وجهت واشنطن دعوة رسمية إلى الجزائر
للمشاركة في القمة الدولية “حول الأمن النووي” المقرر انعقادها في 12 أفريل
الجاري بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تأتي في إطار تقوية العلاقات
بين البلدين.
وتهدف هذه القمة إلى الوصول إلى صياغة
اتفاقية دولية مشترك بشأن أمن الأسلحة النووية، وكانت وكيلة وزيرة الخارجية
الأمريكية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي آلان تاوشير، أوضحت أن
الرئيس باراك أوباما يسعى من خلال هذه القمة لضمان اتفاق دولي مشترك على
أعلى مستوى بشأن ضبط الأسلحة النووية.
وقد عبر الرئيس باراك أوباما عن ارتياحه
في ما يخص العلاقات القائمة بين الجزائر و الولايات المتحدة وبين شعبي
البلدين، وذلك حسب ما صرح به وزير العدل الأمريكي اريك هولدر أمس، الذي
أضاف قائلا أن “العلاقات بين البلدين قوية و متينة”.
وكان اريك هولدر الذي يقوم بزيارة إلى
الجزائر، حظي باستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأربعاء،
بالجزائر العاصمة بإقامة جنان المفتي بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد
مدلسي ووزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز. كما أستقبل من لدن وزير
الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني كذلك.
وأشار هولدر إلى أن “البلدين يواجهان نفس
المشاكل ولحل هذه المشاكل عليهما العمل معا سيما فيما يخص مكافحة الإرهاب و
تهريب المخدرات و الإجرام الإلكتروني”.
وبهذه المناسبة وقعت الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية أمس على إتفاقية
تعاون في المجال القضائي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
ووقع على الإتفاقية عن الجانب الجزائري
وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز، وعن الجانب الأمريكي وزير العدل إريك
هولدر بحضور إطارات من وزارة العدل و الوفد المرافق للمسؤول الأمريكي.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد بلعيز أن التوقيع على هذه الإتفاقية مع الجانب
الأمريكي يؤكد “تقاسمنا الإرادة و العزيمة في تعاوننا على محاربة الإجرام
بجميع صوره و أشكاله”.
كما ذكر الوزير ، أن الجزائر التي تعيش
مرحلة إصلاحات “جذرية وعميقة” في جميع المجالات و الميادين منها قطاع
العدالة “يهمها كما يهم جميع الدول و الشعوب تحصين نفسها من الإجرام بجميع
صوره وأشكاله لاسيما في صورته المنظمة العابرة للحدود التي لا تقتصر آثارها
الوخيمة على مجتمع دون غيره”.
و شدد على أن الجزائر “تدرك أن الجريمة
المنظمة وعلى رأسها الإرهاب باتت تشكل تهديدا على أمن المجتمع الدولي”.
كما أشار، في السياق ذاته ، إلى أن الجزائر تدرك “تمام الإدراك” أن مكافحة
الجريمة المنظمة و آفة الإرهاب “يتحتم على المجتمع الدولي تعاون و تكاتف
جادان من أجل الوقاية منها بجميع الوسائل و الطرق”.
في هذا الشأن ذكر بلعيز بتوقيع الجزائر
على أزيد من 85 إتفاقية ومعاهدة مع أكثر من 43 دولة في مجال مكافحة الجريمة
المنظمة و آفة الإرهاب منوها باتفاقية التعاون التي تم التوقيع عليها مع
الولايات المتحدة التي – كما أوضح – ستليها اتفاقيات ومعاهدات أخرى.
و قال أن الجزائر “ستبقى يدها ممدودة
لجميع الدول التي تريد أن تبني معها علاقات إحترام و تبادل للمصالح” ،
معربا عن رغبة الجزائر في إقامة “علاقات واسعة” مع الولايات المتحدة تشمل
جميع القطاعات بما فيها العدالة.
في الأخير أكد الوزير أنه قبل دعوة نظيره الأمريكي لزيارة الولايات المتحدة
معربا عن إستعداده لإعطاء محاضرات بالمؤسسات الأمريكية حول إصلاح العدالة
بالجزائر.
من جانبه أبرز وزير العدل الأمريكي أهمية
الإتفاقية الموقع عليها بين الجانبين معتبرا إياها “إطارا هاما” في مجال
التعاون القضائي.
كما قال أن إنتشار الجريمة يجعل “من الضروري” تطوير بعض الوسائل في مجال
التعاون الدولي لمكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة و الإرهاب التي أصبحت
“تهدد أمن و إستقرار العالم”.
كما وصف هولدر التوقيع على هذه الإتفاقية
ب”خير دليل” على الإرادة “القوية و المشتركة” للبلدين لمحاربة الجريمة
المنظمة و الإرهاب ، موضحا أنها “اتفاقية شاملة تغطي عددا كبيرا من
الجرائم” ، مضيفا أنها “ستعزز التعاون المتنامي بين الجانبين” في مجال
مكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة.
كما نوه المسؤول الأمريكي بالمجهودات التي
بذلتها مجموعة الخبراء من الجزائر والولايات المتحدة من أجل تحرير نص
الاتفاقية الموقع عليها.