أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف
بالاتصال عز الدين ميهوبي هذاالاثنين بالجزائر العاصمة أن قطاعه سيعمل على
إيجاد الآليات الكفيلة بإشراك أكبر قدر من مكونات المنظومة الإعلامية من
أجل إصدار قانون الإعلام الجديد، وذلك حتى في غياب تنظيمات إعلامية قوية.
وأوضح ميهوبي في ندوة صحفية عقدها بمقر وكالة الأنباء الجزائرية، بمناسبة
مرور 20 سنة على صدور أول قانون للإعلام التعددي في الجزائر، أنه وعلى
الرغم من كون الساحة الإعلامية غير منظمة كما ينبغي فإنه سيتم التعامل مع
ما هو موجود من تنظيمات بكل شفافية ووضوح.
كما أكد أن قطاعه سيعمل على إيجاد آليات تسمح بإشراك أكبر قدر من مكونات
المنظومة الإعلامية، وذلك بإصدار قانون الإعلام الجديد، حيث سيرى النور
قريبا بالتشاور مع أهل المهنة من صحفيين وناشرين ومسئولي المؤسسات
الإعلامية ومؤسسات الطباعة، داعيا في ذات السياق الأسرة الإعلامية إلى
إنضاج هذه القوانين، لأنها تحسب على جيل خاض تجربة إعلامية صعبة .
واعتبر ميهوبي هذا القانون الجديد ضرورة أوجدتها التحولات المتسارعة التي
فرضت على المعنيين تطوير مهنة الصحافة، مؤكدا في ذات المقام أن هذا النص
سيستند في إعداده على كل النقاط الإيجابية المرنة والسلسة التي تضمنها
قانونا الإعلام السابقان في المجال القانوني وحماية الصحفي.
بهذا الخصوص قال الوزير: إن قانون الإعلام الجديد سيأتي لإتمام واستكمال
هذه النقاط الإيجابية ليكون إطارا شاملا لكل ما له صلة بالمهنة.
كما ذكر أنه وبالموازاة مع القانون المذكور سيتم إصدار قوانين أخرى لتنظيم
مجالي الإشهار وسبر الآراء لتصحيح كل الاختلالات التي تشهدها هذه القطاعات.
وقال ميهوبي إن فترة العشرين سنة التي مرت منذ صدور أول قانون للإعلام
التعددي في الجزائر، ميزتها ثلاث محطات أولاها مرحلة تأسيس صحافة تعددية
متنوعة، و ثانيتها – و كانت الأصعب – فتزامنت مع فترة الإرهاب وهي محطة
ناضلت خلالها الصحافة الجزائرية من أجل تكريس حرية الكلمة وحرية الصحافة.
أما المحطة الأخيرة فتحول فيها الصحفي إلى مرحلة المهنية “التي تكفل
استمرارية العمل الصحفي الموضوعي والنزيه والنظيف وذي المصداقية”، وفي هذا
السياق قال ميهوبي إن المهنية هي استعمال الحرية بوعي والقدرة على جعل
“الصحيفة تخلو من كثرة الردود والتوضيحات والتصويبات والاحتجاجات”
و قال بهذا الخصوص إن قانون الإعلام الجديد سيأتي لـ “إتمام و استكمال هذه
النقاط الإيجابية ليكون إطارا شاملا لكل ما له صلة بالمهنة” مذكرا بأن رئيس
الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كان قد دعا إلى مراجعة هذا القانون
بالتشاور مع الأسرة الإعلامية.
و حول إصدار البطاقة المهنية للصحفي أشار كاتب الدولة المكلف بالاتصال إلى
أن هذه المسألة تبقى معلقة بإصدار قانون الإعلام الجديد كونها تعد تحصيلا
لهذا النص القانوني داعيا مهنيي القطاع إلى إجراء تقييم للذات للوصول إلى
وضع إضافات جديدة للنصوص التي توجد حاليا قيد الإنضاج، و ذكر أنه و
بالموازاة مع القانون المذكور سيتم إصدار قوانين أخرى لتنظيم مجالي الإشهار
و سبر الآراء.
وتطرق ميهوبي إلى المراحل التي مرت بها الصحافة الجزائرية التي قال أن
تجربتها تعد تراكما لتجارب سابقة ظهرت أولى بوادرها مع مطلع القرن الـ 19
لتستمر إلى غاية مرحلة التعددية في الجزائر.
وقال الوزير خلال هذا اللقاء الذي جاء بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية
التعبير المصادف للثالث ماي من كل سنة، إن الأمل كان يتمثل في نشوء مؤسسات
إعلامية قادرة على صناعة الرأي العام والتفكير بمنطق الاستمرارية والديمومة
وليس مجرد مؤسسات صحفية، مبديا أسفه لكون السنوات الأخيرة من هذه التجربة
قد كشفت عن غياب أخلاقيات المهنة، وهو الأمر الذي رده إلى غياب هيئات الضبط
في هذا المجال.
و أضاف ميهوبي أن تصحيح هذا الخلل الذي أنقص من بريق مهنة الصحافة يمر عبر
معادلة ثلاثية ترتكز أساسا على معايير الحرية و المهنية و أخلاقيات المهنة و
تمكن من تشكيل الفعل الإعلامي الصحيح.
وأكد ميهوبي على أهمية تكوين الصحفيين خاصة الناشئين منهم للرفع من مستوى
العمل الإعلامي في الجزائر، مضيفا أن أهم الآفاق المسطرة للفترة المقبلة هي
الوصول إلى تكريس المهنية وكذا عصرنة القطاع و من ورائها تكريس حق المواطن
في الإعلام.
وفيما يخص فتح مجال السمعي البصري في الجزائر قال الوزير أنه يبقى مرهونا
بتوفر المناخ المناسب لذلك، معربا عن ارتياحه للأشواط التي قطعتها عملية
رقمنة القنوات التلفزيونية إلى حد الآن.
وفيما يخص البرنامج المسطر لإحياء اليوم العالمي لحرية التعبير، قال الوزير
أنه تضمن تنظيم يوم دراسي في الثاني والعشرين أفريل الجاري سيخصص لموضوعي
مستقبل الصحافة المكتوبة بالجزائر و الصحافة و القانون، و سيضم عددا من
الورشات التي ستعكف على مناقشة بعض التفاصيل المتعلقة بمشاريع القوانين
التي توجد حاليا قيد الإنجاز. هذا بالإضافة إلى عدد من الصالونات حول
الإعلام في كل من وهران وقسنطينة و الجزائر العاصمة وورقلة و بشار وتم
اختيار هذه الولايات -كما أضاف الوزير- لأن هذه الأخيرة يوجد بها كم هائل
من وسائل الإعلام.
إلى جانب تنظيم مسابقة وطنية إعلامية يكون موضوعها تأهل الفريق الوطني لكرة
القدم إلى كأس العالم.