تنطلق مساء اليوم
الاثنين، "أيام الأفلام الجزائرية"، بالأردن، حيث من المنتظر أن ستستمر
ثلاثة أيام وتعرض فيها أفلام: "الخارجون عن القانون" و"مسخرة" و"وراء
المرآة".ويأتي تنظيم هذه الأيام بدعوة من الهيئة الملكية الأردنية
للأفلام، وبالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية، والسفارة الجزائرية في
الأردن، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي تقام تظاهرة.
وتتضمن عروض الاحتفالية التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع
السفارة الجزائرية بعمان ويجري فيها استضافة وفد سينمائي عرضا لأبرز ثلاثة
من أحدث الأفلام الروائية في السينما الجزائرية، التي لاقت رواجا وثناء
لقطاعات واسعة من المتلقين فضلا عن إعجاب النقاد في أكثر من ملتقى ومهرجان
سينمائي عربي ودولي وهي أفلام: (خارجون عن القانون) لرشيد بوشارب،
(مسخرة) لالياس سالم، (وراء المرآة ) لنادية شرابي و(الساحة) لدحمان اوزيد
الذي اختير للعرض ضمن بانوراما الأفلام العربية خلال شهر رمضان المبارك.
وسيتــم في أول أيام هذه التظاهرة عرض فيلم "خارج عن القانون"، للمخرج
رشيد بوشارب، أمس، وهو فيلم بالفرنسية والعربية مع ترجمة إلى
الإنجليزية.ويتصاعد العنف عندما تشكل قوات الأمن الفرنسية فرقة سرية "اليد
الحمراء" التي تمارس أعمالاً خارج القانون فيما يتعلق بالجزائريين.
وهنا تأتي معركة الحياة والحرية لتربط مصير الأخوة الثلاثة،
حيث تمثل اختياراً شخصياً صعباً وتضحيات كبيرة لكل واحد منهم. رشح الفيلم
لجائزة السعفة الذهبية في كان 2010 ولجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي
2011.
أما فيلم الثلاثاء المقبل فهو "مسخرة" لـ (لياس سالم)، وهو
كوميديا رومانسية، بالعربية مع ترجمة إلى الإنجليزية، أنتج عام 2008. يعيش
منير (لياس سالم) مع عائلته في قرية صغيرة في قلب جبال الأوراس
الجزائرية. منير واثق من نفسه وفخور بما حققه. يحلم بنيل تقدير واحترام
بقية سكان القرية، لكن أخته ريم تقف حائلاً بينه وبين تحقيق حلمه خصوصاً
وأن سكان القرية واثقون بأن الحال سينتهي بـريم عانساً بلا زوج ولا عائلة.
وفي إحدى الأمسيات، يعود منير إلى القرية ثملاً، ويعلن أنه وجد عريساً
غنياً لأخته، وتبدأ التحضيرات للعرس الرنّان.. من دون وجود العريس. فاز
الفيلم ببضع جوائز في مهرجانات دولية منها: دبي وقرطاج والقاهرة وجوائز
لوميير الفرنسية.
الخارجون عن القانون |
مسخـــرة |
ما وراء المـــــرآة |
الســـاحة |
ومدته 105 دقائق، وهو دراما بالعربية مع ترجمة إلى الانجليزية. سلمى امرأة
فتية تهيم في شوارع العاصمة الجزائر. تحمل طفلا رضيعا كعبء مسلط عليها.
استقلت سيارة أجرة وفي لحظة قلق قررت التخلي عن طفلها داخل السيارة. لقد
استسلمت سلمى لماضيها وغرقت في أسئلة الانتظار. فيقوم كمال، سائق التاكسي،
على مضض بإعادة إطلاق عقارب الساعة في اتجاه ما. هل يمكن للمرء أن يدرك مدى
حرقة النيران انطلاقا فقط من الأدخنة المنبعثة منها؟ هل يمكن للمرء النفاذ
إلى أعماق ذاته وتجاوزها إلى ما وراء ما هو ظاهر؟ هل يمكن للمرء أن يلتقي
ذاته مثلما تعكس المرآة صورته؟ أسئلة محيرة... وهذا الفيلم شظايا مرآة.
شارك الفيلم في المسابقة الرسمية في العديد من المهرجانات العربية والدولية
منها: مراكش ودمشق ووهران.
السينما الجزائرية ..جماليات تعبيريترجم واقعا خاصا
تقدم تلك الأفلام مجموعة من القصص والحكايات التي أبدعها صناع
أفلام جزائريين في أكثر من صورة ورؤية تدور وقائعها في فترات زمنية
متباينة تناقش حراك أفراد وجماعات في المشهد الاجتماعي والسياسي خصوصا في
ملامستها لعلاقات وإشكالات تتعلق بحرب التحرير الجزائرية ومسائل الذات
البشرية أمام طاحونة البيئة الحياتية اليومية في انحياز والتحام مع هموم
الإنسان البسيط وقضايا المرأة.
وقد حققت السينما الجزائرية حضورا جارفا
في تيارات السينما الجديدة مثلما نالت أيضا العديد من الجوائز السينمائية
الرفيعة وذلك حين جرى منح السعفة الذهبية لمهرجان (كان) السينمائي للفيلم
الجزائري (وقائع سنوات الجمر) لمخرجه محمد الخضر حامينا وذلك العام 1975
وهي المرة الأولى التي تمكنت فيها السينما العربية من بلوغ هذه المرتبة
المتقدمة في عالم الفن السابع.وتتالت أعمال السينما الجزائرية في
المهرجانات العالمية الكبرى بأفلام على غرار: (رياح الأوراس) للأخضر
حامينا، (الطريق) لمحمد سليم رياض ، (الأفيون والعصا) لأحمد راشدي،
(الفحام) لمحمد بوعماري، (عمر قتلاتو الراجلة) لمرزاق علواش، (نوه) لعبد
العزيز طولبي ، (الراحلون) لسيد علي مازيف، (رياح الرمل) لمحمد لخضر
حامينا، (نشوة) لمحمد شويخ، (الصورة الأخيرة) لمحمد لخضر حامينا، (زهرة
الرمال) لمحمد رشيد بن حاج، (مدينة باب الواد ) لمرزاق علواش ، (مرحباً يا
ابن العم ) لمرزاق علواش، (رشيدة) ليمينة بشير، (البلديون أو الأهالي)
لرشيد بوشارب ، (مسخرة) لالياس سالم، (رحلة إلى الجزائر) لعبد الكريم بهلول
(الخارجون عن القانون) لبوشارب، و(الساحة) لدحمان اوزيد.وقفت السينما
الجزائرية وراء إنجازات عديدة في السينما الفرنسية والإيطالية والفلسطينية
واللبنانية والتونسية والفيتنامية وافريقية متنوعة وذلك عندما مولت نتاجات
أفلام روائية وتسجيلية من تلك البلدان ، وبهذا الصدد نستذكر من تلك
الأفلام: (العصفور) ليوسف شاهين ، (عودة الابن الضال) للمصري يوسف شاهين،
(الأقدار الدامية) للمصري خيري بشارة، (زد) للفرنسي كوستا غافراس ، (الحفل)
للإيطالي ايتوري سكولا ، (النخيل الجريح) للتونسي عبد اللطيف بن عمار
وسواها كثير..
وشهد الحراك السينمائي الجزائري في السنوات الخمس الأخيرة
انتعاشا ملحوظا على أكثر من صعيد، تلخص في البرامج والمشاريع التي اخذ
القائمون على فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية العام 2007 على عاتقهم
إنجازها احتفاء بالمناسبة، بعد أن تم تذليل الكثير من الصعاب والتحديات
أمام جيل من المخرجين وكتاب السيناريو الجدد، واستعادة أسماء راسخة في
السينما الجزائرية اضطرت إلى الهجرة بعد عجزهم عن تمويل أفلامهم نتيجة
للأحداث العصيبة والأليمة التي عاشتها الجزائر طوال العقد الأخير من القرن
الماضي.ومع إطلالة أولى الفعاليات، كان الأمر واضحا أن ثمة اهتماما بالجانب
السينمائي على نحو خاص فقد جرى الإعلان عن تطوير مشاريع وفعاليات تتعلق
ببنية التنشيط في حقل الثقافة السينمائية من بينها إقامة ندوات وملتقيات
نقدية وعروض لأفلام مختلفة الأساليب والتيارات وترميم أكثر من صالة عرض
سينمائية من بينها السينماتيك الجزائري وفروعه إضافة إلى تنظيم مهرجانات
سينمائية متخصصة ودعوة العديد من النقاد السينمائيين العرب والأجانب ، إلى
جانب إنجاز أكثر من عمل سينمائي قصير وطويل مثل أفلام لمخرجين مخضرمين:
(مصطفى بولعيد) لأحمد راشدي، (رحلة إلى الجزائر) لعبد الكريم بهلول،
و(العائشات) لولد خليفة، عدا عن إقامة وتنظيم ورش تدريبية لطاقات من
السينمائيين الشباب أنجزوا عبرها مجموعة من الأفلام اللافتة.
وكانت
وزيرة الثقافة قد أوضحت في مداخلة لها ضمن فعاليات سينمائية شهدتها
الجزائر، حجم الاهتمام الذي أولته الجزائر إلى إيجاد قانون خاص للسينما،
مشيرة إلى ضرورة الارتقاء بالصناعة السينمائية الجزائرية وتقديم سائر أشكال
الرعاية والاهتمام بالبنية التحتية لصالات السينما وتحديث أجهزة العرض
وتزويدها بالأجهزة التقنية الكومبيوترية ، والعمل على الاحتكاك مع ابرز
صناع السينما العالمية بغية الاستفادة من خبراتهم وأيضا الانتهاء من إنجاز
المعهد العالي للإخراج السينمائي وكتاب السيناريو إضافة إلى إعادة الروح
إلى سينماتك الجزائر ورفده بأحدث الإنجازات في الفن السابع.
وفي سبيل
النهوض بالصناعة السينمائية، قدم عشرات من المخرجين والمخرجات الجزائريين
أفلامهم القصيرة والطويلة، بحيث نجح غالبيتهم في استعادة ذلك الألق الممتزج
بالنبض الإنساني والمفعم بألوان من الجماليات السمعية البصرية والدرامية
وهي تعالج مواضيع وقضايا وطموحات وآمال المجتمع الجزائري بفرادة وبساطة
نادرتين، وساهمت في تجميع شتات السينما الجزائرية المبعثرة طاقاتها في
الداخل والخارج .