أكد
المحللون الرياضيون و الصحافة المصرية في أعدادها الصادرة اليوم الثلاثاء
أن مقابلة الجزائر مصر برسم الدور النصف لنهائي لكأس إفريقيا للأمم 2010
ستكون صعبة بكل المقاييس و طالبت الجميع بالتعامل معها على أنها مباراة في
كرة القدم.
وقالت الصحافة أن تأهل المنتخبين الجزائري
والمصري”بجدارة واستحقاق” على فريقين من ابرز الفرق الأفريقية وما تضمه من
أسماء لامعة يؤكد أن المرحلة القادمة من فعاليات البطولة دخلت “مرحلة الجد
التي لا تسمح فيها بالتعويض ولا تخضع للقواعد والأسس النمطية ”
و كتبت صحيفة “الأهرام” (الحكومية) “انه يجب على الجميع أن يتعامل معها
على أنها مباراة في كرة القدم(…) والفريق الأهدأ والأكثر تركيزا في الملعب
هو القادر على الفوز وبلوغ النهائي وليس بالضرورة فتح الملفات القديمة”.
وعادت الصحف اليوم إلى تأهل الجزائر على كوت ديفوار بعد أن خلت أمس من أي
تعليق بالنظر انتهاء المقابلة في ساعة متأخرة بتوقيت مصر حيث كتبت صحيفة
الأهرام أن الجزائر قدمت “أفضل عرض لها في البطولة وظهرت بمظهر المنتخب
المتأهل إلي نهائيات المونديال وتفوقت على كوت ديفوار على مدي100 دقيقة
بعد أن تحررت من الخوف والارتباك اللذين ميزا أداءها في ثلث الساعة الأول
خصوصا في الخط الخلفي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ” فرص التهديف التي أهدرها اللاعبون الجزائريون
أنقذت كوت ديفوار من هزيمة نكراء.
ومن جهتها أكدت جريدة “الإخبار” (الحكومية) أن محاربي الصحراء “تمكنوا
من قلب الموازين ودحض كل التوقعات والتنبؤات التي ثبت معظمها في مصالحة
الايفواريين أصحاب النجومية المتألقة لأمثال دروجبا وذكورا وغيرهم واثبتوا
أن الكرة تلعب بالعقل وليس بالإقدام والرأس” .
وأوضحت الجريدة أن المنتخب الجزائري قدم “عرضا خططيا رائعا ” مشيرة إلى
أن اللاعبين الجزائريين تحلوا ب”الشراسة في الأداء والوعي الخططي والتفهم
للواجبات ووفرة النشاط وحسن الانتشار وعمق التعاون والتفاهم وذلك لثبات
تشكيلتهم” .
و ذكرت صحيفة الدستور (خاصة) في مقال بعنوان “الجزائر تلعب مباراة العمر
وتقضي على أسطورة دروغبا وزملاءه” أن فوز المنتخب الجزائري “مفاجأة من
العيار الثقيل” حيث ” دخل المباراة ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع له حتى
أن يصل إلى ضربات الجزاء الترجيحية عن طريق التعادل في الوقتين الأصلي
والإضافي”. وقالت أن “الثقة الزائدة واللعب بصورة استعراضية أضاع المنتخب
الجزائري فرصة فوز تاريخي وعريض على المنتخب الايفواري الذي تاه في
المباراة تماما ” .
ووصفت صحيفة “الشروق الجديد” (الخاصة) أن مباراة الجزائر كوت ديفوار كانت
“درامية ومثيرة ومجنونة ولو سئلت عن سيرها قبل ان تبدأ لما تخيلت
هذاالسيناريو العجيب (…) كانت المباراة ابلغ تفسير للفارق بين منتخبات
وكرة الشمال الإفريقي وبين منتخبات غرب القارة السمراء ” .
وأفادت صحيفة الحياة في طبعتها الصادرة في القاهرة أن أشبال سعدان لقنوا
“فيلة كوت دفوار” درسا في الواقعية والانضباط التكتيكي والروح القتالية
وأيضا
في حب الوطن على حد تعبير مجيد بوقرة صخرة الدفاع المنتخب الجزائري وقدموا
للعالم صورة الخضر تختلف عن تلك التي أظهروها في المباريات الأولى” وأضافت
أن”الوجه الجزائري المميز سيدفع بمدربي انكلترا وأمريكيا وسلوفينيا إلى
إعادة حساباتهم بشان المنتخب الجزائري في المواجهات المرتقبة بينهم في
المونديال المقبل في جنوب إفريقيا.
واعترف خبراء وتقنيون مصريون في تعليقاتهم التي فتحت لها صفحات الجرائد
المحلية أن المنتخب الجزائري من الفرق القوية التي تستحق الإشادة وفي حالة
استمرار الجزائر بنفس لمستوى ستكون هناك صعوبة أمام المنتخب المصري .
واعتبر الصحافي “جمال مكاوي” من جريدة الجمهورية أن المنتخب الجزائري كان
الأحق والأفضل بالفوز على كوت ديفوار الذي لم يكن على نفس المستوى من
الخبرة والذكاء والتركيز وهدوء الأعصاب على الرغم من قوة الفريق التي كانت
واضحة . وأوضح المباريات في مثل هذه البطولات يكون الذكاء الفطري والمكر
والإخلاص والعزيمة وقوة الأعصاب دور لا يقل أهمية عن القوة والمهارات في
حسم نتائجها وقال المدير الفني للمنتخب الاولمبي المصري هاني رمزي أن
محاربي الصحراء تفوقوا خلال المباراة فنيا وبدنيا وقدموا أداء رائعا
استحقوا عليه الفوز وكانوا عند حسن الظن.
وقال أن مستوى المنتخب الجزائري في تقدم مستمر وفي حالة أدائه في مباراة
الدور قبل النهائي بهذا الشكل يمكنم بلوغ النهائي والحصول على البطولة .
واتفق نجم الزمالك السابق احمد عبد الحليم مع زميله هاني وقال أن مباراة
الجزائر كوت ديفوار “تستحق أن يطلق عليها مباراة البطولة الإفريقية ”
مضيفا أن المنتخب الجزائري ” لعب 120 دقيقة دون اهتزاز في المستوى وكان
واثقا من إمكانياته وقدراته واستطاع مجاراة لاعبي كوت ديفوار والتفوق
عليهم ” .
ومن جهته قال الخبير الكروي محمود بكر أن مباراة الجزائر كوت ديفوار كانت
بين ” فريق يلعب بانتمائية وأخر يلعب بتعال ” وأضاف “ان فارق الطموح كان
مختلفا بالنسبة للفرقين حيث كانت للجزائر الرغبة والطموح في تحقيق
الانتصار”.
وشاطره زميليه عضو مجلس إدارة نادي الزمالك إبراهيم يوسف ان المنتخب
الجزائر قدم واحدة من اجمل مبارياته على مدار 20 عاما ولاعب كوت ديفوار
بندية كبيرة وكان بإمكانه الفوز بنتيجة كبيرة لو استغل مهاجموه الفرص التي
أتيحت لهم في الوقت الإضافي .
وأكد احد مسؤول نادي المقاولين عمرو أبو المجد أن وصول المنتخب الحالي
للجزائر للمربع الذهبي يؤكد انه فريق جيد ويمتلك مهارات فنية طيبة ولديهم
مدير فني يستطيع توظيف قدرات اللاعبين في الوقت المناسب. وأوضح أن فوز
المنتخب الجزائري يعد مفاجأة لأنه تخطى منافسا قويا مشيرا إلى انه استفاد
من أخطائه في الدور الأول.
و حفلت الصحف المحلية بأخبار وتعاليق عن المنتخب المصري الذي فاز على
منتخب الكاميرون ب3 مقابل 1 في مباراة قوية ومثيرة على مدى شوطيها وقالت
الصحف أن منتخب مصر أصبح متخصصا في الفوز على الكاميرون مهما كانت الظروف
والدوافع والإمكانيات.