يوما سأرحل عنكم

ـآرحل عنكم ...!!



يوماً سآرحل عــنـــكــم ...!


:: ::
:: ::



يوما سأرحل عنكمُ..
يوما سأخطو للسماء بهامتي..
تخطو لها رجلي..
ونفسي.. وروحي ويدي..
وسأتركُ الدنيا..وجمعُ أحبتي.
يوما ستُحزم بالدموع حقائبي..
والأهلَ قد ودعتُ وكل الأخوتي..

يوما سأرحلُ عنكمُ..

وقد طوتْ السماءُ صحائفي..
في مفردي في وحدتي..
في وحدةٍ في عزلةٍ ستمضي..
بي رياح الموت نحو آفاقٍ بعيدة...
ليس من عزيز أو قريب أو أخي..
ليس إلا حفرة في الأرض عميقة..!

قد كنت في الدنيا ارتحال..
وليس له هنا بقاء أو مآال..

واليوم أنظر للسما..
وأراني نحو الحمائم في ارتحال..


أنا في رحلتي نحو الصعود..
في جعبتي موتُ الجمود..
يا موت هل تقترب وأنا بين هاتيك الحشود..!!
هل تختطف من بين أثقال القيود!!


أتراهمُ بجمعهم قد يفعلون ؟!
وعنك يا قابض الأرواح قد يتسلحون !
أوَ يملكون !
آآآآه...كلا لن يفعلون !!
بل ينظرون...

وفي الجوف حشرجة الصدور..
لن يفعلون..
والموتُ قد طوّق الأنفاس يطلبها العبور..
لا لن يفعلون..
والدمعُ قد ملئَ المحاجرْ..
ولن تدافع أصواتٌ وأقلامُُ أو محابرْ..

لا لن يفعلون..
وفي الأفق ظلمة الموت لاحتْ..
وفي القلب الآف الخواطر قد توالتْ..
من مولدي..منذُ كنتُ طفلةً في لعبتي...
ثم الصبا وأحلامٌ تعالت..
في غمضةٍ في لحظة أراها قد تهاوتْ..

يا قارئاً..
يوما ستقرأُ أحرفي...
في صفحتي .. سطرتها بكلِ حقيقتي...
بالطهر ..بالصدق...بنبض المهجتي..
يوما ستذكر هنا اسمَ ارتحال..
وقد مضت هي في ارتحال..
لا لن تراني ولو أعياك السؤال..
ولو أبصرتَ في كل المجال..
لا.. لن تراني

سأكون في العلياء قد طرتُ نحو الغمام..
بين النقاء نحو الصفاء بين الحمام..
هناك لا مرض..ولا شكوى منام..
لا وصبٌ ولا نصبٌ أو مَلام..

يوما سأرحلُ عنكمُ

و ستمحو رحى الأيام ذكرى ..
وأكون بين العوالم طيفاً جرى..
حينها هل يكن للدمع مجرى؟!!
وهل لي بالقلب مأوى !!
لا ..
لن يكون..
لا..لن يكن للموت مسرى..
لن يكن إلا قبضةٌ من ترابٍ أو ثرى !

يوما سأرحلُ... عنكمُ..

و قد جعلتُ لكم في القلب مسكن..
كم ارتوى من فيض جَرحٍ أو طعن..
وكم انتشى من سكرِ حبٍ مرتهن..
واليوم.. كأنه لم يكنْ !!

يا للحياة ..!
يا لها من مسكرة !
غدارةٌ خداعةٌ مستترة !


يا للحياة.!.
ما أبشع الأحلام فيها تنكسر..
آمالنا على شطآنها أو تنصهر..
من لظى الألآم..أو من صدود أو قهر..
الكل فيها مابين منهزم أو منتصر!

يوما سأرحلُ عنكمُ ..
وقد مضتْ السنونْ..
في حلوها أو مرها كأنها لم تكون..!
آهة من فؤادي خرجت..
في حرها حوت الطعون..
في بؤسها مكثَ الجنون..!!
زفرةٌ من لظى الألآم قَتلتْ
كل معنى قد كان في الماضي الجميل..
وانتهتْ آمالُ قلبٍ وانقضتْ..
حينَ ماشيتُ أطياف الرحيل..

دقتُ الأجراسُ في صوتٍ مميتْ..
في جمودٍ أعلنتْ..
سطوة الموت في ثوب الرحيل..

حينها..

ستراني في بياضٍ في هدوءٍ قد سكنتُ..
لا.. ليسَ لحبيبٍ قد زُففتُ..
بل في ترابٍ قاحلٍ قد وُضِعتٍُ..
حينها رتل الدعوات الصالحات..
علها ترقى لرب الأرض رب العاليات..

وارحل بعدها عن تلك البقاع..
كل مافيها تراب وسكون..
ليس فيها حياةٌ أو متاع..
فارتحل ودعني بين أطباق السكون..!!

تناجي طيفاً مضى بدمعات العيون..
لا تنادي من كان يرقدُ بين أعماق السكون..
لا تزدْ من بؤسه تلك السنون..
فالدمعُ من عينيك أغلى مايكون !



:: ::
:: ::


أستودع الله الأحبة..
اذكروني كما كنت لوحة خالية من الألوان..
تنبض بألم الحرمان..
علّ الملتقى يكون في أعالي الجنان..
سوسن " longdesc="3" />