قرر الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" معاقبة
مدرب الأرجنتين والنجم السابق دييغو مارادونا بالتوقيف لمدة شهرين بعد
إدانته بإهانة صحفي والتفوه بكلمات بذيئة في أعقاب مباراة منتخب الأرجنتين
والأورغواي في تصفيات كأس العالم 2010، كما غرم مارادونا بمبلغ 16560
أورو.
مدرب الأرجنتين والنجم السابق دييغو مارادونا بالتوقيف لمدة شهرين بعد
إدانته بإهانة صحفي والتفوه بكلمات بذيئة في أعقاب مباراة منتخب الأرجنتين
والأورغواي في تصفيات كأس العالم 2010، كما غرم مارادونا بمبلغ 16560
أورو.
- </li>
واعتبرت الأوساط الرياضية والإعلامية أن
العقوبة السلطة على مارادونا بسيطة جدا، خاصة وأنها لن تحرمه من قيادة
منتخب بلاده، لا سيما وأن منتخب الأرجنتين لن يلعب مباريات رسمية في
المرحلة القادمة، مع العلم أن العقوبة ستنتهي في 15 جانفي القادم.
ومن باب الصدفة أن معاقبة النجم
الأرجنتيني السابق تزامنت مع مباراة مصر والجزائر التي جرت في الرابع عشر
من هذا الشهر وعرفت وقوع أحداث مأساوية ذهب ضحيتها أنصار المنتخب الوطني،
كما تم الإعتداء على حافلة اللاعبين الجزائريين لما كانت متوجهة إلى
الفندق.
وبعد احتجاج الجانب الجزائري والتقرير
الذي تقدم به المدير الأمني للفيفا، جاء الرد باهتا وباردا من الإتحاد
الدولي بطلب تعهد مكتوب من المصريين. ويبقى السؤال الذي يطرحه المتتبعون
هو بدون شك: كيف تعاقب "الفيفا" مارادونا، لأنه تفوه بكلمات غير لائقة
تجاه واحد من الإعلاميين، ولا تعاقب الإتحاد المصري الذي لم يحترم دفتر
أعباء الإتحاد الدولي وسمح بالإعتداء على اللاعبين الجزائريين، زيادة عما
تعرض له المناصرون الجزائريون والإعلاميون من إهانات وضرب مبرح، وتجاوزات
دون أن تحرك السلطات المصرية ساكنا.
وإذا كان الإتحاد الدولي لكرة القدم
يتعامل دائما بمكيالين لما يتعلق الأمر بالمنتخبات العربية، فإنه هذه
المرة تجاوز الحدود باعتباره ما حدث للجزائريين في القاهرة أمر طبيعي لا
يستدعي حتى توجيه إنذار للجانب المصري، خاصة وأن المصريين معروفون
بالإعتداء على المنتخبات التي تزورهم كما حدث مع المنتخب
الجزائري في عام 1984 وزيمبابوي (1993) وما خفي اكبر
وأعظم.
والحقيقة التي يعرفها الجميع، أن الإتحاد
الدولي الذي برمج المباريات في 14 نوفمبر بالنسبة لكل القارات، يكون قد
اخطأ في حق الأفارقة على الأقل، لأنه من غير المعقول أن يلعب المنتخب
الجزائري في جحيم القاهرة ويتعرض للضرب والإهانة ويجرح لاعبوه ومناصروه،
ونطلب منه أن يلعب مباراة فاصلة مع نفس الفريق وفي بلد مجاور لمصر بعد
ثلاثة أيام. يبدو أن جماعة "الفيفا" يتخذون قرارات ارتجالية ولا يميزون
بين أوروبا وإمكاناتها وإفريقيا ومهازلها. وقالت بعض المصادر العارفة
بخبايا الإتحاد الدولي لكرة القدم، أن الموقف الجزائري لم يكن بالحدة
اللازمة لإجبار "الفيفا" على تأجيل مباراة الأربعاء القادم، وتغيير مكانها
كما حدث عام 1993 لما أجبر المنتخب المصري على مواجهة زيمبابوي في ليون
الفرنسية. وتضيف مصادرنا أن الإتحاد الدولي يريد بكل الوسائل التخلص من
عبء اسمه "الكرة العربية ومشاكلها"، وبالتالي لا يهمه إذا مات عشرة أو
عشرين جزائري بسبب مباراة في كرة القدم. وبالتأكيد أن جماعة بلاتير الذين
وقفوا على ما حدث في القاهرة ولم يحركوا ساكنا، لا ننتظر منهم لا رد فعل
ولا تغيير طبائع قديمة يعرفها الأفارقة والعرب جيدا.. ألم يقل رئيس
"الفيفا" خواو هافلانج للأفارقة عام 1974: "اذهبوا إلى الألعاب
الأولمبية ،لأن كأس العالم مخصصة للمحترفين"؟