[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يا أيها العاق،
يا أيها العاق، إلى متى ستبقى على هذا الحال؟ وتخسر دنياك وآخرتك ، تعق والديك وتخسر آخرتك، ويعقك أبناؤك وتخسر دنياك، ألم يحن عليك الوقت بعد لكي تقترب من والديك وتبر بهما ؟
قرأنا منذ أيام قصة وليد الذي توفيت أمه وصرخ قائلا "يايماااا" من شدة حبه لها وحزنه على فراقها، للأسف ليس كل الناس مثله، وهناك آباء توفوا بعد معاناة كبيرة مع أبنائهم وحتى يوم موتهم لم يحضر الأبناء إلا على عيون الناس أو من أجل الورث، ومنهم من لم يحضر أصلا، كونه لا يعلم أصلا ما إن كان والداه أموات أم أحياء، كثير من الآباء ماتوا غرباء، ولم يجد الناس لمن يقدمون العزاء، ومنهم من مات وبقيت جثمانه تنتظر من يواري سوءتها، ومنهم من يعيش آخر أيامه، متلقيا أسوء المعاملة من طرف أبنائه مثل هذا الشيخ الذي يقول ....
يا وليدي
كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة صباحا، عندما اتصل الشيخ و على صوته نبرات الحزن والأسى وهو يقول...
" يا وليدي علاش ماتتكلمش على الآباء إلي يضربوهم أولادهم ويحاوزوهم من الدار في ساعة كي هاذي، علاش ؟ علاش ما رحمونيش وأنا كبير فالعمر ومريض يا وليدي، تعاونوا عليا وارماوني فالزنقة، بعدما كبرتهم ورديتهم رجال ونسا، وفرت لهم كل حاجة ونحيت من لحمي ومديتلهم، ودركا كي كبرت وضعفت وهوما كبروا أو ولاو صحاح، حقروني يا وليدي وأنا مريض مانقدرش للبرد والزنقة، لحق حتى وليدي ووليد لحمي يسبني ويقولي يا ..." قالها الشيخ في لحظة غضب، لم يتمالك نفسه ولم ألومه على ذلك، ولم أمانع من سماعها، مادام الأبناء قد أصبحوا يقولونها للآباء، ولذلك ساحاول أن أصححها في هذه القصيدة التي سميتها يا بابا، والتي أهديها لكل والد أهانه أبناءه أو نهروه أو سمع منهم شتيمة، أو حتى كلمة أف، أهدي لهم جميعا هذه قصيدة التي سميتها ...
يا بابا
هاذ الدنيا حـوالها غــــــريبــة مــــانعملوش قيــمة للحاضر ونهار تــروح الحاجة وتتخـبى لتم الي نعملولها قــيمة وقدر كم من واحد عاش في غربـة، كان مشتاق مع ولادو يهـــدر مشـتــاق يسـمـــع كـــلــمة بابا، ويقعد في مايدة معاهم ويقسر بعد مـــا شــقى وتعب أو ربى وعطـــالهم كامل واش قدر، بعد ما حمل شحال من ضربة ورفد كلشي في قلبو وصبر خدم، والخدمة كانت صعيـــبة، وكان كي يلحق راس الشهر يروح يجــيــب هـاذيك الكاتبة، ويجي يمدهالهم ليهم فاللخر الي يطلبــــوها كـــانت تتـلبـى، وكان عليهم عمــرو يتاخر رافد في يدو ورقة مكتــوبة، ويدبر راسو منيــــن يدبر كان يعطيــــهم وبلا محاسبة، وســـاعات حــتى هو مايفطر، غير باش داك الدورو يتخبى، وولادو برك مايباتوش للشـر.
هات يلبسوا الحـــاجة الشابة، وهات المحفظة ديالهم تتعمر، وهات ماتخصهم حتى لعبــة، والحاجة الي يطلبوها تحضر، ولا كاش ما تكون كاش سبــة، ولا مـــرض لا ربــــــي قدّر، ولا كاش ما تلـــحق منـــاسبة كــــان باباهم دايما حـــــاضر، المهــــم برك وليــــدو يتربـى فالعز وفالخير باش كي يكبر يتكل عليـــــه عنــد العقــوبة، ويصيبو كيما رباه فـــالصغر، المهم ربـــاهم حبــــة بحبــــة، عمللـــهم كــــــامل واش قدر، زرع فيـــهم لحنـــان والمحبة، لاكن حصد شي وحـداخر ولادو كبروا وطلعولو ذيوبا، وهذاك الخيــر ردوهـــلو شر بيـــن يديـــهم ولا لعــــــبة، ولا وليــــدو بيــــه يتمسخر، ولا قافز ويقـــــــــولك بابا، عبد قـــــديم مزال متــأخر، ولا لما يشــــوفو يتــــخبى ويحشم بيــه قدام وحدوخر، يقوللو يا شيخ في عوض بابا، هذا إيلا كان معـــاه يهدر، ولوخر ولا صحـيـح او ربّا الرقبة والــذراعتين والصدر، رفد يدو وضــــــربو ضربة صعيبة بزاف بــاش تتنغفر، و لوخرا كبرت ولات شــابة، ولات تضرب باباها فالظهر فيغيابو تعمل ما راهي حـابة، ولا ساعـــــات قدامو تجهر و وليدولاخر راح للغــربة، عجبو الزين نتــــــاع لقور عجبو الزهو نتاع أوروبا، وما زادش بـــــان عليه خبر ونسى حتى كيفاش تربى، عمبالو وحدو هكذا... كبر وستخسر في باباه كـــتيبة كلمة يطمنو بيها ويصـــــبّر وخوهم لاخر صاب السبة قـــــالك الديق وبــابانا كبر راح رفـــــــدو يـا عجابة لدار العجزة، بعد الـــعمر لما قالـــوا ارواح يــابابا، باباه تبعو وما جـابش خبر عمبالو رايح يديــه للكعبــة، ولا يـــديه بــــاش يعتامر هاذ الدنيا حوالــها غــــريبة، مـــا نعملوش قيــمة للحاضر ونهار تروح الحاجة وتتخبى، لتم الي نعملــولها قيمة وقدر
واحد النهار صرات مصيبة، باباهم مات وجــاهم لخبر جاو وتلايمو كامل في رحبة، وتعاونوا باش حفرولوا قبر قـــدام النـــاس بناولوا قبة، وعمروهالو كامل بالنواور كان حي كان مشتـــــاق حبة، كي مات علقولوعرجون تمر، عليها حبيت نقولك يــابابا انك مــاراكش جــــايب خبر، بلـــي نكنــــلك واحد المحبة مانكنهاش لانسان واحـــداخر، حبيت نقعد معاك في رحـبة، حبيت نضمك لهـــــاذ الصدر، حبيت نقولك كلمة شـــــابة، دركا يا بابا كادامك حاضر، كلمة جاتني شويا صعـــيبة بـــلاك حشـــــمة وبالاك قدر، ولا بـــالاك ولات غريـــبة ولات كلـــمة عيب تتنهدر، ولا بـــالاك ولات لمـــحبة حـــاجة تتمد بلا ما تظهر، كيما لهديـــــة لمّـــا تتخبى أو تتغلّف أو تتمـــد فالستر، ولا بــــالاك لازم يتــــربى أو يتعود عليــــها مالصغر، المهم ديــر في بــالك يا بابا، ما عرفتش برك كيفاش نعبر، وفاتت كــــــم من منـــاسبة كم من عام وكم من شهر، كم من شمعة وكم شيـــــــبة، كم من مرة ما قدرتش نهدر، هاذ الكلمة جـــاتني صعيبة، من صاب نولي لأيام الصغر كنت نقولها ضحكة ولعبــــة، نقولها وبلا ما نجيب خبر نشفى لــــما كــــــنت نتربى، يسقسوني شكون تحب، كثر دايما نحصل فـــــالإجــــابة ما بين الشمس أو بين القمر يما ونتايا شويا صعيــــبة نفكر ونفكر من بعد نـهدر يما قد السمـــــا ويــــا بابا نتــــايا نحبـــــــك قد لبحر
يا بابا دعوتك مستجــــــابة، عند ربي ما عندهاش ستر لما نكون في وسط الغابـة، فالليل دعوتك عليا تنور ولما نكون في وسط الذيابا، بدعوتك يا بابا الأمور تتيسر مادمت حي ما تزيدش تتخبى، نحبك ونقولهالك قد ما نقـدر، ويلا كان قدّر ومتت يا بابا، نجي ونجيبهالك
للامانة هذا الموضوع منقول من جريدة النهار ...............الموضع مؤثر جدا
فحاولت ان انقله للاعضاء الكرام....لرؤيتة والادلاء بارائهم.
الموضوع للمؤلف. فيصل كرشوش
شكرا