كانت أهمها، المرحلة
الممتدة من سنوات (1954-1956) وتركز العمل فيها على تثبيت الوضع العسكري
وتقويته، ومد الثورة بالمتطوعين والسلاح والعمل على توسيع إطار الثورة
لتشمل كافة أنحاء البلاد.
أما المرحلة الثانية فكانت من (1956– 1958)
وشهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد للثورة من أجل القضاء
عليها إلا أن الثورة ازدادت اشتعالاً نتيجة التجاوب الكبير للشعب معها ما
أعطاها القوة في الكفاح والصمود.
وتلتها مرحلة الثالثة التي امتدت من سنة 1958 إلى سنة 1960
وعرفت بأنها كانت من أصعب المراحل حيث المستعمر الفرنسي بعمليات عسكرية
ضخمة ضد جيش التحرير الوطني، كما اشتد القمع البوليسي في المدن والأرياف.
أما المرحلة الرابعة (1960 - 1962): المرحلة
الحاسمة، خلال هذه الفترة الهامة والحاسمة من حرب التحرير.. حاول
الفرنسيون حسم القضية الجزائرية عسكرياً.. ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.. لأن
جذور الثورة كانت قد تعمقت وأصبحت موجودة في كل مكان. وأضحى من الصعب، بل
من المستحيل القضاء عليها، ورغم هذا الواقع.. فقد جرّد الفرنسيون عدة حملات
عسكرية ضخمة على مختلف المناطق الجزائرية، ولكنها جميعاً باءت بالفشل
وتكبّد الجيش الفرنسي خلالها خسائر فادحة، وقد تمّ في شهر جانفي 1960 تشكيل
أول هيئة أركان للجيش الجزائري الذي كان متمركزاً على الحدود الجزائرية -
التونسية والجزائرية - المغربية وتمّ تعيين العقيد هواري بومدين أول رئيس
لأركان الجيش.
وفي هذه الفترة بالذات، تصاعد النضال الجماهيري تحت قيادة
الجبهة، وقد تجسّد ذلك في مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وتمّ خلال هذه الفترة
عقد المؤتمر الثاني لجبهة التحرير الوطني في مدينة طرابلس بليبيا عام 1961.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]..عندما تجتمع العبقرية العسكرية بالحنكة السياسية
أما على الصعيد السياسي، فقد عقدت الدورة 16 للأمم المتحدة
سبتمبر 1961 وفيفري 1962)، وأمام أهمية الاتصالات المباشرة بين جبهة
التحرير والحكومة الفرنسية، فإن الأمم المتحدة "دعت الطرفين لاستئناف
المفاوضات بغية الشروع بتطبيق حق الشعب الجزائري في حرية تقرير المصير
والاستقلال، وفي إطار احترام وحدة التراب الجزائري.
وهكذا انتصرت
وجهة نظر جبهة التحرير الوطني.. وأُجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت
فرنسا نفسها أن الوسائل العسكرية لم تنفع، خاصة بعد الفشل الذريع الذي
مُنيت به حملاتها الضخمة وعدم فعالية القمع البوليسي في المدن، ورفض الشعب
الجزائري المشاركة في الانتخابات المزوّرة واستحالة إيجاد "قوة ثالثة" تكون
تابعة للمستعمر بأي حال.
وقام الفرنسيون بمناورات عدة وتهديدات كثيرة
لتحاشي التفاوض، وعملوا كل ما بوسعهم لتصفية جيش التحرير الوطني كقوة
عسكرية وكقوة سياسية.. فتهربت فرنسا من كل محاولات التفاوض النزيه عاملة
على إفراغ حق تقرير المصير من محتواه الحقيقي، متوهمة بذلك أنها ستنتصر
عسكرياً على الثورة.
لا حل لفرنسا سوى الاستسلام والجلوس إلى طاولة الحوار
وكان يقابل سياسة المفاوضات هذه.. حرب متصاعدة في الجزائر
بهدف تحقيق النصر؛ فقد كان الفرنسيون يعتقدون أن رغبة جبهة التحرير في
السلم وقبولها للاستفتاء يعتبر دليلاً على الانهيار العسكري لجيش التحرير
الوطني.. إلا أن الجبهة عادت وأكدت من جديد أن الاستقلال ينتزع من سالبه
ولا يوهب منه، فاتخذت جميع التدابير لتعزيز الكفاح المسلح..
وعادت
فرنسا بعد ذلك لتقدم لمندوبي جبهة التحرير صورة كاريكاتورية للاستقلال:
جزائر مقطوعة عن أربعة أخماسها (الصحراء) وقانون امتيازي للفرنسيين...
فرفضت الجبهة المقترحات جملة وتفصيلاً.. ولما عجزت فرنسا عن حلّ القضية
بانتصار عسكري.. أجرت اتصالات ومفاوضات جديدة لبحث القضايا الجوهرية، وقد
دخلت هذه المرة مرحلة أكثر إيجابية، وتحددت الخطوط العريضة للاتفاق، أثناء
مقابلة تمت بين الوفد الجزائري والوفد الفرنسي في قرية فرنسية بالقرب من
الحدود السويسرية.
وبعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان
من7 إلى 18 مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق.. وكان
الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 مارس بين الطرفين
وتحدد يوم الأول من جويلية لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون
جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب
التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية
والاستقلال.. وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها أكثر من
مليون ونصف مليون شهيد.
نصرنا وخذلان فرنسا يجتمعان في نفس التاريخ والمكان
وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية وخذلانها في 5 جويلية
1962 يوم احتلالها في الخامس من جويلية 1830 أي بعد 132 عاماً من
الاستعمار، كما أن انسحاب هذه القوات كان من نفس المكان الذي دخلت منه إلى
الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة، وتم كذلك في هذا
اليوم تعيين السيد أحمد بن بلة كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد
خروجه من سجن الاحتلال مع عدد من قادة الثورة وكوادرها.
وهكذا فإن هذا النصر المؤزر لثورة التحرير يعود لعاملين مهمين
أولهما حنكة وعزيمة أبطالها وثانيها التضحيات الجسام التي قدمها الشعب
الجزائري وعبأ لها كل طاقاته لتحقيق الانتصار ونيل الاستقلال .
تحل
الذكرى التاسعة والأربعين لعيد الاستقلال والشباب، ويحيي الجزائريون
المناسبة ولا يفوتون فرصة فتح صفحات الماضي بألامه الاستعمارية وبأمجاد
أبطاله الذين حرروا البلاد ودحروا أعتى قوة آنذاك تدعى فرنسا.
ولا أحد في الوجود ينكر أن المشروع الاستعماري
الفرنسي في الجزائر كان خبيثا وترك جروحًا عميقة في بناء المجتمع الجزائري،
حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين
وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية، وتصفية الأسس المادية
والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية
والدينية .
ثورة نوفمبر ..الإعلانُ عن انتهاء المستعمر
ولم تكن ثورة التحرير وليدة أول نوفمبر 1954 فقط بل كانت
تتويجاً للمقاومات الشعبية التي سبقتها ، لكن كانت هذه الثورة أقواها
وأشملها ، إذ تمخض عنها إعلان استقلال الجزائر بعد سبع سنوات من القتال
المستميت، وعرفت الثورة الجزائرية العديد من المراحل كانت أهمها، المرحلة
الممتدة من سنوات (1954-1956) وتركز العمل فيها على تثبيت الوضع العسكري
وتقويته، ومد الثورة بالمتطوعين والسلاح والعمل على توسيع إطار الثورة
لتشمل كافة أنحاء البلاد.
أما المرحلة الثانية فكانت من (1956– 1958)
وشهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد للثورة من أجل القضاء
عليها إلا أن الثورة ازدادت اشتعالاً نتيجة التجاوب الكبير للشعب معها ما
أعطاها القوة في الكفاح والصمود.
وتلتها مرحلة الثالثة التي امتدت من سنة 1958 إلى سنة 1960
وعرفت بأنها كانت من أصعب المراحل حيث المستعمر الفرنسي بعمليات عسكرية
ضخمة ضد جيش التحرير الوطني، كما اشتد القمع البوليسي في المدن والأرياف.
أما المرحلة الرابعة (1960 - 1962): المرحلة
الحاسمة، خلال هذه الفترة الهامة والحاسمة من حرب التحرير.. حاول
الفرنسيون حسم القضية الجزائرية عسكرياً.. ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.. لأن
جذور الثورة كانت قد تعمقت وأصبحت موجودة في كل مكان. وأضحى من الصعب، بل
من المستحيل القضاء عليها، ورغم هذا الواقع.. فقد جرّد الفرنسيون عدة حملات
عسكرية ضخمة على مختلف المناطق الجزائرية، ولكنها جميعاً باءت بالفشل
وتكبّد الجيش الفرنسي خلالها خسائر فادحة، وقد تمّ في شهر جانفي 1960 تشكيل
أول هيئة أركان للجيش الجزائري الذي كان متمركزاً على الحدود الجزائرية -
التونسية والجزائرية - المغربية وتمّ تعيين العقيد هواري بومدين أول رئيس
لأركان الجيش.
وفي هذه الفترة بالذات، تصاعد النضال الجماهيري تحت قيادة
الجبهة، وقد تجسّد ذلك في مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وتمّ خلال هذه الفترة
عقد المؤتمر الثاني لجبهة التحرير الوطني في مدينة طرابلس بليبيا عام 1961.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]..عندما تجتمع العبقرية العسكرية بالحنكة السياسية
أما على الصعيد السياسي، فقد عقدت الدورة 16 للأمم المتحدة
سبتمبر 1961 وفيفري 1962)، وأمام أهمية الاتصالات المباشرة بين جبهة
التحرير والحكومة الفرنسية، فإن الأمم المتحدة "دعت الطرفين لاستئناف
المفاوضات بغية الشروع بتطبيق حق الشعب الجزائري في حرية تقرير المصير
والاستقلال، وفي إطار احترام وحدة التراب الجزائري.
وهكذا انتصرت
وجهة نظر جبهة التحرير الوطني.. وأُجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت
فرنسا نفسها أن الوسائل العسكرية لم تنفع، خاصة بعد الفشل الذريع الذي
مُنيت به حملاتها الضخمة وعدم فعالية القمع البوليسي في المدن، ورفض الشعب
الجزائري المشاركة في الانتخابات المزوّرة واستحالة إيجاد "قوة ثالثة" تكون
تابعة للمستعمر بأي حال.
وقام الفرنسيون بمناورات عدة وتهديدات كثيرة
لتحاشي التفاوض، وعملوا كل ما بوسعهم لتصفية جيش التحرير الوطني كقوة
عسكرية وكقوة سياسية.. فتهربت فرنسا من كل محاولات التفاوض النزيه عاملة
على إفراغ حق تقرير المصير من محتواه الحقيقي، متوهمة بذلك أنها ستنتصر
عسكرياً على الثورة.
لا حل لفرنسا سوى الاستسلام والجلوس إلى طاولة الحوار
وكان يقابل سياسة المفاوضات هذه.. حرب متصاعدة في الجزائر
بهدف تحقيق النصر؛ فقد كان الفرنسيون يعتقدون أن رغبة جبهة التحرير في
السلم وقبولها للاستفتاء يعتبر دليلاً على الانهيار العسكري لجيش التحرير
الوطني.. إلا أن الجبهة عادت وأكدت من جديد أن الاستقلال ينتزع من سالبه
ولا يوهب منه، فاتخذت جميع التدابير لتعزيز الكفاح المسلح..
وعادت
فرنسا بعد ذلك لتقدم لمندوبي جبهة التحرير صورة كاريكاتورية للاستقلال:
جزائر مقطوعة عن أربعة أخماسها (الصحراء) وقانون امتيازي للفرنسيين...
فرفضت الجبهة المقترحات جملة وتفصيلاً.. ولما عجزت فرنسا عن حلّ القضية
بانتصار عسكري.. أجرت اتصالات ومفاوضات جديدة لبحث القضايا الجوهرية، وقد
دخلت هذه المرة مرحلة أكثر إيجابية، وتحددت الخطوط العريضة للاتفاق، أثناء
مقابلة تمت بين الوفد الجزائري والوفد الفرنسي في قرية فرنسية بالقرب من
الحدود السويسرية.
وبعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان
من7 إلى 18 مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق.. وكان
الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 مارس بين الطرفين
وتحدد يوم الأول من جويلية لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون
جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب
التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية
والاستقلال.. وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها أكثر من
مليون ونصف مليون شهيد.
نصرنا وخذلان فرنسا يجتمعان في نفس التاريخ والمكان
وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية وخذلانها في 5 جويلية
1962 يوم احتلالها في الخامس من جويلية 1830 أي بعد 132 عاماً من
الاستعمار، كما أن انسحاب هذه القوات كان من نفس المكان الذي دخلت منه إلى
الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة، وتم كذلك في هذا
اليوم تعيين السيد أحمد بن بلة كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد
خروجه من سجن الاحتلال مع عدد من قادة الثورة وكوادرها.
وهكذا فإن هذا النصر المؤزر لثورة التحرير يعود لعاملين مهمين
أولهما حنكة وعزيمة أبطالها وثانيها التضحيات الجسام التي قدمها الشعب
الجزائري وعبأ لها كل طاقاته لتحقيق الانتصار ونيل الاستقلال .