كشف ، الاستاذ سنوسي سيد أحمد، مدير مخبر بيوتكنولوجيا الإنتاج
النباتي بجامعة سعد دحلب بالبليدة أن هذا الأخير حقق نتائج “جد مشجعة” و
بالوسائل المتاحة في مجالات مختلفة مثل الزراعة المنتجة في المناطق
القاحلة و الزراعة خارج التربة و معالجة مياه الصرف الصحي و المياه
المالحة و استغلالها في السقي .
واسر، بان المخبر تمكن من نقل هذه التكنولوجيا إلى الجزائر من المركز
الوطني للبحث في العلوم الزراعية المتواجد بمدينة فرساي الفرنسية و جامعتي
أفينيون و ليموج الفرنسيتين.
و في هذا الإطار يعرض المخبر لزواره شريط فيديو حول هذه التقنية و التي
وصفها الاستاذ سنوسي بأنها ذات مردودية كبيرة إذ يفوق الإنتاج الزراعي خارج
التربة خمس مرات الإنتاج العادي (أي داخل التربة) و بالتالي بإمكان هذه
التكنولوجيا تحقيق الإكتفاء الغذائي في الجزائر.
وعاد ليؤكد أن الجزائر تملك هذه التكنولوجيا بفضل ذات المخبر ولا يبقى سوى
التجسيد الميداني لها فقط .
و عن واقع و آفاق البحث العلمي المتعلق بقطاع الفلاحة اعتبر مدير المخبر
أن الزراعة لم تعد حكرا على المناطق ذات التربة الخصبة و الإنتاج العالي
بل على العكس تماما إذ أن المناطق الجافة و الصحراوية و القاحلة بسبب ملوحة
مياهها أو طبيعة تربتها صارت هي الأخرى على نفس درجة الأهمية و المردودية.
وأوضح أن هذا أصبح واقعا ملموسا بفضل البحوث التي يقوم بها المخبر عن طريق
فرق البحث الأربعة المتخصصة في مشاريع بحث متنوعة مثل التقنية التي طورها
المخبر من خلال مشروع البحث العلمي حول “إعادة معالجة المياه المالحة و
استعمالها في التغذية المعدنية للنباتات الزراعية” فضلا عن الأبحاث في
إعادة معالجة مياه الصرف الصحي حيث استعمل المخبر في هذا الإطار عينة من
مياه واد الشلف المعالجة و حققت نتائج طيبة على بعض الأنواع من الخضر التي
تعرض في المخبر مثل الباذنجان الطماطم و الخيار.
وأضاف انه من شأن الأبحاث الخاصة باستغلال مياه الصرف الصحي و مياه
السبخات المالحة أن تقدم حلولا لبعض مناطق الجنوب الشرقي الجزائري مثل واد
سوف و بسكرة التي تشكو من ظاهرتي ملوحة و صعود المياه المهددة للثروة
الفلاحية لاسيما واحات النخيل.
كما أن للزراعة خارج التربة مميزات عديدة منها السرعة في الإنتاج و إمكانية
توفر المنتجات الفلاحية على مدار السنة و عدم اعتمادها على الآليات
الفلاحية الضخمة كالجرارات فضلا عن الاقتصاد في مياه السقي. و أهم ميزة
ركز عليها الباحث هي سرعة توظيب المنتوج وإرساله إلى السوق مما يقلص من
هامش المضاربة و الاحتكار.
و الزراعة خارج التربة هي تقنية يتم فيها استعمال صفائح مصنوعة من مواد
تعتبر وسطا مناسبا لإنتاش البذور و التي يتم نقلها إلى صفائح أكبر حجما
كلما زاد حجم النبتة بالتوازي مع سقيها بانتظام بواسطة أحواض مائية و توفير
جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموها.
ويمكن لذات التقنية أن تشكل مشاريع مربحة للمستثمرين في إطار تعاونيات
فلاحيه يمكن تسميتها بالتعاونيات الخضراء خاصة للشباب منهم و في جميع مناطق
الوطن بدون استثناء لاسيما و أن التوجه العام للجزائر هو الاقتصاد الفلاحي
لأن القطاع الفلاحي صار ينتظر منه أن يلعب دورا أكثر أهمية مقارنة
بالقطاعات الأخرى حسبما يرى رئيس مصلحة الإنتاج الحيواني و النباتي بمديرية
المصالح الفلاحية لولاية البليدة.
و يشار أيضا إلى ، أن المخبر لديه بحوث أخرى في مجال مبيدات الحشرات و
الديدان المتلفة للحقول الزراعية أين تجري دراسات لتطوير مبيدات جديدة حسب
تطور مناعة الحشرات بالإضافة إلى أبحاث حول التربية المخبرية لمختلف
الأحياء كالطفيليات و الحيوانات التي تفيد في القضاء على الحشرات الضارة و
هذا دون الإضرار بالبيئة أوالمزروعات.
و بالموازاة مع هذه البحوث يشرف المخبر على تكوين طلبة الماجستير و
الدكتوراه و لديه مشاركات في ملتقيات وطنية و دولية بالإضافة إلى منشورات
بمختلف اللغات في مجلات وطنية و دولية مثل جريدة مركز الفلاحة الأوروبي.
و لم يفوت الاستاذ سنوسي الفرصة ليضم صوته إلى صوت وزير التعليم العالي و
البحث العلمي رشيد حراوبية الذي دعا الصناعيين و المستثمرين إلى الاستفادة
من البحوث العلمية و ذلك بمناسبة الأسبوع الوطني حول البحث العلمي الذي نظم
مؤخرا (من 14 إلى 18 مارس) بجامعة باب الزوار لأن الوظيفة الأولى للبحث
العلمي كما أبرز ذات المتحدث هي تقديم الحلول لمختلف المشاكل و الصعوبات
في شتى المجالات.