يمكن القول أن أفضل موسيقى عربية هى ما استمع إليها العالم العربى خلال القرن العشرين، وفضل ذلك يرجع إلى نخبة من الفنانين الرواد قامت على أيديهم النهضة الموسيقية
ولا شك أن قائد مسيرة النهضة كان الفنان سيد درويش ثم لحق بمدرسته بقية الخمسة الكبار ، محمد القصبجى ، زكريا أحمد ، محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى
[size=16]لم يكن أى من هؤلاء الملحنين باستثناء محمد عبد الوهاب مطربا ، ولكن ظهر فى نفس الفترة صوت عظيم استمر على القمة لخمسين عاما هو صوت أم كلثوم ، وكما استفادت هى من وجود هؤلاء الرواد فقد حمل صوتها أعمالهم إلى الجمهور ، وبالتالى خدمت أم كلثوم الموسيقى العربية بتقديمها ألحان الرواد المجددين ، وقد غنت لهم جميعا عدا سيد درويش الذى رحل مبكرا عن 31 عاما
لطالما اتهمت الشعوب العربية بأنها شعوب متبلدة اعتادت التخلف وبأنها عاجزة عن استيعاب المدنية الحديثة فضلا عن المساهمة فى ركب الحضارة الإنسانية ، غير أن استقراء تاريخها الحديث يبين ظهور نخبة من رواد الفكر والفن قادت النهضة منذ أوائل القرن العشرين وأثبتت عكس ذلك ، وربما الأخطر من هذا أن تجاوب الشعوب العربية مع حركة النهضة والتجديد وتبلور فكرها القومى وتمسكها بتراثها الثقافى يبرهن على أن هذه الشعوب تتمتع بأصالة حقيقية وبحس مرهف ورغبة أكيدة فى التطور
ولعل من أهم ملامح الشعوب أدبها وموسيقاها اللذان يعكسان فكر وشعور الأفراد كما يعكسان حال الأمة جميعها
لنتابع معا رحلة هذه النخبة من الفنانين العرب الذين أثروا الموسيقى العربية وأثروا فى شعوبهم كما انفتحوا على ثقافات العالم وغنوا للحرية والحب والسلام
[/size]