لا يزال المصريون
عازمين
على تأكيد فرضية أن بينهم أفراد من أنذل خلق الله، جراء ما أقدم عليه عدد
منهم يوم أمس، سويعات قلائل قبل انطلاق المباراة الحاسمة بين
فريق''الخضر''و''الفراعنة''، في فضيحة أخلاقية من العيار الثقيل، والتي
كان إستاد القاهرة مسرحا لها، والضحيتان جزائريتان، إحداهما حامل في شهرها
السادس.
حيث
جردت السيدتين المعنيتين، اللتين كانتا تأملان الدخول المبكر إلى الملعب،
في سبيل الظفر بموقع مميز، يسمح لهما بمساندة ومناصرة فريقهما الوطني،
الذي لابد له من الدعم الكامل، جراء الاعتداء الهمجي الذي تعرض له، وهو في
طريقه إلى الفندق أول أمس، من ملابسهما كلية بحجة التفتيش، أين تمت
مرافقتهما إلى غرفة مغلقة رفقة شرطيتين مصريتين، واللتين أمرتاهما بنزع
ثيابهما كلية، وهذا لغرض تفتيشهما، الأمر الذي جعل الأخيرتين تمتثلان
لأوامر التفتيش التي فرضها الطوق الأمني المشدد، تجنبا لأي انزلاقات من
شأنها تحويل المباراة عن مسارها الحقيقي، إلى هنا الأمر يبدو طبيعيا، لكن
غير الطبيعي ما حدث بعدها، فبمجرد ما خضعت الجزائريتان للتفتيش، ومباشرة
بعد تجريدهما من كافة ملابسها حتى الداخلية منها وكلهما خجلا، واندهاشا
مما يحدث، لأن الموضوع لا يتطلب كل هذه الصرامة، وفي مشهد قريب إلى مشاهد
عصابات تهريب المخدرات والجرائم العابرة للقارات منه، إلى مشهد عائلة
جزائرية، هدفهما مناصرة فريقها في بلد عربي، تفاجأتا باقتحام زمرة من
الرجال المصريين غير المتخلقين للمكان، ورؤيتهم لهما دون ملابس، وهذا دون
أن تتحرك الشرطيتان بأي شكل من الأشكال، كما لو أن الأمر يروق لهما،
مستبيحين بذلك شرف الجزائر.
والأمّر
في الموضوع؛ أن إحدى السيدتان حامل في شهرها السادس، مما يصعب على أي
إنسان عاقل ومدرك، تمييزها من خلال بطنها المنتفخة التي جعلت لها مكانة
رفيعة بين الجميع، والتي كان لابد لهم من الانحناء أمامها إجلالا لها،
كونها تحمل في أحشائها حياة، ويتعلق الأمر بالسيدة الجزائرية شهرزاد
صحراوي، من مواليد 1984، زوجة رعية عراقي ومقيمة في مصر رفقته منذ سنتين،
هذه الأخيرة التي ترجتهم مطولا حسب المتحدثة- وبكت بحرقة لا مثيل لها،
كونها أهينت وطعنت في كرامتها وكرامة زوجها في بلد تعتبره شقيقا، غير أن
هذا لم يشفع لها، واستكمل المصريون الهمجيون المهزلة، كما لو أنهم ينتقمون
من الجزائر التي ستهزمهم في عقر دارهم، بهذه الطريقة الحيوانية التي ترجح
أنهم فعلا شعب بلا أخلاق وبلا حضارة. وكانت فرقة ''النهار''أول من التقى
بهذه السيدة المغتربة، التي طلبت من أشقائها الجزائريين، ومن الدولة
الجزائرية أن يتكفلوا بإرجاع كرامتها المهدورة، وعفتها كجزائرية''حرة''،
وحفيدة من أحفاد الأمير عبد القادر، وهو ما جعل فرقتنا بمصر التي كانت
بصدد تغطية أجواء الإستاد، ومراقبة المكان لنقل الوقائع تتصل بالسفارة
الجزائرية في مصر، وتنقل إليها الواقعة كما هي، حتى تتصرف في الموضوع الذي
لا يمت للمسلمين ولا للإسلام ولا حتى للعرب المعروفين بالنخوة والعزة
والغيرة على نسائهم بشيء. وهو ما يقودنا للتفكير في همجية بعض أفراد هذا
الشعب، الذين يدعون أنهم أسياد العرب وخيرتهم، وأن بلادهم بلاد الحضارة
وعاصمتهم أم الدنيا، فأي دنيا هذه التي تساوي بين البشر والحيوانات، وأي
قانون يحكم هذه الدولة التي ترفق باليهود وتمجدهم أكثر من رفقها بأشقائها،
مبدين حقدهم الدفين للعرب والمسلمين، ومثبتين مرة أخرى أن عقولهم يهودية
وتفكيرهم يهوديا، خصوصا وأننا لم نسمع مطلقا بامرأة يهودية أهينت أو جرحت
كرامتها، أو حتى تحرشوا بها في أي شبر من تراب مصر بالرغم من أن الجميع
يعرفون أتم المعرفة، أن كافة المركبات السياحية والمنتجعات المترامية على
طول ضفاف البحر الأحمر، وحتى الأبيض المتوسط مخصصة لليهود، بينما تتعرض
شقيقة جزائرية مسلمة، لأكبر إهانة قد تتلقاها امرأة في الوجود، وتجبر على
الظهور عارية تماما أمام حشد من الرجال غير المتخلقين، والأدهى من هذا
أنها حامل. والأكيد أن ما سيدعونا للتساؤل حقا، هو أين كان رجال الأمن
المصري وقت الحادثة، بما أنه كان من واجبهم تطويق الإستاد، وأن يضمنوا
سلامة المناصرين الجزائريين الذين تدفقوا على المكان منذ الساعات الأولى
ليوم أمس، فما هي حجتهم هذه المرة لتبرير الواقعة التي تعد اعتداء صارخا
على حرية الأفراد وخصوصياتهم، أم أنهم سيدّعون أنه سيناريو مفبرك بدوره من
قبل الجزائريين، لتشتيت أفكارهم وجعل نتيجة المباراة لصالحنا، أي كذبة
أخرى سيلفقونها، وأي رواية بالية سيؤلفونها للتملص من هذه الفضيحة
الأخلاقية، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على دناءة المصريين وبغضهم
الكبير للجزائريين، كوننا أفضل منهم بكثير وأخلاقنا جد رفيعة ونتمتع
بـ''النيف''و''الرجلة''، وما عسانا نقول لـ''مدحت شلبي''و''خالد
الغندور''،''مصطفى عبده''،''عمرو أديب''، إلا ''برافو'' كونهم برعوا في
حربهم ضد الجزائر والجزائريين، لكن كان الأولى بهم أن يشحذوا هذه الهمم،
لطرد اليهود من ترابهم ولينهضوا بدولتهم المحسوبة على العرب والمسلمين،
ونقول لهم في الأخير شكرا على الورود التي قابلتم بها أحفاد فاطمة نسومر،
وشكرا لأنكم برهنتم إلى أي مدى أنتم متحضرين .
الالتراس حاول الهجوم على المناصرين الجزائريين والشرطة المصرية طلبت تعزيزات إضافية
حاولت
مجموعة من الأنصار المتعصبين الذين يدعون الالتراس، الهجوم على نظرائهم
الجزائريين الذين كانوا في المدرج الخاص بهم فوق المنصة الشرفية لولا تدخل
قوات الأمن المصرية التي طوقت المكان ومنعت حدوث أي تجاوزات، ويأتي ذلك
بسبب الأغاني الممجدة للمنتخب الوطني الذي أطقها الأنصار الجزائريون الذين
كان ذنبهم الوحيد أنهم تألقوا في الأغاني وفي صنع صور متميزة في المدرجات
على الرغم من قلتهم، حيث لم يتجاوزوا الـ2000 تذكرة وفقا لما خصص لهم من
قبل الجانب المصري وفقا ''للكوطة'' المخصصة لهم. وتجدر الإشارة إلى أن
التطويق الأمني الذي كان في المدرجات من قبل رجال الشرطة، كان مضاعفا وهذا
بعد أن وضعت الدولة الجزائرية السلطات المصرية أمام الأمر الواقع لحماية
الأنصار الجزائريين، ولاعبي المنتخب الوطني الجزائري قصد تفادي تكرار ما
حدث للمنتخب الوطني خلال حلوله بأرض الوطن بعد الإعتداء الصارخ الذي تعرض
له من قبل بعض المصريين المتعصبين. وفي ذات السياق، تجدر الإشارة إلى أن
الأنصار الجزائريين كانت لهم صور رائعة في المدرجات جعلت الالتراس يفقد
أعصابه ويحاول اختراق الحاجز الأمني إلى الأنصار الجزائريين وهو ما كان
سيؤدي إلى كارثة حقيقية غير محمودة العواقب، وقد استدعى هذا الأمر تعزيز
القوات الأمنية المصرية لحماية الأنصار الجزائريين، وبدرجة خاصة لحماية
بلدهم من وقع العقوبة القاسية التي كانت ستسلط عليهم من قبل الفيفا في حال
حدوث أي تجاوز.
الجمهور المصري يخرق تعليمات الإعلاميين المتعصبين
كشف
لنا أحد الزملاء الصحفيين المصريين أن طريقة تشجيع الأنصار المصريين
للمنتخب لم يسبق له وأن رآها بهذه الطريقة والشحن الجماهيري الكبير الذي
وجدناه في مدرجات ''ستاد القاهرة''، وهو ما يؤكد على أن الإعلام الرياضي
المصري، قد منح جرعة زائدة للانصار لكن بمقابل دلك لم يلتزم الجمهور
المصري بالنصائح التي وجهت له من قبل الاعلام الرياضي المصري خاصة المرئي
منه والدي طالبه ببدء التشجيعات مع بداية المباراة قصد الحفاظ على المجهود
الكبير لهم خلال المباراة وليس قبل اللقاء، حيث انطلق الأنصار في التشجيع
دون توقف مباشرة بعد دخولهم إلى الملعب.
الملعب امتلأ عن آخره على الرابعة
امتلأ
الملعب عن آخره قبل 3 ساعات من انطلاق المباراة، أين أغلقت كل الأبواب من
قبل الشرطة المصرية، وقد صنع الجمهور الجزائري الذي خصص له المدرج الذي
يوجد فوق المقصورة الرئيسية والذي امتلأ عن آخره، وقد صنع الجمهور الرياضي
الجزائري أحسن الصور في الملعب على الرغم من قلتهم مقارنة بالجماهير
المصرية، إلا أنهم تمكنوا من لفت انتباه الجماهير المصرية بفضل طريقة
تشجيعهم المثالية والخارقة للعادة
رضا ''سيتي 16'' وداني وتوفيق دارو حالة في المدرجات
عرفت
المباراة تواجد العديد من الشخصيات الفنية والاعلامية المشهورة التي جلست
إلى جانب الجمهور الجزائري، وفي مقدمتهم الثلاثي رضا سيتي16، والفنان
الشاب توفيق، إلى جانب سفيان داني وشخصيات فنية أخرى أبت إلا أن تناصر
الخضر رفقة الأنصار في موقف يؤكد الالتفاف الكبير على المنتخب الوطني
الجزائري من قبل كل مكونات المجتمع الجزائري، وقد كان هذا الثلاثي صانع
الاوركسترا السنفونية في المدرجات الجزائرية.