شيء ما أحرق الأرض وأضاء السماء
من مائة سنة وقع حادث أطلق عليه علماء الفلك (حادث تونجوسكا). ففي الساعة السابعة من صباح 30 يونيو سنة 1908 اشتعلت النيران في السماء. وانشطرت نصفين وسمع الناس دوي ألف مدفع في وقت واحد. واحترقت 80 مليون شجرة من غابات سيبريا في مساحة ألفي كيلومتر مربع. وأضيئت سماء أوروبا وغرب آسيا حتى أن الناس استطاعوا أن يقرأوا الصحف ليلا. أما الحرارة والطاقة فكأنها ألف قنبلة كالتي أسقطت على هيروشيما. فماذا حدث؟
لم يستطع العلماء أن يواصلوا البحث، فقد تعرضت روسيا كلها لثورات سياسية بسقوط القيصرية وقيام الثورة البلشفية.. فقد تأجل البحث عشرين عاما. وأستأنف العلماء البحث في أرض سيبريا وأعماقها.
لم يجدوا أثرا لشيء.. فهل الذي حدث هو هبوط أحد الأجسام السماوية ثم احترقت في جو الأرض.. هل هو أحد الثقوب السوداء اخترقت كوكب الأرض وخرجت من الناحية الأخرى.. يريد العلماء أن يعثروا على أثر لهذا الذي حدث. ومن المؤكد أن جسما ما انحرف عن مداره واقتحم جو الأرض.. وقد حدث قبل ذلك من حوالي أربعة آلاف مليون سنة مما أدى إلى انفصال كتلة هائلة عن الأرض هي القمر. ومن 65 مليون سنة اقترب جسم من الأرض فقضى على الديناصورات وكثير من الحيوانات الأخرى. وفي سنة 1994 شهدنا ـ وأنا شخصيا في مرصد القطامية بالقرب من القاهرة ـ هبوط النيازك على كوكب المشترى..
فالأجسام الفلكية وما تتركه من أثر في أرضنا وحياتنا، ماضينا ومستقبلنا أمر خطير. ويرى العلماء أن حادث (تونجوسكا) من الممكن أن يتكرر بعد مائة سنة أو مئات. لكن هذا الاحتمال قائم. ويرى العلماء أنه من الضروري لنا أن نعرف، لعلنا نستطيع أن نحمي أنفسنا وأن نتقي شره قبل أن نفاجأ بهذا الهول العظيم..
ولا يزال البحث جاريا لعلنا نعرف من الذي فعلها!