قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الولد ريحانة من الجنة » . و قال الفضل : ريح الولد من الجنة . و كاني قال : ابنك ريحانتك سبعًا ، ثم عدو أو صديق . و عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ، قال : قلت لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله هل يولد لأهل الجنة ؟ قال :
« و الذي نفسي بيده ، ان الرجل يشتهي أن يكون له ولد فيكون حمله ووضعه و شبابه الذي ينتهي اليه في ساعة واحدة » . و قيل : من حق الولد على والده أن يوسع عليه حاله كي لا يفسق . و قال عمر رضي الله تعالى عنه : أكثروا من العيال فانكم لا تدرون بمن ترزقون . و دخل عمرو بن العاص على معاوية و عنده ابنته عائشة فقال من هذه يا أمير المؤمنين ؟ قال : هذه تفاحة القلب . فقال انبذها عنك ، فانهن يلدن الأعداء ، و يقربن البعداء ، و يورثن الضغائن . قال : لا تقل يا عمرو ذلك ، فوالله ما مرض المرضى ، و لا ندب الموتى ، و لا أعان على الإخوان الا هن . فقال عمرو : يا أمير المؤمنين انك حَبَّبْتهنََّ اليّ . و قيل لرجل : أي ولدك أحب اليك ؟ قال : صغيرهم حتى يكبر ، و مريضهم حتى يبرأ ، و غائبهم حتى يحضر . و قال ابن عامر لإمرأته أمامة بنت الحكم الخزاعية ان ولدتِ غلاما فلك حكمك . فلما ولدت ، قالت : حكمي أن تطعم سبعة أيام كل يوم على ألف خوان ، من فالودج ، و أن تعق بألف شاة . ففعل لها ذلك .
و غضب معاوية على يزيد فهجره ، فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا ، و عماد ظهورنا ، ونحن لهم سماء ظليلة ، وأرض ذليلة ، و بهم نصول على كل جليلة ، فان غضبوا فأرضهم ، و ان سألوا فأعطهم ، و ان لم يسألوا فابتدئهم ، و لا تنظر اليهم شزرا ( 1) فيملوا حياتك ، و يتمنوا وفاتك . فقال معاوية : يا غلام اذا رأيت يزيد فاقرئه السلام ، و احمل اليه مائتي ألف درهم ، و مائتي ثوب . فقال يزيد : من عند أمير المؤمنين ؟ فقيل له : الأحنف. فقال يزيد بن معاوية : عليّ به فقال : يا أبا بحر كيف كانت القصة فحكاها له فشكر صنيعه ، وشاطره الصلة .
و حكى الكسائي أنه دخل على الرشيد يوما ، فأمر باحضار الأمين و المأمون ولديه ، قال : فلم يلبث قليلا أن أقبلا ككوكبي أفق يزينهما هداهما ، و قد غضا أبصارهما حتى وقفا في مجلسه فسلما عليه بالخلافة ، ودعوا له بأحسن الدعاء فاستدناهما و أسند محمدًا عن يمينه ، و عبد الله عن يساره ، ثم أمرني أن ألقي عليهما أبوابًا من النحو فما سألتهما شيئا الا أحسنا الجواب عنه ، فسرّه عظيما وقال : كيف تراهما ؟ فقلت :
« و الذي نفسي بيده ، ان الرجل يشتهي أن يكون له ولد فيكون حمله ووضعه و شبابه الذي ينتهي اليه في ساعة واحدة » . و قيل : من حق الولد على والده أن يوسع عليه حاله كي لا يفسق . و قال عمر رضي الله تعالى عنه : أكثروا من العيال فانكم لا تدرون بمن ترزقون . و دخل عمرو بن العاص على معاوية و عنده ابنته عائشة فقال من هذه يا أمير المؤمنين ؟ قال : هذه تفاحة القلب . فقال انبذها عنك ، فانهن يلدن الأعداء ، و يقربن البعداء ، و يورثن الضغائن . قال : لا تقل يا عمرو ذلك ، فوالله ما مرض المرضى ، و لا ندب الموتى ، و لا أعان على الإخوان الا هن . فقال عمرو : يا أمير المؤمنين انك حَبَّبْتهنََّ اليّ . و قيل لرجل : أي ولدك أحب اليك ؟ قال : صغيرهم حتى يكبر ، و مريضهم حتى يبرأ ، و غائبهم حتى يحضر . و قال ابن عامر لإمرأته أمامة بنت الحكم الخزاعية ان ولدتِ غلاما فلك حكمك . فلما ولدت ، قالت : حكمي أن تطعم سبعة أيام كل يوم على ألف خوان ، من فالودج ، و أن تعق بألف شاة . ففعل لها ذلك .
و غضب معاوية على يزيد فهجره ، فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا ، و عماد ظهورنا ، ونحن لهم سماء ظليلة ، وأرض ذليلة ، و بهم نصول على كل جليلة ، فان غضبوا فأرضهم ، و ان سألوا فأعطهم ، و ان لم يسألوا فابتدئهم ، و لا تنظر اليهم شزرا ( 1) فيملوا حياتك ، و يتمنوا وفاتك . فقال معاوية : يا غلام اذا رأيت يزيد فاقرئه السلام ، و احمل اليه مائتي ألف درهم ، و مائتي ثوب . فقال يزيد : من عند أمير المؤمنين ؟ فقيل له : الأحنف. فقال يزيد بن معاوية : عليّ به فقال : يا أبا بحر كيف كانت القصة فحكاها له فشكر صنيعه ، وشاطره الصلة .
و حكى الكسائي أنه دخل على الرشيد يوما ، فأمر باحضار الأمين و المأمون ولديه ، قال : فلم يلبث قليلا أن أقبلا ككوكبي أفق يزينهما هداهما ، و قد غضا أبصارهما حتى وقفا في مجلسه فسلما عليه بالخلافة ، ودعوا له بأحسن الدعاء فاستدناهما و أسند محمدًا عن يمينه ، و عبد الله عن يساره ، ثم أمرني أن ألقي عليهما أبوابًا من النحو فما سألتهما شيئا الا أحسنا الجواب عنه ، فسرّه عظيما وقال : كيف تراهما ؟ فقلت :
أرى قمرَ أفقٍ و فَرْعي شَآمــــة ... يزينهما عِرقً كريمً و محـتدُ
سليلي أمير المؤمنين و حائزَي ... مواريثَ ما أبقى النبيُّ محمَّدُ
يسدَّان أنفاق النفاق بشــــــــمةٍٍ ... يزينهما حزمٌ و سيفٌٌ مهنَــــدُ
ثم قلت : ما رأيت ، أعز الله أمير المؤمنين ، أحدًا من أبناء الخلافة . ومعدن الرسالة ، وأغصان هذه الشجرة الزلالية آدب منهما السنًا ، و لا أحسن ألفاظا ، ولا أشد اقتدارًا على الكلام رؤية وحفظا منهما ، أسأل الله تعالى أن يزيد بهما الإسلام نأييدًا وعزًا ، و يدخل بهما على أهل الشرك ذلاً و قمعًا . و أمَّن
(2) الرشيد على دعائه ، ثم ضمهما اليه ، و جمع عليهما يديه فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تتحدر على صدره ، ثم أمرهما بالخروج . وقال : كأنكم بهما و قد دهم القضاء ، و نزلت مقادير السماء ، وقد تشتت أمرهما ، و افترقت كلمتهما بسفك الدماء و تهتك الستور . و كان يقال : بنو أمية دن (3) خل ، أخرج الله منه زق عسل ، يعني عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه . و سبَّ أعرابي ولده و ذكر له حقه عليه فقال : يا أبتاه ان عظيم حقك عليّ لا يبطل صغير حقي عليك .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبهيشي . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
_____________________________
(1)- شزرًا : بمؤخرة العين على هيئة الغضبان .
(2)- أي : قال آمين .
(3)- الدَّن : وعاء .
_____________________________
(1)- شزرًا : بمؤخرة العين على هيئة الغضبان .
(2)- أي : قال آمين .
(3)- الدَّن : وعاء .