دعا الباحث والأستاذ الجامعي
أحمد عظيمي إلى ضرورة إنشاء مراكز أبحاث تابعة للقطاع الخاص ومراكز تابعة
للجامعات تضطلع بمهمة دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب لاجتثاث ونزع هذه الفكرة
من عقول الجزائريين بهدف عدم تكرار المأساة ثانية.
وقال عظيمي في ندوة صحفية نظمت بمركز
الشعب للدراسات الإستراتيجية حول “الاتصال والإعلام في مواجهة الإرهاب ” أن
الجزائر وصلت إلى مرحلة مهمة في الحد من ظاهرة الإرهاب، لكنها لم تصل بعد
إلى المرحلة الأهم وهي معالجة هذه الظاهرة بدراسة الأسباب التي أدت إلى
ظهور الإرهاب “، مؤكدا إمكانية عودة الإرهاب بعد 15 سنة أو أكثر إن لم تتم
معالجة هذه الأزمة بعمق من خلال استخلاص الدروس من الماضي عن طريق البحث
والدراسة .
وفي حديثه عن دور الاتصال في تغيير ذهنيات
الجماهير، شدد الأستاذ عظيمي على ضرورة فتح قطاع السمعي البصري على القطاع
الخاص، لكن هذه العملية يجب أن تتم وتضبط بشروط معينة لأن التلفزيون
العمومي –حسبه- مهما كانت كفاءة الفاعلين فيه إلا أن هذه الوسيلة لا تستطيع
ملء الفراغ لكونها تمثل الوقف الرسمي للدولة.
كما أكد عظيمي على أنه يتعين على وسائل
الإعلام خاصة البصرية الترويج والتعريف بالرموز الوطنية أي النخب الجزائرية
التي هي مغيبة تماما في لأغلب قنوات الاتصال وتقريبها إلى المتلقي
الجزائري موضحا أن هذه الرموز سيكون لها تأثيرا كبيرا في تغيير ذهنيات
الجزائريين وتوجيههم.
هذا ويرى المتحدث أن الجزائر بحاجة إلى
صحافة رأي التي هي مغيبة في أغلب الصحف الجزائرية.
كما اعتبر عظيمي المسجد أكبر مجال اتصالي
لاستقطابه أعدادا هائلة من الجزائريين داعيا في هذا الصدد إلى وضع هيئة
تتكون من مجموعة من المختصين في علم النفس وفي الدين والسياسة تحرص على
كتابة الخطاب المسجدي لنزع فكرة الإرهاب والعنف تماما من فكر الجزائريين
وتوعيتهم وكذا لغرس ثقافة التسامح فيما بينهم.