بعد معاناة وصبر طويلين فتح سكان حي ديار
الشمس ببلدية المدنية صفحة حياة جديدة على وقع انطلاق عمليات إعادة الإسكان
التي انطلقت ليلة أمس ( السبت ) في حدود الساعة العاشرة ليلا وكانت 50
بالمائة من الشاحنات مملوءة بالأثاث المنزلي ،لترحل هذا الأحد 205 عائلات
كانت قاطنة ببيوت قصديرية إلى سكنات جديدة لائقة بحي الطاهر بوشات
بتقصراين بلدية بئر خادم.
وتندرج
عملية الترحيل هذه التي ستستمر لمدة 3 أيام في إطار إستراتيجية رئيس
الجمهورية الخاصة بإعادة إسكان قاطني البيوت الهشة.
وفي هذا السياق صرح رئيس بلدية المدنية موفق عبد الرحمان أن عملية إعادة
إسكان ديار الشمس تعد أولى عمليات الترحيل التي تشهدها ولاية العاصمة وهي
تخص 512 عائلة ستستفيد من سكنات لائقة منها 205 عائلات قاطنة بسكنات فوضوية
كمرحلة أولية و 307 أخرى تقطن في شقق بخمس عمارات سترحل يوم الثلاثاء
المقبل إلى حي جنان سفاري ببئر خادم كمرحلة ثانية.
وقال موفق عبد الرحمان أن هذه العملية
جرت في ظروف محكمة التنظيم ،حيث سخرت فيها كافة الوسائل المادية والبشرية
داعيا المواطنين أن يكونوا في مستوى الحدث ويلتزمون بالهدوء والنظام
لإنجاح عملية الترحيل.
من جهته أوضح الوالي المنتدب لسيدي أمحمد
محمد العيد خالفي أن هذه العملية تدخل في إطار إعادة تأهيل الحي بحيث ستعرف
العمارات التي ستفرغ من السكان إعادة تأهيل لتحول إلى شقق تتكون من ثلاثة
وأربعة غرف.
وسيخصص يوم غد ( الاثنين ) لجمع النفايات
التي نتجت عن تهديم البنايات الفوضوية التي أعيد إسكان قاطنيها على حسب ما
ذكره خالفي مبرزا أن هذه العملية تعد من أهم عمليات إعادة الإسكان في
المنطقة بالنظر لحجم حي ديار الشمس الذي تقطنه 10 آلاف نسمة أي قرابة 1600
عائلة.
كما أكد مدير السكن لولاية الجزائر محمد إسماعيل أن عملية الترحيل تجري
بصفة عادية وبدون مشاكل بحيث تم تخصيص مكتبين لاستقبال المستفيدين وتوجيههم
للشقق الجديدة بعدما تم ضبط القوائم بالتنسيق مع لجان الحي.
المستفيدون : بعد معاناة
ويأس كبيرين نستعيد الأمل من جديد
وبدورهم عبر سكان حي ديار الشمس عن فرحتهم
لموقع الإذاعة الجزائرية الذي عاش معهم هذه اللحظات السعيدة حيث أعرب
القاطنون عن غبطتهم وسرورهم بهذا الترحيل وإعجابهم بسكناتهم الجديدة التي
تتوفر على كل المرافق الضرورية بعدما عاشوا 40 سنة من المعاناة واليأس
والضياع .
هذا وارتسمت أجواء الفرح على حي ديار
الشمس منذ الساعات الأولى من انطلاق عملية الترحيل حيث بدت علامات السعادة
واضحة على وجوه العائلات المستفيدة الذين تنقلوا إلى حيهم الجديد طاهر
بوشات بتقصراين وكلهم شوق لدخول شققهم الجديدة التي يتراوح عدد الغرف بها
من 3غرف إلى 4 غرف .
وأعرب أحد أحمد بوناب القاطنين بحي ديار
الشمس عن فرحته الشديدة بهذا الترحيل الذي طالما انتظره هو وعائلته
المتكونة من 7 أفراد بعد 10 سنوات من المعاناة في بيت فوضوي.
نفس الفرحة التي عاشتها زكية خاصة وأنها عانت الأمرين هي وأولادها فعلى
مدار 10 سنوات وهي تعيش داخل بيت قصديري يفتقر إلى أدنى شروط الحياة ليتحقق
حلمها وتدخل البهجة إلى قلوب أولادها الذين طالما تمنوا الحصول على سكن
لائق .
ولم يخف أحد القاطنين بذات الحي خير الدين عمر سعادته الكبيرة بهذه
السكنات الجديدة مبرزا حجم المعاناة التي عاشها برفقة عائلته المتكونة من 8
أفراد منها نسبة الرطوبة العالية في فصل الشتاء وتسرب مياه الأمطار التي
تسببت في اهتراء جدران بيته فضلا عن الضيق الشديد الذي يعيشونه .
كما عبرت لنا ربة العائلة المتكونة من 10 أفراد عقيلة زيتوني عن فرحتها
بطريقتها التي استقبلتنا بالزغاريد لدرجة أنها لم تستطع كبح مشاعرها وأجهشت
بالبكاء ،فمنذ 35 سنة وهي تعيش تحت وطأة الضيق الشديد هي وأسرتها ولم تعرف
يوما معنى الاستقرار والأمل الذي أدركته اليوم بعد طول انتظار على حد
تعبيرها.
أما القاطن أحمد بورنان فقد ترجم فرحته هو وأسرته المتكونة من 7 أفراد
بابتسامة عريضة حيث قال “بعد 40 سنة من المأساة والضيق واليأس والقهر
نسترجع الحياة ونولد من جديد بعدما كنا أشبه بالأموات”.
وأجمعت كل هذه العائلات على أنها استعادت
الأمل وتخلصت من معاناة حقيقية بعد حصولها على هذه السكنات الجديدة التي
ستغير حياتهم رأسا على عقب خاصة وأنهم عاشوا أوضاعا مزرية بهذا الحي
سواء من ناحية الضيق الشديد فسكناتهم القديمة التي تحوي على غرفة واحدة
ومطبخ حولت حياتهم إلى جحيم لدرجة أن معظم أفراد الأسرة تضطر إلى المبيت
خارجا مما أدى إلى انتشار السرقة وتفشي كل مظاهر الانحلال الخلقي من تعاطي
مخدرات وأقراص مهلوسة خاصة من قبل فئة الشباب