قال الله تعالى : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}(1) وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ولا يؤذ جاره(2) » وقال صلى الله عليه و سلم : « من أكل وذو عينين ينظر إليه ، ولم يواسه ، ابتلي بداء لا دواء له » . وقال الحسن : كنا نسمع أن إحدى مواجب الرحمة ، إطعام الأخ المسلم الجائع ، وقيل لإبراهيم الخليل عليه السلام : بِمَ اتخذك الله خليلاً ؟ قال : بثلاث ؛ ما خيرت بين شيئين ، إلا اخترت الذي لله على غيره ، ولا اهتممت بما تكفل لي به ، ولا تغديت ولا تعشيت إلا مع ضيف . ويقولون : ما خلا مضيف الخليل عليه السلام إلى يومنا هذا ليلة واحدة من ضيف . وكان الزهري إذا لم يأكل أحد من أصحابه من طعامه حلف لا يحدثه عشرة أيام ، وقالوا : المائدة مرزوقة . أي مَنْ كان مضيافًا وسع الله عليه . وقالوا : أول من سَنَّ القرى إبراهيم الخليل عليه السلام . وأول من ثرد الثريد وهشمه هاشم ، وأول من أفطر جيرانه على طعامه في الإسلام عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، وهو أول من وضع موائده على الطريق ، وكان إذا خرج من بيته طعام لا يعود منه شيء ، فإن لم يجد مَنْ يأكله تركه على الطريق . وقيل لبعض الكرماء : كيف اكتسبت مكارم الأخلاق، والتأدب مع الأضياف ؟ فقال : كانت الأسفار تحوجني إلى أن أفد على الناس ، فما استحسنته من أخلاقهم اتبعته ، وما استقبحته اجتنبته .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- سورة الذاريات : 24 .(2)- أخرجه : أبو داود في الأدب 5154 .