ن تكون جماهير برشلونة بطل إسبانيا وأوروبا لكرة القدم على الدوام في حالة عداء مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق ريال مدريد الغريم التقليدي، فهذا أمر طبيعي جدا، بل أكثر منطقية وواقعية من كل شيء آخر في عالم الساحرة المستديرة.
وأن يكون السواد الأعظم من الحكام في اسبانيا وأوروبا في حالة استنفار كلما وقف "الشبيشال وان" على حدود الملعب، فذلك أيضا مفهوم استنادا للتناول الإعلامي المستفز الذي يبرع فيه "صاحب الظل الطويل.. عفوا اللسان الطويل".
... حتى وأن تهجم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ممثلا برئيسه الفرنسي ميشيل بلاتيني على مورينيو واحيانا على نجم الفريق الملكي ومواطن المدرب كريستيانو رونالدو، فذلك يمكن التغاضي عنه في كثير من الأحيان خصوصا وأن الحرب قائمة من فترة في السر والعلن وسجال بين الطرفين.
ولكن.. أن يبلغ الحقد على مورينيو مدرب كرة القدم، ما بلغه على الرئيس الأميركي السابق سيء الذكر جورج بوش والذي تسبب في قتل الملايين في العراق، فهاذ أمر غريب جدا.!
نتذكر جميعا السعادة التي شعرنا بها عندما تلاقى وجه بوش مع حذاء عراقي حاد عن هدفه في اللحظة الأخيرة، وكيف تحول ذلك المشهد التاريخي للعبة فيديو انتشرت عبر الانترنت كما النار في الهشيم، فهذه اللعبة المسلية لها ما يبررها نظرا للتأثير المدمر الذي تركه ذلك الرجل على العالم بأسره قبل أن "يغور في ألف داهية".
أما مورينيو فمهما كانت خطاياه، يبقى صاحب فكر ومنهج مدافع عن مصالح ناديه، حتى وإن اختلفنا معه في طريقة تنفيذ هذا النهج سواء على صعيد التصرفات أو التصريحات، ولا يمكن أن يكون قد اكتسب كل هذه العداوة، حتى بلغ الأمر بتصميم لعبة فيديو لتفريغ شحنات الكراهية ضده، لمجرد أنه مدرب غريب أو حتى سيء قولا وعملا.
ربما لا يعجب البعض ما سيرد تاليا.. غير أن مورينيو ووفقا لكل ما يثار من حوله، لسبب أو لآخر، يسير على طريق سيؤدي به للقب أعظم مدربي العالم في تاريخ كرة القدم، وذلك كلما تعاظمت حالة الشقاق بينه وبين أعدائه حتى بلغت حد تصدره يوميا لعناوين نشرات الأخبار ليس في اسبانيا أو البرتغال وحسب، وإنما في جميع أنحاء العالم.