منذ غابت شمس الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، وريال مدريد محروم من لمسات صانع ألعاب أنيق ينتزع آهات جماهير الميرينغي بتمريراته الحريرية ومراوغاته الرائعة للخصوم، إلى أن ظهرت بارقة الأمل في موهبة الساحر الألماني مسعود أوزيل.
لا شك أن تاريخ الساحرة المستديرة لم يعرف مثيلا لزيدان، ولن يعرف، لقد تمتع بأسلوب فريد من نوعه ومهارات سحرية ابتكرها وحده، وشخصية قيادية وسجل حافل من الانجازات المحلية والقارية وأهداف خالدة في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى، لذا لا مجال للمقارنة مع أوزيل الذي لا يزال يشق طريقه بين الكبار، ولكنه كان جديرا بالإشادة والمديح على مجمل أدائه في أول موسمين بقميص الأبيض الملكي.
كانت موهبة الفتى اليافع ذو الأصول التركية قد بدأت تتوهج في شالكة الذي انتقل إليه العام 2005 ناشئا في سن الـ17 من فرق مغمورة بمدينة غيلسنكيرشن، قبل أن يستحوذ على اهتمام مسئولي فيردر بريمن الذين تعاقدوا معه في 2008 مقابل أربعة ملايين يورو.
في الوقت الذي لم يتعد فيه عمر أوزيل 20 عاما، كان يصنع المجد مع بريمن، حتى بات معشوق الجماهير هناك وطغت شعبيته على النجم البرازيلي دييغو لاعب أتلتيكو مدريد الحالي، فقد قادهم للقب كأس ألمانيا 2009، حين سجل هدف الفوز في النهائي على باير ليفركوزن، كما خسروا بشق الأنفس نهائي دوري أوروبا 2009 على يد شاختار الأوكراني.
كما أبهر أوزيل عشاق البوندسليغا بمهاراته الفائقة خلف رأس الحربة، حتى صنع أكثر من 33 هدفا وبات عنصرا لا غنى عنه بالفريق، فيما تخطى نادي المائة في عدد المباريات، ليكون تألقه مع بريمن بوابة العبور لمنتخب ألمانيا الأول.
نال أوزيل عن جدارة لقب "ميسي ألمانيا"، وهو اللقب الذي أصبح في طي النسيان بعد انتقاله للريال بسبب طبيعة التنافس المحتدم مع برشلونة، فلن يقبل النادي أو جماهيره أن يشبه لاعبهم بلاعب من الغريم اللدود، حتى لو كان الأفضل في العالم وهدافهم التاريخي.
تنبأ يواخيم لوف مدرب المانشافت بموهبة أوزيل وراهن على صقلها دوليا، بعد أن توج بأمم أوروبا مع منتخب تحت 21 عاما، فمنحه فرصة اللعب كأساسي في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وكان ابن المهاجرين الأتراك المسلمين عند حسن الظن، فقدم بطولة رائعة بكل المقاييس وساهم في انجاز تتويج منتخب الماكينات بالميدالية البرونزية، ولكن الأهم من ذلك هو ترك هذا الجيل انطباعا لدى الجمهور العالمي بأن الكرة الألمانية قد تغيرت جذريا، فانتقلت إلى اللعب الجمالي والفنيات الممتعة بعد أن كانت نموذجا في الأداء الخططي والانضباط التكتيكي دون إمتاع.
تحلى أوزيل بالجرأة الشديدة في المونديال، رغم أنها أول بطولة دولية كبرى يشارك بها في حياته، وله هدف تاريخي من تسديدة رائعة مزقت شباك غانا في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات، وقد اختير ثالث أجمل أهداف البطولة.
كما مارس هوايته في صناعة الأهداف لزملائه كاكاو في مرمى أستراليا (4-0) ولتوماس مولر في ثمن النهائي أمام إنكلترا (4-1) ولميروسلاف كلوزه في شباك الأرجنتين في ربع النهائي (4-0)، ما جعله جديرا بدخول قائمة أفضل عشرة لاعبين بالبطولة فضلا عن الترشح لجائزة أفضل لاعب صاعد.
إشارة واحدة من البرتغالي جوزيه مورينيو في موسمه الأول مع ريال مدريد كانت كفيلة بحشد فلورنتينو بيريز لكل طاقته للتعاقد مع الساحر الألماني، أو ربما كان قد اشترط ذلك قبل التوقيع على صك دخول قلعة الميرينغي، فقد رأى أن أوزيل فارس الرهان في مشروعه مع الفريق الذي طمح من خلاله لاستعادة الألقاب المفقودة محليا وقاريا.
15 مليون يورو فقط أقنعت بريمن بالتخلي عن "ميسي الجديد"، رغم وصول عروض بأضعاف هذا الثمن من أندية عريقة مثل إنتر ميلان، لكن رغبة أوزيل كانت فاصلة في اللعب في النادي الذي نبغ فيه مثله الأعلى..زيدان.
بدأ أوزيل في كتابة السطور الأولى في مشواره مع الريال، وهو قادر بما لديه من معطيات وموهبة فطرية مع الالتزام بوصايا مورينيو على أن يخلد اسمه كأسطورة في الفريق، ولديه عمر مديد في الملاعب لتحقيق ذلك.
أنهى أوزيل موسمه الأول مع الريال على ما يرام، حيث صار ثاني أفضل صانع العاب في الليغا بـ18 تمريرة حاسمة ترجمها زملاؤه إلى أهداف، وتفوق عليه ميسي بتمريرة هدف وحيد (19)، وإجمالا سجل أوزيل 10 أهداف وصنع 25 هدفا في أول تعارف له مع جمهور العملاق المدريدي.
وحجز أوزيل في عامه الـ23 مكانا بين أفضل 23 لاعبا في العالم ممن تنافسوا على نيل الكرة الذهبية، التي جناها ميسي، ولعب دورا بارزا في تتويج فريقه بكأس ملك إسبانيا في نسخته الماضية.
يمكن القول بأن مردود أوزيل كان أقل في موسمه الثاني، فقد اكتفى بتسجيل خمسة أهداف فقط مع صناعة 23 هدفا، لكنه تفوق هذه المرة على ميسي بـ17 تمريرة حاسمة في الليغا تحولت إلى أهداف، مقابل 14 تمريرة لميسي الذي انشغل بالتهديف وتخطي الـ50 هدفا ليصير أفضل هداف خلال موسم واحد بتاريخ اللعبة.
بغض النظر عن التفوق الكاسح لثالوث الهجوم المرعب كريستيانو رونالدو- غونزالو هيغواين – كريم بنزيمة، فإن أوزيل استحق الإشادة بما قدمه حتى الآن مع "لوس بلانكوس"، كما كان أحد أبطال معمعة الليغا التي حسم لقبها كتيبة مورينيو بعد ثلاثة مواسم عجاف، بتمريرة هدف الفوز لرونالدو، فضلا عن تمتعه بحسن الخلق وعدم إثارة المشاكل.
بإمكان أوزيل أن يصبح أسطورة حية وأن يتوج مستقبلا بكرة ذهبية، لكنه في حاجة لتطوير بعد النواحي على الصعيدين البدني والفني، فإن مشكلته الرئيسية تتعلق بهبوط لياقته البدنية، كما أنه مطالب بتحفيز قدراته الهجومية بخلاف صناعة الأهداف التي يتقنها ببراعة، وذلك بالتجرؤ على التسديد على المرمى والتوغل في العمق مستغلا مهارته في مراوغة الخصوم.
يحسب لأوزيل أيضا التألق في المباريات الكبرى والهامة رغم الرقابة الدفاعية اللصيقة، لا سيما أمام برشلونة الذي قدم أمامه أداءا راقيا في الكلاسيكوات الأخيرة، والجميع يذكر صناعته لهدف حسم الليغا لكريستيانو في كامب نو، والقذيفة الصاروخية التي سددها في نفس الملعب من مسافة بعيدة بنصف نهائي كأس الملك، لكن الحظ ساند عارضة الحارس البديل بنتو حينها، ليمنع أفضل هدف في تاريخ "كلاسيكو الأرض".
وبالمثل يعلق الجمهور العاشق لمنتخب ألمانيا آمالا كبيرة على أوزيل لقيادته لمنصة التتويج بيورو 2012 ، في ظل التطور المذهل في أداء لاعبيه مؤخرا، ما جعلهم في مصاف المرشحين لنيل اللقب القاري بجانب إسبانيا بطلة العالم.
ريال مدريد ومنتخب ألمانيا لا يزالان ينتظران الكثير من صاحب القميص رقم 10 ذي الـ24 ربيعا، لكنهما متيقنين من أن "السعد" آت لا محالة بأقدام "المسعود" أوزيل.
لا شك أن تاريخ الساحرة المستديرة لم يعرف مثيلا لزيدان، ولن يعرف، لقد تمتع بأسلوب فريد من نوعه ومهارات سحرية ابتكرها وحده، وشخصية قيادية وسجل حافل من الانجازات المحلية والقارية وأهداف خالدة في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى، لذا لا مجال للمقارنة مع أوزيل الذي لا يزال يشق طريقه بين الكبار، ولكنه كان جديرا بالإشادة والمديح على مجمل أدائه في أول موسمين بقميص الأبيض الملكي.
كانت موهبة الفتى اليافع ذو الأصول التركية قد بدأت تتوهج في شالكة الذي انتقل إليه العام 2005 ناشئا في سن الـ17 من فرق مغمورة بمدينة غيلسنكيرشن، قبل أن يستحوذ على اهتمام مسئولي فيردر بريمن الذين تعاقدوا معه في 2008 مقابل أربعة ملايين يورو.
في الوقت الذي لم يتعد فيه عمر أوزيل 20 عاما، كان يصنع المجد مع بريمن، حتى بات معشوق الجماهير هناك وطغت شعبيته على النجم البرازيلي دييغو لاعب أتلتيكو مدريد الحالي، فقد قادهم للقب كأس ألمانيا 2009، حين سجل هدف الفوز في النهائي على باير ليفركوزن، كما خسروا بشق الأنفس نهائي دوري أوروبا 2009 على يد شاختار الأوكراني.
كما أبهر أوزيل عشاق البوندسليغا بمهاراته الفائقة خلف رأس الحربة، حتى صنع أكثر من 33 هدفا وبات عنصرا لا غنى عنه بالفريق، فيما تخطى نادي المائة في عدد المباريات، ليكون تألقه مع بريمن بوابة العبور لمنتخب ألمانيا الأول.
نال أوزيل عن جدارة لقب "ميسي ألمانيا"، وهو اللقب الذي أصبح في طي النسيان بعد انتقاله للريال بسبب طبيعة التنافس المحتدم مع برشلونة، فلن يقبل النادي أو جماهيره أن يشبه لاعبهم بلاعب من الغريم اللدود، حتى لو كان الأفضل في العالم وهدافهم التاريخي.
تنبأ يواخيم لوف مدرب المانشافت بموهبة أوزيل وراهن على صقلها دوليا، بعد أن توج بأمم أوروبا مع منتخب تحت 21 عاما، فمنحه فرصة اللعب كأساسي في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وكان ابن المهاجرين الأتراك المسلمين عند حسن الظن، فقدم بطولة رائعة بكل المقاييس وساهم في انجاز تتويج منتخب الماكينات بالميدالية البرونزية، ولكن الأهم من ذلك هو ترك هذا الجيل انطباعا لدى الجمهور العالمي بأن الكرة الألمانية قد تغيرت جذريا، فانتقلت إلى اللعب الجمالي والفنيات الممتعة بعد أن كانت نموذجا في الأداء الخططي والانضباط التكتيكي دون إمتاع.
تحلى أوزيل بالجرأة الشديدة في المونديال، رغم أنها أول بطولة دولية كبرى يشارك بها في حياته، وله هدف تاريخي من تسديدة رائعة مزقت شباك غانا في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات، وقد اختير ثالث أجمل أهداف البطولة.
كما مارس هوايته في صناعة الأهداف لزملائه كاكاو في مرمى أستراليا (4-0) ولتوماس مولر في ثمن النهائي أمام إنكلترا (4-1) ولميروسلاف كلوزه في شباك الأرجنتين في ربع النهائي (4-0)، ما جعله جديرا بدخول قائمة أفضل عشرة لاعبين بالبطولة فضلا عن الترشح لجائزة أفضل لاعب صاعد.
إشارة واحدة من البرتغالي جوزيه مورينيو في موسمه الأول مع ريال مدريد كانت كفيلة بحشد فلورنتينو بيريز لكل طاقته للتعاقد مع الساحر الألماني، أو ربما كان قد اشترط ذلك قبل التوقيع على صك دخول قلعة الميرينغي، فقد رأى أن أوزيل فارس الرهان في مشروعه مع الفريق الذي طمح من خلاله لاستعادة الألقاب المفقودة محليا وقاريا.
15 مليون يورو فقط أقنعت بريمن بالتخلي عن "ميسي الجديد"، رغم وصول عروض بأضعاف هذا الثمن من أندية عريقة مثل إنتر ميلان، لكن رغبة أوزيل كانت فاصلة في اللعب في النادي الذي نبغ فيه مثله الأعلى..زيدان.
بدأ أوزيل في كتابة السطور الأولى في مشواره مع الريال، وهو قادر بما لديه من معطيات وموهبة فطرية مع الالتزام بوصايا مورينيو على أن يخلد اسمه كأسطورة في الفريق، ولديه عمر مديد في الملاعب لتحقيق ذلك.
أنهى أوزيل موسمه الأول مع الريال على ما يرام، حيث صار ثاني أفضل صانع العاب في الليغا بـ18 تمريرة حاسمة ترجمها زملاؤه إلى أهداف، وتفوق عليه ميسي بتمريرة هدف وحيد (19)، وإجمالا سجل أوزيل 10 أهداف وصنع 25 هدفا في أول تعارف له مع جمهور العملاق المدريدي.
وحجز أوزيل في عامه الـ23 مكانا بين أفضل 23 لاعبا في العالم ممن تنافسوا على نيل الكرة الذهبية، التي جناها ميسي، ولعب دورا بارزا في تتويج فريقه بكأس ملك إسبانيا في نسخته الماضية.
يمكن القول بأن مردود أوزيل كان أقل في موسمه الثاني، فقد اكتفى بتسجيل خمسة أهداف فقط مع صناعة 23 هدفا، لكنه تفوق هذه المرة على ميسي بـ17 تمريرة حاسمة في الليغا تحولت إلى أهداف، مقابل 14 تمريرة لميسي الذي انشغل بالتهديف وتخطي الـ50 هدفا ليصير أفضل هداف خلال موسم واحد بتاريخ اللعبة.
بغض النظر عن التفوق الكاسح لثالوث الهجوم المرعب كريستيانو رونالدو- غونزالو هيغواين – كريم بنزيمة، فإن أوزيل استحق الإشادة بما قدمه حتى الآن مع "لوس بلانكوس"، كما كان أحد أبطال معمعة الليغا التي حسم لقبها كتيبة مورينيو بعد ثلاثة مواسم عجاف، بتمريرة هدف الفوز لرونالدو، فضلا عن تمتعه بحسن الخلق وعدم إثارة المشاكل.
بإمكان أوزيل أن يصبح أسطورة حية وأن يتوج مستقبلا بكرة ذهبية، لكنه في حاجة لتطوير بعد النواحي على الصعيدين البدني والفني، فإن مشكلته الرئيسية تتعلق بهبوط لياقته البدنية، كما أنه مطالب بتحفيز قدراته الهجومية بخلاف صناعة الأهداف التي يتقنها ببراعة، وذلك بالتجرؤ على التسديد على المرمى والتوغل في العمق مستغلا مهارته في مراوغة الخصوم.
يحسب لأوزيل أيضا التألق في المباريات الكبرى والهامة رغم الرقابة الدفاعية اللصيقة، لا سيما أمام برشلونة الذي قدم أمامه أداءا راقيا في الكلاسيكوات الأخيرة، والجميع يذكر صناعته لهدف حسم الليغا لكريستيانو في كامب نو، والقذيفة الصاروخية التي سددها في نفس الملعب من مسافة بعيدة بنصف نهائي كأس الملك، لكن الحظ ساند عارضة الحارس البديل بنتو حينها، ليمنع أفضل هدف في تاريخ "كلاسيكو الأرض".
وبالمثل يعلق الجمهور العاشق لمنتخب ألمانيا آمالا كبيرة على أوزيل لقيادته لمنصة التتويج بيورو 2012 ، في ظل التطور المذهل في أداء لاعبيه مؤخرا، ما جعلهم في مصاف المرشحين لنيل اللقب القاري بجانب إسبانيا بطلة العالم.
ريال مدريد ومنتخب ألمانيا لا يزالان ينتظران الكثير من صاحب القميص رقم 10 ذي الـ24 ربيعا، لكنهما متيقنين من أن "السعد" آت لا محالة بأقدام "المسعود" أوزيل.